باحثة مغربية تدعو إلى مساجد مختلطة بين الرجال والنساء
الجمعة 15 مارس 2013 - 14:00
دعت الباحثة والناشطة النسائية أسماء لمرابط إلى أن تكون المساجد مختلطة بين الرجال والنساء، باعتبار أنه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم "كانت المساجد مختلطة"، وأيضا لأن "المكان ليس مقدسا بل الصلاة هي المقدسة"، مشيرة إلى أنه "حتى إذا ما تم اقتراح هذه الفكرة، فإن النساء هم أول من سيعارضها".
وعزت لمرابط "سلبية" النساء في هذا السياق، في حوار نشرته مجلة "تيل كيل" في عددها الأخير، إلى ما سمته القهر الذي يعشنه، مردفة بأن "ثقافة المساواة يجب أن تبدأ منذ الطفولة، واليوم من الصعب التراجع عن تربية جعلتنا نقبل اللا مساواة".
وأبدت مديرة مركز الأبحاث والدراسات النسائية في الإسلام رأيها في تجربة مؤسسة المرشدات الدينيات التي شرعت فيها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قبل سنوات خلت، حيث قالت إن للتجربة "رمزية قوية" تعيد الاعتبار لصورة المرأة.
واستدركت مؤلفة كتاب "النساء والرجال في القرآن: أية مساواة" بالقول إن تجربة المرشدات الدينيات توقفت عند حدود تلك الرمزية، موضحة بأنه "في العمق المرشدات الدينيات يروجن لخطاب ذكوري يختاره الرجال".
زواج عائشة والإجهاض
وتطرق حوار المجلة ذاتها مع لمرابط إلى مواضيع مختلفة ذات صلة بالشأن الديني العام والخاص، منها حديثها عن زواج الرسول بعائشة رضي الله عنها، حيث قالت إنها تجد صعوبة في قبول كون النبي تزوج بعائشة في سن مبكرة".
ولفتت الباحثة النسائية إلى أن باحثين وعلماء ومؤرخين أعادوا النظر في مسألة سن عائشة خلال زواجها بالنبي محمد، قبل أن تخلص إلى أنه "من المحتمل أن يكون سنها أكبر عند زواجها".
وبخصوص الإجهاض في الشريعة، أفادت لمرابط بأنه لدى أغلبية علماء المسلمين "كان التوجه العام هو الجواز"، مبرزة بأن "القانون عليه أن يبدي نوعا من الواقعية لتمكين النساء من الحق في اتخاذ القرار الذي يمليه عليهن ضميرهن حول هذه القضية الأخلاقية الحساسة".
وجوابا على سؤال يهم قضية العذرية والبكارة، أكدت لمرابط بأن "النصوص الدينية المقدسة عموما لا تتحدث عن العذرية"، لافتة إلى أن "النقاش حول العذرية والبكارة عند الفتاة قضية ثقافية بالأساس تنتشر في بلدان حوض المتوسط.
وانتقدت المتحدثة مستوى التعليم الديني في البلاد الإسلامية، ووصفته بكونه "كارثة حقيقية" حيث يتم فيها تلقين التقليد والتبعية للآخرين، ولا يدرس فيها تقريبا سوى كتب عصر الانحطاط ما بعد القرن 10، فيما أمثال الفارابي وابن رشد والرازي مغيبون عن البرامج التعليمية في هذه المدارس الدينية.
http://hespress.com/orbites/74707.html
http://hespress.com/orbites/74785.html
المرابط: هذا قصدي بالاختلاط بين الرجال والنساء في المساجد
الاثنين 18 مارس 2013 - 23:44
اعتبرت الدكتورة أسماء المرابط، رئيسة مركز الدراسات والأبحاث في القضايا النسائية في الإسلام، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، بأن ما راج في عدد من المنابر الإعلامية الإلكترونية بخصوص حديثها عن
الاختلاط في المساجد بين الرجال والنساء، تم "تأويله وإخراجه عن سياقه الذي جاء فيه، وتحميله من المعاني ما لم يحمله أصلا".
وأوضحت المرابط، في حوار نشرته أخيرا بوابة الرابطة المحمدية للعلماء، بأن قولها إن "المساجد يجب أن تكون مختلطة" ليس معناه رجل بجانب امرأة، وامرأة بجانب رجل؛ بل القصد منه ما تواتر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ودلت عليه سيرته وسيرة الخلفاء الراشدين من بعده؛ حيث كان النساء يصلين خلف الرجال في مسجد واحد على عهده صلى الله عليه وسلم، وبعده دون أن يكون بين صفوفهم حاجز".
واستدلت المرابط بعدد من النصوص الحديثية في هذا السياق، ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس قالت: فلما انقضت عدتي سمعت المنادي ينادي: الصلاة جامعة، فانطلقت فيمن انطلق من الناس، فكنت في الصف المقدم من النساء، وهو يلي المؤخر من الرجال".
وزادت الباحثة بأن النبي صلى الله عليه وسلم خص نساء المدينة بباب يدخلن منه إلى المسجد، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ"، وأيضا ما بوَّبه الإمام البخاري في صحيحه فقال: باب صلاة النساء خلف الرجال، وذكر فيه حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ويمكث هو في مقامه يسيراً قبل أن يقوم".
ولفتت المرابط بأن "علماء الأمة من أهل الأصول وأهل الفقه والحديث، قديما وحديثا، نبهوا إلى أنه لا ينبغي للناظر في النوازل والواقعات التسرعُ بإطلاق الأحكام إلا بعد النظر والتثبت، حرصاً على سلامة قلوب الأفراد والمجتمع من البغضاء والفتن، ورغبةً في جمع الكلمة، والتعاون على الخير، وبناء المجتمع على معالي الأخلاق".
واستحضرت المرابط مقولات وقواعد علمية تجسد معاني الوحدة وإذكاء الفهم السليم لنصوص ديننا الحنيف وسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام، ومنها قاعدة "إذا بلغك عن أخيك الشيءُ تنكره؛ فالتمس له عذراً واحداً إلى سبعين عذراً، فإن أصبته وإلا قل لعل له عذراً لا أعرفه"، وأيضا ما روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شرا، وأنت تجد لها في الخير محملا".