منتديات واحة القصر الكبير
منتديات واحة القصر الكبير
منتديات واحة القصر الكبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات واحة القصر الكبير

๑۩۞۩๑مرحباً بكم جميعاً في واحة القصر الكبير ๑۩۞۩๑
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العلاقات الدنماركية المغربية

اذهب الى الأسفل 
+18
sharon
alharrak
rabuhh
manzah
fadwa
mariam
aomui
ابن عربى
Mohieddine
samiraa
yazdi
saudi
Tawf
fatr
Aranzazu
hard_mix
samirui
nihal
22 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
nihal

nihal


عدد المساهمات : 1164
نقاط : 1341
السٌّمعَة : 37
تاريخ التسجيل : 14/09/2010
العمر : 40
الموقع : الجمهورية العربية السورية

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الأربعاء أكتوبر 19, 2022 9:20 am

اقتباس :
العلاقات الدنماركية المغربية
في يناير 2008


ramj saj faloor faloor saj ramj

العلاقات الدنماركية المغربية 7c134a10

العلاقات الدنماركية المغربية تشير إلى العلاقات الدبلوماسية بين الدنمارك والمغرب. الدنمارك لديها سفارة في الرباط والمغرب لديه سفارة في كوبنهاغن. الدنمارك تقوم بإرسال المساعدات إلى المغرب كجزء من  برنامج الشراكة الدنماركية-العربية. في يناير 2008، زار وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر المغرب من أجل افتتاح السفارة الدنماركية في الرباط.

في عام 2006، بلغ مجموع الصادرات الدنماركية إلى المغرب إلى حوالي 203 مليون دولار أمريكي، أما حجم الصادرات المغربية إلى الدنمارك فقد بلغ حوالي 18 مليون دولار أمريكي.

في يونيو 2004، قال وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر أن بلده «لا تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية»، واعتبر الوجود المغربي في الصحراء الغربية «غير شرعي» و «غير مقبول».

في يناير 2011، شدد وزير الخارجية الدنماركي لين إسبرسن على أن: «حقوق الإنسان ولا سيما حرية التجمع وحرية الصحافة، هو جزء أساسي من استمرار الحوار الثنائي بين الدنمارك والمغرب».

التاريخ
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين الدنمارك والمغرب في عام 1957. افتتح المغرب بعد ذلك بعامين، سفارته في أوسلو، النرويج والتي كانت معتمدة في الدنمارك. في عام 1999، أغلقت الدنمارك سفارتها في المغرب لأسباب تتعلق بالميزانية. في عام 2006، الدنمارك إعادة فتح سفارتهم في الرباط البلدين المطلوب لتعزيز العلاقات الثنائية والتجارة. في تشرين الثاني / نوفمبر 2008، الدانماركية الأميرة ماري زار المغرب إلى ناحية أكثر من 3500 صناديق ليغو للأعمال الخيرية.

الاتفاقات
في 25 يوليو 1767 وقعت معاهدة بين الدنمارك والمغرب. في ديسمبر 1976، وقعت الدنمارك والمغرب اتفاقاً اقتصادياً وتقنياً. وفي مايو  2003، تم توقيع اتفاق بين البلدين يُعنى بحماية الاستثمارات المتبادلة. وفي عام 2004، المغرب والدنمارك توقعان اتفاقا للتنقيب عن النفط  في سواحل طرفاية.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الدانمارك: استيراد منتجات من الصحراء ما فيه حتى مشكل
الإثنين 24 يوليو 2017 على الساعة 17:17


ramj saj faloor faloor saj ramj

العلاقات الدنماركية المغربية 9087a510

أكدت وزارة الشؤون الخارجية الدنماركية أن استيراد المنتجات من الصحراء قانوني ولا يتعارض مع الشرعية الدولية، لأن سكان الصحراء يستفيدون بشكل مباشر من موارد هذه المنطقة.
ونقلت وثيقة للوزارة عن وزير الشؤون الخارجية الدنماركي، أندرس سامويلسن، تصريحه بأن “استيراد المنتجات من الصحراء قانوني ولا يتعارض مع الشرعية الدولية، وسكان الصحراء يستفيدون بشكل مباشر من الموارد في منطقتهم”.
وأبرز المصدر ذاته أنه تم الإدلاء بها التصريح في البرلمان الأوروبي وتم تجديد تأكيده في إطار جلسة عمل في البرلمان الدنماركي يوم الاثنين الماضي (17 يوليوز).

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

سفير الدنمارك يشيد بقوة العلاقات المغربية الدنماركية ويشكر المغاربة على تضامنهم مع قضية السائحتين
20:01 - 21 ديسمبر 2018


ramj saj faloor faloor saj ramj

العلاقات الدنماركية المغربية 7c134a10

عبرت مملكة الدنمارك عن شكرها وامتنانها للشعب المغربي، اليوم الجمعة، وذلك عقب تضامنه مع البلد على خلفية الجريمة الإرهابية التي نفذها أفراد منتمين لجماعة متطرفة في حق سائحتين اسكندنافيتين بمنطقة إمليل، بضواحي جبل توبقال يوم الاثنين الماضي.

وبحسب ما ورد في رسالة خطها السفير الدنماركي بالمغرب، نيكولاي هيريس، فإن بلاده تعبر عن تقديرها لتضامن المغاربة مع الدنمارك عبر العديد من التصرفات الإيجابية، والتي تمثلت في قيام مواطنين بوضع شموع وأزهار أمام السفارة، بالعاصمة الرباط، في إشارة واضحة إلى مؤازة أهل المغرب للدنماركيين على خلفية الواقعة الأليمة.

ووفقا للرسالة ذاتها، التي حملت في طياتها خالص عبارات الود والمحبية بين المملكتين المغربية والدنماركية، فإن هذا الأخيرة اعتبرت تلك الجريمة الإرهابية بمثابة "عمل بغيض"، مشيدة في الوقت نفسه بالجهود المبذولة من لدن السلطات المغربية لمحاسبة المسؤولين عن الواقعة الشنيعة قضائيا.

ولم يفوت نيكولاي هاريس الفرصة للتعبير عن تقديره للحوار الجاري بين مسؤولي المغربي والدنمارك.

يذكر أن أفرادا منتمين لجماعة إرهابية كانوا قد أقدموا على إنهاء حياة شابتين، دنماركية ونرويجية، بمنطقة إمليل (ضواحي مراكش)، بطريقة وصفها المتابعون بـ "بشعة"، قبل أن يتم اعتقالهم من لدن عناصر الأمن بالمدينة الحمراء.

العلاقات الدنماركية المغربية Img-2011

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

بالفيديو: شاهد لحظة تسليم جثتي السائحتين ضحيتي العملية الإرهابية بإمليل
21/12/2018-حفيظ الصادقعلى الساعة | 11:15


ramj saj faloor faloor saj ramj

العلاقات الدنماركية المغربية 7c134a10



شاهد لحظة تسليم جثني السائحتين ضحيتي جريمة الحوز لسلطات بلديهما

استلم مسؤولو السفارتين الدنماركية والنرويجية جثتي السائحتين الاسكندنافيتين، ضحيتي الجريمة الإرهابية بمنطقة إمليل، واللتان تم ذبحهما على يد أربعة أفراد منتمون لجماعة متطرفة، والذين ما يزال التحقيق جاريا معهم حول ملابسات هذه الجريمة الإرهابية.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

السفير الدنماركي هاريس: أنا مرتاح وسعيد في المغرب ومُعجب بالتنوع الطبيعي للبلد
12 mars 2020


ramj saj faloor faloor saj ramj

العلاقات الدنماركية المغربية Photo_10

حلّ السيد نيكولاي هاريس، سفير مملكة الدنمارك المعتمد في المغرب، ضيفا هذا الصباح على برنامج "مومو مورنينغ شو" على إذاعة هيت راديو، حيث تحدّث عن ارتباطه بالمغرب وعن العلاقات الاقتصادية والثقافية التي تجمع البلدين.

وقال السيد هاريس إنه تسلّم مهامه كرئيس للبعثة الديبلوماسية لبلاده في المغرب سنة 2018، مسجّلا أن المغرب بلد يسهل العيش والاندماج فيه، وأضاف "أنا مرتاح وسعيد في المغرب، البلد رائع والناس مضيفون ومرحبون ولطفاء[..] لقد زرت عددا من المدن المغربية، كمراكش، الصويرة، طنجة، الرشيدية تطوان وكلميم وغيرهم، وأعجبت بحجم التنوع الكبير بين كل منطقة وأخرى".

وتحدّث السفير الدنماركي، نيكولاي هاريس، أثناء حلوله ضيفا على برنامج "مومو مورنينغ شو"، عن حجم التواجد الاقتصادي لبلده في المغرب، حيث أشار إلى أن الدنمارك كانت ثالث أكثر دولة تتأتى منها الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المغرب في سنة 2018، وتحديدا في مجال النقل واللوجيستيك، مؤكدا عن رغبة العديد من الشركات الدنماركية في الاستثمار والتواجد في السوق المغربية.

في المقابل، أبرز السيد هاريس أن عدد السياح الدنماركيين القادمين إلى المغرب عرف ارتفاعا في السنوات الأخيرة، حيث تم تسجيل توافد أزيد من 45 ألف سائح دنماركي إلى المغرب في سنة 2018، بينما يبلغ عدد الدنماركيين المقيمين في المغرب حوالي مائتي مواطن.

ولم يفت لمومو أن يتبادل الحديث مع ضيفه سفير مملكة الدنمارك، عن مجموعة من الحقائق والأمور التي يجهل الكثيرون أن أصولها تعود إلى الدنمارك، ويتعلّق الأمر بلعبة الليغو والشخصية الأسطورية حورية البحر، كما شارك مع مستمعيه معلومات تخصّ هذا البلد الاسكندنافي، من بينها أن العلم الدنماركي يعدّ الأقدم في العالم ويعود إلى سنة 1219، وأن نصف سكان كوبنهاغن يذهبون إلى العمل بدراجة هوائية، كما يملك تسعة من أصل عشرة دنماركيين دراجة هوائية، بينما تضم البلد أقدم حديقة ملاهي في العالم.

وتناول السفير الدنماركي في الرباط، خلال حديثه مع مومو، تجربته الكبيرة في العمل الديبلوماسي الذي انطلق في سنة 2001 بوزارة الشؤون الخارجية لبلاده، ثم أعقبتها تجارب أخرى كنائب رئيس للبعثة الديبلوماسية الدنماركية في ليتوانيا، وتركيا، كما عمل كرئيس قسم شمال افريقيا والشرق الأوسط بالوزارة، قبل أن يصبح سفيرا للمغرب وموريتانيا منذ سنتين.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

مستثمرون دنماركيون يطلقون مشروعا ضخما بالمغرب
نشر في 29 أبريل 2022 الساعة 22 و 15 دقيقة


ramj saj faloor faloor saj ramj

العلاقات الدنماركية المغربية 7c134a10

من المرتقب أن يقوم مستثمرون من الدنمارك بإطلاق مشروع ضخم لإنتاج وقود الهيدروجين بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
وأفادت وسائل إعلام وطنية، أنه تم وضع ملف مشروع ضخم بالمركز الجهوي للاستثمار بكلميم، يهم إنتاج وقود الهيدروجين النظيف بجماعتي المحبس والبيرات، وذلك بالاعتماد على مياه بحر الشاطئ الأبيض.

وكشفت المصادر ذاتها، عن فتح معاهد مختصة في تدريس الشعب والمهن المتعلقة بالطاقات المتجددة لتأهيل الموارد البشرية القادرة على العمل في مثل هذه المشاريع، ابتداء من الموسم المقبل.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

مستثمرون من الدانمارك يعتزمون إطلاق مشروع ضخم بالصحراء المغربية
الأحد 1 مايو 2022 - 2:41


ramj saj faloor faloor saj ramj

العلاقات الدنماركية المغربية 7c134a10

يستعد مستثمرون من الدانمارك لإطلاق مشروع ضخم، لإنتاج وقود الهيدروجين بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.

وبهذا الشان، وضعوا ملف مشروع ضخم بالمركز الجهوي للاستثمار بكلميم يهم إنتاج وقود الهيدروجين النظيف بجماعتي المحبس والبيرات، وذلك بالاعتماد على مياه بحر الشاطئ الأبيض.

وقد عقدوا الاثنين الماضي، لقاء مع ممثلي جهة گلميم وادنون وولاية كلميم والمركز الجهوي للاستثمار ورؤساء الجماعات المعنية، لتقديم مشروعهم الذي سيعود بالنفع الكبير على المنطقة تنمويا وخلق فرص لتشغيل الشباب.

ومن المرتقب، فتح معاهد مختصة في تدريس الشعب والمهن المتعلقة بالطاقات المتجددة لتأهيل الموارد البشرية، القادرة على العمل في مثل هذه المشاريع ابتداء من الموسم المقبل.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

نائب برلماني دنماركي يدعم مبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء المغربية
الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 - 18:17


ramj saj faloor faloor saj ramj

العلاقات الدنماركية المغربية 7c134a10

تباحثت رئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج نادية بوعيدا، أمس بالرباط، مع نائب وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الدنماركي ناصر خضر على هامش زيارة صداقة وعمل للمملكة.

وقال ناصر خضر أثناء حديثه مع بوعيدا، إن “مبادرة الحكم الذاتي في إطار الشرعية الدولية هي الحل الأمثل للنزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية”.

وأضاف إن “مملكتي الدانمارك والمغرب تحترمان المبادئ المتعلقة باحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية والالتزام بالشرعية الدولية وحل النزاعات عبر الحوار”.

وأفاد بلاغ لمجلس النواب أن المباحثات بين الجانبين تركزت حول سبل تعزيز علاقات التعاون بين اللجنتين البرلمانيتين المغربية والدانماركية.

وأشار البلاغ إلى أن بوعيدا أكدت على أهمية الحوار والعمل المشترك بين المؤسستين التشريعيتين عبر تكثيف الزيارات وفتح قنوات التواصل وتقاسم الخبرات وتكثيف التنسيق والتشاور في مختلف المحافل البرلمانية الدولية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتطرق الجانبان قضايا الهجرة والتأطير الديني للجالية المغربية بالخارج، حيث تناولت بوعيدا موضوع الجهود التي تبذلها المملكة في هذا الصدد، تجسيدا للرعاية الموصولة التي يوليها الملك محمد السادس لأفراد الجالية بهدف حماية وترسيخ ثوابتهم الدينية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
samirui

samirui


عدد المساهمات : 13
نقاط : 13
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/09/2022
العمر : 33

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الجمعة أكتوبر 21, 2022 11:55 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. حليمة العباسي بين السياسة والتعليم العالي
الأربعاء 19 أكتوبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Halima10

عانقت حليمة العباسي الحياة في مدينة “كينغولسن” ضواحي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، قبل سنتين من انتهاء عقد السبعينيات في القرن العشرين، وجاء ذلك في أحضان أسرة مغربية تنحدر من بني ملال.

الملتزمة حاليا بالتدريس الجامعي والعمل السياسي، بعد تجاوز تجربة زواج في مرحلة المراهقة، استفادت من “ولادة ثانية” جعلتها تقبل بشراهة على استجماع النجاحات في ميادين مختلفة؛ دون استثناء أنشطة المجتمع المدني والإقبال على الكتابة.

التصاق بالجذور
نشأت حليمة العباسي في أسرة من 8 أشخاص، بجانب أخت واحدة و4 إخوة ذكور، حيث كانت تجربة الهجرة خيارا للأب الذي وصل إلى الدنمارك من أجل البحث عن عمل، سنة 1972، وبعدها استقدم زوجته إلى الحيز الجغرافي الذي شهد تأسيس أسرته متعددة الأفراد.

وتقول حليمة إن ظروف نشأتها داخل الأسرة لازمت الثقافة المغربية، وتعزز ذلك خلال فترات الزيارات السنوية الصيفية إلى المغرب، بينما باقي تفاصيل التربية تتصل بضرورة التركيز في الدراسة والانخراط في أنشطة مدرة للدخل بغرض تنمية الاعتماد على النفس.

“كنت أقبل على دروس تعلم اللغة العربية عند الفراغ من التمدرس النظامي الدنماركي، والتواصل في البيت كان يتم بالدارجة المغربية لاعتبارات هوياتية تروم الحفاظ على الجذور المرتبطة بالوطن الأم.. لم أعرف ذلك بوضوح حتى كبرت”، تعلق العباسي.

عالم مزدوج
بالوصول إلى مرحلة المراهقة، استشعرت حليمة العباسي صعوبات في الاندماج بالدنمارك، مرجعة ذلك إلى البنية الفكرية الكلاسيكية لأسرة تتوجس من تحرك ابنتها البكر خارج البيت، خصوصا أن صديقاتها في هذه الفترة كن من مشارب ثقافية مغايرة تماما.

وتستحضر حليمة ما جرى وقتها بالقول: “احتجت إلى وقت حتى تتوفر حلول بينية تتيح الحفاظ على التقاليد المغربية ومتطلبات الحياة، وفق الإيقاع الملائم للتواجد في الدنمارك .. لم يكن الأمر سهلا أبدا، لكنه وصل إلى توافق مناسب في النهاية”.

“كل أبناء الجالية المغربية المولودون في الهجرة مطالبون بإيجاد عالم واحد يجمع بين عالمَين مختلفين تماما، لذلك لم أكن حالة استثنائية في هذا الشأن، وهذا المزج الصعب لا يتحقق إلا بعد صراعات مع الذات وتحديات مجتمعية ثقيلة”، تقول العباسي.

عثرة قاصر
تعترف حليمة العباسي بكونها استفادت من تشجيع والدَيها في الإقبال على الدراسة، رغما عن كونهما أميين، وذلك ما جعلها ترتبط بالتعلم وأحلام جامحة بالنجاح على الصعيدين الاجتماعي والوظيفي المهني.

وبالنظر إلى عدم توفرها على من يدعمها دراسيا في البيت، رغم التشجيعات الشفهية التي تحصل عليها، حرصت المنحدرة من بني ملال على الاستفادة من دعم المحيط المدرسي، خاصة من الأساتذة الواثقين في قدراتها، لمواكبة حصص التعليم الأساسي.

وتورد حليمة العباسي في هذا الإطار: “عادت التقاليد للظهور بإجباري على الزواج عند الوصول إلى 16 سنة. كان ذلك تصريفا لمخاوف أسرية ذات مبررات عديدة، لكن الزواج المبكر لم ينل من رغبتي في التعليم رغم منحي الحياة لطفلتين ببلوغ 19 سنة، لذلك عدت إلى الدراسة دون الإخلال بواجبات الأمومة”.

الالتصاق بالمجتمع
تخصصت المنتمية إلى “مغاربة الدنمارك” في الإرشاد الاجتماعي، وبعد النجاح في استكمال مسار التكوين بتخرجها، سنة 2003، التزمت بعمل في هذا الإطار لفترة استمرت 3 أعوام، ثم حصلت على ماستر في علم الاجتماع، سنة 2013، وبعدها بـ3 سنوات أقبلت على سلك الدكتوراه.

وبما أن العمل على أطروحة الدكتوراه يتيح التدريس، تحصلت حليمة على منصب لبدء مسيرتها كأستاذة للسوسيولوجيا في جامعة نرويجية، ثم انتسبت بعدها إلى جامعة دنماركية أخرى، بينما البحث في علم الاجتماع انصب على مشاكل ذوي الأصول الأجنبية في توفير المراقبة الاجتماعية لأبنائهم، وكأنها تتناول سيرتها، وتركز على تزويج القاصرين وإرجاع الصغار إلى الأوطان الأم لتشرب الثقافات الأصلية.

تقول حليمة العباسي: “كان من المفترض أن أناقش أطروحة الدكتوراه سنة 2021، لكن وفاة أختي قبل هذا الموعد بسنة واحدة أثر علي، لذلك أرجأت الانتهاء من البحث إلى وقت لاحق، والآن كلي إصرار على الانتهاء من هذا العمل البحثي”.

الانخراط في السياسة
عملت ذات الأصل المغربي مستشارة في ديوان وزير الاندماج بحكومة مملكة الدنمارك، بداية من سنة 2018، منخرطة في تجربة جديدة تلتصق بالسوسيولوجيا، وتقترب من الرهانات السياسية للعمل الحكومي.

“تقديم آراء استشارية لوزير الاندماج كان مفيدا من ناحية الوعي بطبيعة التدبير السياسي للمجتمع، وهذا الموقع كان، بالنسبة إلي، بوابة لدخول الميدان السياسي بعد التعرف على مجريات الأمور واقعا داخل الحكومة”، تعلق العباسي على هذه المحطة.

وتكشف حليمة، ضمن تصريحها، أنها تلقت مقترحا من الحزب الاجتماعي الديمقراطي للترشح في الانتخابات البلدية التي نظمت بالدنمارك سنة 2021، معتبرة أن الأصوات التي جمعتها أفضت إلى استجماع معرفة إضافية في السياسة، وهي الآن مرشحة مع الحزب نفسه للانتخابات البرلمانية المرتقبة سنة 2023.

مبادرات موازية
نهج سيرة حليمة العباسي يتوفر أيضا على محطات كثيرة في العمل التطوعي مع المجتمع المدني، لتبقى مراهنة على تقديم المساعدة لمن يحتاجون إليها، ومستثمرة ما تعرفه لدعم الآخرين، ومتشبثة بإشاعة التعاضد بين الأفراد والطبقات الاجتماعية، خاصة وسط المنحدرين من أصول أجنبية المتخبطين في مشاكل معيقة للاندماج.

وبهذا الشأن تورد حليمة: “أميل أكثر إلى الدفاع عن حقوق النساء، وأناهض كافة أشكال العنف ضد المرأة في الدنمارك، لذلك حاولت وضع أسس جمعية نسوية للمغربيات الدنماركيات، تجمع قرابة 600 منخرطة، لكنني أعترف بأن التزاماتي المهنية والسياسية لم تواكب طموحاتي في هذا الميدان، لهذا أنخرط في مبادرات عدة جمعيات تهتم بمشاريع اجتماعية مماثلة”.

وضمن المبادرات الموازية نفسها، حرصت العباسي على إصدار كتاب يستعرض سيرتها الذاتية، من الطفولة إلى الآن، يتناول المصاعب والمحطات الجيدة، مبتغية من هذه الخطوة أن توفر إفادة للشباب الذين يعيشون في وضعيات خبرتها، ومقدمة خلاصات مفيدة في التشبث بالدراسة والعمل من أجل الارتقاء مجتمعيا.

نشاز معزول
ترى حليمة العباسي أن حجم الممارسات العنصرية في مملكة الدنمارك لا يختلف عما يتم في أي بلد عبر العالم، وتعلن أنها لم تتعرض للعنصرية إلا في حالة وحيدة حين كانت صغيرة، إذ كانت تضع الحجاب وأقدم شخص على جرها منها، مطالبا إياها بـ”الرحيل إلى بلدها”، ومطلقا سيلا من التهديدات التي لم تكن لها أي توابع.

وتقول ذات الأصل المغربي: “هذه وقائع مرتبطة بملاقاة مضطربين نفسانيا يصرفون أزماتهم باستهداف الآخرين، وهي ممارسات منعزلة لا ترقى إلى مستوى التعميم على المجتمع بأكمله، لتبقى الدنمارك بلد الفرص المتاحة للكل من أجل التطور”.

كما تردف العباسي: “هناك رافضون لمن يثيرون المشاكل في الدنمارك يتم اعتبارهم عنصريين، والحقيقة أن الأجانب الوافدين على بلد ما، وفق تقديري الشخصي، عليهم أن يبرزوا أفضل ما لديهم ويكونوا خير سفراء لجذورهم أولا”.

رحلة أمل
توجز حليمة العباسي السعي إلى النجاح على الأراضي الدنماركية باعتباره “رحلة أمل”؛ خلالها ينبغي بذل كل الجهود بسخاء دون التخلي عن الأمل في الوصول إلى المبتغى، بلا تسرع في جني الثمار.

وترى الأستاذة الجامعية والسياسية نفسها أن “المجدين يحاولون دائما إيجاد المسالك المناسبة للإيقاع الذي يسيرون به، وبالتالي تبقى تجربة الفرد الواحد غير ملائمة للآخرين، لكن التميز قد يحتاج التدرج بالانخراط في أعمال قد تكون، ظرفيا، دون المستوى المطلوب”.

“لكل شخص مسار فريد يلائمه دون سواه، لكن الجميع بإمكانهم الاستفادة من الإقبال على الدراسة لاكتساب مدارك تعود عليهم بالنفع لاحقا، وأرى أن الاختلاط بأناس من مشارب مختلفة وتجارب متنوعة يبقى ضرورة ملحة لتحقيق استفادات بكيفية أنجع”، تختم حليمة العباسي.



مسارات مغاربة باسكندنافيا .. حليمة العباسي بين السياسة والتعليم العالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hard_mix
hard_mix : الوسام الابداع نضرا لجهودها المتميزه
hard_mix : الوسام الابداع نضرا لجهودها المتميزه
hard_mix


عدد المساهمات : 1829
نقاط : 2059
السٌّمعَة : 128
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 30
الموقع : ksar el kebir maroc

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13السبت أكتوبر 22, 2022 9:13 pm

مسارات مغاربة في اسكندنافيا.. محمد الطنجي يلمع بين المستثمرين بالدنمارك
السبت 22 أكتوبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Mohame10

ينحدر محمد الطنجي، المستقر في مملكة الدنمارك طيلة السنوات الـ28 الماضية، من أصل أمازيغي مغربي، بينما أمضى طفولته بمدينة سلا، وفيها شب وترعرع قبل أن يخوض تكوينا مهنيا مضى به إلى أوروبا.

على الطريق بين سلا وماربيا الإسبانية وكوبنهاغن الدنماركية، حرص الطنجي على مراكمة مبادرات وخبرات ميدانية تجعله، اليوم، واحدا من ألمع المستثمرين في ميادين متعددة بمنطقة اسكندينافيا، بتركيز على المشاريع ذات الصلة بالفندقة والمطاعم والمعاملات العقارية المختلفة.

بين سلا والجديدة
مازال محمد الطنجي محتفظا بذكريات الطفولة، ولا يبذل جهدا كبيرا في استحضار ما ارتبط، خلال هذه الفترة، بالعيش ضمن مجال يجمع “الولي سيدي بنعاشر” وبطانة في مدينة سلا، موزعا تفاصيل السنوات الأولى من عمره بين العقل والقلب.

ويقول الطنجي: “لمدينة سلا مكانة كبيرة في وجداني، ونشأتي فيها مازالت مصدر إلهام لعقلي، خاصة تدرجي بين فصول التعليم الأساسي والإعدادي، ووصولي إلى المرحلة الثانوية في مؤسسة أبي بكر التطواني، التي كانت تحمل اسم النجد وتشتهر بكنية ‘بلاطو’ وقتها”.

اختار محمد، بعد الحصول على شهادة الباكالوريا، أن يتخصص في مهن الفندقة، بحثا عن وظيفة في هذا الميدان الذي حفزه على البذل والعطاء، وبعدما نجح في مباراة ولوج منظمة بمدينة طنجة، خضع للتكوين موسما واحدا في الرباط، وبعدها جرى توجيهه إلى استكمال الدراسة بمركز جديد افتتح حينها بمدينة الجديدة.

من إسبانيا إلى الدنمارك
بعد فترة قصيرة من حصوله على دبلوم مغربي للتكوين في مجال الفندقة، ظفر محمد الطنجي بفرصة الخضوع لتدريب عملي بمملكة إسبانيا، في مدينة ماربيا السياحية على وجه التحديد، دون أن يعلم أن هذه الخطوة ستدخله تجربة مازالت مستمرة إلى الحين.

“لم أخطط للاستقرار خارج المغرب، فقد توجهت إلى إسبانيا من أجل الحصول على التجربة التي تمكنني من العودة إلى بلدي والاشتغال في مشروع كبير، لكن اجتهادي في ماربيا منحني عرضا مغريا بعقد عمل دائم، وبالتالي سويت وضعية الإقامة وركزت في التزاماتي المهنية سنوات عديدة”، يورد الطنجي.

وعن الانتقال إلى الدنمارك، يكشف المتحدث ذاته أن الانتقال إلى هذه الدولة الاسكندينافية جاء في إطار زواج مختلط، إذ تعرف على شابة دنماركية في الجنوب الغربي لإسبانيا، أواسط تسعينيات القرن الماضي، ليقررا بناء نواة أسرية مستقرة في مدينة كوبنهاغن.

الاستثمار في الأمعاء
العيش في إسبانيا جعل الوافد من سلا يعتبر أن مصير الأشخاص يمكن أن يتحدد، إلى حد كبير، بالقرارات التي يتخذونها، وأن المغاربة قادرون على التأقلم مع الأوضاع مهما تغيرت، ولا يتنازل عن فكرة أن من يريدون الاندماج في مجتمعات الهجرة يكون لهم هذا المبتغى بالعمل الجاد.

ويصرح الطنجي قائلا: “حرصت، بعد مغادرة إسبانيا، على التقرب من المجتمع الدنماركي عموما، وأيضا من الإيطاليين المستقرين في هذا البلد.. عملي في قطاع المطاعم قربني من ذوي الأصل الإيطالي في ماربيا، وأسير على هذا النهج من وقتها إلى الآن”.

وجاءت الانطلاقة الجديدة لمحمد في كوبنهاغن بالعمل في مطعم، ثم قرر افتتاح محل خاص به لإعداد “البيتزا”، وبمرور الوقت اقتنى مطعما أكبر وسط مدينة كوبنهاغن، وطور العمل إلى الحصول على مطاعم متعددة في مناطق مختلفة بالعاصمة الدنماركية؛ من بينها فضاء لتقديم مأكولات من المطبخ البريطاني.

سوق العقارات
مع ازدهار استثماراته في مجال تكوينه بالمغرب، ونيل الإقبال على خدمات المطاعم التي يتوفر عليها، قرر محمد الطنجي الاستفادة من خبرة زوجته الناشطة مهنيا في سوق العقارات بالدنمارك، وبعد “جلسة عمل أسرية” قررا التوجه معا إلى المعاملات في هذا الميدان.

يستحضر المنتمي إلى “مغاربة الدنمارك” ما حدث في ذلك الوقت بالتشديد على أن “الانطلاقة كانت بشكل حذر، إذ تم التوجه نحو ابتياع بعض الشقق الصغيرة وطرحها مجددا للبيع بعد إخضاعها لإصلاحات”، ثم يكشف أن “الوضع الحالي يعرف إقباله على الاستثمار في مجموعة من البنايات؛ بينها 10 عمارات في مدينة كوبنهاغن”.

“أدين بالفضل لزوجتي في ازدهار أعمالي بالقطاع العقاري، تجربتها ساعدتني كثيرا في التقدم ضمن هذا الميدان، لكنني أبقى منجذبا إلى العمل في ميدان الفندقة والمطاعم، ومازلت أحرص على الإشراف شخصيا على الخدمات التي أقدمها في هذا المجال الذي جذبني منذ تواجدي في الوطن الأم”، يزيد الطنجي.

أسفار افتراضية
يعتبر المستثمر عينه أن ذوي التكوين في الفندقة، والمجال السياحي بشكل عام، لا يستطيعون مفارقة العمل المرتبط بهذا التخصص، وإن قادتهم المبادرات الاستثمارية إلى أوراش في قطاعات أخرى، مرجعا ذلك إلى “الأسفار الافتراضية” التي يتيحها التعامل مع السياح.

ويفسر محمد الطنجي بقوله: “الاشتغال في الفنادق والمطاعم مليء بالمتعة والجاذبية، وهذه خصوصية لا تتوفر في كل الميادين المهنية، لأن المتعامل مع السياح يتحصل على أسفاره الخاصة به، ولو افتراضيا، من خلال التقرب من الناس والتعرف على أذواقهم وثقافاتهم المنتمية إلى مشارب عالمية مختلفة”.

كما يعتبر الطنجي أن عمله أكثر من عِقدين في الفندقة والإطعام يشعره بتوسط “اندماج عالمي”، ويغمره بأحاسيس متميزة حين الدخول في نقاشات مع وافدين من وراء حدود بلد الاستقرار، ويعتبر أن مجموعة من الجولات السياحية التي قام بها، بمعية أسرته، كان التحفيز للقيام بها ما نقله أناس التقى بهم في الزمن المهني.

عطاءات جمعوية
يتولى محمد الطنجي رئاسة مؤسسة للعمل المدني تحمل اسم “جمعية المستثمرين المغاربة”، تبصم على مبادرات متنوعة انطلاقا من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وتهتم أهدافها، من بين أخرى، بتقريب المستثمرين من الفرص المتاحة بكل من اسكندينافيا والمغرب.

ويقول ذو الأصل المغربي الأمازيغي: “الحضور في المجتمع المدني متشعب قدر المستطاع، وإن كان يلتهم حصة مهمة من الزمن المخصص للأسرة والعمل، لكن الفرح يحضر عند ارتباط الأداء بحفلات تصون الهوية المغربية لدى الاحتفال الذي يجمع أفرادا من الجالية بمناسبة أعياد وطنية ودينية”.

كما يرى الطنجي، وفق تصريحه، أن الجالية المغربية في الدنمارك وكل اسكندنافيا تقبل على كل مبادرة جادة بمقدورها تقوية اللحمة بين الأفراد المشكلين لها، وأن التعاضد يحضر أكثر في المحطات التي تساند القضايا العادلة للوطن الأم؛ وأبرزها يتصل بالخطوات التي تساهم في التعريف بقضية الصحراء المغربية وإفشال مناورات أعداء الوحدة الترابية للمملكة.

تسهيلات في المغرب
يرحب محمد الطنجي بالاستثمار في المغرب، لكنه يشترط توفر تسهيلات لتشجيع المبادرات التي يمكن أن يقوم بها كل المنتمون إلى “مغاربة العالم” في هذا لإطار، منطلقا من تفكير عقلاني يربط وجود مثل هذه التسهيلات بتعبيرات سياسية وإدارية تجعل الرساميل الوافدة مرحبا بها في الوطن الأم.

ويضيف ذو الأصل المغربي: “تعاطي المسؤولين المغاربة مع استثمارات الجالية ينبغي أن يراعي جوانب كثيرة، أهمها أن هذه الفئة تعرف ما يجري في بلدان العالم أجمع، ومناخ الاستثمار الأوروبي، مثلا، يتيح تشجيعات بالجملة، ولا يمكن أن ينافسه المناخ المغربي إلى بتوفير ما يقترب من هذه البيئة الداعمة للمستثمرين”.

ويوصي الطنجي، في هذا الإطار، بجعل تعامل المغرب مع حملة المشاريع من أبناء الجالية مبنيا على تسهيل حركية الرساميل، في طور الضخ وعند اتخاذ قرار السحب، إضافة إلى إرساء مسطرة واضحة للحصول على تمويلات بشروط معقولة، أو حتى تمييزية لهذه الشريحة المواطِنة التي تحب كل ما له صلة بجذورها المغربية.

عين على الغد
يتمتع محمد الطنجي بطموح لا ينضب، وإيمان راسخ بأن بقاء الشخص حيا وحيويا لا يتيح الركون إلى الكسل أو البحث عن تقاعد مبكر؛ مهما ارتفعت مكانته وكيفما جاءت نتائج عمله بأي مكان يستقر فيه؛ لذلك تبقى العين ناظرة دائما إلى مستقبل أفضل.

“صحيح أن المستقبل لا يمكن أن يبقى ملازما للبذل المهني دون نهاية، لكن استحضار العمل يحدد معالم المراحل القادمة وما تقتضيه من نقل للمعرفة نحو الأجيال اللاحقة، والبداية يجب أن تتم من المحيط الأسري والعائلي لتنمية القدرات بالاعتماد على مقاربة واقعية”، يورد الطنجي.

ويرفض محمد إعطاء الأهمية للتكوينات النظرية وحدها في فضاء “البيزنس”، وعموم الممارسات الإنسانية في المجتمع، مبرزا أن العالم لا يسير بالأفكار غير المجربة ميدانيا، وأن تناقل تجارب السابقين في ميدان الاستثمار، بنجاحاتها وإخفاقاتها، قد يكون مفيدا إذا حضرت رغبة هذه الفئة في البوح الصادق.

الذكاء في الاختيار
يشجع محمد الطنجي الإقبال على الهجرة بجميع الطرق النظامية، ويدعم شباب الهجرة الباحثين عن شق مساراتهم الناجحة إن بادروا إلى التحلي بالجدية والاستقامة في بلدان الإقامة، معتبرا أن هذا الالتزام يتخطى الواجب الأخلاقي ليصير ضرورة ملحة من أجل تسهيل السير في المجتمع المضيف.

ويقول المستثمر الدنماركي المغربي عينه: “قبل أن يتحرك أي شخص من الحيز الجغرافي لتواجده يجب أن يسائل رغباته؛ لماذا يريد أن يهاجر؟ ما حدود قدراته؟ هل لديه نماذج يتخذها قدوة في حياته؟ أيستطيع تقبل الاختلاف والتأقلم مع الأوضاع؟”.

“صحيح أن العيش في الدنمارك يتيح إمكانية تكوين الذات عند التحلي بروح المبادرة، دراسيا ومهنيا، كما أن الفرص متاحة للمقبلين على التكوينات أو الاشتغال، لكن الذكاء يجب أن يحضر عند اختيار الوجهة، أما من لا يريد أن يكون نافعا لنفسه وغيره، على حد سواء، فهو أمام مشكلة أخرى لا ترتبط بالهجرة”، يختم محمد الطنجي.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محمد الطنجي يلمع بين المستثمرين بالدنمارك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Aranzazu

Aranzazu


عدد المساهمات : 21
نقاط : 23
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/09/2022
العمر : 41
الموقع : الجمهورية الفرنسية

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الأحد أكتوبر 23, 2022 9:31 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا.. عبد الحميد حور في مقر رئاسة وزراء الدنمارك
الأحد 23 أكتوبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Abdelh10

في حي شعبي بمدينة الدار البيضاء، وسط الدينامية المجتمعية الكبيرة التي عرفتها منطقة سباتة، رأى عبد الحميد حور نور الدنيا أول مرة، وفي البيئة ذاتها كبر وتمدرس، قبل أن يصير مستقرا في مملكة الدنمارك منذ 34 سنة مضت.

طريق حور نحو المجتمع الدنماركي لم يكن معبدا تماما، إذ حط الرحال في الديار الفرنسية، قبل متابعة رحلة الحياة نحو منطقة اسكندنافيا؛ لكن التميز يرتبط بعبد الحميد من خلال تواجد مهني جعله يلازم 4 شخصيات سياسية ترأست وزراء الحكومات الدنماركية.

معاملات منقرضة
نشأ عبد الحميد حور في حي شعبي بمدينة الدار البيضاء، مع ما يعنيه ذلك في مفهوم سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين من تآزر وتضامن بين الأسر المنتمية إلى مثل هذه الأحياء في العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية.

ويقول حور بهذا الخصوص: “كانت أبواب المنازل مفتوحة على مدار الساعة، والبعض يساعد الآخر عند ملاقاة الصعوبات، لكن هذا النمط في العيش انقرض حاليا، وتغيرت الثقافة لتزكية النزعات الفردانية”.

ويرتبط وجدان عبد الحميد بكل من بن مسيك وسباتة من خلال ذكريات الطفولة والشباب، خاصة ما يهم سير التمدرس من المدرسة الابتدائية أبو القاسم الشابي إلى ثانوية مولاي إسماعيل التي حصل فيها على شهادة الباكالوريا، مرورا بمؤسسة عبد الرحمان بلقرشي.

صورة نمطية
كانت الهجرة إلى خارج المغرب حلما بالنسبة لعبد الحميد حور منذ نعومة أظافره، مراهنا على هذه الخطوة من أجل الحصول على فضاء عيش يسير وفق إيقاع حياة بديل، من جهة، ومبتغيا تحقيق ارتقاء اجتماعي يجلب مكاسب مادية ومعنوية وفيرة.

ويستحضر حور تفاصيل هذا الحلم بالقول: “الهجرة بوابة تجر من هم في الأحياء الشعبية إلى تحسين أوضاعهم، فقد انبهرت خلال طفولتي بتوافد المهاجرين بسيارات جميلة وتقديمهم هدايا لجميع الأقارب، لذلك غمرتني رغبة الهجرة بسبب تواجدي في ظروف متواضعة”.

كما يزيد عبد الحميد أن منتجات ثقافية عملت بدورها على تغذية هذا التوجه حتى يكبر، إذ حضر تأثير الموسيقى والأفلام المستوردة من الخارج، مستفيدة من العرض الوطني المحتشم وقتها كي تكتسح الساحة وتنتزع الإقبال على الاستهلاك، لكنه يعترف بأنه “ربما كانت الصورة مغلوطة إذا تمت معالجتها بالمعرفة المتوفرة اليوم”.

عبور فرنسا
نال “ابن سباتة” فرصة لمتابعة دراسته في فرنسا، ومن أجل ذلك حزم حقيبته من أجل التوجه إلى جامعة “إكس أون بروفانس” جنوب البلاد نفسها، وقد حاول التشبث بالتعليم العالي طيلة 4 سنوات قبل أن ينخرط في تجربة هجرة جديدة.

“بذلت كل جهدي من أجل شق ممر نحو الدراسة خارج المغرب، لكن التواجد دون منحة في فرنسا كان حاملا قسوة لا تتيح البذل بالكيفية المرغوب فيها، لذلك لم تسر الأمور بالطريقة التي أريدها ولم أحصد النتائج المرجوة؛ ويعود ذلك إلى انخراطي في العمل من أجل تلبية حاجياتي اليومية بفرنسا”، يسرد حور.

قبل سنتين من انتهاء عقد الثمانينيات من القرن العشرين، قرر عبد الحميد حور الإقبال على هجرة ثانية بمغادرة التراب الفرنسي نحو مملكة الدنمارك، مقبلا على تجربة زواج بمواطنة دنماركية جعلته يؤمن بقدرته على الالتزام برهانات بديلة في منطقة اسكندنافيا.

الدعم الاجتماعي
أقبل عبد الحميد حور على تعلم اللغة الدنماركية من أجل الاندماج بطريقة أكثر سلاسة في المجتمع الدنماركي، باذلا مجهودا كبيرا لتحقيق هذا المبتغى رغم مصادفته صعوبات في البداية، وكان تحفيزه مبنيا على كون ضبط لغة البلد يفتح باب الولوج إلى تكوين يفضي إلى الاشتغال بامتيازات مريحة.

ويقول حور في هذا السياق: “اللغة الدنماركية لم تكن سهلة في حالتي، واجهت صعوبات في التمكن منها لأن بنيتها ليست لاتينية، والناس كانوا يحاولون التحدث معي بالإنجليزية أو الفرنسية قبل أن يعودوا إلى استعمال لغتهم التي يعتزون بها، وقد كسبت الرهان في النهاية”.

بعد تعود أذنيه ولسانه على اللغة الدنماركية، ونيل إشهاد رسمي بذلك، أقبل الوافد من فرنسا على الدراسة في تخصص الإرشاد الاجتماعي، وعقب التخرج اشتغل كمتخصص في التعاطي مع مشاكل الأطفال ذوي الأصول غير الدنماركية بغية تقديم المساعدات إليهم، وإلى أسرهم، وفق ما تتيحه القوانين الجاري بها العمل.

هروب من التعنت
يعترف عبد الحميد حور بنفوره من مجال الإرشاد الاجتماعي بعد مدة من التعاطي مع مشاكل فئة من اللاجئين بالدنمارك، وتأثر حماسه بكيفية سلبية بعد تعامله مع حالات كثيرة ترفض الحوار وتتشبث بممارسات لا مكان لها في هذه البلاد الاسكندينافية.

ويعلق المتحدث ذاته: “كانت هناك مشاكل عويصة وكثيرة في الحقل الثقافي المرتبط بلاجئين من الشرق الأوسط، وسارت الأمور بصعوبة بالغة مع حملة أفكار صلبة متأثرة بالحمولة الفكرية للتيار السلفي، وتأثرت بعدم اقتناع عديدين بالاندماج دون التفريط في القيم والهوية، ولا نيل إقبال على الدعوة بتجاهل الخلفية الحربية للمجتمعات التي ينحدرون منها”.

نتيجة حصيلة متواضعة لجهوده في مجال المواكبة الاجتماعية، والتيه في نسق صدامي يصعب تحقيق الأهداف مع الفئات التي يحاول مساندتها لضبط إيقاع النمط الاجتماعي الدنماركي، اختار حور الانسحاب من هذا التخصص الوظيفي للبحث عن تجربة مهنية بديلة.

مكتب رئاسة الوزراء
وجد المنتمي إلى مدينة الدار البيضاء نفسه، صدفة، في المقر المخصص لرؤساء وزراء الدنمارك من أجل خوض تجربة جديدة بعيدة عن تكوينه الدراسي وخبرته في الحياة، وقد راهن على القيام بهذه الخطوة دون أن يخال أنه سيلازمها سنوات طويلة.

يقول عبد الحميد حور: “كنت أبحث عن فرصة عمل حين توصلت بعرض للاشتغال في مكتب رئيس الوزراء الدنماركي”، ويزيد: “طبعا، كانت تلك مفاجأة كبيرة لأنني بعيد عن السياسة ولا خبرة لدي في هذا المضمار، لكنني قبلت الدعوة التي جاءت من أحد معارفي بكوبنهاغن”.

ويرى المنتمي إلى صفوف “مغاربة اسكندنافيا” أن التواجد في مقر رئاسة وزراء الدنمارك ليس بأمر هين حين يرتبط بشخص منحدر من أصل أجنبي، معتبرا ذلك تعبيرا عن ثقة بالغة جعلته يخوض التجربة بجدية عالية ليلازم 4 مسؤولين سياسيين على رأس الحكومة الدنماركية.

طريفة خالدة
ارتبطت مهام عبد الحميد حور وسط مقر رئاسة الوزراء في كوبنهاغن بالإشراف على تدابير إدارية يومية، زيادة على تولي كل ما يرتبط بتنظيم الندوات الصحافية وحضورها للمساهمة في انعقادها وفق البروتوكول الذي يخصها.

“كانت التدخلات تهم أيضا إجراءات بروتوكولية تتعلق بتفاصيل أخرى، من بينها نجاعة الحراسة التي يستفيد منها الضيوف الكبار للدولة؛ والهدف الأسمى يتمثل في تهيئة الجو العام لاشتغال رئيس(ة) الوزراء واستقباله شخصيات أجنبية من الصف الأول لقادة العالم”، يكشف عبد الحميد.

كما يتذكر حور إحدى طرائف تواجده في هذا الموقع المهني، ويقول ضاحكا: “تواجدت عند حلول ضيوف عديدين بمقر رئاسة وزراء الدنمارك، مثل بوش وأوباما وبوتين وغيرهم، لكن الذاكرة تحتفظ بمزاجية سيلفيو برلسكوني، حين كان رئيسا لوزراء إيطاليا، بعدما تولى الكلام في ندوة صحافية رسمية، باقتضاب، ليقول إنه يتفق مع ما طرحه رئيس الوزراء الدنماركي، وإنه يفضل التباحث معه بشأن كرة القدم والنساء”.

الذاتية والموضوعية
لا يكبح عبد الحميد حور شعوره بالفخر كلما تذكر التواجد في مقر تنسيق أداء وزراء الحكومة الدنماركية، مشددا على أن هذا الموقع يحتاج ممن يشغله أن يكون محط إشادة ضمن التقارير الاستخباراتية التي تدقق في تفاصيل حياته، وأن ينال ثقة كاملة من لدن الممسكين بزمام القرارات السياسية والأمنية.

ويضيف المغربي ذاته: “أحس بالسعادة لقيامي بمهامي على أكمل وجه، رغم البروتوكولات المعقدة التي تستوجب التقيد بها دون أي هامش للخطأ، وتغمرني الفرحة لالتزامي بصيانة الأسرار المهنية التي اطلعت عليها في خضم مباحثات ومشاورات رسمية على أعلى المستويات”.

كما يرى الحور، من جهة أخرى، أن منبع الفخر ذاته لا يرتبط فقط بمعايير موضوعية تجعله يلقى العرفان بما يقوم به، وإنما تستند أيضا إلى محددات ذاتية؛ خصوصا نشأته البسيطة في مدينة الدار البيضاء وما عاشه عند الحلول بالدنمارك وخلال الدراسة بفرنسا.

تحديد السرعة
يوصي من عاش 4 عقود خارج المغرب، بنبرة صوت تستحضر الجدية، أن يقبل الشباب المهاجر على الدراسة ضمن أي تخصص يغريهم، مع الحرص على ضبط لغة بلد الاستقرار، كي يتمكنوا من الاندماج والسير نحو طموحاتهم المختلفة حسب ميول كل فرد.

ويقول عبد الحميد إنه “يجب على المهاجرين، وذوي الأصول الأجنبية، التغلب على الازدواجية في المعايير، إذ لا يمكن أن يكون الإنسان الباحث عن التميز بجسده في مكان محدد بينما عقله مازال مرتبطا بمكان كان فيه خلال الماضي”.

“الدنمارك فضاء مناسب لعيش الطموحين، وينبغي أن يعمل المرء المستقر بهذا البلد على تطوير نفسه بالدراسة، والنظر إلى المكانات العالية التي تحتاج الجادين الصبورين، دون إيلاء الاهتمام إلى الممارسات الشائعة التي تستعجل جني المكاسب بسرعة فائقة”، يختم عبد الحميد حور.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. عبد الحميد حور في مقر رئاسة وزراء الدنمارك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
fatr

fatr


عدد المساهمات : 292
نقاط : 322
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/12/2012
العمر : 44
الموقع : جمهورية الهند

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الثلاثاء أكتوبر 25, 2022 10:09 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Aranzazu

Aranzazu


عدد المساهمات : 21
نقاط : 23
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/09/2022
العمر : 41
الموقع : الجمهورية الفرنسية

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الثلاثاء أكتوبر 25, 2022 10:38 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. نبيل الصافي يطور التنقل عبر السكك الحديدية
الثلاثاء 25 أكتوبر 2022 - 07:00


kasb ward aev alhayon aev ward kasb

العلاقات الدنماركية المغربية Nabil-10

ارتبط نبيل الصافي بإيقاع العيش على ظفتَي نهر أبي رقراق، بمدينتَي الرباط وسلا، قبل أن يقصد الدنمارك في بداية الألفية الحالية، مستعينا بما تشبع به خلال فترة الطفولة بحي “تابريكت” للتطور خلال السنوات 22 الماضية.

لم يكن الشغوف بتعلم اللغات في المغرب يتوقع، عقب اختياره تغيير المستقر إلى منطقة اسكندنافيا، أن نجاح مساره الشخصي والمهني سيرتبط يوما ما بالسكك الحديدية، وأن يصير خبيرا تستعين بخدماته كبرى الشركات العالمية المشتغلة في هذا المجال.

تميز لغوي
ترعرع نبيل الصافي في حي “تابريكت” بمدينة سلا، مستهلا التعلم من أقسام مدرسة العياشي قبل الوصول إلى مؤسسة أحمد الناصري في المرحلة الإعدادية، والحصول على الباكالوريا في شعبة علمية بثانوية لسان الدين ابن الخطيب.

يقول الصافي: “عشت طفولة جميلة في مدينة سلا، وكانت لدي خيارات خاصة بي، من بينها اختيار الألمانية لغة أجنبية ثانية في المرحلة الثانوية، لذلك لم يسبق لي أن درست الإنجليزية في المغرب، بينما قمت بتعلم اللغتين الإسبانية والإيطالية بعد الباكالوريا”.

لازم نبيل لغة “الجرمان” في مرحلة التعليم العالي. ورغم تخصصه العلمي، قرر الإقبال على دراسة الأدب الألماني في الرباط، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس، بينما لم يوفق في استكمال التكوين بألمانيا في المرحلة الموالية.

الارتباط بدنماركية
بالتزامن مع الدراسة في الجامعة، حرص نبيل الصافي على الاشتغال في تعليم الدارجة المغربية للأجانب الوافدين على العاصمة المغربية من أجل ذلك، وبهذه الممارسة تعرف على زوجته الدنماركية وقرر الانتقال إلى اسكندنافيا.

“احتجت إلى مدة كي أتأقلم مع مميزات الطبيعة في الدنمارك، خاصة وجود النور حتى فترة متأخرة من الليل، لكن الاندماج في المجتمع كان سهلا بحكم إتقاني لغات عديدة، من جهة، والتقارب بين اللغتين الألمانية والدنماركية، من جهة ثانية”، يورد الصافي.

واستغرق الوافد من سلا 6 شهور من التكوين لتعلم اللغة الدنماركية بشكل جيد، ثم قرر الإقبال على سوق الشغل من أجل توفير ما يلزم من مصاريف يومية، لذلك التحق بشركة لإصلاح الآلات الإلكترومنزلية؛ مستثمرا معرفته المسبقة بكيفية العمل عن طريق إخوته الممارسين في المجال ذاته.

الهندسة الإلكترونية
لم يلازم نبيل الصافي إصلاح التجهيزات الإلكترومنزلية أكثر من سنة واحدة، وقد أثار استغراب الشركة التي يشتغل لديها حين قدم إشعارا بالرغبة في مغادرة العمل، مكسرا التنميط الذي يربط ذوي الأصول الأجنبية بملازمة أي منصب يدر عليهم عوائد مالية دون مشاكل مع من يحيطون بهم.

يقول “ابن تابريكت” إن “تغيير الوجهة كان من أجل الدراسة، ولذلك حصل على شهادة باكالوريا دنماركية قبل التوجه صوب التعليم العالي”، ويضيف: “كان أمامي خياران، توجهت نحو الأول بالتكوين في ميدان التجهيزات الطبية، ثم عدت إلى الخيار الثاني بدراسة الهندسة الإلكترونية”.

ويلوح الصافي مقتنعا بقرار ابتعاده عن العمل في ورشة الإصلاح التي كان يلازمها، خاصة أن مؤسسات التكوين في الدنمارك تساعد الجميع على العطاء الدراسي، بمن في ذلك ذوو الأصول الأجنبية، كما يقدر الدعم الذي لقيه من زوجته كي يتفرغ لمجهود شخصي كلل بالتفوق في الهندسة الإلكترونية.

على السكك الحديدية
انتزع المنتمي إلى صف “مغاربة اسكندنافيا” منصب شغل مع شركة السكك الحديدية الدنماركية عقب شهر واحد من تخرجه، متوليا المهام التي توكل إليه بصفته مهندسا في الإلكترونيك، بينما عيناه لم تفارقا البحث عن التطور كل يوم.

يعلق نبيل الصافي على ما جرى قائلا: “استمرت التجربة 10 سنوات، من 2009 إلى حدود 2019، وقد تطورت خلالها من مهندس إلى مسؤول عن فريق، وبعد اعتلاء 6 مراتب أخرى صرت مديرا تقنيا، وآخر مهامي في الشركة ارتبطت بتولي مسؤولية في إنجاز الخط فائق السرعة على مستوى الدنمارك، وجرى ذلك بإيقاع ثقيل يحتاج العمل من السادسة صباحا إلى السادسة مساء”.

وكأنه ما يزال يصلح الآلات الإلكترومنزلية، ضمن الشركة التي التحق بها قبل دراسة الهندسة، ارتأى الصافي مغادرة موقعه المهني في القطاع العام من أجل افتتاح مشروع خاص به، معتبرا أن الوقت قد حان كي يستثمر خبرته في شركة تحمل اسمه، فكان له ما أراد.

تعاقدات مربحة
عمل الخبير المغربي في الهندسة الإلكترونية على بناء مشروعه بتدرج، موقنا بأن فترة التأسيس تحتاج التأني للتغلب على معظم الصعوبات، ثم حضرت الطفرة في شركة “ناووما” بقبول شريك من المعارف في شركة السكك الحديدية التي كان مشتغلا فيها.

يقول نبيل الصافي: “تطلب الأمر 3 سنوات من أجل إيصال الشركة إلى وضعية مريحة، لديها حاليا العديد من التعاقدات مع الدولة، بل تحتاج إلى الاشتغال وفق نمط المناولة للوفاء بكل التزاماتها في الوقت المحدد للتسليم”.

وتقدم “ناووما” دراسات حول الأشغال المرتبطة بالسكك الحديدة، من تجهيزات السير بأمان إلى التزود بالطاقة الكهربائية، وتمسك حاليا بمشروع يمتد إلى سنة 2024 من أجل وضع الأسس لرحلات قطارات مزودة ببطاريات، من جهة، وإرساء بنية للشحن الكهربائي تستفيد منها القاطرات والحافلات والسيارات، من جهة ثانية، حيث يرى الصافي أن هذا الورش الأخير، الحامل اسم “ثلاثة في واحد”، يبقى فريدا من نوعه وسيكون له صدى دولي إيجابي مباشرة بعد تفعيله.

الريادة والمساعدة
يرتقي الاجتهاد إلى مرتبة استراتيجية عند نبيل الصافي؛ إذ يحرص على تواجد منسوب مرتفع من الجودة في كل الدراسات والخدمات التي يقدمها إلى كبرى الشركات العالمية التي تستعين بشركته في مملكة الدنمارك.

يقول المهندس ذاته: “شرف كبير أن أتعامل مع رواد في مجال الإلكترونيات مشهود لهم عالميا بالنجاح في أكثر من ورش، لكن طموحي الحقيقي يرتبط بمنافسة هؤلاء الكبار بعد مراكمة نجاحات إضافية مستقبلا”، ويزيد: “ليست هناك أهداف غير مواصلة العمل بجد وطلب توفيقي من الله”.

وفي الوقت الذي يؤكد الصافي وجود رغبة لديه بالمشاركة ضمن جهود التنمية بالمغرب، وتسخير ما يعرفه لخدمة الوطن الأم، يرى أن هذه الخطوة لا يمكن أن تتحقق من طرف واحد يعرض خدماته، إنما ينبغي أن تتوفر إرادة مشتركة، حيث جهة تعلن الحاجة إلى المساعدة وأخرى تعبر عما يمكنها أن تقدمه.

العلم قبل العمل
يتذكر نبيل الصافي ما عاشه خلال السنوات 22 الماضية في الدنمارك قبل أن يعلن أن التفكير في الهجرة يحتاج مراكمة المعرفة أولا، ووضع تحصيل العلوم قبل جمع المال، زيادة على ضرورة تحول المهاجر إلى قدوة وسط أسرته وفي المجتمع الذي نفذ إليه.

ويشدد الصافي على أن صراحته لا تريد تحطيم الناس ولا تحقيرهم، ويضيف أن الهجرة بلا دراسة لن تبني أي مستقبل زاهر، موردا أن “الغرب اعتمد على المستشرقين للإلمام بالحضارة العربية قبل إطلاق التطوير، وهذا هو الدور الذي ينبغي أن يقوم به الجيل الصاعد حاليا، خاصة الجالية المغربية”.

“غمرتني أحاسيس سيئة في مواعيد دفعت الدنماركيين، بحكم البشرة والمظهر، إلى التساؤل عن القيمة المضافة التي أقدمها مهنيا، لكن مناقشتهم وتعرفهم على ما أقوم به يجلب الاحترام التام دوما؛ إذ أحرص على تكسير الصورة النمطية، بمبادرة مني، وأعرف بوجود مجدين بين المنحدرين من أصول أجنبية في الدنمارك”، يختم نبيل الصافي.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. نبيل الصافي يطور التنقل عبر السكك الحديدية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Tawf

Tawf


عدد المساهمات : 14
نقاط : 16
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/10/2022
العمر : 33
الموقع : جمهورية كازاخستان

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الأربعاء أكتوبر 26, 2022 8:42 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. نوال الحليمي تسهر على مخزون "يونيسيف"
الأربعاء 26 أكتوبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Nawal-10

تلقت رئة نوال الحليمي أول جرعة هواء في الدنمارك، بعدما ازدادت في هذا البلد الاسكندنافي سنة 1977، محاطة بعناية أسرة من الجالية المغربية تنحدر من تاونات، وفي هذا الفضاء الأوروبي الشمالي حصلت على مواكبة فريدة تستحضر الثقافة المغربية واللغة الفرنسية.

خبرت نوال الاشتغال في شركة للطيران على مدى فترة زمنية تعادل 20 سنة، ثم قررت تحويل المسار ليصير مرتبطا بمنظمة الأمم المتحدة، ومستوى من التدخلات المرتبطة بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، المشتهرة اختصارا باسم “يونيسيف”، تحديدا.

احتياط فرنسي
تنتمي نوال الحليمي إلى أسرة محافظة، وقد تلقت تربية عائلية تقليدية داخل البيت، بينما ولوجها إلى التعليم جاء بكيفية متفردة حين اختير لها أن تتمدرس في نظام تعليمي فرنسي رغم التواجد على الأراضي الدنماركية.


تقول نوال: “كان الرهان منصبا في تلك الفترة على ضبط اللغة الفرنسية بداعي أن إمكانية عودة الأسرة إلى المغرب تبقى ممكنة، وحينها ينبغي علينا، نحن الصغار، أن نستطيع التعامل مع هذا التغيير بالاعتماد على اللغة الفرنسية في المدارس”.

باستثناء ذلك، كبرت الحليمي في جو اجتماعي مساعد على الاندماج بسلاسة، ورغم تحصيلها الفرنسي وممارساتها المغربية، لم تصادف نوال أي صدامات حينها، وحاولت الاستفادة من منح الشعب الدنماركي الثقة لجميع من يشاركونه فضاء العيش.

في ملتقى طرقات
تعلن نوال الحليمي، بناء على تجربتها، أن التواجد في ملتقى ثقافات مختلفة يبقى معقدا، لكنه يتميز بالثراء في الآن نفسه، وهو ما تحقق بالسكن في بيت مغربي والتعلم بالطريقة الفرنسية مع التواجد في مجتمع دنماركي.

وتضيف “ابنة تاونات” أن الصعوبة الوحيدة التي صادفتها تمثلت في ضرورة الحصول على شهادتين خلال المرحلة الثانوية؛ إذ لا تكفي الباكالوريا الفرنسية دون شهادة مماثلة من النظام التعليمي الدنماركي.


ورغم الإرهاق الذهني والجسدي الذي ينتج عن مضاعفة الجهد المدرسي، إلا أن الحليمي أفلحت في كسب الرهان، وتجاوزت ذلك بالحصول على نتائج جيدة غدت مصدر فخر للأسرة، ومصدر تشجيع على التحصيل للإخوة.

التقلبات المجتمعية
رغم الازدياد في الدنمارك، وما يرافق ذلك من ضبط للغة واندماج مفيد، إلا أن ذات الأصل المغربي تعترف بأن الناظرين إليها يعاملونها وكأنها أجنبية فقط، ويتعلق الأمر بالأشخاص أنفسهم الذين يقرون بكونها مواطنة كاملة عند الاكتفاء بسماع حديثها دون ربطٍ بهيئتها.

وتعلق نوال في هذا الإطار بالقول: “بكل صراحة، أرصد نظرات انتقاص في عيون الدنماركيين، وذلك يبرز كلما تواجد أمامهم مسلم. لكن استرداد الاحترام يحضر عند الرد على من يقومون بهذه الممارسات غير المقبولة”.

وتعتبر الحليمي أن التقلبات في البنية المجتمعية تقف وراء هذا الوضع، وأن الممارسات ذات الصلة تبقى مستجدة مقارنة بما عاشته خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة وسنوات تلتهما، وتردف: “حين أتى والدي، سنة 1969، كان الدنماركيون منفتحين على التعامل بلا قيود مع الوافدين، والتغيير جاء بتنامي الهجرة واللجوء، وتناسل مشاكل المجتمع مع ذوي الأصول الأجنبية، دون إغفال دور السياسيين في كل هذا التصادم”.

ذهاب وإياب
أقبلت نوال الحليمي على التعليم الجامعي الدنماركي بالتخصص في العلوم الاقتصادية، وفي هذه المرحلة حرصت على استجماع المدارك في كل ما يرتبط بالتسيير والتدبير، وما يرتبط بهما من آليات في المحاسبة والافتحاص المالي، متخرجة بشهادة “ماجستير”.

“بعد ذلك، جاءت سلسلة من التنقلات صوب وجهات عديدة أملاها الالتزام المهني؛ إذ ارتبطت بشركة تشتغل في مجال الطيران، واستمر ذلك لفترة غير هينة تعادل 20 سنة من الزمن، ما جعلني من محبي السفر حتى الآن”، تورد الحليمي.

واستقرت المنتمية إلى “مغاربة اسكندنافيا”، نتيجة لما يتطلبه شغلها السابق، في كل من ألمانيا وإنجلترا، ثم جاءت مرحلة العودة إلى الدنمارك بعد تعديل وجهتها الأممية، لكن دون أن يحرمها العمل الجديد من السفر إلى وجهات أخرى مغايرة.

مخزون “يونيسيف”
تشتغل نوال الحليمي حاليا مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة، المشهورة اختصارا باسم “يونيسيف” عبر العالم، مستفيدة من إتقان التعامل بالعربية والفرنسية والدنماركية والإنجليزية في المهام الموكولة إليها من لدن المنظمة الدولية.

تقول المنحدرة من مناطق “اجبالة” في المغرب: “الأداء الذي أقوم به في يونيسيف يرتبط باللوجستيك والمستودعات الخاصة به في بلدان عبر العالم، لذلك عليّ التحرك في أسفار لتكوين الموارد البشرية في التعامل مع النظام المعتمد للتدبير”.

وترتبط الحليمي، منذ سنة 2018، بالإشراف على الكيفيات التي تخزن بها الموارد الموجهة إلى التوزيع في البلدان التي تحتاج التدخل، بحضور كثيف لدول تنتمي إلى إفريقيا وأمريكا الجنوبية، ومعاملات تهم التواصل يوميا مع أناس متواجدين بما يقارب 150 دولة.

في قرية صغيرة
تؤكد نوال الحليمي أنها مرتاحة في الاشتغال ضمن دواليب منظمة الأمم المتحدة للطفولة، وأنها راضية عن الأداء الذي تقوم به في “يونيسيف”، خاصة أن طريقة الاشتغال ما تزال تلبي رغبتها في التنقل نحو وجهة مغايرة كل مرة.

كما تذكر المغربية الدنماركية أن الارتياح يحضر، من منظور مغاير، بسبب المساهمة في تقديم المساعدة لأطفال يحتاجون الدعم الدولي، وتزيد: “رغم الوقوف على حالات مؤلمة بشدة إلا أن التواجد في يونيسيف يتيح التعرف على دول فقيرة لديها إمكانيات واعدة مستقبلا”.

من جهة أخرى، تفخر الحليمي بأصلها المغربي وثقافتها المتشبعة بهويتها الأصل، وتؤكد في المقابل أن مملكة الدنمارك تبقى بلدها أيضا، لأنها مولودة على ترابها ومترعرعة وسط مجتمعها، وبفعل خياراتها المهنية تعتبر أن العالم قرية صغيرة فعلا.

الثقة وسط صورة بهية
توصي نوال جميع الشباب الذين تراودهم أحلام الهجرة بالاعتماد على السبل النظامية العديدة التي تفتح الأبواب أمامهم، رافضة تزكية خطوات من يجعلون الغايات تبرر الوسائل، داعمة كل من يجد لتحقيق مراميه بكيفية مشروعة.

تقول الحليمي: “المقبلون على الهجرة إلى الدنمارك مطالبون بتعلم لغة البلد قبل البحث عن السبل الكفيلة بإيصالهم إلى النجاح الذي يسعون إليه”، وتسترسل: “صحيح أن تعلم الدنماركية يحتاج العزيمة، لكن ذلك لا مفر منه بتاتا”.

“الوافدون على الدنمارك، سواء من أجل الانخراط في مسار دراسي أو بغرض الحصول على فرصة عمل، عليهم أن يكسبوا المجتمع بالتقرب إليه، ويحوزوا الثقة كي يعبروا إلى مبتغاهم بلا مشاكل، ولا بد من إبرازهم صورة بهية عن المغاربة وثقافاتهم أينما حلوا وارتحلوا”، تختم نوال الحليمي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saudi

saudi


عدد المساهمات : 1496
نقاط : 1690
السٌّمعَة : 44
تاريخ التسجيل : 08/01/2012
العمر : 51
الموقع : المملكة العربية السعودية

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13السبت أكتوبر 29, 2022 7:15 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. مصطفى الطيبي يتخصص في التخزين والتوزيع
الجمعة 28 أكتوبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Mustaf10

ينحدر مصطفى الطيبي من جماعة بني سيدال الجبل المنتمية إلى النفوذ الترابي لإقليم الناظور، وهي المنطقة التي رأى فيها نور الحياة أول مرة واستقر بها حتى العام السابع من عمره، قبل التحرك إلى مركز الإقليم لإكمال الدراسة، ويستقر في مملكة الدنمارك منذ سنة 1984.

يعد الطيبي واحدا من الأسماء البارزة بعطاءاتها الجمعوية في الدنمارك، وعموم الحيز الجغرافي لاسكندنافيا، بينما مساره المهني، الذي تطور بروية على مدى أعوام طويلة، يرتبط بتوفره على شركة متخصصة في خدمات توزيع المطبوعات الإعلامية وتسليم أصناف متنوعة من الإرساليات.

الهدر المدرسي
النشأة الأولى لمصطفى الطيبي كانت في جماعة بني سيدال الجبل، التي تعد ساكنتها من قبيلة “قلعية” في منطقة الريف، وبهذا التجمع السكاني القروي، حينها، نجح في القيام بخطواته الأولى وسط أسرة محافظة، واستهل تعليمه بالمدرسة الابتدائية التي تتواجد وسطه.

يقول: “غادرت بني سيدال إلى مدينة الناظور في سن مبكرة، وقد واصلت تعليمي في مركز الإقليم لفترة قصيرة؛ إذ غادرت صفوف الدراسة بعد الوصول إلى المستوى الرابع ابتدائي بعدما فقدت الرغبة في ذلك”.

اتسمت طفولة الطيبي بالانخراط في العمل منذ سن الطفولة، متدربا على الاعتماد على نفسه وطامحا إلى الهجرة خارج المغرب للالتحاق بأبيه الذي غادر منطقة الريف إلى مملكة الدنمارك من أجل العمل.

اندماج مكرر
لازم مصطفى الطيبي حلم الهجرة حتى تحقق أواسط ثمانينات القرن العشرين بالوصول إلى اسكندنافيا، واحتاج مدة زمنية قصيرة من أجل الاندماج في المجتمع الدنماركي رغم تباين نمط العيش بين بلد الاستقبال ومنطقة الريف بالمغرب.

في هذا الشأن، يقول الطيبي: “لم يصعب عليّ التأقلم في الدنمارك لأنني خبرت تغيير فضاء العيش منذ الطفولة؛ فالهجرة من هدوء البادية إلى صخب المدينة، أي من بني سيدال نحو الناظور، احتاج أن أندمج، كما أنني اشتغلت في مدينة مليلية المحتلة في وقت سابق لأتوفر على إلمام بكيفية التعامل مع غير المغاربة”.

حرص متقن اللغة الإسبانية مسبقا على الاستعانة بها من أجل محاولة التواصل مع بعض من يفهمونها في الدنمارك، وذلك حتى تمكنه من التواصل بلغة البلد والمضي قدما في رسم مساره الجديد، معتبرا أن هذه المحطة من حياته قد مرت دون صدامات ثقافية مع المتواجدين بفضاء العيش المشترك.

استراتيجية عصامية
لازم مصطفى الطيبي النفور من مقاعد الدراسة حتى في الدنمارك، مقبلا منذ وصوله على سوق العمل، مستهدفا الحصول على مردود مالي يدعم به أسرته ويخصص قسطا منه للحصول على احتياجاته اليومية.

“لم أهاجر إلى الدنمارك بغرض التعلم طبعا، نشأت في سوق الشغل وما زلت ألازم ذلك حتى الآن، وبمجرد وصولي إلى ضواحي كوبنهاغن بدأت في مساعدة أبي على تخطي وضعه المالي الهش بفعل الالتزام بمصاريف عائلية كثيرة”، يورد الطيبي.

وبنهج عصامي، طور الوافد على الدنمارك من المغرب وضعيته المهنية؛ إذ بدأ بغسل الأواني في مطعم ليصير صاحب شركة خاصة، مرورا بفترات عطالة والانتماء إلى العمالة المرتبطة، على الخصوص، بقطاعات غاز التدفئة ونقل البضائع وخدمات الإطعام.

في دوامة الإدمان
عبر المسار المهني لمصطفى الطيبي وسط دوامة إدمان بتجربة استمرت على مدى 7 سنوات كاملة؛ إذ ظفر بفرصة شغل في مركز لتقديم المواكبة للمتعاطين أصنافا مختلفة من المخدرات والمشروبات الكحولة، وبقبول هذا الالتزام الوظيفي حصل على نظرة مغايرة للمجتمع الدنماركي.

يقول المنتمي إلى صف الجالية المغربية: “التعاطي اليومي مع المدمنين كان صدمة حقيقية، وبسبب ذلك تغيرت نظرتي إلى نفسي، من جهة، وإلى المجتمع بأكمله، من جهة ثانية، ورغم بساطة الأداء واقتصاره على مرافقة المستفيدين خارج المركز إلا أن الاستفادة تحققت باستيعاب معنى الاستسلام والوعي بتبعاته الوخيمة”.

وفي هذه الفترة، شرع الطيبي، تحت وطء الصدمة، في البحث عن السبل التي تمكنه من تأسيس مشروع خاص به، مبتغيا العمل بجد من أجل تطوير مستواه الاجتماعي، واستثمار تجاربه السابقة في الحصول على مردود مالي أوفر، مركزا على التدبر في مبادرات ناجحة لمعرفة ما يلائم قدراته الحقيقية.

“نقل الطيبي”
أسس مصطفى الطيبي شركة “MT للنقل”، بعدما اختار ولوج ميدان توزيع المطبوعات الصحافية والإعلامية في كوبنهاغن ونواحيها، مفتتحا الأداء بكيفية عقلانية تتيح له البحث عن إنماء مشروعه بروية وفعالية، مراهنا على طول النفس للانتقال بالشركة إلى صف الناجحين في هذا المجال الاستثماري التنافسي.

يصرح الطيبي قائلا: “بدأت العمل بمركبة واحدة، وقد كان ذلك بالإقبال على توزيع الجرائد في المساء، بينما أخذت أشتغل نهارا في توزيع المجلات في المرحلة الموالية، ثم ساهم الرواج في اقتنائي مركبات إضافية وتشغيل أناس يعملون معي، لكن الطفرة حضرت بإبرام صفقة مع مطبعة تحتاج خدمات الشركة للتعاطي مع الإرساليات في الدنمارك وبلدان كثيرة”.

يتوزع نشاط “MT” اليوم على جبهات متعددة في الدنمارك وخارجها، أبرزها تجميع وتوزيع إرساليات مختلفة الإحجام، منها الجرائد والمجلات، والتكلف بتوجيه مقتنيات التجارة الإلكترونية، زيادة على خدمات تهم تخزين بضائع مستوردة من لدن موردين قبل إعادة إمدادهم بها حسب الطلب في السوق.
الوعي بالقدرات

يعي مصطفى الطيبي قدراته الحقيقية، ويعترف بكونه خريجا لمدرسة الحياة بعصامية، ثم يعترف بأن ما مر به في بني سيدال إلى عموم اسكندنافيا قد ساهم في تقوية شخصيته وتمكينها من الشجاعة في اتخاذ المبادرة، كما علمه استحضار العقلانية قبل اتخاذ أي خطوة موالية.

يورد ذو الأصل المغربي: “حصلت على فرص عديدة من أجل تنمية الشركة إلى مستويات أعلى، لكن لدي خبيرة في المحاسبة تذكرني دوما بأن زيادة وتشعب النشاط المهني يتصل أيضا بتصاعد في المشاكل، كما أن تكويني في الحياة يجعلني موقنا بأن التطور ينبغي أن يتم حتى الحد الذي تسمح به القدرات البدنية والذهنية”.

من هذا المنطلق، يحاول مصطفى تخصيص حيز يومي من الزمن للإنصات إلى من لديهم تجارب وأفكار أفضل، معلنا رضاه عن المستوى الذي وصل إليه على الصعيدين الشخصي والمهني، معتبرا أن القنوعين ليسوا متوقفين عن معانقة الأحلام، بل ممتنعين عن الخلط بين المبادرة والمقامرة.

النقد الذاتي
الجدل الرائج في اسكندنافيا والدنمارك بشأن العنصرية يحتاج استنهاض النقد الذاتي، حسب مصطفى الطيبي، من أجل استجلاء حقيقة من يعلنون التعرض لهذه الممارسات المبنية على الميز، كما يرى المستقر في الدنمارك منذ 4 عقود أن الناس ينبغي أن يتحملوا مسؤوليتهم في التصرفات التي تجعل الآخرين يتفاعلون.

ويفسر الطيبي ذلك بالقول: “حين وصلت إلى الدنمارك كان نمط الحياة مغايرا لما هو كائن اليوم، لا السيارات تقفل ولا الأبواب تغلق، لكن موجات اللجوء من مناطق اندلعت فيها حروب غيرت كل هذا بشكل سيء، لكن منسوب العنصرية يبقى ضعيفا وإن كان هناك من يقارب حالاتها المعزولة بكيفية تجعلها تنمو يوما بعد يوم .. ولا عيب في القيام بنقد ذاتي”.

كما يعتبر مصطفى أن المرتقين بالسلوك التمييزي إلى درجة الظاهرة في الدنمارك يقومون بالمبالغة، خاصة أن السياسات العمومية توفر السكن للجميع والتمدرس لكل الراغبين فيه، وهناك رهان على صيانة الكرامة والارتقاء إلى الرفاهية، ويحضر أيضا توفير مساعدات يتم إرسالها إلى البلدان التي ينحدر منها ذوو الأصول الاجنبية.

رصيد جمعوي
يراكم المزداد في بني سيدال رصيدا وازنا في العمل المدني انطلاقا من الدنمارك؛ إذ كانت البداية من بلدية “توستروب” بضواحي كوبنهاغن حين شارك في تأسيس “النادي المغربي” بالحي الذي يقيم فيه، ثم توالت الأنشطة المقربة بين الثقافتين المغربية والدنماركية.

“التأسيس جاء عند محاولة التفكير في ورش يلائم الدعم المالي البلدي المقدم إلى الحي من أجل تفعيل أنشطة تهم الساكنة، ثم جاءت اشتغلالات موازية في المراحل الموالية، ومع مرور الوقت قمنا بإنشاء مسجد أفضى إلى تشييد مساجد أخرى في العاصمة الدنماركية ونواحيها”، يعلق مصطفى الطيبي.

يشارك “سليل الريف” حتى الحين في تفعيل برامج جمعوية ثابتة تستحضر الأصل المغربي والاستقرار بالدنمارك، والمواطنة المرتبطة بالمملكتين معا، مع الالتزام بمقاربات تتيح التقاربات الثقافية والعقدية والاجتماعية، كما تخلد أعيادا وطنية مغربية بالدنمارك يقبل عليها عدد وفير من الجالية باسكندنافيا.

مساهمات في التنمية بالمغرب
إلى جانب طواقم متعددة الأفراد، يساهم مصطفى الطيبي في مبادرات تبتغي المشاركة في جهود التنمية بالمغرب، بتركيز على محاربة الهشاشة، منطلقا من فضاء الصبا ببني سيدال وتقديم الدعم لتواجد مقرات لروض أطفال ودارَي الثقافة والمرأة، وفضاء رياضي، زيادة على توفير تجهيزات مكتبية تحتاجها مرافق وظيفية، والتعاطي أيضا مع الحاجة إلى قناطر وسيارات إسعاف وغيرها.

“مثل هذه التدخلات، مع مجموعة من الغيورين المنتمين إلى الجالية، تمتد إلى مناطق أخرى بإقليمَي الناظور والحسيمة، كما تطال سلا وميسور والجديدة، وتصل إلى عمليات مثل توزيع ملابس ومعدات على معوزين، وتوفير مستلزماتهم خلال الأعياد، كما حصلت تدخلات تضامنية مع متضررين من الأزمة الوبائية خلال فترة الحجر الصحي”، يقول الطيبي.

ويؤكد المتحدث أن مثل هذا التعاطي المستدام، الذي يرتفع إيقاعه خلال وقوع أحداث ظرفية، ينطلق من الواجبات الملقاة على أفراد الجالية باعتبارهم مواطنين مغاربة، أولا، ويلقى السند من فعاليات المجتمع المدني المستقرة في الوطن الأم، ويمكن أن يتطور أكثر ببذل الإدارة جهودا في تيسير الإجراءات وإتاحة الحصول على المعلومات.

الحماس والخبرة
يرى الطيبي أن الشباب المغربي المتواجد في الدنمارك، سواء المولود هناك أو الوافد، بحاجة إلى الاستفادة من خبرات المجربين بعدما صارت الأوضاع معقدة في هذه العشرية من الألفية الثالثة.

يقول مصطفى: “أدعم تطور الفئة الشابة بمنحها الفرصة لإثبات قدراتها على تحمل المسؤولية، لكن التنظيمات الجمعوية للجالية المغربية مدعوة إلى القيام بمهامها في التأطير عبر التحسيس والتوعية ونقل المعرفة الحياتية بكل جدية”.

“لا أمارس الوصاية إذا دعوت إلى اختصار الزمن، فالجالية المغربية راكمت مجموعة من الخبرات التي تتيح للجيل الجديد أن يتطور بسرعة فائقة إذا استفاد من تجارب الذين سبقوه، كما يتوفر لدي اليقين بأن من لا يعرف ثقافته لا يمكن أن يدرك ثقافات الغير، وبالتالي يجب أن يحضر التعاون للحصول على نحاجات فردية تساهم في إعطاء صورة لامعة عن المغرب والمغاربة”، يختم مصطفى الطيبي.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. مصطفى الطيبي يتخصص في التخزين والتوزيع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yazdi

yazdi


عدد المساهمات : 366
نقاط : 382
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 13/12/2012
العمر : 44
الموقع : الإمارات العربية المتحدة

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الأحد أكتوبر 30, 2022 8:24 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. نوال الفلكي تخبر الأداء الميداني السيكولوجي
السبت 29 أكتوبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Nawal-10

تنتسب نوال الفلكي إلى أسرة مغربية مشكلة من أب ينحدر من خريبكة وأم تنتمي إلى مدينة آسفي، وقد رأت النور سنة 1973 في منطقة “ياكتفاي” بمملكة الدنمارك، وفيها اشتد عودها عن طريق جمع قدرات تمزج بين الثقافة الأصلية والقدرات المكتسبة عبر التفاعل مع بيئة الاستقرار.

بعدما كانت تبتغي التخصص في مجال التجميل والتعاطي مع فرص الشغل المتوفرة في هذا الإطار، أضحت الفلكي خبيرة في الميدان السيكولوجي، مستحضرة خبراتها العلمية والعملية في الحقل النفساني للبصم على مسار ميداني بارز مهنيا وجمعويا.

بين المنزل والشارع
كبرت نوال الفلكي في ضواحي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وبالضبط ضمن الحيز الحامل اسم “ياكتفاي” في هذه البلاد الاسكندنافية، متحسسة الحياة في بيت مليء بالتعابير الهوياتية المستمدة من الأعراف والتقاليد المغربية، في صدارتها الحديث بالعربية.

تقول الفلكي: “التواجد في البيت كان بمثابة العيش في المغرب؛ إذ يتم الكلام بالعربية الدارجة للوطن الأم وتحضر على المائدة أطباق من البيئة الأصل، إلى جانب ممارسات عديدة تبتغي نقل هوية الجذور إليّ، وذلك باعتباري مزدادة في الدنمارك”.

وبالخروج إلى الشارع في زمن الطفولة، تورد نوال، كان التعامل مع الأقران يحتاج “تخفيف الجرعة المغربية” لتحقيق التفاهم وبناء التقاربات وتأسيس الصداقات، وبالتالي تلمس طريق الاندماج في الثقافة الدنماركية بكيفية لا تنسلخ تماما عن التنشئة في المنزل.

ما بعد الزواج
سار تمدرس نوال الفلكي بطريقة سلسة حتى بلوغ الفصل التاسع من التعليم الأساسي الدنماركي، وبعدها فارقت المؤسسات التعليمية نتيجة الإقبال على الزواج في سن مبكرة، دون أن ينال ذلك من عزمها على العودة إلى التمدرس لاحقا.

“لم أحبط حين غادرت المدرسة من أجل الزواج، بل كان هذا الأمر مصدر إلهام لي كي أخوض تحديا جديدا بالعودة إلى التعلم، وهو ما تحقق فعلا ليجرني، في مرحلة موالية، إلى الحصول على تكوين من 3 سنوات في تخصص التجميل”، تذكر الفلكي.

التزمت ذات الأصل المغربي بالتعليم العالي 5 سنوات إضافية بعدما رأت أن العمل في مضمار تدخلات التجميل لا يلائم الطموحات الآخذة في النمو بذهنها؛ إذ التحقت بشعبة علم النفس لتتخرج حاملة شهادة ماستر في السيكولوجيا.

الاستثمار في المشاحنات
لم ترصد نوال الفلكي معاملات عنصرية في الدنمارك رغم انحدارها من أصل مغربي؛ إذ غاب ذلك عن نظرها حتى بدأت تبرز احتكاكات هنا وهناك بين الدنماركيين وجماعات منحدرة من أصول أجنبية، ليخلق ذلك واقعا مستجدا على البلد بأكملها.

تؤكد المنتمية إلى صفوف الجالية المغربية بالدنمارك أنه لم يكن هناك مصطلح “اندماج” وقتها من الأساس، والكل كان متعايشا في سنوات الثمانينات، بينما العشرية اللاحقة عرفت بروز مشاكل تهم، على الخصوص، استفادة ذوي أصول أجنبية من امتيازات دون أي قيمة مضافة في سوق العمل.

“النقاش كان صحيا لما بقي ملتزما بالخوض في ما يقتضي الأخذ من عطاءات، لكن الآثار اللاحقة جاءت أكثر شدة ومبنية على الميز، ثم تفاقمت الأمور بوجود أناس يستغلون ما يجري بهدف تأجيج المشاحنات التي تتم من حين إلى آخر”، تذكر الفلكي.

مرشدة في شركة خاصة
بداية عمل نوال الفلكي، مباشرة بعد التخرج الجامعي في تخصص علم النفس، ارتبط بمهام مرشدة اجتماعية بشركة خاصة في العاصمة الدنماركية، وبعدها حصلت على فرصة الانتقال خارج كوبنهاغن للعمل في بنية مقاولاتية أكبر تقدم الخدمات نفسها.

تكشف المغربية الدنماركية أن أداءها يتصل بتوفير الدعم والمساندة لإيجاد حلول عملية تهم المشاكل الأسرية عموما، وتعنيف النساء على وجه الخصوص. وفي هذا الإطار، تحرص على صياغة برامج تدخل سيكولوجية تستحضر مصالح جميع الأطراف في كل حالة على حدة.

وتضيف: “في الوقت الحالي، أنا شريكة في مؤسسة خاصة تعمل على قضايا الاندماج على صعيد الدنمارك، بتركيز على استفادة سوق العمل من القدرات التي يتوفر عليها اللاجئون، كما نعمل أيضا مع المؤسسات البلدية في قضايا اجتماعية تهمها سياسات عمومية فاعلة”.

النفع المتبادل
تتخصص نوال الفلكي، ضمن أدائها الوظيفي السيكولوجي، في تمكين الفعل الميداني من مهارات التواصل مع العاطلين ذوي الأصول الأجنبية، حسب خصوصيات كل وضعية، بهدف التوجيه نحو ما يلائمهم من اشتغالات، وتقديم الدعم النفسي اللازم للتأثير بإيجابية في كل مخاطَب.

تفسر نوال ذلك بالقول: “إنها مجموعة من العمليات الرامية إلى تصحيح السلوك، بخطوات ميدانية مبنية على الوقائع المرصودة، ليكون العرض مرتبطا بتحقيق تطور الأشخاص المستهدفين مع استحضار المنفعة العامة أيضا”.
من جهة أخرى، يتركز الأداء الذي تشرف عليه الفلكي بتقديم تكوينات للاجئين في بعض المقتضيات القانونية المتصلة بوجودهم على التراب الدنماركي، خاصة التشريعات الأساسية ذات الصبغة الاجتماعية، زيادة على إبراز المكاسب المنتظرة لكل طرف من تغيير السلوك وفق ما يقتضي نمط العيش بمملكة الدنمارك.

التزام بالتطوع
تترأس نوال الفلكي جمعية باسم “أنت”، ويتعلق الأمر بتنظيم مدني يهدف إلى القيام بأنشطة ميدانية تساهم في الجهود المبذولة لمكافحة ممارسات اجتماعية ذات صبغة إجرامية، خاصة ما يرتبط بالتطرف الديني العنيف والميز ضد المرأة.

بهذا الخصوص، تقول الفلكي: “الهاتف مفتوح أمام جميع النساء اللواتي يعانين من مشاكل، ونحاول تقديم الحلول الممكنة لكل من تطلب الاستشارة والمؤازرة، وإذا استعصت عن التدخل الفوري تسوية المشكل، فإن المتواجدات في وضعية هشاشة تفتح أمامهن إمكانية الاستفادة المؤقتة من خدمات دار للإيواء”.

أما التدخلات على مستوى محاربة التطرف، فإنها، وفق نوال، تتم بكيفية استباقية قبل الوصول إلى مرحلة تبني العنف فعلا، ابتداء من عملية الرصد المتاحة من خلال التوصل بشكايات أسر المتشددين الشباب، وتتم الاستعانة بخبراء دينيين معتدلين من أجل فتح باب الحوار بنية تصحيح الوضع.

مبتغيات مثالية
على وتيرة التحدي الذي أعادها إلى المدرسة بعد فترة انقطاع، تتمسك نوال الفلكي بطموح كبير ترتقي به إلى مرتبة “استهداف اندماج الجميع”، وترى أن ما لا يدرك كله لا يترك جله، ولذلك ينبغي أن يرتقي مستوى الرهانات المستقبلية إلى السماء حتى يتم بلوغ أكبر قدر ممكن من الأهداف المرسومة.

وتضيف بهذا الشأن: “أسير نحو المستقبل بحماس، هذه طبيعتي ولن أتخلى عنها، لذلك أريد تطوير التدخلات المهنية والتطوعية المرتبطة بي في الدنمارك، من جهة، والعمل على تعزيز التعاون الذي يربطني بجمعيات عديدة نشطة في المغرب، من جهة أخرى”.

على صعيد آخر، تعتبر الفلكي أن شريحة عريضة من الدنماركيات المنحدرات من المغرب يرفضن الركون إلى الاتكال، ويبادرن إلى استغلال كل الفرص التي تتاح أمامهن من أجل الانخراط في سوق العمل، ولذلك يتحصلن على الإشادة الكاملة بما يقمن به من جهود تتطور دوما.

الوثوق في الأداء
توصي المزدادة في “ياكتفاي” كل الباحثين عن النجاح في الهجرة بالإقدام على شحذ ما يتوفرون عليه من إرادة وعزيمة، مشددة على أن الحوافز الذاتية يجب أن تتضاعف حين يخرج المرء من الفضاء المريح الخاص به، لأن هامش الاتكال على الغير يضيق حتى يقارب الانعدام.

تقول نوال: “المتحركون في إطار الهجرة النظامية يتخذون القرار بالاعتماد على الحماس الذي يتمكن منهم، وهذا عامل إيجابي ينبغي أن تتم تغذيته حتى لا يضمر، وبالتالي لا يجب أن يتم إيلاء أهمية إلى الآراء السلبية غير المبنية على أسس متينة”.

“لا أحد يولد بخريطة في يده تدله على المسار الذي يلائمه في الحياة، لذلك يجب التحلي بالثقة في كل خطوة على درب النجاح، والواثقون في القرارات المتخذة يخلقون المفاجأة بالوصول إلى المراتب الأعلى، بينما غيرهم يلازمون التذبذب في البحث عن الفلاح بالصدفة”، تختم نوال الفلكي.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. نوال الفلكي تخبر الأداء الميداني السيكولوجي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
samiraa

samiraa


عدد المساهمات : 16
نقاط : 16
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/09/2022
العمر : 31

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الإثنين أكتوبر 31, 2022 11:36 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mohieddine

Mohieddine


عدد المساهمات : 13
نقاط : 13
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/07/2022
العمر : 29

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الإثنين أكتوبر 31, 2022 1:01 pm

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. عبد الحميد العزوزي يبرع في جراحة الأسنان
الإثنين 31 أكتوبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Abdelh10

رحل عبد الحميد العزوزي صغيرا من المغرب إلى الدنمارك، وبالضبط من الناظور إلى كوبنهاغن، وكان ذلك قبل نصف قرن من الحين بعدما اختار والده الاستقرار في اسكندنافيا، لكن لسانه بقي محافظا على النطق بـ”تاريفيت” وقسط من العربية الدارجة، أما قلبه فلم يتوقف عن الميلان صوب كل ما له صلة بالوطن الأم وناسه.

يرتبط العزوزي بسمعة لامعة في ميدان جراحة الأسنان منذ أن اختار ممارسة هذه المهنة بشغف، حتى أضحى متوفرا على مجموعة من المرافق الطبية الخصوصية في مناطق متفرقة من التراب الدنماركي؛ وآخر تحت إشرافه في إسبانيا أيضا، زيادة على نشاط يمتد إلى مختبرات التحاليل وتوفير العتاد شبه الطبي.

سبب مجهول
حرص العزوزي الأب على شق مساره في الهجرة بحلول آخر سنة من عقد الستينيات في القرن العشرين، إذ حزم حقيبته وغادر الناظور من أجل البحث عما يلائمه من الفرص المتاحة في دولة ألمانيا، وبعدها بمدة وصل إلى مملكة الدنمارك حيث قرر الاستقرار.

ويقول عبد الحميد العزوزي: “لا أدري لماذا وفد أبي على الدنمارك، كل ما أعرفه أنه قضى 3 سنوات في هذا البلد قبل يأتي بنا إلى هذا الحيز الجغرافي كي نعيش معه، ووقتها كنا أسرة من 5 أفراد بحضور الأب والأم وأخوين”.

وفي الشهور الأولى من الإقامة بالدنمارك، لم يكن الصغير القادم من منطقة الريف المغربية يعير أي اهتمام للبيئة الجديدة التي تم استقدامه إليها، إذ لم يكن همه سوى الابتهاج بلم شمل الأسرة على مدار اليوم، والحصول على العناية الأبوية التي رعته وإخوته الذين أضحى عددهم 4، لاحقا، بوجود 3 ذكور وأنثى واحدة.

من الأقلية
يؤكد العزوزي أن ظروف نشأته تختلف كليا عن تلك التي يعيشها أي طفل في الدنمارك حاليا، بل في عموم القارة الأوروبية، وأن عدد الأجانب في حيز تواجده، وقتها، كان قليلا بأكثرية نسبية للوافدين من تركيا، ما جعل الدنماركيين ينظرون إليه بنظرات ودودة حيثما كان.

“أتذكر أن المغاربة كان لديهم ناد خاص ومسجد يجمعهم في كوبنهاغن، وهما الفضاءان المتيحان رصدهم منسلخين عن المجتمع المحلي، وفي مساري الدراسي كان تواجد الأجانب لا يفوق معدل فرد أو اثنين في كل مستوى تعليمي”، يقول العزوزي.

وبناء على كل ذلك، يكشف العزوزي أنه أمضى سنوات الطفولة والشباب دون التعرض لأي ممارسة تمييزية، أو أي من الحوادث العنصرية التي يكثر الجدل بخصوصها في السنوات القليلة الماضية، ما يجعله موقنا بأن أصله المغربي لم يكن إلا مصدر ثراء واعتزاز للتقدم في شق مساره بالدنمارك.

نصيحة مفيدة
قضى العزوزي مراحل الدراسة، من التعليم الأساسي إلى التكوين الأكاديمي في التعليم العالي، متنقلا بين مؤسسات متجاورة في العاصمة كوبنهاغن، ولذلك يرى أنه أمضى هذه الفترة من عمره وكأنه ملازم للحي الذي يسكنه، ونتيجة لذلك تمكن من البقاء مركزا على استجماع المعارف بتميز.

وعن تفاصيل هذه المرحلة يكشف “ابن الناظور” أن الحصول على شهادة الباكالوريا كان مصدر فرح لعائلته بأكملها، إذ صار يعد من بين المتعلمين القلائل في نسيجها، ويضيف “نصحني أحد أعمامي، يرحمه الله، بالإقبال على دراسة الطب، وقد قمت بذلك دون تفكير كبير، وقررت التوجه إلى كلية طب الأسنان رغم أن الولوج إلى هذا المسار لم يكن سهلا”.

استغرق التكوين في الطب 5 سنوات في الكلية، وبعدها أضاف العزوزي سنتين في التدريب بالدنمارك وأخرى بلندن من أجل التمرس، إلى أن نجح في مراكمة 1600 ساعة من العمل متمرنا ليحصل على ترخيص رسمي يتيح ممارسة المهنة بكيفية مستقلة.

توسع بقطاع الصحة
قرر العزوزي، في وقت مبكر من حياته المهنية، التوجه إلى الاستثمار في قطاع الصحة بالاعتماد على المال الذي جمعه من خلال العمل في العاصمة الإنجليزية لندن، مستفيدا من العائد المالي المرتفع المقابل لاقتطاعات ضريبية محدودة، وكان الاستهلال من شراء محل لتحويله إلى عيادة متخصصة في طب وجراحة الأسنان.

ويقول العزوزي إن “العمل في العيادة الأولى استمر 5 سنوات متواصلة قبل اللجوء إلى التوسع في القطاع، ليقتني المحل الثاني ثم المقر الثالث، وصولا إلى 8 عيادات في الدنمارك سنة 2022، بجانب مصحة أخرى لطب الأسنان في أرخبيل الكناري بإسبانيا”.

وبخطى واثقة أقبل العزوزي ، في مراحل زمنية متتابعة، على افتتاح منشأتين تحتضنان مختبرين للتحليلات، كما بادر إلى ضخ أموال ضمن الاستثمار في سوق بيع المعدات الطبية وشبه الطبية أيضا، بأولوية لترويج ما تتطلبه زراعة الأسنان.

هواية مهنية
ينفي المنتمي إلى صف الدنماركيين ذوي الأصل المغربي أن يكون ملامسا لأي نوع من العنصرية في عطاءاته المهنية، مؤكدا أن تصاعد الإقبال على خدماته دليل على ذلك؛ لأن الميز يعني أن من يرى اسمه على يافطات العيادات لن يلجها من الأساس.

“المقبلون على التطبيب يحتاجون النجاعة أولا وأخيرا، إضافة إلى التعامل مع من يتقن لغة البلد ويتحلى بقدر وفير من التقدير والاحترام في معاملاته مع الآخرين. وكل الزبناء يحتاجون إلى 5 دقائق، لا غير، من أجل نسيان الأسماء والتركيز على حضور اللباقة في التعاطي مع حاجياتهم المتنوعة”، يقول العزوزي.

كما يؤكد جراح الأسنان عينه أنه يتخذ مهنته هواية في الآن ذاته، وحين يضطر إلى الاستفادة من فترة عطلة يحس بالملل إذا قضى 3 أسابيع بلا عمل، ويشرع في الاشتياق إلى الإمساك بالآلات في عياداته، ولذلك يقبل بنشاط على قطع كيلومترات طويلة، يوميا، متنقلا بين فضاءات عمله ومسكنه الأسري.

أبواب صغيرة
مراكم 50 سنة من التجربة في البيئة الدنماركية يرى أن استجماع المدارك في ميدان ما يجعل المرء يفتح لنفسه بوابة على مسار واعد بالنجاح، حيث يرى الدنيا بعين مغايرة ما دام يلتزم بالعطاء في المجال الذي يفهمه وتقلباته، وبعدها يتم التدرج في تحقيق الأهداف واحدا تلو الآخر؛ بتسلسل وثبات.

ويشرح قائلا: “ليفتح كل شخص بوابة يعرف ما سيجد وراءها، بعدها ستشرع أمامه باقي الأبواب الصغيرة كلما بقي حريصا مركزا على ما يدرك؛ وفي حالتي أبقى إطارا طبيا، لا يمكنني أن أضمن التطور لنفسي إن اخترت التواجد في قطاعات بعيدة تماما عن تخصصي، وبالتالي لا أود أن أتواجد في موقع أرى من البداية أنه يليق بأناس آخرين”.

كما يعتبر العزوزي، في السياق نفسه، أن مساره الشخصي ينهل من تجربتين اثنتين، إحداهما شخصية ذات صلة بالتكوين الجامعي الذي حصل عليه، وفترات التمرين التي قضاها من أجل التمرس في طب الأسنان، بينما الثانية عائلية تنهل من تجارب الأهل والأقارب في ميدان التجارة؛ ولذلك لم يمدد التزاماته المهنية إلاّ صوب بيع العتاد الطبي وشبه الطبي لأنه يفهم كيفية سير المعاملات في هذا القطاع.

مرساة الكسالى
يبتسم العزوزي قبل أن يبحث عن التعابير التي يمكن أن تسعفه في تناول فكرة النجاح ضمن مسارات بدول المهجر، ليستقر على التصريح بكون التميز عموما، في أي مجال كان، لا يمكن أن يحالف إلا أولئك الذين يستكثرون على أنفسهم الحصول على قدر مبالغ فيه من النوم.

ويفسر المتحدث ذاته قائلا: “على الإنسان أن يستيقظ باكرا حتى يكون متحفزا، وهذا التحفيز قابل للاستثمار في العمل بجدية رفيعة وحرفية عالية، ولا أعرف أي شخص ينتمي إلى هذه الفئة، سواء كان دنماركيا أو من أصول أجنبية، لازمه الكساد في ما يقوم به”.

“أما محبو الكسل فأولئك يجابهون مشاكل ذاتية قبل أن يجدوا أنفسهم أمام الإيقاعات الجماعية التي تعاكس مبتغياتهم، إذ يستصعبون استنهاض هممهم أولا، ثم يكثرون تقديم الشكاوى من أي عقبة تواجههم، ويمضون سنوات طويلة من أعمارهم بلا أي تقدم يذكر؛ كمركب تشده مرساة ليثبت”، يختم العزوزي.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. عبد الحميد العزوزي يبرع في جراحة الأسنان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عربى
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى


عدد المساهمات : 1571
نقاط : 1939
السٌّمعَة : 102
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
العمر : 76
الموقع : قرطبة ( إسبانيا )

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الخميس نوفمبر 03, 2022 8:58 am

مسارات مغاربة في إسكندنافيا .. حسن الزوكاري يرافق دينامية المجتمع المدني
الثلاثاء 1 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Hassan11

ازداد حسن الإدريسي الزوكاري في مدينة سلا، وتدرجت نشأته بمناطق عديدة في المغرب قبل أن يقرر الرحيل إلى مملكة الدنمارك ضمن “هجرة خارجية ثالثة” بداية الألفية الثالثة الجارية، مواظبا على التطور طيلة السنوات الـ22 الماضية في بيئة عيش لم يكن يتخيل سابقا أنه سيتوسطها في يوم ما.

ارتبط مسار الزوكاري في الدنمارك بجبهات عديدة منذ وصوله إلى هذه البلاد الإسكندنافية؛ لكن المحطات الكبرى لتواجده في هذه الدولة لم ترتبط أخيرا إلا بموقعين: الأول مهني يلازم القطاع الخدماتي الاجتماعي، بينما الثاني يتصل بما هو مطلوب من المجتمع المدني في الفعل الجاد القادر على التأثير ضمن دوائر اتخاذ القرار.

نشأة جوالة
أمضى حسن الزوكاري سنوات طفولته الأولى في مدينة سلا، مستهلا الدراسة الأساسية من ابتدائية محمد الريحاني المختلطة، ثم عبر إلى الدراسة الإعدادية بمؤسسة أحمد الناصري الكائنة في الحاضرة ذاتها، ولدواع أسرية انتقل إلى جهة الشرق لاستكمال التحصيل.

يقول الإدريسي الزوكاري: “في الطور الدراسي الإعدادي جاء الانتقال إلى زايو، وهي مدينة تبعد عن الناظور بحوالي 40 كيلومترا، وهناك ولجت إلى المؤسسة الإعدادية علال الفاسي من أجل استكمال مساري التعليمي قبل الرجوع إلى الرباط”.

حصل حسن على شهادة الباكالوريا من ثانوية الحسن الثاني بالعاصمة، وقد كان بين من قرروا أن تكون لغتهم الأجنبية الثانية، خلال هذه المرحلة، هي الألمانية؛ مخالفا ما كان معهودا وقتها بإقبال الغالبية على دراسة اللغة الإنجليزية، ثم توجه إلى دراسة الاقتصاد بجامعة محمد الخامس.

إلى الاتحاد السوفياتي
لا يرى حسن الزوكاري حرجا في الإقرار بأن انخراطه في تجربة الهجرة كان اختياريا ومبنيا على تخطيط منذ وصوله إلى الطور التعليمي الثانوي، وميله إلى ضبط اللغة الألمانية. لذلك، شد الرحال نحو “بلاد الجرمان” بحثا عن آفاق أرحب في التعليم العالي.

وفي هذا السياق، يورد الإدريسي الزوكاري: “كنت راغبا بشدة في إكمال دراستي بألمانيا. ولذلك، توجهت نحو كلية ‘كوتينغن’ قبل أن أصطدم بمصاعب مالية تفوق طاقتي.. وهذا ما أجبرني على إعادة حساباتي بأكملها واتخاذ قرار العودة إلى المغرب من أجل البحث عن فرصة ثانية للتكوين خارج البلاد”.

انخرط حسن في دراسة العلوم الاقتصادية بجامعة محمد الخامس في الرباط، وبالموازاة مع ذلك انخرط في العمل السياسي بصفوف تنظيم الشبيبة الاستقلالية بالرباط. وبعد مرور سنتين على عودته من ألمانيا، أفلح في الحصول على منحة دراسية، نتيجة التعاون القائم وقتها بين حزب الاستقلال والحزب الشيوعي السوفياتي، ليتمكن من استكمال تعليمه العالي في الاتحاد السوفياتي.

الهجرة الثالثة
تماما مثلما قصد ألمانيا وعاد إلى المغرب، قفل حسن الزوكاري إلى أرض الوطن مباشرة بعد الحصول على إجازة من نظام التعليم العالي السوفياتي، راغبا في أن تكلل تجربة هجرته المؤقتة بالاستفادة من فرصة عمل في القطاع العمومي؛ لكن الأمور لم تسر وفق ما كان يبتغي حينها.

“غاب التوظيف، ووجدت نفسي على رأس ‘المجموعة 154’ المواظبة على الاحتجاج أمام مقر البرلمان في الرباط، وناطقا باسم هؤلاء العاطلين ضمن اللقاءات التي كانت تتم مع الكثير من المسؤولين؛ لكن الحلول الناجعة غابت عن الملف المطلبي العادل الذي كنا نترافع بخصوصه”، يكشف الإدريسي الزوكاري.

وضمن هذا النسق الذي لم يساير طموحاته عموما، وأدخله دوامة من المصاعب الوجدانية، وجد حسن نفسه يفكر في الانخراط ضمن مسار هجرة ثالثة، بغرض الاستقرار في أوروبا هذه المرة. لذلك، اختار الزواج بقريبة له في الدنمارك. وبعد وقت قصير، حزم حقائبه للالتحاق بها.

دفن الماضي
تشبث حسن الإدريسي الزوكاري باستغلال شواهده التعليمية من أجل البصم على انطلاقة جديدة في البيئة الدنماركية، دون إغفال التركيز على ضبط اللغة الدنماركية في ظرف 6 شهور مستفيدا من سابق معرفته للغة الألمانية من جهة وخوضه تجربتين للاستقرار خارج المغرب من جهة ثانية.

ويقول حسن: “وجدت مشكلة في معادلة الدبلوم السوفياتي الذي أتوفر عليه، إذ كان علي أن أخضع لتكوين مؤدى عنه طيلة سنة ونصف السنة، بينما وضعيتي المالي لم تكن تسمح لي بتحمل هذا الإنفاق، في ذاك الوقت، والعروض البنكية للاقتراض كانت تهتم باللاجئين دون المهاجرين، حينها”.

بالإقبال على مسار بديل، خضع الزوكاري لتكوين قصير من شهرين؛ ما جعله مؤهلا لتأسيس شركة متخصصة في النظافة النوعية، وينخرط في التعامل مع مجموعة من المستشفيات والمصحات والعيادات بموجب عقود تتيح التخلص من المخلفات الطبية وفق مقتضيات القوانين الدنماركية ذات الصلة، ثم مدد هذه المعاملات لتشمل صفقات الالتزام بتعقيم العتاد الصحي بمختلف أنواعه.

مع فريق اجتماعي
بعد سنوات عديدة من الإشراف المباشر على شركته الخاصة بتدبير “النفايات النوعية”، أدى ركود المعاملات في هذا الميدان إلى تغيير مسار حسن الزوكاري بكيفية شاملة، ليعود مرة أخرى إلى الجلوس على مقاعد التكوين، مواظبا على ذلك طيلة سنة ونصف السنة حتى يصير مؤهلا للعمل في المجال الاجتماعي.

ويقول الإدريسي الزوكاري عن هذا التغيير الجديد: “بقيت في المضمار الصحي عموما؛ لكن الرهان انصب على نيل دبلوم يتيح الاشتغال مع فئة المسنين، وقد مر التكوين بالحصول على درجات استحقاق عالية في كل المواد، ومنذ التخرج صرت مسؤولا عن تدخلات متصلة بمراكز تشرف عليها السلطة العمومية في كوبنهاغن”.

يتولى حسن الزوكاري، في الوقت الحالي، مسؤولية خدمات يقدمها فريق اجتماعي، من مشارب متعددة، لصالح مجموعة من المسنين المحتاجين الرعاية بناء على خصوصية كل حالة على حدة، وإلى جانب هذا كله يبقى المخاطب من لدن السلطة الإدارية المختصة في أي تدخل يحتاج إعادة الأمور إلى نصابها، والموكول إليه تفعيل الإجراءات القانونية عند وقوع حوادث تؤذي المستفيدين.

إحباط “البوليساريو”
استكمالا لما خبره في الاشتغالات الجمعوية والسياسية والحقوقية بالمغرب، انخرط حسن الإدريسي الزوكاري في تأسيس مجموعة من التنظيمات المدنية، بمعية عدد من المنتسبين إلى “مغاربة الدنمارك”، من أجل الحضور في قنوات الديمقراطية التشاركية بكوبنهاغن، من جهة، والترافع عن قضايا المغرب والجالية، من جهة ثانية.

ويعتبر حسن أن حضوره في هذه الإطارات المدنية، على مر السنين، يبقى متصلا بمجموعة من المكاسب الفئوية والجماعية التي حرصت على إيصال صوت ذوي الأصول المغربية إلى مراكز القرار، سواء المحلية منها أو الوطنية. كما أن ثلة من المبادرات، وإن كانت عادلة، كانت تحتاج إلى مزيد من الالتفاف للجالية المغربية؛ حتى يتم الحصول على منافع أكبر من تفعيلها.

ويسترسل الوافد على كوبنهاغن من سلا بالقول: “الأهم، وفق تقييمي الشخصي، يرتبط بوجودي مع مغاربة آخرين غيورين على الوطن الأم، والمساهمة في التواصل مع الأحزاب الدنماركية الممثلة بالبرلمان من أجل فضح أكاذيب “البوليساريو”، وإقناعها كلها برفض مقترح تقدم به حزب واحد بغرض حصول الجمهورية الوهمية على اعتراف المملكة الدنماركية. كما ساهمت، مع مغاربة وطنيين، في دينامية جعلت وفودا دنماركية تزور الصحراء المغربية لمعاينة الواقع على حقيقته في الأقاليم الجنوبية المغربية”.

دعوة إلى التكتل
ينظر حسن الإدريسي الزوكاري إلى ذوي الأصول الأجنبية في الدنمارك، بالرغم من الجهود التي تبذلها فئة منهم، باعتبارهم متعثرين في الاندماج ضمن المجتمع الإسكندنافي الذي يعيشون فيه، رغم إيقانهم جميعا، خاصة المنحدرون من المغرب، بأن المسارات الناجحة مجبرة على المرور من بوابة الاندماج.

وينصح حسن المقبلين على الهجرة نحو مملكة الدنمارك، وأيضا الجيل الجديد المولود في البلاد نفسها، بنبذ السلوكات المشجعة على العزلة، خاصة ما يذكي استعمال لغات غير الدنماركية في الفضاءات العمومية، والقبول بالواقع الذي يجعل القيام بالواجبات سابقا للاستفادة من الحقوق.

“أضرب مثلا بالمشاركة السياسية في هذا الإطار، حيث أغلب ذوي الأصول الأجنبية يقاطعون الانتخابات في الدنمارك؛ بينما لو اتحدت أصوات المسلمين وحدهم لكان لهم 23 مقعدا في البرلمان، أي ما يناهز ثلث البرلمان. ومن جهة أخرى، فإن الهشاشة السياسية تؤطر ممارسات غير مقبولة؛ منها وجود حزب دنماركي يعادي الوحدة الترابية للمغرب يظفر بأصوات عدد من أفراد الجالية بناء على جهل بهذا الموقف”، يختم حسن الإدريسي الزوكاري.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. حسن الزوكاري يرافق الجدية في المجتمع المدني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aomui

aomui


عدد المساهمات : 24
نقاط : 24
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 31/10/2022
العمر : 24
الموقع : المملكة المغربية

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13السبت نوفمبر 05, 2022 8:08 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محسن دوياب يساهم في تطوير مناهج تعليمية
الخميس 3 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Mohcin10

خبر محسن دوياب الحياة في تازة طيلة 23 سنة، وشق مسارا مهنيا في مجموعة من المدارس الابتدائية قبل أن يسلك مسطرة التجمع العائلي، مستهل الألفية الجارية، ليصير مستقرا في الدنمارك، مطلقا نفسا ثانيا لارتباطه الوجداني بمهن التربية والتكوين بغية بلوغ مراتب أعلى في هذا الميدان.

وإذا كان عطاء دوياب متشعبا في المجتمع الدنماركي، بحضور نوعي في مبادرات للجالية المسلمة عموما، وذوي الأصل المغربي على وجه التحديد، فإن قسطا وافرا من جهوده تنصب، منذ سنوات مضت، على المساهمة في تزويد وزارة التعليم بكوبنهاغن بكل ما من شأنه تطوير المناهج الخاصة بتدريس الرياضيات لمختلف المستويات.

التدريس في المغرب
محسن دوياب، المزداد سنة 1976 في أسرة منحدرة من منطق “اجبالة” بشمال المغرب، عاش منذ ربيعه الثاني في أحضان مدينة تازة وفي مدارسها تلقى التعليم بمؤسسات “المسبح” و”المعرض” و”مولاي رشيد” و”علي بن بري”، ثم “ثانوية ابن الياسمين” التي نال منها شهادة الباكالوريا.

ويقول دوياب: “ذكريات جميلة تربطني بفترة العيش في تازة خلال مرحلة النشأة والتكوين، وقد غادرتها من أجل الإقبال على التعليم العالي في مدينة فاس، بعد إنهاء الطور الثانوي، ثم قررت اجتياز مباراة مركز تكوين المعلمات والمعلمين، أواسط عقد التسعينيات من القرن الماضي، للاشتغال في ميدان التدريس”.

التزم محسن بالعمل أستاذا للتعليم الابتدائي في مجموعة من مناطق المغرب، بمسيرة استهلها من الجنوب الشرقي للمملكة، وواصل السير على هذا المنوال على مدى 5 سنوات متتالية قبل أن تحضر اللحظة المفصلية باتخاذ قرار الهجرة بحثا عن تطوير الذات وعموم طموحاته الشخصية.

في بلد للجوء
يرى محسن دوياب أن اشتغاله في الحقل التعليمي بالمغرب قد مكنه من جمع تجارب ميدانية تنعكس على المستويين الشخصي والمهني باستفادات كبيرة؛ لكن الإقبال على المغادرة نحو مملكة الدنمارك قد جاء، بالأساس، من أجل الاستقرار إلى جانب زوجته المقيمة في هذا الحيز الجغرافي الإسكندنافي.

ويضيف المغربي نفسه: “بدأت الهجرة سنة 2001 لأكتشف أن وجهتي تولي عناية فائقة للاجئين وتغفل وجود المهاجرين، وهناك تباين كبير بين كلتا الفئتين من الوافدين على فضاء العيش الدنماركي؛ لكن السياسات العمومية للبلاد تولى أهمية بالغة للمستفيدين من اللجوء وتغفل وضعيات من وصلوا إلى هنا لأغراض أخرى، أبرزها الزواج أو استكمال الدراسة”.

ويسفر هذا التمايز، وفق دوياب، عن وجود إكراهات أمام المهاجرين الذين يقصدون الدنمارك، وعموم الدول الإسكندنافية، بحدة أشد مما هو كائن في العديد من البلدان الأوروبية الأخرى؛ ما يجعل إقبال المغاربة على هذه الوجهات يبقى ضعيفا مقارنة مع حضور الجالية في دول أخرى جنوب المملكة الدنماركية.

مفعول مدريد
يشدد محسن دوياب على أن التواجد في وضعية هجرة لا يمكن أن يمضي قدما دون العبور من تجارب بنفحات عنصرية، وأن العيش في المجتمع الدنماركي لا يحمل استثناءات في هذا الشأن؛ لكن الطموحين يستعينون بقوة الإرادة من أجل تخطي الوقائع التمييزية وإثبات الإصرار على السير نحو الأفضل.

ويستحضر “ابن تازة” واقعة عاشها في هذا السياق بقوله: “استغرقت سنتين لإنهاء دراسة اللغة الدنماركية والحصول على باكالوريا في هذه البلاد، ثم دفعت طلبا للتكوين في سياقة القطارات سنة 2004. وعند الوصول إلى الشطر الثاني من المباراة، تم رفضي قبل أن أرد على أي سؤال للجنة الاختبار الشفهي.. وحين غادرت علمت أن اليوم نفسه عرف تفجيرات إرهابية في محطة مدريد للسكك الحديدية”.

ويضيف دوياب: “ما زلت أتذكر كيف كانت اللجنة تشيد بكيفية تعاملي مع الأسئلة الكتابية وتفوقي في ذلك، وبعدها دخلت امرأة تحمل ملفا باسمي لتضعه على الطاولة وتخبرني بقرار الرفض أمام دهشة من الجميع؛ مبررة ذلك بعدم التوفق في الإجابة عن ‘أهم سؤال كتابي’.. كان الدافع عنصريا صريحا؛ لكنه حفزني على مواصلة العمل بجد في المرحلة الموالية”.

تغيير في ظل الثبات
أفلح محسن دوياب في ولوج المدرسة العليا للأساتذة بعد قضاء تكوين من 4 سنوات في العاصمة كوبنهاغن، ليعود إلى سكة المسار المهني الذي كان يلازمه قبل الهجرة من المغرب، ثم بدأ العمل في التدريس، منذ سنة 2009، بارتباط مع مادتَي الرياضيات والبيولوجيا.

يقول ذو الأصل المغربي: “لم أكن متفرغا للتكوين في المدرسة العليا للأساتذة، فقد كنت مجبرا على مواكبة الدراسة دون الإخلال بواجباتي الأسرية في توفير المال القادر على تغطية الحاجيات المادية. لذلك، عملت في مهن كثيرة، وطيلة سنوات كنت أحتاج غلافا زمنيا يعادل 18 ساعة يوميا بين العمل والتحصيل”.

وفي ظل الثبات على خيار التدريس، حرص دوياب على مراكمة تطورات عديدة تهم المهنة خلال السنوات الـ12 الماضية، متحصلا على دبلوم “ماستر” في القيادة التربوية، متعمقا في تكوين الأساتذة و”الديداكتيك” بشكل عام، والإقبال أيضا على إدارة المدرسة العربية الإسلامية في الدنمارك سابقا، ويواصل العمل في التدريس والقيام بمهام صفته كمستشار لوزارة التعليم الدنماركية في الرياضيات.

وصفات التجويد
يواظب محسن دوياب حاليا، إلى جانب الموكول إليه في إطار التدريس، على القيام بجميع العمليات التي تتطلب صياغة الآراء الاستشارية التي تحتاجها الوزارة الوصية على القطاع بغية تطوير المناهج التعليمية لمسايرة التوجهات الكبرى المحددة بدقة والخاضعة لمعايير تتيح المواكبة والتقويم في أطوار عديدة.

ويفسر الإطار التربوي عينه قائلا: “المدرسة الدنماركية تعد الأغلى عالميا، إذ إن كلفة تعليم فرد واحد تلامس قيمة 125 ألف درهم مغربي سنويا، وكل مؤسسة يمكن اعتبارها جهازا قائما بذاته، وتستفيد من حضور باحثين وأطباء وممرضين وغيرهم بجانب الأساتذة، بينما يتم العمل بشكل جماعي ومتواصل للرفع من المردودية”.

ويضيف دوياب في الإطار عينه: “الأهداف العامة ترسمها الدولة، بينما المؤسسات حرة في وضع الأهداف المرحلية واختيار المنهج الملائم لأدائها.. أتولى الإشراف على فريق من 35 شخصا حتى نستفيد من التجارب، ونعتمد على خلاصات لقاءات تعقد على مدار السنة من أجل تمرير التوصيات اللازمة للمكلفين باتخاذ القرار الحكومي”.

جهود في الميزان
بالاستناد إلى تجارب 4 عقود ونصف العقد من العيش بين المغرب والدنمارك، يشدد المنتمي إلى صف “مغاربة إسكندنافيا” على أن التعثر مرات تلو أخرى لا يمكن أن يعني الفشل بشكل حتمي، وأن التحلي بالطموح، إلى جانب الإيمان التام بالقدرات، بمقدوره إفراز دوافع تغني المنخرطين في الهجرة عن الركون إلى الاستسلام.

وبعد التأكيد على أن الشعور بالضعف في فضاء عيش ما يجب أن يواجه بالبحث الدؤوب عن العمل في ظروف مغايرة، تستحضر حاجيات كل شخص وفق الوضعية الخاصة به، يؤكد محسن أن من يفكرون الاستقرار خارج المغرب مجبرون على التحلي بيقظة عالية تتيح اغتنام الفرص التي تتاح لهم من أجل البصم على مسارات تفضي إلى طموحاتهم.

“التجربة علمتني، وأنا في عقدي الخامس من الحياة، أن الفرص متاحة في كل مكان على وجه الأرض، بما فيها المغرب.. وأرى أن المجهود الذي قمت به في الدنمارك بإمكاني أن أجني منه منافع أكبر لو قمت به في الوطن الأم؛ لكنني كنت أرى، قبل أزيد من 20 سنة، أن بوابة الهجرة بمثابة المنفذ الوحيد لتغيير الوضع”، يختم محسن دوياب.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محسن دوياب يساهم في تطوير مناهج تعليمية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mariam
mariam : الوسام الدهبي
mariam : الوسام الدهبي
mariam


عدد المساهمات : 1842
نقاط : 1957
السٌّمعَة : 77
تاريخ التسجيل : 10/06/2011
العمر : 34
الموقع : أكادير المغرب

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الأحد نوفمبر 06, 2022 7:24 am

مسارات مغاربة في إسكندنافيا .. سليمة الدحماني تتواصل بلسان القطاع البنكي
الجمعة 4 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Salima10

على الرغم من الولادة على التراب الدنماركي فإن سليمة الدحماني، المنحدرة من أسرة متشبعة بالتعابير الثقافية المغربية الملازمة لمنطقة أجدير، بالقرب من مدينة تازة، لا تزال تحافظ على بصمات هوياتية مرتبطة بالوطن الأم؛ أبرزها الحديث بالعربية الدارجة، وأيضا اللسان الأمازيغي لمنطقة الريف.

للدحماني طريقتها الخاصة في التعامل مع الثراء الثقافي الذي كسبته من الانتماء إلى المغرب والدنمارك، وتعتبر أن ذلك من بين المحددات التي جعلتها تسير بثبات نحو تحقيق مسار مهني متميز يزاوج بين التخصص في التواصل وملازمة متطلبات القطاع البنكي في التعامل مع زبنائه الباحثين عن ما يلائم وضعياتهم في الخدمات المالية.

خليط متجانس
ازدادت سليمة الدحماني سنة 1986 وسط أسرة تنحدر من منطقة أجدير، ضواحي مدينة تازة في المغرب، وارتبطت السنوات الأولى من عمرها بالعيش في التجمع السكاني “هولبيك” الكائن على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.

وتقول سليمة: “كبرت في أسرة ملتزمة بالعمل، إذ كانت لأبي وأمي أنشطة مهنية منذ الوصول إلى الدنمارك؛ لكن ذلك لم يمنع حصولي، بمعية إخوتي، على قدر كبير من الرعاية كي أتشبع بثقافتين متباينتين: الأولى مغربية بحكم الانتماء إلى الجذور، والثانية دنماركية نتيجة الاستقرار في إسكندنافيا”.

وأتاح الثراء الثقافي المحيط بنشأة الدحماني تمكنها، في وقت مبكر، من ضبط التواصل باللغات العربية والأمازيغية والدنماركية، والتمرس على الجمع بين التقاليد والعادات المتصلة بالوطن الأم، من جهة، وضبط الإيقاع المناسب للعيش ضواحي كوبنهاغن من أجل التطور في المجتمع، من جهة ثانية.

فن اللامبالاة
تستحضر سليمة الدحماني ما خبرته في سنوات الطفولة والشباب بين أقرانها كي تؤكد أن الإحساس بالاختلاف حاضر لدى كل ذوي الأصول الأجنبية أينما كان مقامهم عبر العالم. ومن حين إلى آخر، تبرز بعض التعابير العدائية من أناس لديهم مواقف سلبية تجاه مشاركة فضاء العيش مع الوافدين من وراء الحدود.

وتفسر “ابنة أجدير” بقولها: “صادفت متنمرين في عدد من محطات عمري؛ لكن ذلك يبقى متصلا بحوادث معزولة لا ترقى إلى مستوى اعتبارها ظاهرة. وقد اخترت أن أتعامل مع ذلك، حسب كل حالة على حدة، بما لا يتيح الفرصة لاستهدافي بشكل مؤثر على نفسيتي؛ وبالتالي الحصول على بيئة غير صدامية تخدم تطوري”.

“التركيز كان حاضرا على التقدم في التحصيل الدراسي، أولا، ثم البحث عن منصب شغل يسمح بالحصول على مقابل مالي لتلبية حاجياتي على الواجهتين الشخصية والمهنية؛ وبالتالي، لم أكن أبالي بمن يريدون إحباطي بالميز المبني على أسس عرقية وثقافية”، تضيف الدحماني.

التخصص في التواصل
استكملت سليمة الدحماني الطور الأساسي من التعليم، ومدته 10 مواسم في الدنمارك، ثم تحصلت على شهادة الباكالوريا لتتوجه إلى الدراسة الجامعية، مبتغية استكمال مرحلة التكوين في مجال التواصل قبل البحث عن فرصة شغل ملازمة لهذا الميدان الذي أفلح في نيل اهتمامها مع توالي السنين.

وتشير ذات الأصل المغربي إلى أن مرحلة الإقبال على التعليم العالي، وإن كانت منكبة في الأصل على العلوم ذات الصلة بالتواصل، إلا أنها جذبت انتباهها إلى وحدات تكوين أخرى تساير هذا التوجه؛ أبرزها ينكب على أداء المقاولات والشركات في ميادين التسيير والتدبير والبناء التنظيمي الداخلي.

وبناء على هذا الميل إلى البذل في القطاع الخاص والبنيات الليبرالية عموما، استهلت سليمة مسارها المهني في مرفق مصرفي بالموازاة مع الدراسة الجامعية، رامية إلى جمع الخبرة الميدانية بالتكوينات النظرية الأكاديمية، ومتوخية الحصول على فرصة مواتية لاستثمار ذلك في ما يتيح لها البصم على مسار تفتخر به لاحقا.

البناء بالتدرج
بحكم الانتماء إلى أسرة تؤمن بالعمل وترفض الاتكال على الغير، أقبلت سليمة الدحماني على الاشتغال منذ حصولها على صفة طالبة جامعية، مستهلة هذا الأداء من موقع “مساعدة إدارية” في فرع بنكي؛ وما يعنيه من التكلف بالأمور البسيطة التي تتيح لباقي المستخدمين القيام بمهامهم في ظروف أكثر راحة.

وتقول سليمة: “كنت حريصة على ملاحظة كل التفاصيل الدقيقة في العمل خلال هذه الفترة، راغبة في التعرف على ما يقوم به الجميع كي أستفيد من ذلك مستقبلا، وبعدها غيرت الوجهة نحو شركة أكبر، وبعدها عدت إلى البنك الذي احتضنني في البداية، وبقيت هناك 8 سنوات، ثم حصلت على فرصة أخرى للعمل في مصرف آخر؛ وهو الذي أتواجد فيه منذ 8 سنوات أيضا حتى الآن”.

وطيلة هذه الفترة الزمنية، بانطلاقة متواضعة من مهام تقديم المساعدة لعمل الآخرين بأعمال، ومرور عبر 3 منصات للبذل المهني، واظبت الدحماني على التطور من مرحلة إلى أخرى، حتى صارت اليوم متصلة بمهام قيادية في توفير الجودة ضمن التواصل مع زبناء القطاع المصرفي، والرفع من المردودية انطلاقا من خبراتها التواصلية وإلمامها بالتطورات المتتالية التي يشهدها هذا التخصص.

التمويلات العقارية
تشرف المنتمية إلى صفوف “مغاربة إسكندنافيا”، في الفترة الحالية، على فريق للتواصل يواكب حاجيات مؤسسة بنكية رائدة في مملكة الدنمارك، وتتولى مهاما قيادية في تحقيق المطلوب من طاقمها الذي يضم 25 شخصا من ذوي الخبرة في ميادين متنوعة يحتاجها القيام بصياغة استراتيجيات تواصلية ناجعة وتفعليها بطريقة سلسة على أرض الواقع.

وبهذا الخصوص، تقول الدنماركية المغربية عينها: “العمل يرتكز على مواكبة المعاملات المصرفية عموما؛ لكن التوجهات الكبرى للمؤسسة تجعلني أركز، بشكل أكبر، على التدخلات التواصلية المرتبطة بالرواج الذي تشهده التمويلات الخاصة بالقطاع العقاري، سواء تلك التي تهم الراغبين في الشراء أو الأطراف التي تتوفر على منتجات موجهة إلى البيع”.

“أحرص على تولى مهمة تطوير الآليات التواصلية بما يساير المستجدات اليومية المتسارعة، والتعاطي مع الزبناء الراغبين في الحصول على عروض تمويل في مجال العقارات المخصصة للسكن أو الأنشطة المهنية؛ وبالتالي المزاوجة بين رغبة البنك في الإقناع، من ناحية، وتوخي الزبون الحصول على عرض ملائم لوضعيته، من ناحية أخرى”، تزيد الدحماني.

بين العمل والأسرة
تعتبر سليمة الدحماني أن العمل في القطاع البنكي لم يكن مغريا لها وقت التفكير في الأحلام المهنية الملائمة لها، وتحديدا قبل الحصول على شهادة الباكالوريا؛ ثم صار مصدر سعادة لوجدانها مع دخولها إلى هذا الميدان وتوالي سنوات البذل في المجالات المرتبطة به ضمن نطاق علوم التواصل.

وتقول المنتمية إلى شريحة “مغاربة العالم” في هذا الإطار: “دائما أستحضر هجرة والدَي من المغرب. لقد كان الدافع الأساسي هو البحث عن مستقبل أفضل عبر ملازمة طريق التطور. ولهذا، أفخر بكوني ملتزمة بهذا النهج، وأن أعمل من أجل عائلتي وأسرتي في مضمار يشدني إليه بقوة حاليا”.

رغم ما تحقق في مسار سليمة فإنها ترى أن أداء واجباتها الأسرية وإعطاءها مكانة سامية لأدوار الأمومة المنوطة بها قد يكون مؤثرا على طموحاتها المرحلية بإدخالها مرحلة كمون ظرفية؛ لكنها تشدد على أن رغبتها في الوصول إلى مراكز أكثر قوة لا تزال حاضرة، دون حصرها في مهام مستقبلية محددة أو فضاء جغرافي بعينه.

التوجه إلى التدافع
كنصائح للراغبين في الهجرة عموما، وبارتباط مع إيقاع العيش في الدنمارك على وجه التحديد، تصر سليمة الدحماني على أن ضبط لغة البلد تبقى أولوية للمريدين النجاح في هذا النطاق الاسكندنافي، لتحقيق الاندماج وإن كان هناك نبذ للوصول إلى درجة الانسلاخ التام عن الهوية الأصلية.

وتقول البالغة قرابة 37 سنة من الحياة في الهجرة إن المغاربة الوافدين على الدنمارك لا ينبغي أن يراهنوا على إتقان اللغة الفرنسية من أجل وضع خطة للتطور؛ لكن التوفر على مدارك لغوية أنجلوساكسونية قد يكون مفيدا في المرحلة الأولى، دون أن يغني عن الحصول على إشهاد رسمي بتعلم الدنماركية لاحقا.

“كلما زاد مستوى التعلم إلا وارتفعت حظوظ المهاجرين في تحقيق النجاحات التي يبتغونها. لذلك، لا محيد عن الإقبال على التمدرس أو استكماله في الدنمارك.. ولا بد، طبعا، على الجميع أن يتدافعوا للبحث عن ما يلائمهم في أي ميدان، تماما كما يقع في أي مجتمع عبر العالم”، تختم سليمة الدحماني.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. سليمة الدحماني تتواصل بلسان القطاع البنكي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
fadwa

fadwa


عدد المساهمات : 361
نقاط : 385
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
العمر : 36
الموقع : المملكة المغربية

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الأحد نوفمبر 06, 2022 8:41 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا.. يوسف أبيرجن يتوسط الجالية اليهودية بكوبنهاغن
الأحد 6 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Yousse10

لم يخبر يوسف أبيرجن الحياة في المغرب أبدا، ولم تطأ قدماه تراب المملكة منذ أن رأى النور، إلا أن ازدياده في أحضان أسرة أطلسية يجعل قلبه لا ينبض إلّا على الإيقاع المغربي في كل تعابير حياته، ولسانه المواظب على النطق بالعبرية والدنماركية والإنجليزية يتشبث أيضا بالتعبير بالعربية المغربية الدارجة.

وإذا كان مسار حياة يوسف أبيرجن قد امتد من الشرق الأوسط إلى الأراضي الاسكندنافية، مرورا بالضفة المتوسطية الشمالية وإنجلترا، وارتبط بمتغيرات العمل في مجال تجارة المجوهرات بمختلف أنواعها، فإن ثباته يتحقق في الانتماء بصدق إلى صفوف الجالية المغربية اليهودية والافتخار بثقافة الأجداد إلى أقصى حد.

آيت عتاب
ازداد يوسف أبيرجن سنة 1959 في بيت تسكنه أسرة من أصل مغربي في إسرائيل، وتلقى رعاية بالغة من أمه المتفرغة لتربية صغارها، من جهة، وأبيه المشتغل بائع خضر بالتقسيط، من جهة ثانية، ما أتاح له التشبع بالثقافة المغربية الجامعة بين الروافد العبرية والأمازيغية والعربية منذ نعومة أظافره.

ويقول يوسف: “أبي وأمي من اليهود المغاربة المنتسبين إلى منطقة آيت عتاب بجبال الأطلس، المنتمية حاليا إلى جهة بني ملال خنيفرة وفق التقسيم الإداري الحالي”، ثم يضيف “لقد غادرا المغرب بمعية أخوين أكبر مني، كان سن أحدهما عامين والآخر أربع سنوات في ذلك الآن، وبقيا يتحدثان العربية الدارجة والأمازيغية على مدى عقود طويلة من العيش في إسرائيل، ومنهما اكتسبت اللغتين”.

ترعرع يوسف وسط سبعة إخوة آخرين مشدودين إلى الأصول المغربية بفعل كثرة حديث الوالدين عن ماضي العيش في إقليم أزيلال، إذ كانت العادات والتقاليد المرتبطة بالوطن الأم تتوسط المسكن الأسري مرافقة حكايات عن التعايش والتسامح اللذين خبرهما الأبوان في آيت عتاب، وقسط وافر من الندم على مفارقة التواجد بتراب المغرب.

بين اليونان ولندن
استوفى يوسف التدرج بين فصول التعليم الأساسي بسلاسة، طيلة ثمانية مواسم متتالية، وعبر مرحلة الدراسة الثانوية في أربع سنوات متعاقبة، قبل الحصول على شهادة الباكالوريا، ثم أضحى مطالبا بثلاثة أعوام من الخدمة العسكرية كمجند في صفوف الجيش الإسرائيلي قبل اختيار وجهته المستقبلية.

وبخصوص تلك الفترة يقول ذو الأصل المغربي: “لم أكن بين أقراني ممن يتمدرسون في مؤسسات يهودية، بل اختارت أسرتي أن أتلقى التعليم بكيفية عادية في مؤسسات غير دينية، وحين أنهيت فترة التجنيد بقيت مدة قليلة في إسرائيل قبل أن أجرب حظي في الهجرة إلى أوروبا”.

عبر يوسف المياه المتوسطية للتعرف على الحياة في “القارة العجوز” انطلاقا من اليونان، وعمل على التنقل كسائح بين مجموعة من البلدان الأوروبية من أجل التعرف على ثقافات شعوبها، وعند الوصول إلى إنجلترا بقي ملازما لندن ثلاثين شهرا قبل أن يتم ترحيله إلى إسرائيل، سنة 1982، بداعي “عدم تسوية الوضعية القانونية”.

الوجهة الاسكندنافية
عاد يوسف للعيش في الدولة العبرية أربع سنوات إضافية، ثم قرر إعادة الكرة بالإقبال على الهجرة، وابتغى الوصول إلى الأراضي الاسكندنافية هذه المرة، ليستقر بمملكة الدنمارك ابتداء من سنة 1986، مستفيدا من دعم الشريحة اليهودية المستقرة بكوبنهاغن، عموما، وذوي الأصل المغربي منهم على وجه الخصوص.

ويقول يوسف عن هذه الهجرة الثانية: “لم أصل إلى اسكندنافيا بطريقة مباشرة، بل عملت على التنقل بين مجموعة من البلدان كي أصل إلى محطتي النهائية وأشرع في البحث عن تحقيق ذاتي بالكيفية التي تلائم طموحاتي، ومن أجل ذلك اخترت السير بهدوء شديد دون محيد عن الأهداف التي كنت قد حددتها لنفسي”.

كما يشدد يوسف، بخصوص هذه المرحلة المرتبطة بأواسط سنوات الثمانينيات من القرن العشرين، على أن التنشئة التي حظي بها من لدن أسرته، وما أتاحته من تشبع بالتعابير الهوياتية المغربية، جعلته ينال دعم ذوي الأصول المغربية من أجل الاندماج في المجتمع الدنماركي، سواء كانوا مسلمين أو يهودا، وتحييد مجموعة من الصعوبات التي تلاقي المهاجرين في بداية الاستقرار بهذه البلاد.

تجارة المجوهرات
ارتبط النشاط المهني ليوسف بتجارة المجوهرات دوما، إذ بدأ العمل في كوبنهاغن كبائع بسيط للحلي في الشارع، وبعد عشر سنوات أفلح في الحصول على محل صغير خاص به، ثم حرص على تطوير نشاطه على مراحل استغرقت في مجملها قرابة 25 سنة، مؤسسا مجموعة من الشركات المختصة في بيع المجوهرات على ثلاث دفعات.

ويرى المفاخر بأصله المغربي أنه استفاد كثيرا من تجربة الهجرة الأولى التي قام بها من أجل شق مسار مغاير في الهجرة البديلة التي أقبل عليها، مراهنا على الإصغاء لذوي الخبرة قبل الشروع في أي خطوة، والالتزام بالأعمال التي يتوفر على معرفة فيها، إضافة إلى تفادي الاستعجال في جني المكاسب بحثا عن الاستقرار قبل أي شيء آخر.

“ارتحت كثيرا بالبقاء في تجارة الحلي والمجوهرات على مدى العقود الأربعة الأخيرة من حياتي، وأشعر برضى تام عن كل ما حققته من خلال العمل في هذا الميدان، وبعدما حققت ما أريد من خلال العمل لحسابي الشخصي ارتأيت أن أغير الوجهة من أجل العمل لحساب شركة في المجال عينه، ولا أزال ملتزما بهذا الخيار حتى الحين”، يضيف يوسف.

لحمة يهود المغرب
حرص يوسف، طيلة 36 سنة من العيش في كوبنهاغن، على التواجد وسط الجالية اليهودية ذات الأصل المغربي في الدنمارك؛ وإن كان عدد أفرادها متواضعا بالنسبة لحضور اليهود في دول أوروبية عديدة، حيث مجموعهم لا يتخطى سبعة آلاف شخص كأقصى تقدير.

ويقول ساخرا: “قد أكون الأضعف في الكلام بالعامية المغربية من بين كل يهود المغرب المتواجدين بالدنمارك، لكن قلبي يبقى من أشد المتشبثين بالوطن الأم وإن كان حلمي بالتواجد على أرضه لم يتحقق حتى الآن.. ويمكنني التأكيد على أن قرابة 40 بالمائة من يهود الدنمارك من أصل مغربي”.

ويسترسل مصرحا بأن الجالية اليهودية المغربية في كوبنهاغن، سواء في حياتها اليومية أو عند ممارسة طقوسها التعبدية بالمعبدين المتواجدين بالعاصمة الدنماركية، تستحضر الثقافة المغربية في أكلها وملبسها وأحاديثها، تماما كما جرى نقله عن طريق الأجداد والآباء، ويعد الزيغ عن ذلك عيبا غير مقبول بالمرة.

علاقات الرباط وتل أبيب
يؤكد المزداد في إسرائيل أن فرحا عارما غمر الجالية اليهودية المغربية عقب إعلان الرباط وتل أبيب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما من خلال مكتبين للاتصال، وأن مصدر هذه السعادة الكبيرة يكمن في الدلالات الوجدانية لهذه الخطوة قبل النظر إلى المكاسب التي يتوخى السياسيون الحصول عليها من المبادرة.

ويفسر ذلك قائلا: “هناك مليون شخص من أصل مغربي يعيشون في إسرائيل، وهؤلاء ينتمون إلى أجيال مختلفة متشبعة بحب المملكة حتى النخاع.. واستئناف العلاقات يعني، بالنسبة لهذه الشريحة العريضة، التمكن من زيارة أرض الأجداد دون تأشيرة ولا إشكالات مسطرية معقدة كانت حاضرة في الماضي”.

ويضيف “أضرب مثالا لهذا بفرح عائلتي بعدما تمكن أبي، الذي لم يزر المغرب منذ 50 سنة، من التوجه إلى آيت عتاب والدموع تغمر عينيه، مصطحبا بعض إخوتي للتعرف على البلد، وقد نجح في ملاقاة أصدقاء قدامى فارقهم منذ عقود خلت.. وهناك عدد كبير من أشباه أبي يفرحون للغاية عند تمكينهم من زيارة المغرب”.

القدرة على التأقلم
يستعين المستقر بكوبنهاغن منذ الثمانينيات بخلاصات تجربته في الدنمارك ليشعر الراغبين في الهجرة إلى اسكندنافيا بأن المتطلبات لم تعد سهلة كما عرفها قبل 37 سنة من الآن، ما يعني أن الوافدين الجدد مطالبون ببذل مجهودات إضافية إذا أرادوا النجاح وسط المجتمع الدنماركي.

ويعتبر يوسف أن حيازة قدرة كبيرة على التأقلم يتيح للمهاجرين الجدد التمكن من متطلبات الاندماج في الدنمارك، بداية بتعلم لغة البلد وضبط خصوصياته الثقافية، ثم الانخراط فيما يتيح جمع المعرفة في الميادين التي تناسبهم، وشق مساراتهم المهنية بهدوء وثبات، والحصول على ثقة الغير لضمان التطور باستمرار.

“من المؤكد أن هناك صعوبات مجتمعية كثيرة تستلزم ضبط القوانين والتغيرات الطارئة عليها باستمرار، وأن المتولين مسؤولية اتخاذ القرارات يضعون سياسات عمومية متخوفة من موجات الهجرة، لكن الأذكياء المتوفرين على إرادة قوية بمقدورهم فرض ذواتهم بالكيفية اللازمة لتحقيق أحلامهم”، يختم يوسف.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. يوسف أبيرجن يتوسط الجالية اليهودية بكوبنهاغن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
fadwa

fadwa


عدد المساهمات : 361
نقاط : 385
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
العمر : 36
الموقع : المملكة المغربية

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 8:40 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محمد الحليمي يدقق في استخراج المحروقات
الإثنين 7 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Mohame10

انتقل محمد الحليمي صغيرا من منطقة الريف المغربية إلى العيش على الأراضي الدنماركية، مسايرا طموحات أسرته في البحث عن آفاق اجتماعية فسيحة لجميع أفرادها، وملازما الجدية في التحصيل العلمي حتى الحصول على دبلوم في الهندسة الطاقية في منتصف العقد الثالث من حياته.

وحرص الحليمي، خلال مساره المهني، على مراكمة التجارب التي تتيح له التطور باستمرار، سواء على مستوى الدنمارك أو على الصعيد الدولي، مركزا على المزج بين العمل في ميدان الوقود الأحفوري والانفتاح على الرهانات المرتبطة بـ”الطاقة الخضراء”؛ وصولا إلى كونه من أبرز الوجوه المشرفة حاليا على أوراش استخراج المحروقات من الفضاءات البحرية للمملكة الدنماركية.

التشجيع على الدراسة
ازداد محمد الحليمي سنة 1976 في ابن الطيب، التي كانت حينها منتمية إلى النفوذ الترابي لإقليم الناظور، قبل أن تصير ضمن حيز إقليم الدريوش؛ وفي أحضان هذه المنطقة الريفية التي تشهد تواجد قبيلة “بني وليشك” عاش 3 سنوات ونصف السنة قبل أن يرحل صغيرا، بمعية أسرته، نحو الدنمارك.

ويقول محمد: “كانت الهجرة خيارا للأب، ونتيجة لبحثه عن فرص أفضل لجميع أفراد أسرته، وقد ارتأى التوجه إلى الدنمارك من أجل العمل دون التفريط في تحفيزي على الإقبال بجدية على التعلم والتحصيل، ودأبت توصياته على إبقائي مركزا على الدراسة دون كلل أو ملل”.

كما يذكر الحليمي، بخصوص هذه المرحلة من حياته، أنه لم يكن خلال سنوات عمره الأولى، وجميع أسرته، يتواصلون إلا بأمازيغية منطقة الريف، وبعدها حضر إتقان الدنماركية من خلال الاحتكاك بالمجتمع، بينما ضبط الكلام بالعربية والدراجة المغربية لم يتحقق له إلا من خلال دروس تهتم بحفظ القرآن الكريم عقب انتهاء دوامه المدرسي.

قوة الاجتهادات
يؤكد محمد الحليمي أن محاولات اندماجه في البيئة الدنماركية لم تتم بمحيد عن بعض الممارسة العنصرية التي تستهدف أصله الأجنبي، لكنه يصر على أن مثل هذه الممارسات، وإن كانت متفرقة على مدى الزمن في إفراز بعض الصدامات، تبقى سهلة التجاوز إذا بقي المستهدف بها مركزا على أهدافه ولا يقبل الاشتباك مع المستفزين كلما أرادوا ذلك.

ويزيد المولود في “ابن الطيب”: “كيفما كان مجتمع استقرار المهاجر يبقى ذو الأصل الأجنبي مطالبا بإفراز قيمة مضافة أكثر من الساكنة الأصلية، واليقين أن الاحترام التام يحضر حين يقبل المعني بالأمر على إبراز اجتهاد أكبر ونجاحات أوفر، حينها يخرس الأفواه المنتقدة ويفتح الأبواب الموصدة”.

ويستند الحليمي إلى التجربة الخاصة به ليعلن، بخصوص بعض الممارسات التي طالته في الدنمارك، أن محاولات الحصول على فرص اشتغال تعرف بعض الميز لصالح الدنماركيين على حساب المنحدرين من بلدان أخرى، إذ إن تساوي مضامين ملفات الترشيح يعني تمرير أصحاب الأرض بشكل أوتوماتيكي، على سبيل المثال لا الحصر؛ ولذلك حرص على تعزيز سيرته الذاتية بسنة تكوين في لندن و6 شهور من الدراسة في ماليزيا.

التخصص في الطاقة
بالوصول إلى المرحلة الثانوية، اختار محمد الحليمي الحصول على شهادة الباكلوريا في الشعبة العلمية، آملا أن يقوده ذلك إلى التخصص ضمن أحد مجالات الهندسة في المرحلة اللاحقة، وبالوصول إلى التعليم العالي ارتأى الإقبال على دراسة الطاقة.

“حضر الميل إلى الطاقة عند بلوغ طور الدراسة الجامعية، مع محاولة التمهيد لشق المسار بالتسجيل في تكوين ينتهي بنيل شهادة ‘ماستر’ في ظرف زمني متوسط مدته 5 مواسم متتالية، ومع توالي السنوات انتبهت إلى شغفي بالشق الاقتصادي في التعامل مع إنتاج الطاقة الخضراء على وجه التحديد”، يقول محمد.

وبالموازاة مع سير التكوين الأكاديمي، عمل محمد الحليمي على استجماع قدرات إضافية من خلال تتبع المستجدات الدولية ذات الصلة بالرهانات الطاقية كلها، خصوصا التطورات المنكبة على تطويق المحروقات بصيغ جديدة تستمد الطاقة من مصادر بديلة؛ وبذلك وسع مداركه لتصل إلى مرحلة الانفتاح على تجارب أوروبية ودولية متنوعة.

الخطوات المهنية الأولى
استهل محمد الحليمي مساره المهني بالعمل لحساب شركات دولية للمحروقات ضمن تدخلاتها في مجموعة من الدول الأوروبية، أبرزها بولندا ولاتفيا وليتوانيا، ثم مراقبة أوراش للتنقيب عن المحروقات في مناطق مختلفة؛ لكنه بقي منفتحا على قبول عروض عمل أخرى قادرة على مسايرة أهدافه المستقبلية الرامية إلى التطور.

بعدها قبل المنتمي إلى شريحة “مغاربة اسكندنافيا” عرضا من مسؤول في وزارة الطاقة الدنماركية للتعامل مع مشاكل يعرفها البلد في التعامل مع الأشغال الجارية لاستخراج الغاز والبترول، ولم يتردد في اغتنام الفرصة التي تم بناؤها على أساس الاستفادة من خبراته النظرية والعملية في هذا المجال.

ويقول الحليمي إن سبب إقباله على هذا الأداء يرتبط، أساسا، بكونه ينصب على معاملات مملكة الدنمارك مع بلدان مجاورة في القضايا الطاقية، ما يعد فرصة مواتية لاستثمار إلمامه بمثل هذه الملفات العابرة للحدود، ومناسبة لتطوير مهاراته ذات الصلة بحقول المحروقات المتواجدة في المجالات البحرية على وجه الخصوص.

بذل وظيفي
يرتبط محمد الحليمي حاليا باشتغالات منوطة بالوكالة الدنماركية للطاقة، تحت لواء وزارة الطاقة الدنماركية بمختلف مسمياتها التي أملتها التغيرات السياسية المتلاحقة والبنيات الحكومية المتنوعة، إذ انطلقت هذه التجربة في السنة الثالثة من الألفية الجارية، ومازالت تتطور على مراحل متعاقبة حتى الوقت الحالي.

ويقول المتأصل من منطقة الريف المغربية: “صلاحياتي المهنية تجعلني مسؤولا عن فريق عمل مكلف بدراسة الملفات التي تتقدم بها الشركات من أجل الحصول على تراخيص لاستخراج الغز والبترول في المجال البحري الدنماركي، إذ تتم دراستها على مراحل، من لدن خبراء في تخصصات عديدة، قبل أن أتولى الحسم في كل ملف على حدة بالقرار المناسب”.

كما يرتبط محمد، ضمن موقعه المهني الحالي، بالإشراف على عمليات مراقبة للوقوف على مدى امتثال شركات المحروقات المرخص لها بما يقتضيه العمل من احترام للشروط والمعايير المطلوبة، والاطلاع على كيفيات تسيير المنصات البحرية من أجل احترام حقوق الشغيلة والامتثال للممارسات التي تحمي البيئة من أي مخاطر محدقة بها.

تنسيقات دولية
يتولى الدنماركي ذو الأصل المغربي نفسه، أيضا، مهمة تمثيل كوبنهاغن في تنظيم إقليمي يضم أيضا النرويج وإنجلترا واسكتلندا وهولندا وألمانيا وكندا، ويتولى بالدراسة والتحليل كل المتغيرات التي تعرفها المنطقة بارتباط مع الاشتغال في استخراج الوقود الأحفوري بمختلف أشكاله وأنواعه.

ويذكر محمد الحليمي أن هذه المهمة تجعل التزاماته المهنية تصل إلى مستوى التدقيق في المشاكل المرصودة بالمياه الإقليمية والدولية للوصول إلى صياغة حلول ملائمة، دون إغفال القيام بما يتيح استشراف ما يمكن أن يقع مستقبلا من عثرات، وبالتالي إرساء دعائم عملية للتعامل مع ذلك عند وقوعه.

“هذا الأداء الدولي يشدني إليه كثيرا، خاصة أن النقاشات المفتوحة دوما مع الشركات العالمية الكبرى في ميدان المحروقات، وهي العاملة بوتيرة عالية في اسكندنافيا وجوارها، تتيح التعرف على سير الأداء من منظور مختلف، وتحفز على القيام بالأبحاث الرامية إلى تجويد العطاءات باستمرار”، يورد محمد الحليمي.

رد الدين
يرى من وصل إلى منتصف العقد الخامس من الاستقرار في الدنمارك أن الطموحات تتغير باستمرار مع التقدم في الحياة واستجماع التجارب، وأن المحدد الرئيس لها لا يرتبط سوى بكم وحجم الفرص المتاحة، ويشدد على أن المتغيرات المرحلية واليومية تجعل الناس يعدلون مساراتهم حتى تصل إلى مواقع قد لا تكون بارزة في فترات سابقة.

ويفسر محمد الحليمي قائلا: “حين كنت أصغر سنا أردت الالتحاق بشركات بترولية كبرى معروفة في الدنمارك واسكندنافيا، وبعد تأسيس أسرة والشروع في الإشراف على تنشئة أطفال صرت أبحث عن مراكز أكثر استقرارا كي أكسب وقتا أوفر للالتزامات الشخصية”.

“كنت قد توصلت بعرض ممتاز من إحدى الشركات البترولية الكبرى، لكنني لم أمتلك غير الإجابة بالرفض حتى لا أحرم من التواجد مع أسرتي”، يورد الحليمي قبل أن يزيد: “أقوم بتوفير الرعاية الأبوية نفسها التي استفدت منها؛ إذ أعمل على توجيه أبنائي نحو الطريق المناسب لمنحهم الشجاعة ولشحذ هممهم”.

عين على الغد
ينتمي محمد الحليمي إلى وكالة طاقية حكومية لها تصور واضح بشأن المستقبل، إذ تجعله من بين المرشحين لإدارتها على المدى المتوسط، وتحاول تمهيده لهذه المهمة وفق مخطط يسير بتدرج على امتداد سنوات؛ بينما يساير هذه الفرضية المهنية قبل اتخاذه القرار الحاسم ضمن اللحظة الملائمة.

ويعلق محمد على ذلك بقوله: “آمل أن تكون ظروفي مواتية للقيام بهذا العمل الهام مستقبلا، لكني حاليا أركز على المطلوب مني. لكن الأهم حاليا أن عملي يرضيني لتأرجحه بين الأداء المكتبي العادي اليومي، من جهة، والأسفار الدولية والتحركات صوب مناطق استخراج المحروقات، من جهة أخرى”.

“ما يغريني أكثر، وسط الالتزامات التي تهمني في الفترة الراهنة، هو الانخراط في النقاشات المستمرة مع الشركات العالمية الناشطة في ميدان المحروقات، وذلك يجعلني أستفيد وكل الفريق الذي يعمل معي، وأحرص على بذل جهود في توفير ما يتلاءم وهذا الجدل حول كيفيات العمل، وهذا يعني الانفتاح دوما على التعلم والإبداع في الوصول إلى نتائج لكل الأطراف باستمرار”، يعلن محمد الحليمي.

الرفقة الإيجابية
يوصي الحليمي المقبلين على الهجرة إلى اسكندنافيا أو الدنمارك بقوله إن حياة ذي الأصل الأجنبي، كالجميع أينما كانوا، لا تعرف وجودا لسهولة مطلقة، إنما من يعمل على تحقيق أي مبتغى سيناله في الأخير، طال الزمن أو قصر.

ويعتبر المنتسب إلى صفوف “مغاربة العالم” أن التعثر لا يمكن أن يكون عيبا إذ قام المرء ببذل كل ما لديه، إنما الخزي يلازم من ساير الحياة دون أي فعل، حتى وإن قادته الصدفة إلى تحقيق ألمع النجاحات.

“بعد حصولي على شهادة الباكالوريا كانت مع أصدقاء يفاضلون بين التكوينات الجامعية بناء على مدى السهولة في الحصول على الدبلومات، وهو أمر لم أحبذه .. وأوصي المنخرطين في تجارب هجرة بأن يجتهدوا أكثر من غيرهم، ومن الأفضل أن يحيطوا أنفسهم بأشخاص محفزين على الجد”، يختم محمد الحليمي.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محمد الحليمي يدقق في أوراش استخراج المحروقات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
manzah
manzah : نايبة المدير العام
manzah : نايبة المدير العام
manzah


عدد المساهمات : 1609
نقاط : 2104
السٌّمعَة : 243
تاريخ التسجيل : 10/05/2010
العمر : 53
الموقع : الرباط المغرب

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الخميس نوفمبر 10, 2022 6:50 pm

مسارات مغاربة في اسكندنافيا.. حسن الهاني يصاحب السياح في كوبنهاغن
الأربعاء 9 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Hassan10

على نفس منوال التنشئة الأسرية التي تلقاها، يواصل حسن الهاني السير في الحياة رافضا الاتكالية ومرحبا بالاعتماد على النفس، لاجئا دوما إلى التجربة والخطأ قبل الاستقرار على ما يليق به في فضاء العيش الدنماركي الذي يخبره منذ الولادة، دون أن ينكر أن مصدر هذا المنهج يعود إلى أصوله المغربية وما تعكسه من سلوكيات ذوي الجذور في منطقة الريف.

وتدرج حسن الهاني بين وظائف كثيرة منذ سن مبكرة، واحترف العمل الصحافي في بضع تجارب لم تدم إلا سنين طويلة، ثم غير الوجهة لمراكمة درايات في مجال الرعاية الاجتماعية، وبعدها بصم على خطوة مميزة بإطلاق موقع إلكتروني يتيح له مصاحبة السياح المستعينين به في التعرف على كوبنهاغن.

الاعتماد على النفس
ينحدر حسن الهاني من أسرة ريفية تنتمي إلى منطقة تارجيست، في إقليم الحسيمة، وقد رأى النور في أحضانها سنة 1973 وسط العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وفي كنفها تربى بالاعتماد على الإمكانيات المتواضعة المتاحة من اشتغال الأب في مصنع متخصص ضمن إنتاج مادة الإسمنت.

ويقول حسن: “فخور بنشأتي وسط إخوتي تحت رعاية الوالدين، كما لا أخجل من التصريح بأنني حرصت على العمل في سن مبكرة من أجل كسب بعض المال يساهم في توفير حاجياتي بعيدا عن الاتكال على أبي؛ وتواجدت صغيرا في اشتغالات كتوزيع الجرائد أو تقديم مساعدة في محل تجاري”.

ويعتبر الهاني أن التنشئة التي تلقاها كانت حبلى بالدروس التي مكنته من مميزات شخصية يحبذها، أبرزها يتمثل في الاعتماد على الذات دون أي اتكال على أي شخص، والوعي بأهمية البحث عن الرزق والحرص على التطور في أي فضاء يحتضنه، زيادة على احترام الجميع مهما لاحت مهنهم بسيطة في المجتمع.

الصحافة والبلدية
مال حسن الهاني إلى الاشتغال في الميدان الصحافي، واستهل التكوين الأكاديمي المفضي إلى ذلك سنة 2003 بـ”آرهوس”، التي تعد ثاني أكبر مدينة في مملكة الدنمارك، ثم مارس المهنة كصحافي مهني ابتداء من سنة 2006، قبل أن يقرر تغيير توجهه المهني نسبيا بالوصول إلى عام 2009.

ويذكر المتأصل من تارجيست أن عمله في الصحافة انطلق بصفة مراسل لجريدة دولية قبل الالتحاق بهيئة تحرير مجلة متخصصة في التكنولوجيا، متطرقا إلى المواضيع المرتبطة بالتطورات الرقمية والتقنية ذات الصلة، إلا أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت أوروبا سنة 2008 دفعته إلى الشروع في البحث عن بدائل بعيدة عن “صاحبة الجلالة”.

خضع الهاني، في المرحلة الموالية، لتكوين سوسيولوجي يتيح له العمل مع بلدية كوبنهاغن في ميدان العناية الاجتماعية، متعاطيا مع وضعيات أناس يحتاجون الدعم والنصيحة بشأن السكن والجوار، مع ما يترتب عن ذلك من أزمات صحية نفسانية، وبعدها فكر في مشروع خاص به يعيده إلى الإعلام نوعا ما.

تنميط معاكس
يؤكد المزداد في كوبنهاغن أن الغالبية العظمى من المجتمع الدنماركي لا تمت للعنصرية بصلة، عكس الصورة النمطية التي ارتبطت بها أخيرا، مبررا ذلك بما عاشه في العاصمة وفي “آرهوس” أيضا، حيث وقف على معاملات راقية تمنح ذوي الأصول الأجنبية أكثر من فرصة ملائمة للتقدم في الحياة.

ويقول حسن: “أولئك الذين يحصلون على تشجيع المجتمع الدنماركي في الدراسة والعمل يبقون صامتين، بينما كل من تعرض لحادث عنصري نشاز يجاهر بما طاله ويلقى التضامن على نطاق واسع، والحقيقة أن من يقبل على فضاء عيش الدنماركيين لا يُنبذ ما دام قد بصم على هذه المبادرة”.

ويشدد الهاني على أن ذوي الأصول الأجنبية والثراء الثقافي، سواء كانوا وافدين على المجتمع الدنماركي أو مزدادين وسط أسر مستقرة في البلاد، مدعوون إلى التواصل مع الناس للحصول على أكبر من ثقة مشاركيهم فضاء العيش، وهذا مجهود إضافي عادي يطالب به الضيوف على كل مجتمع عبر العالم.

الرقمنة في السياحة
أطلق حسن الهاني موقعا إلكترونيا يهتم بالعروض السياحية المتوفرة في كوبنهاغن، يعد بمثابة دليل ميداني فعال للراغبين في التعرف على الأماكن التي يمكن أن يقصدها السياح في العاصمة الدنماركية، ويقدم خدمات مركزة على التنقل والمبيت والإطعام والترفيه.

ويضيف الواقف وراء تأسيس هذا المشروع الرقمي: “الفكرة ترتبط بمهاراتي الإعلامية وتطوير مستواي في التكنولوجيات الحديثة، من جهة، والرغبة في إنشاء عمل خاص بي، من ناحية أخرى، وقد حرصت على استعمال اللغة الإنجليزية في التواصل مع المتصفحين، ولا يمر يوم دون تلقي طلبات من أناس يزورون كوبنهاغن”.

ويعمل الهاني، ضمن تعاطيه مع موقعه الإلكتروني السياحي، على مرافقة الراغبين في التجول معه بشوارع عاصمة الدنمارك، مشجعا الثقافة المحلية التي تعطي الأولوية للتنقل على متن الدراجات الهوائية، وواضعا برامج يومية تحدد مسار التنقل بين فضاءات تلبي رغبات الزبائن؛ مستفيدا من الانتعاشة السياحية عقب تراجع المد الوبائي العالمي لفيروس “كورونا”.

الابتعاد عن الإحباط
يشدد المنتسب إلى “مغاربة اسكندنافيا” على كون الإنسان اجتماعيا بطبعه، سواء كان في وطنه الأم أو منتميا إلى صفوف المهاجرين، لذلك عليه أن يحرص على التواجد بين الناس، مؤثرا ومتأثرا، وأن يبتغي التعاون مع نفسه وغيره كي لا يضيع سنين الحياة بدون أدنى شكل من التطور.

ويزيد حسن: “لكل شخص هدف ما، سواء أدرك ذلك أم لا، لكن النجاح في الوصول إلى الأهداف يتطلب الوعي الدقيق بوجودها ثم الإقبال على تعلم كيفية السير نحو تحقيقها، ومن المفيد جدا أن يتم اعتبار كل عثرة نهاية محاولة، وعدم تهويل الإخفاقات الظرفية حتى لا تغدو مصدر إحباط على المدى البعيد”.

“قد يكون مفيدا للمهاجرين الشباب أن يعرفوا أن تجربتي، على طول المراحل التي اجتزتها شخصا ومهنيا قبل الوصول إلى القيام بما يعجبني ويرضي طموحاتي، قد احتاجت الكثير من الوقت في تقوية المهارات والوقوف على الممارسات الملائمة، وتستلزم أيضا المزيد من الثبات بحكم تعاملها مع أناس مختلفين عند مطلع شمس كل يوم”، يختم حسن الهاني.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. حسن الهاني يصاحب السياح في كوبنهاغن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rabuhh

rabuhh


عدد المساهمات : 22
نقاط : 24
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/09/2022
العمر : 33
الموقع : المملكة المغربية

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الجمعة نوفمبر 11, 2022 7:41 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا.. أحمد الهمص بين نقل المعرفة وقضايا الجالية
الخميس 10 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Ahmed-10

خبر أحمد الهمص الحياة في الدنمارك على مدى ما يقارب 4 عقود من الزمن، متطورا من وافد جديد على منطقة اسكندنافيا، يبحث عن مستقبل يليق بالأحلام التي استجمعها وقت العيش في تازة، إلى فاعل نشيط في المجتمع المدني بكوبنهاغن، وإطار يتوفر على مهارات عالية في توفير التكوين التقني.

متخصصا في الهندسة الكهربائية، رحل الهمص عن الأوراش الميدانية بعدما استشعر ميله إلى مهنة التدريس، راغبا في العمل على نقل المعرفة إلى الأجيال اللاحقة برؤى تربط التنظير والممارسة الميدانية، بينما يبقى فخورا باللحظة التي جعلت اسمه، في مستهل سنة 2008، بين الحائزين على عضوية مجلس الجالية المغربية بالخارج.

تساهل في التأشيرات
ينتمي أحمد الهمص إلى منطقة “تيغزراتين” المنتمية إلى قبيلة كزناية، ضمن النفوذ الترابي لعمالة إقليم تازة، وبالحيز الجغرافي نفسه شب وترعرع ودرس حتى حلول سنة 1986 واتخاذه قرار الهجرة إلى الأراضي الأوروبية، بغرض الاستقرار في مملكة الدنمارك.

ويقول أحمد: “كان الحصول على التأشيرات سهلا وقتها، بينما الإمكانيات التي يتوفر عليها كل شخص تتحكم في اختياره السفر جوا أو بحرا ثم برا نحو وجهته الأوروبية. وقد قررت خوض التجربة وصولا إلى الدنمارك بغرض الاستقرار في هذه البلاد”.

وحرص الهمص على تسوية وضعية الإقامة في اسكندنافيا من خلال زواج دنماركي مع امرأة نرويجية، في البداية، ثم أمضى سنتين في تعلم اللغة الدنماركية رغم الصعوبات التي واجهها في ضبط التعامل بهذا اللسان، وبعدها حرص على التكوين في مجال الكهرباء على طورين اثنين.
من التطبيق إلى التنظير

إذا كان أحمد الهمص، منذ مغادرة الحيز الجنوبي لمنطقة الريف المغربية، يميل إلى التكوين في الميدان التقني، إلا أنه تأرجح بين التكنولوجيا والميكانيك قبل التوجه إلى الدراسات الكهربائية في كوبنهاغن، وقضاء 4 مواسم في معهد متخصص لاكتساب صفة تقني عال.

ويورد ذو الأصل المغربي نفسه: “كنت أجمع بين التعلم والعمل طيلة سنتين استغرقتهما في ضبط اللغة الدنماركية، لكنني انخرطت في مسار مهني مغاير بعد الحصول على الدبلوم في الكهرباء، متواجدا في مجموعة من الشركات ووسط الأوراش التي تمسك بها، ثم عدت لدراسة الهندسة الكهربائية لأتخرج بعد سنتين ونصف من التكوين الإضافي”.

في أولى سنوات الألفية الجارية، حدد أحمد الهمص هدفا جديدا لمستقبله حتى يبتعد عن العمل الميداني ويخوض تجربة مغايرة بتولي مهمة التدريس، راغبا في تطوير تموقعه الاجتماعي والوظيفي بجانب تحقيق رغبته في نقل المعرفة إلى الأجيال المتوالية، وقد أمضى إلى حد الآن 14 سنة من التدريس في أحضان المعهد نفسه الذي تخرج منه.

نموذج للأصول الأجنبية
يعترف أحمد الهمص بأن أول موسمين له في تدريس الكهرباء كانا شاقين بالنسبة إليه، لذلك حرص على الخضوع لتكوين في علوم التربية والتكوين، حتى مستوى الإجازة، من أجل تخفيف وتيرة العمل وجعل أدائه أكثر نجاعة؛ من خلال ضبط كيفية التواصل مع الفئة المستهدفة وتمرير المحتوى باللغة الدنماركية.

ويضيف المستقر في كوبنهاغن: “أشرفت على تأطير مجموعات كثيرة من ذوي الأصول الأجنبية، ويعبر هؤلاء عن فرحهم بالانتماء إلى الأفواج التي أتعامل معها، ويرون أنني واحد من شريحتهم التي تلتصق بها صور نمطية سلبية، ثم يشددون على أن حضوري بينهم يمنحهم الأمل في بلوغ النجاحات التي يصبون إليها”.

واستنادا إلى معايير ذاتية وموضوعية، بامتزاج تقييمات عقلانية وانفعالية، يشدد الهمص على أنه لم يندم أبدا على اختياره مهنة التدريس التقني، حتى لو كان غير متوفر إلا على 7 سنوات من الممارسة قبل التقاعد، ويزيد: “أقوم بما يجعلني استيقظ فرحا بحلول صباح كل يوم عمل”.

في مجلس الجالية
ينجذب أحمد الهمص إلى العمل الجمعوي منذ أيام الشباب الأولى، بينما البداية في الدنمارك جاءت بإطار له أهداف رياضية بجوار أجرأة أنشطة اجتماعية موازية، ثم عبر من تجربة فيدرالية للمجتمع المدني وصولا إلى الإطار التنظيمي للمنتدى الدنماركي المغربي؛ إضافة إلى مجاورة مبادرات للعمل التطوعي تمتد حتى الشأن الديني، من بينها رابطة الأئمة المغاربة في الدول الاسكندينافية، والاشتغال في الإعلام من خلال تجربة “راديو أمازيغ”.

ويعتبر أحمد أن مثل هذه الخطوات، التي تعرف حضور عدد كبير من الغيورين من أبناء الجالية المغربية في الدنمارك عموما، خاصة المستقرين منهم في كوبنهاغن، تبتغي تلبية حاجيات هذه الفئة من “مغاربة العالم”، وتنتعش بالوعي بأن هؤلاء يبقون أقلية في المجتمع الدنماركي، وبلا اجتماعهم لن تكون لهم كلمة تذكر في أي مجال.

بناء على حضوره الجمعوي والإعلامي، تم ترشيح الهمص لعضوية مجلس الجالية المغربية بالخارج في فترة التمهيد لخلق هذه الجهة الاستشارية، ويعلق على هذا المعطى بقوله: “لم أعمل في المجتمع المدني من أجل أي مرتبة رسمية، لكنني فخور بالاتصال الذي تلقيته سنة 2007 لإخباري بوجود اسمي ضمن اللائحة التي أشر عليها الملك محمد السادس وتضم أعضاء مجلس الجالية، بينما التجربة أعطتني فرصة مجاورة كفاءات عديدة رغم انتمائي إلى مجموعة العمل في القضايا الدينية، والوصول إلى آراء تعمل بها العديد من الجهات التنفيذية من أجل التعاطي مع مغاربة الخارج”.

بلا مزايدات
يؤمن أحمد الهمص بأن الطموحات التي يتوفر عليها كل فرد، أينما كان على وجه البسيطة، لا تخمد إلا بمفارقة الحياة، لذلك يركز على تثبيت موقعه المهني في التدريس حتى الوصول إلى سن التقاعد بعد بضعة أعوام، ويعمل على تسطير أهداف جديدة لحضوره في الساحة الجمعوية من خلال إطارات متعددة، وأيضا الانفتاح على الأداء السياسي.

ويذكر المستقر في منطقة اسكندينافيا أن الرغبة في العودة إلى العيش في المغرب مازالت تتملكه إلى هذه اللحظة، سواء من أجل المشاركة في نقل المعرفة المهنية المستجمعة طيلة عقود من الاشتغال في الدنمارك، أو المساهمة بأي كيفية كانت ضمن أوراش التنمية المفتوحة على امتداد التراب الوطني، وفي تازة ونواحيها على وجه التخصيص.

“مغاربة العالم يتوفرون على خبرة في أمور شتى يمكنها أن تعود بالنفع على الوطن الأم، ويمكنهم أن يفرزوا قيمة مضافة بجوار جميع المواطنين المغاربة في المملكة، دون أي مزايدة كيفما كان نوعها، للاستفادة من طاقاتنا جميعا في بناء مستقبل زاهر”، يورد الهمص.

التصريف التكنولوجي
الجيل الصاعد الراغب في الهجرة، والتوجه إلى الدنمارك أساسا، مطالب بالحرص على التفوق تعليميا حسب أحمد الهمص، مع إعطاء الأولوية لمتطلبات الوقت الحالي وحاجيات الزمن المستقبلي المرتبطة، أساسا، بالتكنولوجيات الحديثة واستعمالاتها في كافة مناحي الحياة.

ويقول أحمد: “التطورات المتسارعة في العالم بأكمله تسير نحو إيلاء أهمية بالغة للأفكار المنكبة على التعامل مع الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وبذلك لم تعد مراكمة المعرفة تكفي صاحبها إن لم يتقن اللغات الإلكترونية في التحصيل والتصريف”.

“السرعة التي يسير بها الناس حاليا، مع توقعات بارتفاعها قريبا، لم تعد تتيح السير على مهل، ولذلك ينبغي أن ينعكس ذلك بعدم التردد في اغتنام الفرص المتاحة أمام كل فرد، خصوصا من يعيشون تجارب هجرة، والحرص دائما على مسايرة العصر في العالم الواقعي ونظيره الافتراضي”، يختم أحمد الهمص.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. أحمد الهمص بين نقل المعرفة وقضايا الجالية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
alharrak
alharrak : وسام أفضل الرد وسام شكر
alharrak : وسام أفضل الرد وسام شكر
alharrak


عدد المساهمات : 1522
نقاط : 1823
السٌّمعَة : 149
تاريخ التسجيل : 28/05/2010
العمر : 37
الموقع : ksar el kebir maroc

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الأحد نوفمبر 13, 2022 8:48 am

مسارات مغاربة في إسكندنافيا .. صلاح الدين الزيات يكوّن عناصر أمن المطارات
السبت 12 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Salah-10

ارتبط مسار صلاح الدين الزيات في مراكش بالتحصيل العلمي والتطور الرياضي، جامعا مهارات عالية في “الكراطي” ومتحصلا على تجربة عملية في مجال التدريس بالقطاع العمومي، ليعمل على استثمار هذه المؤهلات من أجل التطور بالدنمارك بعدما قرر الاستقرار هناك في العشرية الأولى من الألفية الجارية.

استهل الزيات الاندماج في المجتمع الدنماركي من خلال ناد رياضي ضمن له البقاء مرتبطا بالمجال الرياضي الذي تمرس فيه بالمغرب، ثم واصل التدرج مهنيا حتى يصل إلى أكاديمية أمن المطارات الدنماركية بصفته واحدا من أطر التكوين في هذه المؤسسة، زيادة على تموقعه الوظيفي الرفيع في مطار كوبنهاغن الدولي.

في مدينة البهجة
نشأ صلاح الدين الزيات في الحي الحسني بمراكش، وبالضبط وسط بنايات مخصصة لإقامة أسر المشتغلين في الأمن الوطني بـ”مدينة البهجة”، يحظى بعناية عائلية تتيح له التقدم بثبات، وفق الإمكانيات المتاحة، في التحصيل المدرسي واكتساب مهارات رياضية من خلال ممارسة الكراطي.

ويقول صلاح الدين: “ذكريات لا تنسى تربطني بفترة الاستقرار في مراكش، قبل الانتقال إلى الدنمارك سنة 2007، خاصة أيام التعلم في مدرسة خالد ابن الوليد وثانوية ابن تومرت، زيادة على أعوام الشباب الأولى التي كانت مليئة بالأحلام والطموحات المتباينة. وما زلت أقصد هذه المدينة الرائعة بين حين وآخر لأعيش نوستالجيا بديعة”.

قبل الاستقرار في الدنمارك، اتجه الزيات إلى التعليم العالي من أجل دراسة العلوم القانونية باللغة الفرنسية، ثم غيّر المسار ليرتبط بالاشتغال في ميدان التربية والتعليم مدرسا، ولازم هذه التجربة على مدى 8 سنوات قبل أن يفتح لنفسه أفقا مغايرا في إسكندنافيا.

من السياحة إلى الاستقرار
يعتبر صلاح الدين الزيات أن انخراطه في تجربة الهجرة إلى خارج المغرب، بالانتقال من مراكش إلى كوبنهاغن، قد تم حسمه على مرحلتين اثنتين؛ أولاهما جاءت بعد زيارة الدنمارك بتأشيرة سياحية، بينما الثانية ترتبط بالتعرف على امرأة دنماركية قرر الارتباط بها كي تصير زوجة له.

ويستحضر ذو الأصل المغربي ما جرى بقوله: “حدث هذا التطور المفصلي في حياتي ليجرني نحو رهانات مغايرة لم أكن أستحضرها زمن الاستقرار في مدينة مراكش. وقد حاولت استثمار كل المهارات التي أتوفر عليها من أجل النجاح في هذه التجربة الجديدة، كما نلت دعما وازنا من زوجتي في شق مسار يرضيني”.

ويشدد الزيات على أن بوابة الاندماج بكيفية إيجابية في المجتمع الدنماركي، بعد ضبط التواصل بلسان فضاء الاستقرار الجديد، قد تحققت من منطلقات رياضية أساسا، ترتبط بالتمرس في المغرب على رياضة الكراطي، ثم جاءت أطوار أخرى للانفتاح على بذل مهني يقدم قيمة مضافة للتواجد في كوبنهاغن.

التميز في التحكيم
أقبل صلاح الدين الزيات على ممارسة الكراطي منذ نعومة أظافره، بداية من نادي “اتحاد الشرطة” في مراكش بحكم انتماء أبيه إلى صفوف الأمن الوطني، ثم التحق بصفوف “الكوكب المراكشي” وعناصره الباصمة على تألقات في هذا الصنف الرياضي على الصعيد المغربي.

ويورد في هذا الشأن: “لدي مسار جيد في رياضة الكراطي بناء على تدرجات في الحصول على الأحزمة، والبصم على نتائج جيدة في البطولات التي نافست فيها. لذلك، حرصت على البحث عن ناد للكراطي يحتضنني بمجرد الوصول إلى الدنمارك”.

ويبقى الزيات مرتبطا بالكراطي حتى الحين، إذ تحصل على دبلومات عديدة في مجال التدريب، ثم ولج ميدان التحكيم في الرياضة نفسها ليصير، وفق تصنيف الاتحاد الدنماركي للكراطي، متموقعا بين الحكام الـ10 الأوائل ذوي أعلى المراتب على صعيد البلاد بأكملها.

مراحل مهنية
ولج صلاح الدين الزيات سوق الشغل بالدنمارك بصفة مساعد تربوي مدة 6 شهور، منكبا على تأطير حصص للتربية البدنية ثم تقديم دروس لغوية بناء على ضبطه لاستعمالات اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وبعدها انتقل إلى العمل في شركة لتأجير السيارات.

ويرى الوافد على الدنمارك من مراكش أن هذه الفترة أتاحت له تحسين التواصل باللغة الدنماركية، من جهة، والتعرف على ثقافة البلد من خلال المعاملات اليومية مع الناس، وبالتالي تقوية الاندماج في بيئة العيش الجديدة من خلال الوعي بكيفية تفكير الناس وطريقة التعامل معهم على هذا الأساس.

تحصل الزيات، في المرحلة الموالية، على تكوين سيكولوجي وسوسيولوجي ليظفر بفرص عمل في مجال الرعاية الاجتماعية المقدمة، رابطا التزاماته المهنية بالتعامل مع ذوي الأصول الاجنبية المتعثرين في التأقلم مع إيقاع العيش الدنماركي، وبعدها غير الوجهة للالتحاق بمطار كوبنهاغن الدولي.

فرصة في المطار
كان صلاح الدين الزيات في مطار العاصمة الدنماركية من أجل الانتقال إلى مراكش، صيف 2008، حين أسرّ لزوجته برغبة صادقة في العمل مع المشرفين على الإجراءات الأمنية لتأمين هذه المحطة الجوية؛ لكنه لم يكن يدري أن ذلك سيتحقق سنة بعد مضي قرابة 6 سنوات عن هذه المكاشفة.

يعلق المنتمي إلى “مغاربة الدنمارك” على ما جرى بقوله: “تقدمت بطلب للعمل في أمن المطار وسارت الأمور بشكل جيد حتى اجتزت كل الاختبارات الضرورية، وكانت بدايتي كعنصر أمن بسيط قبل أن يأتي التطور في المراحل موالية لأبلغ مراتب أعلى ترضيني باستمرار”.

أقبل الزيات، بعد فترة من العمل الميداني، في اجتياز مباراة خاصة بأطر التكوين في أكاديمية أمن المطارات الدنماركية، ليصير الوحيد من أصل أجنبي بين قرابة 30 فردا يؤطرون المشرفين على الإجراءات الأمنية، دون التخلي عن تواجده الميداني على مستوى مطار كوبنهاغن الدولي.

حاجز إضافي
ترتبط المهام الحالية لصلاح الدين الزيات بالمساهمة في أداء أكاديمية أمن المطارات المتصل بتكوين العناصر الجديدة، وتقديم التكوين المستمر للكافة الموارد البشرية، ضمن عمليات المراقبة والتفتيش التي تطال المسافرين قبل الولوج إلى منطقة الإركاب واللحاق بالرحلات الجوية، زيادة على مراقبة كل ما يعبر نحو الفضاء المخصص للشحن.

ويعتبر المستقر في كوبنهاغن أن هذا الأداء في التأطير والتكوين يبتغي تأهيل العناصر المشرفة على الإجراءات الأمنية كي تتعامل مع المرتفقين بكيفية جيدة، وأن يتعزز دورهم في توفير حاجز إضافي أمام كل ما من شأنه أن يهدد الأمن الداخلي لمملكة الدنمارك، خاصة أن حجم المخاطر آخذ في التزايد بمرور الزمن.

كما يقول الزيات: “أقوم حاليا بعمل يرضيني، وأحرص على تقديم قيمة مضافة للمجتمع الدنماركي؛ لكنني لا أزال أتوفر على طموحات مهنية أخرى للارتقاء وظيفيا نحو درجات ومراتب أعلى، ولا إشكال لدي في أي من العثرات العادية التي يتسبب فيها الناس من باب تنافس الجميع على الرزق”.

تضييق الحلَقة
يرى صلاح الدين الزيات بأن الجيل الجديد من المهاجرين صوب الدنمارك يحتاج، مثل سابقيه إلى هذه الأرض الإسكندنافية، إلى التحلي بإرادة قوية تساير الطموحات الجامعة، دون إغفال السلوك الحسن في التعامل مع كل الحاضرين في البيئة المضيفة مهما كانت درجة الصعوبات التي تتم مواجهتها.

ويعتبر مستوفي 15 سنة من الاستقرار في الدنمارك أن الفئة نفسها، المتسمة بتواجد كبير للشريحة العمرية الشابة، مطالبة بالتعامل بكيفية إيجابية مع كل ما تتم ملاقاته في البداية. ومع مرور السنين، يمكن تضييق الحلقة حتى إيجاد ما يلائم الميولات والقدرات للبصم على مسارات تدعو إلى الافتخار.

“المملكة الدنماركية تبقى، بناء على تجربتي الشخصية والمهنية، مناسبة جدا لمن يواظبون على تنمية مؤهلاتهم دون توقف. كما أن المجتمع الدنماركي يعطي الفرص الملائمة لتقدم كل فرد حسب المستوى الذي ينتمي إليه؛ شريطة الفلاح في الحصول على ثقته بالكد والجد”، يختم صلاح الدين الزيات.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. صلاح الدين الزيات يكوّن عناصر أمن المطارات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://fouadleharrak.skyblog.com
sharon

sharon


عدد المساهمات : 17
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/10/2022
العمر : 28

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الثلاثاء نوفمبر 15, 2022 7:50 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. نعمان العزوزي يلمع في بذلة المحاماة بكوبنهاغن
الأحد 13 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Noaman10

يتحدث نعمان العزوزي بلسان متعثر عند التعبير باللغة العامية المغربية، بينما تحضر الطلاقة عند التواصل بـ”تاريفيت” مع المحيطين به، ويبرر هذه الممارسة بالتأكيد على أن الولادة في الدنمارك لم تجعله ينهل من الثقافة المغربية غير الممارسات التي نقلتها أسرته المهاجرة من الناظور مطلع سبعينيات القرن المنصرم.

تذبذب العزوزي في اختيار التوجه الدراسي والمهني الملائم لقدراته، مستغرقا ما يحتاجه من وقت في التفكير قبل الإقبال على التخصص في العلوم القانونية من أجل ممارسة المحاماة، ليصير واحدا من الأسماء البارزة في هذا المجال على مستوى مملكة الدنمارك.

الخطوات الأولى
ولد نعمان العزوزي سنة 1973 في أحضان أسرة مغربية مهاجرة إلى الدنمارك، وتلقى تنشئة تجعله متشبعا بثقافة منطقة الريف التي تنغرس فيها جذوره العائلية، وما يعنيه ذلك من الحفاظ على الكلام باللغة الأمازيغية حتى اليوم، رغم اندماجه بشكل تام في فضاء العيش الذي رأى فيه النور منذ الازدياد.

ويقول نعمان: “استقر أبي في الدنمارك سنة 1970 قادما من الناظور، ثم التحقت به أسرتي المكونة من أمي و3 إخوة وقتها، وقد كنت أول الأبناء المزدادين بعد الهجرة، لذلك أعتبر أنني حصلت على عناية خاصة كي أبقى مرتبطا بجذوري الهوياتية، من جهة، واكتساب المهارات التي يتطلبها العيش في المجتمع الدنماركي، من جهة ثانية”.

كما يذكر العزوزي، في السياق نفسه، أن مرحلة طفولته مرت بكيفية تجعله يبحث عن السبل الملائمة للعيش بين ثقافتين متمايزتين دون أي مصاعب وازنة، وبذلك حاول الاستفادة من الجو السليم السائد في كل من البيت والشارع، لينهي طورَي التعليم الأساسي والثانوي، وبعدها ارتأى التوجه إلى الدراسة الجامعية من أجل التخصص في العلوم القانونية.

قلة غير مرصودة
يشدد نعمان العزوزي على أن فضاء عيشه لم يكن يعرف حضورا مكثفا للأجانب خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ما جعل الحيز المدرسي، بدوره، متسما بتواجد صغار الدنماركيين الأصليين إلى جوار قلة من نظرائهم ذوي الأصول الأجنبية، وبالتالي لم يكن أحد ينتبه إلى وضعيته كوافد من ثقافة مغايرة أو يتعاطى معه بطريقة مختلفة عن البقية.
ويضيف الدنماركي المغربي نفسه: “كانت الأمور تسير بشكل جيد جدا قبل الوصول إلى عقد التسعينيات من القرن العشرين؛ ففي هذه الأعوام شهدت منطقة اسكندنافيا، والدنمارك تحديدا، وصول الكثير من الأجانب للاستفادة من حق اللجوء، وانطلقت بعض الصدامات مع متعددي الثقافات”.

في خضم هذه التطورات، حاول نعمان العزوزي الاستقرار على تخصص في التعليم العالي يتيح له العمل في قطاع مهني يليق به، متأرجحا بين الهندسة والتعليم وطب الأسنان، فجاء الحسم باقتناع عقب إصغائه إلى نصيحة من محام يعرفه، ليقرر الإقبال على دراسة العلوم القانونية طيلة 5 مواسم جامعية بنية ممارسة المحاماة.

قضايا الشغل وأداء الشركات
امتثالا للقوانين والقرارات المنظمة لمهنة المحاماة في الدنمارك، احتاج نعمان العزوزي فترة تدريب من 3 سنوات كي يصير محاميا بصفة رسمية، لذلك التحق كمتدرب بأحد المكاتب المختصة من أجل الاعتياد على دراسة الملفات والحضور في المحاكم بمختلف درجات التقاضي، ليفلح في جمع خبرة ميدانية تعود عليه بالنفع لاحقا.

ويقول العزوزي: “كنت متدربا في طاقم أحد المحامين، وفي مكتبه بقيت 10 سنوات إضافية قبل أن أفتتح مكتبا خاصا بعملي، لذلك بقيت معجبا بإطار العمل ضمن فريق متجانس، وأنتمي حتى الحين إلى تكتل من 6 محامين يعمل على توزيع الملفات بين عناصره من أجل الحصول على نتائج إيجابية في النهاية”.

ويحرص المحامي المنتمي إلى شريحة “مغاربة الدنمارك” على التعاطي مع الملفات التي تحتاج استشارات وإجراءات ومرافعات ضمن قضايا الشغل، أساسا، بجانب تلك التي تهمها مضامين القوانين المتصلة بأداء الشركات، بينما الحيز الأكبر من أدائه المهني يخصصه للتنقل نحو بنايات العدالة للإشراف على ما يحتاجه التعامل الميداني مع كل قضية على حدة.

اليقين والدراية
يصر نعمان العزوزي على أن خياراته الدراسية والمهنية، المتعلقة بالعلوم القانونية وممارسة المحاماة، لم تكن تحظى باقتناع تام من لدنه في البداية، موردا أنه ارتأى خوض التجربة بسبب حضور ميول إلى هذه الوجهة فقط، لكن مرور السنين جعله يعترف بالنجاح في الاختيار؛ بانيا ذلك على تحسين وضعه الاجتماعي وتميزه في أدائه الوظيفي.

ويزيد المولود في العاصمة الدنماركية: “الافتخار يحضر حين أنظر إلى توفري على مكتب خاص بي ودعم أدائي من طرف مجموعة من المستخدمين، زيادة على تعاوني مع فريق محاماة من تخصصات قانونية متنوعة؛ كل هذا يعجبني ويحفز طموحاتي المستقبلية”.

ويبتغي العزوزي، وفق إفادته، توسيع مكتب المحاماة الذي يتوفر عليه، ليضم عددا أكبر من الموارد البشرية، وتنمية نشاطاته لتقديم المساعدة للأفراد والجماعات والمؤسسات التي تطلب مؤازرته بغية الحفاظ على الحقوق، ومواصلة البروز في المجتمع بارتباط مع صورة المحامي المتحرك بدراية واسعة.

اللغة والتكوين
يرى نعمان العزوزي أن المقبلين على الهجرة من أجل الاستقرار في الدنمارك يحتاجون إلى ضبط التواصل باللغة الدنماركية أساسا، بينما من يحاولون التواجد في هذه البلاد متواصلين بلغات أخرى يلاقون مصاعب كثيرة، ويلوحون منسلخين عن إطار العيش المشترك عند أول احتكاك مباشر بالآخرين.

ويورد مراكم خبرة 49 سنة من الحياة في كوبنهاغن أن هناك ضرورة ملحة لإقبال الجيل الجديد من الهجرة على التعليم والتكوين، “إذ يصيرون مطالبين بتقديم شواهد رسمية تثبت مهاراتهم عند التقدم للحصول على أي منصب شغل، دون تمييز بين التوجه نحو المهن المعقدة أو قبول الوظائف البسيطة”.

“التواجد في فضاء الهجرة يعني الالتزام بتقديم قيمة مضافة يحتاجها المجتمع المضيف، ما يعني وجوب تطوير القدرات والإلمام بالمستجدات، زيادة على التحلي بالذكاء البراغماتي في استغلال الفرص المتاحة من أجل رسم مسار ناجح يبرز الشخص وبلده الأصل في أبهى حلة عند الغير”، يختم نعمان العزوزي.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. نعمان العزوزي يلمع في بذلة المحاماة بكوبنهاغن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Zapatero s

Zapatero s


عدد المساهمات : 27
نقاط : 27
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/08/2022
العمر : 25

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الخميس نوفمبر 17, 2022 5:24 pm

مسارات مغاربة في إسكندنافيا .. محمد السلفاتي يحقق النجاح بمهارات التميز اللغوي
الأربعاء 16 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Mohame10

حصل محمد السلفاتي على نشأة فريدة من نوعها في المغرب، أتاحت التعرف على الغنى الثقافي في مرحلة مبكرة من عمره ومكنته من التواصل بلغات أجنبية عديدة قبل مغادرة مدينة طنجة نحو العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، بينما عمل على صقل مهاراته الشخصية خلال فترة توقف على الطريق بين الحاضرتين.

يعرف مسار السلفاتي الإقبال بنهم على التعلم واستجماع المعرفة، وكذلك الحال بخصوص ارتباطاته المهنية؛ إذ غادر أطر التدخل الخاصة بجهاز الوقاية المدنية الدنماركي ليعمل في ميدان الترجمة، وبين الوضعيتين راكم سنوات من الأداء في الحقل التعليمي والانخراط في مبادرات للعمل التطوعي.

تعليم إيطالي في طنجة
ولد محمد السلفاتي في قلب المدينة القديمة بطنجة، وسط أسرة يعيل أفرادها أب يحترف الاشتغال في الإرشاد السياحي، وقد نال تنشئة تنهل من انفتاح هذا الحيز من “مدينة البوغاز” على التقاليد والأعراف المغربية الأصيلة، من جهة، وتستحضر مكتسبات ثقافية مبنية على التعامل اليومي مع الأجانب الوافدين على هذه الحاضرة المغربية التاريخية.

يقول محمد: “اختار أبي أن يمنحني تجربة دراسية مغايرة بعدما سجلني في مدرسة إيطالية خاصة منذ مرحلة الحضانة، وهو ما مكنني من الانفتاح على الثقافات الأوروبية، والتعرف على خصوصياتها من خلال الدروس التي حصلت عليها في هذه المؤسسة التعليمية حتى وصل عمري إلى 16 سنة”.

ويعتبر السلفاتي أن مروره بالمدرسة الإيطالية في طنجة، زيادة على استهلاك المنتجات الفنية الوافدة على المغرب من مختلف الوجهات الأوروبية، قد جعله يبتغي الانتقال إلى العيش خارج المغرب منذ الطفولة، وأن مثل هذا الحلم كان رائجا جدا وسط غالبية اليافعين المنتسبين إلى الجيل الذي انتمى إليه وقتها.

إلى الدنمارك عبر إنجلترا
استفاد محمد السلفاتي من علاقات والده المرشد السياحي في تحقيق الرحيل صوب إنجلترا بغرض إكمال الدراسة في هذه البلاد الأنجلوسكسونية، وقد عمل على ملازمة “مدرسة أوكسفورد” طيلة 4 مواسم تعليمية في مدينة لندن، وبعدها جاءت تطورات متلاحقة، في أواخر سبعينيات القرن العشرين، كي ينتقل إلى العيش في مملكة الدنمارك.

ويذكر المزداد في طنجة أن الأوضاع الاجتماعية في عموم أوروبا، وبمنطقة إسكندنافيا والدنمارك تحديدا، كانت مغايرة لما هو معروف في الفترة الحالية، حيث تغيب المشاكل الاجتماعية المبنية على أسس عرقية، ومنسوب الثقة يصل إلى مستويات عالية بحكم المعاملات المؤسسة على معايير إنسانية صرفة.

كما يزيد السلفاتي قائلا: “كان هناك ترحاب كبير يلاقي الشريحة العمرية الشابة الوافدة على المجتمع الدنماركي، وقد استفدت من هذه المعاملة المشجعة على الاندماج بمجرد وصولي إلى البلاد بغرض الاستقرار، وبالتالي يمكنني التأكيد على أن حضوري في الدنمارك قد بدأ دون أي مشاكل تنظر إلى أصلي الأجنبي”.

الطريق إلى التدريس
حرص محمد السلفاتي على تعلم اللغة الدنماركية قبل اختيار التكوين في ميدان الإنقاذ والإطفاء من أجل الالتحاق بصفوف الوقاية المدنية. وقد تحقق له هذا المبتغى المهني ولازم المهام الموكولة إليه طيلة سنتين اثنتين؛ لكن أبوابا أخرى فتحت أمامه بعد نجاحه لاحقا في الحصول على الجنسية الدنماركية وعمره 26 سنة.

ويورد الدنماركي المغربي عينه: “بعدما نلت جنسية بلد الإقامة صرت مجبرا على أداء الخدمة العسكرية. وبعد إنهائها في 9 شهور، أخذت أبحث عن مهنة تلائم طموحاتي؛ مركزا على ما يتيح التعلم قبل النظر إلى الاعتبارات المالية، وبالتالي تكونت في مهن التربية لأصير مدرسا”.

عمل السلفاتي فترة تناهز عقدين من الزمن في مؤسسات مدرسية كثيرة بالدنمارك، متعاملا مع متمدرسين من القسم الأول حتى المستوى التاسع، ومتوليا تقديم دروس في اللغات العربية والإنجليزية والدنماركية، وأستاذا لمادة الرياضيات في بعض المواسم الدراسية.

مكاسب التطوع
يقر المنتمي إلى صفوف “مغاربة الدنمارك” بأنه استفاد كثيرا من الانخراط في العمل التطوعي ضمن المجتمع المدني، ابتداء من تجربته في مؤسسة “DRC” المهتمة بالدفاع عن مصالح ضحايا الميز العنصري في الدنمارك. وتمكن على مدى 4 سنوات من جمع ثقافة قانونية وحقوقية مفيدة.

انتقل الأداء المدني للسلفاتي، في المرحلة الموالية، إلى الارتباط قرابة 15 سنة بأنشطة مؤسسة الوقف الإسلامي بكوبنهاغن، مركزا على تقديم الدعم للجهود المبذولة بغية تمكين الشباب من وعي فكري وأداء عملي يتيح اندماجهم في المجتمع وتخطي مثبطات ذات صلة بانتمائهم إلى أصول أجنبية.

“هذا التعاطي، وإن استند على مداركي السابقة حقوقيا وقانونيا، أتاح التعامل مع مشاكل أسر وافدة على الدنمارك في الشق التربوي، إذ لا تجد سبيلا لممارسة عاداتها وتقاليدها في البيئة المحتضنة لها، وتكون الكلفة باهظة على أبنائها لأنهم يدفعون ثمن هذه الهوة بكيفية تنعكس سلبيا على مستقبلهم”، يورد محمد السلفاتي.

حضور 5 لغات
يلازم محمد السلفاتي، في الوقت الحالي، قسما لتقديم خدمات الترجمة ضمن مؤسسة رسمية تعنى بقضايا اللاجئين في مملكة الدنمارك، مع ما يقتضيه ذلك من تحركات مع المستفيدين من الرعاية في بنايات إدارية عديدة؛ أبرزها المصالح البلدية والمرافق الاستشفائية ومطار كوبنهاغن الدولي، إضافة إلى مقرات الشرطة والفضاءات السجنية.

وعلى هذا الأساس الوظيفي يحرص محمد على تقديم الدعم لذوي الأصول الأجنبية المتعثرين لغويا، أو ممن لا يستطيعون الإلمام ببعض التعابير التقنية التي تمليها التعاملات الرسمية مع الإدارات. كما يقوم بالتجاوب مع طلبات المسؤولين الراغبين في خدماته لاستيفاء الإجراءات وفق ما تفرضه المساطر المعمول بها لتفادي الطعون لاحقا.

ويقول الدنماركي المغربي نفسه: “عملي اليومي يلازم توفير الترجمة الآن، وأستعمل في ذلك دراستي بـ5 لغات هي اللغة العربية الفصحى والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية، إضافة إلى العامية المغربية في التعامل مع أبناء الوطن الأم ممن لا ينجحون في التفاهم مع المترجمين المستعملين الألسن الشرق أوسطية”.

الصينية والأصول الأجنبية
يلازم محمد السلفاتي طموحا جديدا يتمثل في تعلم اللغة الصينية خلال الشهور المقبلة، متحصلا على هذه الرغبة خلال الأزمة الوبائية العالمية التي انطلقت مطلع سنة 2020، وأيضا من خلال مواكبته التطورات الاقتصادية والسياسية التي تقوي حضور الصينيين على المستوى العالمي، بما في ذلك الدنمارك ومجموع البلدان الكائنة في منطقة إسكندنافيا.

وبعد تشديد “ابن طنجة” على أن شهيته مفتوحة دائما على التعلم ما دام حيا، يؤكد أن اللسان الصيني يبقى جاذبا لانتباهه خلال الفترة الأخيرة، خاصة أن مجموعة من الصفحات الإلكترونية قد أضحت مخصصة لهذا الغرض على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وفي شبكة الإنترنيت عموما.

كما يطمح السلفاتي، من جهة أخرى، إلى توفير حيز زمني أكبر من اشتغالاته المهنية والتطوعية في مساعدة الشريحة العمرية الشابة، المغربية والمسلمة وكل المنحدرين من أصول أجنبية، على التقدم في الدراسة والعمل لاكتساب مكانة أرقى في المجتمع الدنماركي؛ والمساهمة إلى جانب مختلف الفرقاء في تغيير ممارسات لا تخدم مساعي ردم الهوات الثقافية في المستقبل القريب.

ضبط المقاسات
يعتصر محمد السلفاتي خلاصات تجربته في العيش خارج المغرب لينصح المقبلين على الهجرة، والمتوجهين إلى الدنمارك تحديدا، باستهلال المسار من خلال تعلم لغة بلد الاستقرار، معتبرا ذلك بمثابة خطوة أولى للانفتاح على الناس الذين يشاركونهم حقا الفضاء الجديد لتواجدهم.

كما يعتبر جامع 45 سنة من الحضور في مملكة الدنمارك أن بعض الشابات والشبان ينظرون إلى عدد المواسم التي يستغرقها كل تخصص تكويني قبل حسم التوجه إلى دراسة دون غيرها، بينما التركيز الحقيقي يجب أن يطال الاستثمار في التعليم دون استعجال الكسب المالي.

“الدنمارك تعتبر مشتلا للفرص التي تلائم جميع القدرات، ويجب القيام باستغلال هذا المعطى من أجل التطور بكيفية دائما؛ ولا منفعة ترجى من المطالبة بنيل فرص على مقاس كل شخص، إنما يجب أن يصير المرء بحجم ما هو متوفر من إمكانيات كي يفلح في رسم مسار يدعوه إلى الافتخار بذاته”، يختم محمد السلفاتي.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محمد السلفاتي يستثمر في مهارات التميز اللغوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ADEL

ADEL


عدد المساهمات : 28
نقاط : 32
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2022
العمر : 53
الموقع : ليبيا

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الأحد نوفمبر 20, 2022 3:53 pm

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محمد بلهيبة يرتبط بالرياضة والمساعدات الدولية
السبت 19 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Mohame10

استعان محمد بلهيبة بمهاراته الرياضية في كرة اليد، المبنية على تمرس مع نادي رجاء أكادير على مدى سنوات عديدة، لتحقيق اندماج حقيقي في المجتمع الدنماركي، ما أتاح له الفرصة لوضع مسار هجرته على سكة التميز في ميدان الاستثمار، أولا، والتأطير التعليمي في التربية البدنية لاحقا.

من جهة أخرى؛ يتوفر الدنماركي المغربي نفسه على سمعة جيدة في تدبير المساعدات الإنسانية التي تنطلق من مملكة الدنمارك نحو وجهات دولية عديدة، ظافرا بثقة رسمية واسعة في المؤسسة التي يدير نشاطها التضامني العالمي، وحريصا على جعل جزء من هذه الالتزامات المدنية تساند حاجيات مناطق وأفراد في وضعية هشاشة بالمغرب.

بين الدار البيضاء وأكادير
ازداد محمد بلهيبة في مدينة الدار البيضاء، بينما أيام الطفولة والشباب وزعها ما بين العاصمة الاقتصادية للمغرب ومدينتَي الجديدة وأكادير، مستفيدا من تأطير عدد من أفراد العائلة، إلى جانب توجيهات مفصلية لأبيه المشتغل في التدريس بارتباط مع مؤسسة متخصصة في التربية الدينية.

ويقول محمد: “وسط هذا التوزيع الجغرافي لذكريات التواجد في المغرب، أعتبر أن أفضل أيامي كانت تلك التي عشتها تحت كنف جدتي في مدينة الجديدة، وتحديدا في الحي الذي أضحى يسمى لاحقا ‘كوماندر بوليلي’، بينما الاستقرار في منطقة العنق، بالدار البيضاء، له مكانة خاصة في قلبي”.

من جهة أخرى، استفاد بلهيبة من عناية خال له مستقر في مدينة أكادير، حيث يشتغل في جهاز الدرك الملكي بجهة سوس، وبالتالي تحقق له السير بثبات على المسار الدراسي حتى إنهاء المرحلة الثانوية بالحصول على شهادة البكالوريا، وما أعقب ذلك من إقبال على العمل في ميادين متنوعة، بدوام جزئي، والانخراط في ممارسة أنشطة رياضية متعددة.

الطريق إلى “نتسفيد”
يعلن محمد بلهيبة أن الهجرة لم تقترن، بادئ الأمر، بالتوجه إلى مملكة الدنمارك مباشرة، بل كانت صوب الأراضي الفرنسية أولا، وتحديدا إلى مدينة مونبوليي، للحصول على تكوين في المجال السياحي، أما التفكير في الاستقرار خارج المغرب فلم يكن حاضرا في باله حتى جاءت المرحلة التي استلزمت ذلك.

ويفسر المزداد في الدار البيضاء قائلا: “عملت في التنشيط السياحي بأحد فنادق أكادير بمعية أصدقاء كلهم غادروا المغرب من أجل الدراسة في الخارج، لذلك قصدت فرنسا برهانات دراسية أيضا؛ لكنني عدت إلى المغرب بعد سنة، والتحقت بالفندق نفسه مسؤولا عن التنشيط الثقافي والفني الموجه إلى السياح الداخليين والخارجيين”.

أما عن الانتقال إلى الدنمارك فإن بلهيبة يربطه بالتعرف على زوجته الحاملة جنسية هذا البلد الاسكندينافي، وجاء ذلك بالتأسيس لصداقة تحولت لاحقا إلى ارتباط أسري، وبالتالي قرر الرحيل إلى الخارج مرة ثانية؛ متوجها إلى الإقامة في “نتسفيد” الدنماركية بحثا عن حياة جديدة.

الانتقال إلى التدريس
رغم اكتساب محمد بلهيبة قدرات جيدة في التواصل باللغة الإنجليزية، واستثماره هذه المهارة في مرحلة التعاطي الأولي مع المحيطين به في المجتمع الدنماركي سنة 1989، إلا أنه كان مضطرا لتخصيص وقت لتعلم اللغة الدنماركية من أجل الاندماج بشكل أكثر عمقا في حيز عيشه الجديد.

ويقول محمد عن تلك الفترة: “كنت لاعبا جيدا في رياضة كرة اليد، ولدي خبرة تنافسية بحكم الانتماء سابقا إلى نادي رجاء أكادير لكرة اليد، لذلك بدأت في الثبات بالدنمارك من خلال الالتحاق بفريق في ‘نتسفيد’ والحصول على شهرة رياضية بالموازاة مع تعلم اللغة والتكوين الدراسي في مجال التجارة”.

عمل بلهيبة، بعد التخرج، على افتتاح مجموعة من المطاعم على أشواط عديدة، حريصا على ضمان الإقبال عليها قبل بيعها لمن يدفع أكثر، مركزا على الرواج المحصل من الزبائن المائلين إلى مأكولات بعينها، خاصة المرتبطة بالمطبخ المكسيكي، ثم استشعر الميل إلى الرياضة مجدد ليخضع لتكوين في مهن التربية والتكوين ويصير، منذ سنة 2006، أستاذا للتربية البدنية.

مساعدات موجهة
مثلما راهن محمد بلهيبة على النشاط الرياضي للتواجد بشكل إيجابي في الدنمارك، وإعطاء صورة مشرقة للانتماء إلى صفوف الجالية المغربية بهذه البلاد الاسكندينافية، أقبل على استحضار معرفته بنشاطات المجتمع المدني منذ المرحلة الثانوية للتواجد في منظمة إنسانية حتى حاز الثقة لتولي مهمة رئاستها.

“تعرفت على رئيس منظمة إنسانية دنماركية كانت تتولى توفير مساعدات للشعب الليتواني، وقد صار صديقا قبل أن يطلب مني التواجد بجانبه من أجل دعمه في ما يقوم به، ثم تطورت الأمور لتصير المنظمة متدخلة على مستوى فضاءات جغرافية دولية مختلفة، وحضر التشبيك مع مغاربة أضحوا ناشطين في هذا الإطار الجمعوي”، يورد محمد.

وفي هذا الإطار، يكشف بلهيبة أن نشاط المنظمة التي عمل على رئاستها سنة 2003 مازال متواصلا، ويعرف تواجد عدد من أفراد الجالية المغربية بالدنمارك الذين يرصدون حاجيات دعم مناطق في الوطن الأم، ويبقى هذا الأداء متواصلا بكيفية ناجعة ليركز، خلال الوقت الحالي، على ما يوفر السند لأوراش صحية وتعليمية بمناطق في المغرب.

ثنائية بارزة
يستحضر محمد بلهيبة ما مر به في تجربة الحياة على الأراضي الدنماركية لينصح الراغبين في القيام بهذا الانتقال، حاليا ومستقبلا، بوجوب الوعي بوجود ثنائية أساسية تفضي إلى العيش دون العصف بالأحلام التي يمتلكها كل فرد مهاجر؛ ويتعلق الأمر بالوفود عبر مسطرة الزواج أو تلك المخصصة للدراسة.

ويشرح مستكمل 33 عاما من التواجد في الدنمارك: “قد يكون صاحب الأهداف الدراسية يعرف ما يقوم به، بينما هناك أشخاص يتحايلون على القوانين بإبرام زيجات بيضاء، وفي الأصل هم يتلاعبون بأنفسهم بالحضور في علاقات صورية لا تكون مبنية على الحب، ثم يسيرون نحو متاهات يعرفها من سبقوهم إلى هذا الشأن”.

“هناك صورة عن المجتمع الدنماركي تربطه بالعنصرية واستهداف معتنقي الإسلام، وهذا متواجد فعلا على أرض الميدان ويبقى مستمرا حتى الآن، ما يلزم الباحثين عن شق مسار جيد في الدنمارك بالتوفر على روح التحدي حتى الوصول إلى تحقيق الأهداف التي رسموها”، يختم محمد بلهيبة.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محمد بلهيبة يرتبط بالرياضة وتدبير مساعدات دولية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hyam

hyam


عدد المساهمات : 20
نقاط : 20
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/08/2022
العمر : 35

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الثلاثاء نوفمبر 22, 2022 11:33 am


هسبريس
مغاربة العالم
عشاء يخلد "المسيرة والاستقلال" بالدنمارك
عشاء يخلد "المسيرة والاستقلال" بالدنمارك
صور: هسبريس
هسبريس من كوبنهاغن
الإثنين 21 نونبر 2022 - 10:29
نظم المنتدى الدنماركي المغربي، مساء أمس الأحد، حفل عشاء بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، حيث حرصت الكلمات الملقاة في الموعد على تأكيد أهمية الحدثين التاريخيين وتشبث الجالية بهويتها المغربية.



وقال رئيس المنتدى، مصطفى الطيبي، ضمن تصريح صحافي، إن حفل العشاء حضره عدد من المغاربة والأجانب لإحياء المناسبتين الوطنيتين، وتأكيد دعم جهود المغرب الممتدة عبر التاريخ من أجل التنمية داخليا وإعلاء شأن المملكة خارجيا.


وأضاف الطيبي أن الحفل، الذي نظم هذه السنة بشراكة مع اللجنة التحضيرية لتنسيقية حزب التجمع الوطني للأحرار، يعد فرصة إضافية للتعبير عن ارتباط مغاربة المهجر بالوطن الأم، والتأكيد على التجند وراء رؤى وجهود الملك محمد السادس.



أما محمد الطنجي، عن تنسيقية “حزب الأحرار” في اسكندينافيا، فقال ضمن تصريح مماثل: “ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال محطتان وطنيتان مجيدتان لهما وقع خاص لدى الجالية المغربية بالخارج، وذلك منبعث من كونهما حدثين تاريخيين شاهدين على لحمة العرش والشعب”.

كما شدد الطنجي على تثمين جهود الملك محمد السادس للرقي بأوضاع المغاربة عموما، وإعطاء توجيهات من أجل العناية بالجالية ومصالحها تحديدا، سواء على أرض الوطن أو بالسفارات والقنصليات المغربية، وأضاف: “نحن وراء جلالة الملك محمد السادس ومع مصالح البلاد، أوفياء للروح الوطنية ومخلصون لعهد البيعة دائما”.

https://www.hespress.com/%d8%b9%d8%b4%d8%a7%d8%a1-%d9%8a%d8%ae%d9%84%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%a7%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%86-1080751.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saudi

saudi


عدد المساهمات : 1496
نقاط : 1690
السٌّمعَة : 44
تاريخ التسجيل : 08/01/2012
العمر : 51
الموقع : المملكة العربية السعودية

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الجمعة نوفمبر 25, 2022 7:31 am

مسارات مغاربة في اسكندينافيا .. رشيد بوزيان يلازم التكنولوجيا ويتطور بالسياسة
الثلاثاء 22 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Rachid10

تحصل رشيد بوزيان على تكوين قانوني في المغرب ليصير مؤهلا، لاحقا، إلى العمل في جهاز الأمن الوطني بأماكن عديدة، أبرزها مدينة تطوان والعاصمة الرباط، لكن دوافع اجتماعية عملت على جعله يقرر خوض تجربة هجرة إلى منطقة اسكندينافيا، والعيش في مملكة الدنمارك على وجه التحديد.

لمع بوزيان، في مرحلة لاحقة، ضمن الاشتغالات المتعاطية مع الحاجيات التكنولوجية، وأضحى يعمل لحسابه الخاص بعد الثورة التي شهدتها الرقمنة خلال العقود الأخيرة، لكن ذلك لا يغطي تميزه في حقول أداء مغايرة تماما، كما لا يحول دون تحليه بالعزيمة من أجل التطور في الممارسة السياسية الحزبية.

في ضيافة الشرطة
ازداد رشيد بوزيان في بلدية “أحد كورت” بالمغرب، وفي أحضانها بدأ المسار الدراسي حتى اتخذ والده قرار إرساله إلى مؤسسة مغايرة في “سوق أربعاء الغرب”، وبعد استكمال الطور الإعدادي انتقل لإكمال التعليم الثانوي في مدينة سيدي قاسم؛ موفقا في الحصول على شهادة الباكالوريا قبل التحرك صوب الجامعة.

ويقول رشيد: “اعتدت الترحال في سن مبكرة، وكنت معتادا على الاندماج في أكثر من بيئة قبل الهجرة، بينما أعقبت الحصول على الباكالوريا بالتوجه إلى العاصمة الرباط من أجل التسجيل في جامعة محمد الخامس، مختارا الانكباب على التكوين في العلوم القانونية”.

عمل رشيد في ميدان التعليم بتقديم دروس في اللغة الفرنسية، لكن التجربة لم تستمر غير سنة واحدة بعدما قرر تغيير الوجهة نحو سلك الشرطة، إذ خضع لفترة تكوين قبل الاشتغال في تطوان والرباط على مدى سنوات عديدة، ثم أقبل على تجربة الهجرة نحو الدنمارك.

الدافع الاجتماعي
يذكر رشيد بوزيان أن التخلي عن الوظيفة الشرطية لم يكن أمرا سهلا، خاصة أنه بصم على أداء مهني جيد في القضايا الاقتصادية ومكافحة المخدرات بمدينة تطوان، وأيضا عند توليه، في وقت لاحق، مهامَّ مرتبطة بالاستعلامات العامة في مدينة الرباط.

ويضيف المنتقل إلى الدنمارك أوائل ثمانينيات القرن الماضي: “الدافع إلى الهجرة اجتماعي صرف، ولا علاقة له بأي طموحات اقتصادية بالمرة، إذ تعرفت على امرأة دنماركية صارت زوجتي لاحقا، ونتيجة لهذه العلاقة صرت أفكر في الاستقرار بهذه البلاد الاسكندينافية بعدما رزقت ببنت تحتاج تواجدي جنبها”.

قبل حسم قرار الهجرة، حرص رشيد بوزيان على استكشاف الحياة في الدنمارك من خلال سفر سياحي، وبعدما استغرق زمنا في التفكير المتأني ارتأى المرور إلى المرحلة العملية، وقد استهلها بتقديم الاستقالة من وظيفته بالمغرب عن طريق رسالة خطية حاملة لهذه الرغبة، وسلمها إلى سفارة المملكة بكوبنهاغن كي توافي بها المسؤولين عن الموارد البشرية بجهاز الأمن الوطني.

ضمن رهانات الرقمنة
لقي رشيد بوزيان صعوبات من أجل الاعتياد على العيش في الدنمارك والحصول على فرصة تواتي إمكانياته، لذلك حاول التغلب عليها، أساسا، بالتركيز على دروس تعلم اللغة الدنماركية والالتصاق بالمجتمع من أجل التعرف على طريقة تفكير الدنماركيين.

ويقول المولود في “أحد كورت” إنه جعل البحث عن الرزق على رأس الأولويات من أجل ضمان حاجياته وأسرته، خاصة أن تكوينه الأمني في المغرب لا يمنحه فرصة الإقبال على العمل في المجال نفسه لاعتبارات عدة، أبرزها التباين في محددات الاشتغال بين البلدين، لذلك انخرط في دروس ليلية لتنمية مهاراته في المعلوميات.

بعد الحصول على دبلوم يؤهله للتعاطي مع البنيات الإلكترونية المختلفة، عقب موسمين من التكوين في مؤسسة عليا مختصة، ظفر بوزيان بفرصة للعمل ضمن أطقم بلدية كوبنهاغن، ثم طور مستواه للحصول على شهادة في هندسة المعلوميات للتعاطي مع حاجيات تدبير البنيات التحتية عبر برامج رقمية نوعية.

عطاءات موازية
يستثمر رشيد بوزيان، أيضا، ميله الدائم إلى الرسم كي يفتح لنفسه نافذة إضافية للتواجد في المجتمع الدنماركي عبر الفن التشكيلي، إذ يخصص حيزا من وقته للتعاطي مع الألوان في مرسم خاص به، ثم الإقبال على تنظيم معارض تشكيلية تجعل لوحاته تباع لزبائن ذاتيين ومعنويين، ليقترب من ترويج مائتي لوحة فنية حاملة توقيعه؛ حتى الحين.

ويقول ذو الأصل المغربي: “إلى جانب عملي لحسابي الشخصي في توفير الخدمات ذات الصلة بالمعلوميات، بعد اختياري هذا النسق الوظيفي الملائم لطموحاتي، صرت مواظبا على التعبير فنيا من خلال اللوحات التي أرسمها، وأفخر بوجود بنايات متعددة تحمل على جدرانها جزءا من نظرتي لهذا العالم”.

من جهة أخرى؛ يهتم المستقر في الدنمارك منذ قرابة 4 عقود بالميدان الصحي، ويقول: “كنت قد خضعت لتدخل جراحي، لكنني لم أستوعب جيدا تعابير الطبيب المعالج، وقد قررت مواجهة جهلي بالانخراط في تكوين من سنتين ضمن تخصص الطب الصيني، ويمكنني حاليا أن أتعامل مع هذا المجال بالكيفية الصحيحة المبنية على دراسة فعلية”.

عين على السياسة
يرى الدنماركي المغربي عينه أن الخائضين تجارب هجرة لا يمكن أن يكتفوا بلعب دور خزان للأصوات تستفيد منه التنظيمات السياسية التي تنجح في إقناعهم بمنح الثقة، إنما هم مدعوون إلى التأثير في التدبير لضمان توجيه أنفسهم ومصالحهم نحو مستوى يحقق لهم استفادة أكبر.

ويسترسل رشيد بوزيان: “من هذا المنطلق حرصت على التثبت من مواقف الأحزاب السياسية الدنماركية، وفي النهاية قررت التوجه نحو تنظيم يساري له خط ثابت في التعامل مع قضايا الهجرة، ويؤمن بوجوب تشجيع المنتمين إلى هذه الشريحة ذات الأصل الأجنبي ما داموا يحققون قيمة مضافة”.

أطلق بوزيان تجربته السياسية سنة 2014 بخوض أول سباق انتخابي محلي، ثم عبر من لائحة الترشيح نحو التواجد في صفوف المعارضة بالهيئة المنتخبة المدبرة لشؤون منطقة “كغيف”، وبجانب ذلك يتولى مسؤولية تنظيمية جهوية في حزبه، كما يواصل التشبث بأمل النمو سياسيا حتى يتموقع في مناصب أكثر رفعة.

نقطة اللاعودة
يوصي رشيد بوزيان من اختاروا الهجرة بضرورة استحضار الوصول إلى مرحلة اللاعودة عند الحصول على جنسية البلد المضيف، وكذلك الشأن بالنسبة للأجيال اللاحقة التي تولد في المهجر، لذلك يجب تجنب التيه بالإقبال على الحياة؛ وما يعنيه ذلك من تعلم وعمل وفق ما تسمح به القوانين والقرارات الجاري بها العمل.

ويضيف المشتغل أمنيا في المغرب سابقا: “بجانب وضع الرابط النفسي ثابتا، عن وعي بطبيعة الحال، يمكن استشعار الراحة من لدن الجالية المغربية إذا تعاطى أفرادها إلى العمل السياسي، بداية من المشاركة في التصويت ووصولا إلى الترشح للاستحقاقات الانتخابية كلها”.

“التدبير مؤثر للغاية في كل بلد، ومملكة الدنمارك ليست استثناء في هذا الإطار، لذلك يمكن للناس أن يتحدوا لتحسين الأوضاع من خلال الترافع وكل التعابير الحزبية والسياسية المتاحة، سواء كانوا مواطنين أصليين أو من ذوي أصول أجنبية، وهذا الاتحاد لا أدعو إلى أن يكون ضد الدنمارك وإنما من أجل غد أفضل لهذه البلاد التي ننتمي إليها أيضا”، يختم رشيد بوزيان.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. رشيد بوزيان يلازم التكنولوجيا ويتطور بالسياسة






مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محمد العزوزي يبرع في تحليل البيانات الرقمية
الجمعة 25 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Mohame17

طولب محمد العزوزي بتحقيق الاندماج الاجتماعي مرتين، الأولى في المغرب والثانية في الدنمارك، ويرى أن ما استشعره من صعوبة في القيام بذلك، على شوطين في بيئتين متباينتين، تبدد بحكم صغر السن والدعم الذي توفر له من خلال أفراد الأسرة والعائلة، ما جعله يسير بثبات نحو الاشتغال في مجال البرمجة.

وبعدما أمضى سنوات بصفة أجير في إحدى الشركات، مستهل مساره المهني، قرر محمد العمل لحسابه الشخصي، والمساهمة في خلق فرص شغل للآخرين، وبذلك سطر مسارا شخصيا ومهنيا متميزا في ميدان تحليل البيانات الرقمية، متعاملا مع حاجيات الزبائن في الدنمارك وعموم اسكندنافيا، ومراهنا على بلوغ مستويات أخرى عالمية.

العودة إلى المغرب
رأى محمد العزوزي النور في الدنمارك سنة 1977، وعلى تراب هذه المملكة الاسكندنافية نشأ حتى بلغ السنة السادسة من عمره، ثم قرر والداه توجيهه إلى بيت الأجداد في المغرب، بغية الاستقرار والدراسة في مدينة الناظور، تماشيا مع خيار سبق اتخاذه، أيضا، في حق أخ له يكبره عندما وصل إلى السن نفسها.

ويقول محمد: “قصتي مختلفة عن تلك التي ترتبط بذوي الأصل المغربي المزدادين في الدنمارك، إذ ازددت في الهجرة ونشأت فيها قبل الرحيل نحو الوطن الأم، لكن هذه التجربة الفريدة من نوعها كانت مصدر سعادة تستمر حتى الآن، وقد دامت 4 سنوات بالتمام”.

شرع العزوزي في التمدرس بمؤسسة ابن خلدون الابتدائية في الناظور، حريصا على تخطي ضعفه في الدارجة المغربية واللغة العربية الفصحى من خلال التواصل بالأمازيغية الريفية التي ضبطها بحكم الاستعمال في بيت الأسرة بكوبنهاغن، ثم عاد إلى الدنمارك من أجل البحث عن اندماج جديد بجوار والديه.

نحو البرمجة المعلوماتية
يرسم محمد العزوزي ابتسامة عريضة على وجهه حين يتذكر أنه اضطر، رغم كونه مواطنا دنماركيا بالولادة، إلى القيام بمحاولات اندماج مع إيقاع العيش في هذا الفضاء الاسكندنافي عند الوصول إليه، من جديد، بعد بضع سنوات من الاستقرار في منطقة الريف المغربية، وأنه صادف مشقة في تحقيق المبتغى.

ويورد المنحدر أصلا من الناظور: “عملت على الاندماج في المغرب، مستفيدا من دعم جدي وجدتي، زيادة على تأطير أخي الأكبر الذي سبقني إلى هناك، وحين وفقت في التأقلم مع الناس، في الحي والمدرسة، كان علي أن أعود إلى الدنمارك لخوض التجربة نفسها، وقد خدمني صغر السن في تجاوز كل الصعوبات التي لاحت وقتها”.

وحرص العزوزي على الجمع بين الدراسة النظامية وتجريب العمل في أنشطة مختلفة كمساعد، زيادة على الانخراط في حزمة من الأنشطة الجمعوية لاكتساب مهارات غير تلك التي تصقلها المؤسسات التعليمية، وبعدما نال شهادة الباكالوريا ظفر بالإجازة في العلوم الاقتصادية، ثم “ماستر” في البرمجة المعلوماتية.

تفضيل المغامرة
يفتخر محمد العزوزي بالتخرج من مؤسسة للتعليم العالي مشهورة دنماركيا وأوروبيا، من طينة “مدرسة التجارة لكوبنهاغن”، ثم الحصول على شهادة الدراسات العليا في البرمجة من مؤسسة تعادلها سمعة، خاصة أنه، بمعية عدد ممن ينتمون إلى الفوج نفسه، أفلح في الولوج إلى سوق العمل دون أي مشاكل مرتبطة بنوعية التأطير النظري.

بدأ مسار ذي الأصل المغربي من التواجد بين صفوف مستخدمي إحدى المقاولات المتوسطة، وبعد اكتساب تجربة مهنية على مدى 4 سنوات اختار إطلاق مشروع خاص به، إذ فضل القيام بالمخاطرة عوض الاكتفاء بقبض أجرة شهرية، وارتأى التعمق في ميدان تخصصه بدل الالتزام ببضع مهام موكولة إليه في ما يجيد.

ويقول العزوزي إن هذه الخطوة الاستثمارية، المرتبطة بإنشاء شركة تحت اسم “نويتسو”، أتاحت له الانفتاح على آفاق أرحب في ميدان تخصصه، من خلال توفير برامج لتحليل البيانات بمختلف أحجامها، والحصول على صفقات مع مؤسسات كبرى من أجل تطوير أدائه نحو الأفضل، ورفع قيمة مقاولته بشكل متواصل.

من القروض إلى الصحة
بدأ النشاط المهني المستقل لمحمد العزوزي بالتعاطي مع حاجيات مجموعة من المصارف في دراسة مخاطر منح القروض لكل حالة على حدة، وقد استمر هذا الأداء لسنوات طويلة حتى أضحى تخصصا لشركة “نويتسو” والأطقم التي تستعين بها، ثم امتد تحليل البيانات إلى توفير خدمات لشركات أخرى، في قطاع تمويل شراء السيارات وفي ميدان بيع الهواتف بالتقسيط، زيادة على محطات التزود بالوقود التي تمنح زبائنها بطائق لتأجيل الدفع.

ويقول ذو الأصل الريفي: “نعمل حاليا على الاشتغال خارج المجالات التي ألفناها طيلة السنوات الماضية، منفتحين على توفير برامج تلائم كل زبون على حدة في ما يحتاج من تحليل لكم البيانات التي تتصل بنشاطه، وأحدث التعاملات تعتني بالبيانات الرياضية لمجموعة من الأندية كي يتم الوقوف على تطور لاعبيها في الأداء المطلوب منهم”.

من جهة أخرى؛ يعكف العزوزي على توجيه أحدث الأبحاث في شركته نحو التعامل مع حاجيات الموارد البشرية في القطاع الصحي، مراهنا على الوصول إلى تقنيات حديثة في تحليل معطيات الخاضعين للاستشفاء حتى يتم رصد التطورات المقلقة حتى إن غاب رصدها من طرف الأطر على مدار الساعة، وبالتالي يتم إجراء التدخلات الاستعجالية بكيفية فورية.

الإلحاح في العبور
يصر محمد العزوزي على أن الراغبين في النجاح بالدنمارك مطالبون بجمع أكبر قدر من الدبلومات المثبتة كفاءتهم في ما يريدون القيام به، بينما المهاجرون يحتاجون، زيادة على ذلك، إلى تقوية الشق العملي في أدائهم المهني، والإقبال على كل ما يتيح لهم جمع التجربة تلو الأخرى.

ويزيد الدنماركي المغربي عينه: “البنيات التعليمية الدنماركية مليئة بالطلاب، لذلك يحتاج الوافد عليها من بلدان أخرى إلى تأكيد قدرته على توفير قيمة مضافة لهذه البلاد الاسكندنافية، وبالتالي يصير للخبرة وزن ثقيل في إمالة الكفة تجاه ذوي الأصول الأجنبية؛ سواء كان مصدرها من العمل أو من أنشطة للمجتمع المدني”.

“الإنسان يعبر الأماكن مثلما يعبر الزمن، لذلك عليه أن يبقي نظره على المستقبل أينما تواجد، وذلك يعني أن يختار الميدان الملائم له قبل التحرك من أجل تعميق المدارك وتطوير المهارات. واليقين أن كل شخص متميز يبقى قادرا على شق مساره الشخصي المتميز وإن طال الزمن نسبيا”، يختم محمد العزوزي.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محمد العزوزي يبرع في تحليل البيانات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عربى
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى


عدد المساهمات : 1571
نقاط : 1939
السٌّمعَة : 102
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
العمر : 76
الموقع : قرطبة ( إسبانيا )

العلاقات الدنماركية المغربية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات الدنماركية المغربية   العلاقات الدنماركية المغربية I_icon13الأربعاء نوفمبر 30, 2022 10:57 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محمد الطيبي ينجذب إلى الورشات الميكانيكية
الإثنين 28 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات الدنماركية المغربية Mohame13

يتثاقل لسان محمد الطيبي عند الكلام بالدارجة المغربية، ويصير أكثر خفة عند التعبير بالأمازيغية الريفية، مرجعا ذلك إلى طبيعة النشأة التي حصل عليها في بيئته الأسرية الكائنة بالدنمارك، لكنه يؤكد أن التربية نفسها تجعل ممارساته اليومية متشبعة بالتقاليد والعادات الممارسة في الوطن الأم، وأن قلبه اعتاد أن ينبض ككل المغاربة بعشق بلد الجذور؛ وسيبقى كذلك على الدوام.

انتبه الدنماركي المغربي نفسه إلى أهمية الإقبال على العمل منذ الصغر، لذلك وجه اهتماماته التعليمية نحو التكوين المهني في سن مبكرة، مفلحا في الحصول على البراعة في الميكانيك، قبل أن ينخرط في مجال التسيير والتدبير ليتحول إلى واحد من أبرز الوجوه المشرفة على أداء شركة “سكانيا” في العاصمة الدنماركية.

عناية مركزة
وصل محمد الطيبي إلى عامه الأربعين، قضى منها سنتين في المغرب قبل استنفاد الباقي على التراب الدنماركي، إذ ازداد في الناظور قبل الحلول باسكندينافيا سنة 1984، خاتما سلسلة من 7 إخوة تحركوا في إطار تجربة هجرة أسرية لم تتنازل عن ملامح الهوية المغربية رغم الاستقرار بعيدا عن الوطن الأم.

ويقول محمد: “كبرت وسط البيت في الدنمارك كأننا في منطقة الريف بالمغرب، ممارساتنا هي نفسها في الفضاء الذي قدمنا منه، وحديثنا بالأمازيغية. وساعدني أنني صغير أسرتي في الحصول على عناية من الجميع، وسارت الدراسة بشكل جيد حتى الحصول على تكوين في الميدان الذي أحببت”.

بعدما وصل الطيبي إلى طور الدراسة الثانوية، وعكس باقي أقرانه الباحثين عن تخصصات تتلمس الطريق صوب اشتغالات مكتبية، اختار التوجه نحو التكوين المهني في شعبة الميكانيك، مراهنا على هذا الخيار في شق مسار متميز ضمن ميدان صناعة المركبات عموما، وتقديم إضافة نوعية وسط ورشات صناعة وصيانة الشاحنات خصوصا.

تكوين مستمر
عملت الظروف المحيطة بفضاء استقرار محمد الطيبي خلال الصغر على توعيته مبكرا بحجم الرهانات المحيطة بذوي الأصول الأجنبية في الدنمارك، إذ أمضى مرحلة الطفولة في منطقة مليئة بالمنتمين إلى الجاليات المسلمة وغيرها من الوافدين على اسكندينافيا، وبعدما بلغ مرحلة اختيار توجهه المستقبلي لم يتردد في قصد ما يتيح العمل لإبراز القدرات التي يتسم بها.

ويعلق “ابن الناظور” على تلك الفترة بقوله: “بعد 10 سنوات من التعليم الأساسي شرعت في التكوين للحصول على دبلوم في ميكانيك الشاحنات، وقد احتاج ذلك 4 مواسم كاملة من التركيز في الدروس النظرية والأنشطة التطبيقية قبل الالتحاق بإحدى الشركات المعروفة، ثم توالت التكوينات المستمرة لتنمية الخبرة”.

كما يعتبر الطيبي أن مواظبته على مواكبة المستجدات في عالم الميكانيك أتاحت له مسايرة ما يعرفه هذا المجال من تطورات مستمرة، والتعرف على التكنولوجيات الحديثة التي أضحت حاضرة بقوة في صناعة الشاحنات، والانفتاح على استعمالات الرقمنة في الاشتغالات التي يقوم بها منذ أواخر عقد تسعينيات القرن العشرين.

من الورشة إلى المكتب
جاءت البداية المهنية لمحمد الطيبي متعثرة في شركة “فولفو” بكوبنهاغن، إذ تم قبوله وتمكينه من عقد اشتغال قبل أن تتم مطالبته من طرف المدير، حينها، بالعمل متدربا على مدى 6 شهور دون أي أجر، وانتظار القرار النهائي بعدها، ما دفعه إلى الرحيل للبحث عن انطلاقة وظيفية أكثر توفيقا.

ويفسر محمد: “لم يكونوا يقبلون ذوي الأصول الأجنبية، ولم يفطنوا إلى حالتي إلا بعد توقيع عقد العمل معي، بينما العرض البديل المتوصل به كان بمثابة توجيه صوب المغادرة الطوعية. ومازلت أتذكر مرارة الإحساس بالعنصرية الذي تملكني وقتها، لكنني تحليت بالإصرار للبحث عن عمل في شركة أخرى من أجل إثبات كفاءتي”.

التحق الطيبي بشركة “سكانيا” للشاحنات، مستهلا العمل من موقع بسيط نظرا لتخرجه حديثا، متوليا مهمة تنظيف العتاد خلال الفترة المسائية من كل يوم اشتغال، ثم صار ميكانيكيا، وبعدها حرص على تقديم التأطير والتوجيه للوافدين الجدد على الورشات، وبعد مضي سنوات طلب منه تقديم عمل إداري لتغطية الخصاص الناجم عن مرض أحد المستخدمين، لكن أداءه من وراء المكتب تواصل 14 سنة حتى الحين.

طموح وتقدير
راكم محمد الطيبي الترقية تلو الأخرى، واستمر في الحصول على التكوينات المستمرة الضرورية، حتى أضحى المسؤول عن ورشات شركة “سكانيا” في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وما يعنيه ذلك من الإشراف على جميع العمليات المحاسباتية والتدابير الخاصة بالموارد البشرية، وحسم المعاملات ذات الصلة بالقرارات الإدارية والمعاملات مع الزبائن.

“لا أفكر في الوصول إلى موقع محدد، لكنني متأكد من كون مسيرتي لن تقف عند هذا الحد، وأتمنى أن أصير المدير التنفيذي للشركة على صعيد مملكة الدنمارك بأكملها، لكن ذلك إن لم يتحقق فلن يسلبني السعادة التي أشعر بها في موقعي المهني الحالي”، يؤكد محمد.

ويستحضر الطيبي ما حدث له في بداية مساره المهني، والاستياء العارم الذي تملكه في ذلك الوقت، ليضيف: “اتخذت القرار الصحيح بالرحيل غاضبا، لكنني حين أستجمع كل ما مررت به لاحقا أرى أن التعميم غير ممكن، فالعنصرية ليست حاضرة عند الكل، بل الحظ وضعني في موقف كي أقدر الناس الذين مدوا إلي أيدي المساعدة لاحقا”.

البراغماتية الإيجابية
يرى محمد الطيبي أن الجيل الصاعد من الشباب المنتمين إلى أصول أجنبية مطالب بالإقبال على الدراسة بجدية لضمان النجاح في الدنمارك، وأن يقدموا أفضل ما لديهم، مع الحرص على النظر بتمعن إلى تجارب من سبقوهم، واغتنام الفرص التي تتاح لهم ببراغماتية إيجابية.

ويضيف المنتمي إلى شريحة “مغاربة اسكندينافيا” أن شابات وشبان الجالية في الدنمارك، سواء من الوافدين على هذا البلد أو أولئك المزدادين على ترابه، عليهم الوعي بكون المستوى التعليمي الدنماركي يتسم بالجودة ويتيح اكتساب المهارات وتطويرها بفعالية، ويتسم بالمجانية في جميع المستويات، ما يستوجب الإقبال على تنمية المدارك حتى من طرف المشتغلين فعلا.

“أستاء حين أرى أشخاصا يرفضون الاجتهاد رغم تواجدهم في وضعيات اجتماعية صعبة، وهذه الحالات تحتاج مواكبة من مختصين للتخلص من هذا العيب الكبير، بينما هناك العديد ممن يركزون على مجالات دون أخرى، رغم أن الاشتغال في مهن كالبناء أو الميكانيك يتيح الوصول إلى مناصب عليا وتطوير الوضع المالي والاجتماعي بوقع أشد”، يختم محمد الطيبي.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محمد الطيبي ينجذب إلى الورشات الميكانيكية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العلاقات الدنماركية المغربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» العلاقات الكويتية المغربية
» العلاقات المغربية- الصربية
» العلاقات المغربية النرويجية
» العلاقات الأسترالية المغربية
» العلاقات المغربية-السويسرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات واحة القصر الكبير  :: ๑۩۞۩๑ المنتدى علاقة المغرب مع دول العالمية ๑۩۞۩๑-
انتقل الى: