منتديات واحة القصر الكبير
منتديات واحة القصر الكبير
منتديات واحة القصر الكبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات واحة القصر الكبير

๑۩۞۩๑مرحباً بكم جميعاً في واحة القصر الكبير ๑۩۞۩๑
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة

اذهب الى الأسفل 
+23
saudi
khalidb
ابن عربى
alharrak
حكيم
winnin
Missy y
hard_mix
alghazali
nonreply
MR-SOLTA
امينة
hamid
mansur
يوسف
tanioude
Blesso
younes
karom
manzah
SELLAMI
rebe
Latifa
27 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
Latifa

Latifa


عدد المساهمات : 1834
نقاط : 2377
السٌّمعَة : 286
تاريخ التسجيل : 15/07/2010
العمر : 43
الموقع : فاس المغرب

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13السبت أكتوبر 29, 2011 8:22 pm

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة
ي : 21/10/2011 الساعة : 17:00


مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 489472000

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 663876939

الآن، هنا.. يختبئ الهاربون من العدالة، بين هذه الغابات والجبال، التي سكنها قديما موريسكيون أندلسيون هربوا من محاكم التفتيش المسيحية. يقول مزارعو الكيف:

«وجدنا آباءنا وأجدادنا على هذه الزراعة فاتبعناها.. دون أن نعرف أننا سنصبح، في رأي العدالة، مجرمين».. فقهاء، فلاحون، ونساء... مصابون بـ«فوبيا» الدرك. يحكي الأهالي أن أحد أبناء المنطقة درس في الخارج واشتغل في «النازا»، وعندما عاد إلى البلدة، سألته أمه: «متى ستصبح دركيا يا بني ؟!».. هنا حتى المسؤولون الذين تبَنّوا المقاربة التنموية يقولون إنها فشلت، لأنه لا يمكنك أن تنمّي منطقة نصف أفرادها «مجرمون» في رأي القانون. في هذه الجبال، التقت «المساء»، بصعوبة، رجالا ونساء لا يفرقون، من فرط خوفهم، بين صحافي ودركي: الكل عندهم «مْخزْن».. يضربون لك موعدا في الغابة، وللتدقيق، قرب العين أو الوادي...

في صيف 2007، كان «ع. ز.» يحتفل بزفافه. انطلق ليلا وسط أهله وأصدقائه من مدشر «أناسل»، التابع لقبيلة «بني زكار»، قرب مدينة القصر الكبير، للقاء العروس، التي زفّها أهلها إليه من المدينة. وفيما كان الموكب يردد أنشودة «من يعتصم بك يا خير الورى شرفا.. الله حافظه من كل منتقم»، التي يسير على أنغامها العريس هنا عادة، صرخ أحدهم: «الدرك.. الدرك»!... ترك «ع. ز.» وموكبُه الجمل بما حمل وقصدوا الغابة...

اعترافات الهاربين من العدالة

في طريقها إلى شفشاون، وقبل الوصول إلى سوق القلة، كانت «المساء» على موعد مع «احمد ع.» ومع شاب رفض أن نذكر ولو اسمه الشخصي... عندما اقتربت السيارة التي كان صحافي «المساء» قد حدّد نوعها ولونها، من مكان وجودهما، خرجا كجدييْن تائهيْن من الغابة ولوّحا للسيارة بالوقوف. قال «احمد ع.» إنه مبحوث عنه منذ أبريل 2005، قبل شهرين من حملة محاربة الكيف، عندما جاء ثلاثة من رجال الدرك، بقيادة «لاجودان أغيوس»... «كنت أحرث الذرة قرب مدشر «أزلا» بجرار في ملكية أربع أسر، أنا واحد منهم. أوقفونا وأرادوا اعتقالنا فتركنا الجرّار وهربنا نحو الغابة، فيما ظلوا هم يصرخون: «رجعو نتفاهمو معاكوم». الآن، أنا الذي أصبحتُ مبحوثا عني، لأن الورقة الرمادية للجرار كانت في اسمي، ورغم أني أعطيتهم لاحقا أموالا ورؤوس ماعز وخْوابي عسل.. فإنهم لم يعملوا على التشطيب على اسمي من قوائم المبحوث عنهم». ورغم أن «أحمد ع.» ما يزال موضوعَ مذكرة بحث، فإن «نظام الجْماعة والمقدم المغربي» لا يقطع مع «العصاة» بشكل نهائي، بل يظل على اتصال بهم، لضبط الأمور، خصوصا الأمنية منها. فـ»المقدم» يعرف مكان «أحمد ع.» عندما يريد إطْلاعه على أمر لا يحتاج إلى تأخير: «قبل ثلاث سنوات، أوقفت السلطات رخصة السلاح المسلمة إلي من الجامعة الملكية للقنص. لكن قبل أشهر، حمل لي «المقدم» استدعاء بتسليم بندقيتي «الجّْويجة». يصمت أحمد ويتحدث مرافقه، الحريص على الكلام بدون تحديد هويته: «كان عليك أن تأتي يوم أربعاء، يوم السوق الأسبوعي، لترى أن النساء هنّ من يقصدن السوق. كما أن غالبية رجال القبيلة عندما يريدون شراء تجهيزات كبيرة لا يقصدون القصر الكبير، التي نتْبع لها إداريا، بل يتجهون بالبهائم نحو وزان.. عندما نصل إلى دوار اسمه «الزرايب»، نربط دوابّنا ونركب سيارات الأجرة. أما في المواسم الماطرة، فإننا نتنقل إلى وزان عبر قوارب خشبية تعْبُر بنا السد». يصمت (المجهول) ويعود «أحمد ع.» للحديث: « عائلتنا مكحلاها تحن مبحوث عنا جميعا.. أنا وإخوتي والوالد، باستثناء الوالدة»...

اجتزنا جماعة «القلة» وانحرفنا يسارا، نحو «جبل العلم»، حيث مرقد القطب الصوفي مولاي عبد السلام بن مشيش. على الطريق إلى مدشر «الحصن»، الذي بلّطتْه صفية القدافي، زوجة الزعيم الليبي السابق، في إحدى زياراتها إلى ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش، الذي تدّعي نسبا إليه، تمر سيارات الدرك الملكي، بين الفينة والفينة، لتبحث عن هاربين من العدالة في اتجاه غابة «بوهاشم». تهمة هؤلاء المبحوث عنهم أنهم «ورثوا» عن أجدادهم زراعة الكيف، كما ورثوا العلم والتصوف، فمزجوا، دون «عقدة»، بينهما.

أحد هؤلاء هو «ادريس ك.» شاب ثلاثيني التقته «المساء» بالقرب من عين مائية في المدشر، ففتح سِجلّ ذكرياته مع العدالة: «في 1998، كنت طالبا قرآنيا، أدرس على يدي والدي، الذي كان فقيها «مْشارط» في نواحي فاس. في إحدى العطل الصيفية، عدت إلى مدشرنا، «الحصن». اشتغلتُ عاملا لدى أحد مزارعي الكيف، مقابل 50 درهما في اليوم. مرة، وقعت خصومة بين مُشغِّلي وإحدى العائلات، وحتى ينتقموا منه قدموا شكاية مفادها أنه رئيس عصابة مسلحة بالبنادق.. نحن العمال الـ11 أعضاء العصابة، وهذا كله كذب. لقد كان من جملة من يشتغلون معنا، الفقيه السي المختار. بدأ المشتكون بنا يحملون جِرار «خوابي» العسل، طيورَ الحجل وصغار الأرانب كـ«رشوة» إلى قائد الدرك ويُحرّضونه على اعتقالنا.. مرة، استغل رجال الدرك حضورنا جميعا عرس أحد أصدقائنا في المدشر فاعتقلونا واقتادونا نحو «عين القشور» (عين مائية شهيرة في منطقة مولاي عبد السلام). تظاهر رجال الدرك بأنهم يكتبون لنا تقريرا في الهواء الطلق... التمسنا منهم أن يطلقوا سراحنا. أعطاهم كل واحد منا مبلغ 50 درهما، وأضاف أحدنا إلى ذلك المبلغ «شبكة» من الكيف و«شواري» من «طابا».. باعوها في الطريق، ثم انصرفوا إلى حال سبيلهم! لكننا بقينا، منذ 1998، مطلوبين للعدالة، ليس بتهمة تشكيل عصابة -كما قيل لنا- بل بتهمة الاتجار في المخدرات، رغم أننا كنا مجرد عمال في أرض. ومنذ ذلك التاريخ، هاجر البعض إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية، وهناك من ما يزالون يعيشون على هاجس الاعتقال، بين المدشر والغابة. أما أنا فقد قررتُ، في 2006، أن أضع حدا للعيش في الخوف وسلّمت نفسي إلى سرية الدرك الملكي في العرائش. أحالتني السرية على قاضي التحقيق، الذي قرر «متابعتي قضائيا» وأمرني بعدم مغادرة الإقليم. ظللتُ ملتزما بالحضور كل 15 يوما إلى سرية الدرك، للتوقيع. بعد 9 أشهر، تمت إحالتي على محكمة الاستئناف في طنجة، والتي حكمت ببراءتي»...

لا تختلف قصة إدريس كثيرا عن قصة ابن مدشره، «يونس و.»، الذي التحق بنا قرب العين، ورغم أن يونس بدا، في البداية، مترددا في الحكي عن معاناته مع العيش «بدون هوية»، فسرعان ما شجّعته جرأة زميله، السابق، في «المسيد» على الحكي. قال يونس: «كنت أدرس في «المسيد»، حفظت القرآن كله. في سنة 1990، توفي والدي وغاب أخي الأكبر، فجأة، عن الأسرة، هو الذي كان يعيلنا بعد الوالد. اضطررتُ للخروج إلى العمل. اشتغلت هنا وهناك، إلى أن طلبني أحد الأشخاص للعمل في تنقية أرضه من الأعشاب. ذات مرة من سنة 1999، خرج الدرك يبحثون عن مُشغّلي على إثر شكاية كيدية من أحد منافسيه. ورغم أنه لم يكن يصلني من مداخيل مُشغّلي، من زراعة وتجارة الكيف، أكثر من 50 درهما في اليوم، فقد أصبحت «أقتسم» معه تهمه. ذات ليلة، كنت أقف قرب «سقاية بوهاشم» في المدشر، حين توقفت سيارة للدرك. سألني عناصرها عن «يونس و.» (الذي هو أنا) فقلت لهم إنني لا أعرفه... تركوا استدعاء باسمي عند «المْقدّْم». وفي الصباح، قررت زيارة سرية الدرك في العرائش. استمعوا إلي. قلت لهم إنني طالب قرآني خرجت إلى العمل لإعالة إخوتي. اقترحوا علي أن يطلقوا سراحي مقابل مبلغ ماليّ لم أكن أتوفر عليه. وعندما تيقنوا أنّي «مفلس»، أطلقوا سراحي. ظللتُ، من حين إلى آخر أتوصل باستدعاءات. تُؤخَذ أقوالي ويُخلى سبيلي، إلى أن تمت إحالتي على المحكمة في أواخر سنة 1999. ونظرا لأنّي خفتُ أن يلقى علي القبض، قصدتُ مدينة الجديدة، بحثا عن عمل. ونظرا إلى عدم قدرتي الإدلاء ببطاقتي الوطنية، التي انتهت صلاحيتها بعد مدة قليلة من تلك الواقعة، فقد اشتغلتُ حارسا لأعشاب البحر في الميناء مقابل 35 درهما لليلة»...

قرب ضريح مولاي عبد السلام، التقت «المساء»، دون سابق موعد، «محمد و. ك.»، شاب في الثلاثين من العمر، جاء من مدشر «أدايوغ»، التابع لإقليم تطوان، طالبا «بركات» القطب الصوفي. تحدّث هذا الشاب في موضوع عرَضيٍّ ريثما يطمئن إلى غرض «المساء» من هذه الزيارة». فحكى، دون أن تغيب عن وجهه ابتسامة طفل صغير، كيف أنه كان مطلوبا للعدالة من دون سابق إشعار. قال إنه لم يخطر بباله، يوما، أن مقدم المدشر سيتسبب له في «مأساة» اجتزأت 3 سنوات من عمره: «في أحد أيام شتاء 2008، سافرتُ مع بعض الأصدقاء في رحلة إلى إفران، ومنها إلى عدد من مدن الجنوب. عندما وصلنا إلى مدينة آسفي، قررنا قضاء الليلة في أحد الفنادق، بعدما كنا نعمل على اكتراء منازلَ في المدن الأخرى التي توقّفنا فيها. في الفندق، أدليتُ ببطاقتي الوطنية دون أن ينتابني أي شك في أنني قد أكون محط مذكرة بحث، لأفاجَأ، بعد حوالي ساعتين، بعناصر من الشرطة تداهم غرفتي وتقتادني نحو مخفر الشرطة... بذلتُ قصارى جهدي لإقناع المحكمة بأنه لا علاقة لي بزراعة المخدرات ولا بالاتجار فيها، لكنّ رأي القاضي استقرّ على معاقبتي بـ3 سنوات سجنا، قضيتُها، بالوكالة، عن والدي، الذي يحمل بدوره اسم محمد»!...

وإذا كان ادريس ويونس، ابنيْ مدشر «الحصن»، قد ظلا متشبثَيْن بأنهما كانا مجردَ عاملين في منطقة لم يكن فيها من عمل غير زراعة الكيف، وقال محمد إنه ذهب ضحية تشابه اسمه لاسم أبيه، فإن «عريبو ع.» الذي يتحدر من مدشر «بني مرقي» في قبيلة «بني جرفط»، القريبة من العرائش، والذي التقته «المساء» في مكان ما من غابات منطقة «جبالا» (شدّد على تجنب الإشارة إلى مكانها في التحقيق الصحافي) قال: «أنا مزارع للكيف منذ بداية التسعينيات. في سنة 2006، سقطتُ من فوق جرار، وكنتُ مضطرا للذهاب إلى مصحة في مدينة طنجة، فقام أحد أقربائي، الذي كانت لي معه خصومة حول بقعة أرضية، بتبليغ الشرطة، حيث تم اعتقالي والحكم علي بـ10 سنوات سجنا، قضيت منها 5 سنوات وأُخلي سبيلي. وقد كان ذلك الاعتقال «خيرا» لي، حيث حصلتُ وأنا في السجن على البطاقة الوطنية وغادرت السجن كما ولدتني أمي»...

كيف أصبح عريبو مبحوثا عنه؟ «في صيف 2009، سقطتْ طائرة مُحمَّلة بـ«الحشيش» غيرَ بعيد من مدشر «بني مرقي»، وبعدما فر أصحابها الأجانب، ألقت مصالح الدرك القبض على بعض الرعاة، الذين قالوا إني مصْدر تلك السلعة.. هنا، اضطررت إلى مغادرة منزلي في طنجة في اتجاه الخلاء.. الغابات أرحم

لي»!...

نساء فوق نار «الكيف»

في دوار «زازو» التابع لجماعة باب برد، حكت لـ«المساء» سيدة في الستينيات من العمر، تحفظت عن ذكر اسمها، قائلة: «قبل أزيد من سنة تم تبليغ الدرك من طرف خليفة القايد «الحضري»، وكان على خلاف مع المقدم الذي تربطني به علاقة دم. قال الخليفة للدرك بأنني أخزن مخدرات في بيتي، فداهمته عناصر الدرك الملكي في منتصف الليل، وعندما لم يعثروا على أي شيء، قاموا بشكل انتقامي بضرب أكياس القمح بالسكاكين، كما سكبوا قوارير زيت الزيتون في المرحاض، وعندما سألتهم عن ذلك قالو لي شككنا في أن يكون زيت «الحشيش». كل هذا لأن الخليفة حرضهم ضدي».

السنة الماضية (2010)، وغير بعيد عن دوار زازو، وبالضبط في مركز باب برّد، حكى العياشي عن ماساة زوجته التي أجهضت وهي في شهرها السابع، بعدما حاصر أعداد من رجال الدرك، دون سابق إنذار، بيت العائلة وأخذوا يسحبون أكياس الكيف، وهو يصيحون في وجهها: أين زوجك.. أين العياشي»، لحظتها أغمي عليها و سقط حملها

أما في مدشر الحصن بمولاي عبد السلام، فقد حكي الأهالي قصة «ورحمة «و.»، وابنها «محمد.ش» الذين كان يعيشان في منزل صغير. في إحدى المرات خطر ببال الابن أن يبني منزلا أوسع بالجوار، فأوقفه جاره «مجاهد.ش» الذي كان على خصومة معه. تشابكا بالأيدي، بعدها أبلغت رحمة وابنها مصالح الدرك عن جارهما الخصم، قالا بأنه يخزن الكيف في منزله. بعجالة داهم رجال الدرك منزل «مجاهد ش»، اعتقلوا والده البالغ من العمر 70 سنة، وعمته التى وجدت معهم في المنزل. ظل والد «مجاهد»، الشيخ السبعيني وعمته، معتقلين لمدة 4 أشهر، ولم يخل سبيلهما إلا بعدما سلم «مجاهد» نفسه. الآن، ولمكر الصدف، فإن محمد «ش.» وأمه «رحمة و.»، اللذين وشيا بعائلة مجاهد، هما اللذان أصبحا مطلوبين للعدالة ويعيشان في خوف دائم.

الخوف الجماعي

في سنة 2005، أُعلن إقليم العرائش «إقليما بدون كيف»... امتثل كل سكان المداشر، طوعا أو كرها، لهذا النداء الذي كان مصحوبا بحملات قادها الجيش لحرق الحقول. قيل للمزارعين إن الدولة ستُسقِط المتابعات القضائية في حقهم وستُمكّنهم من زراعات بديلة؛ لكنْ، قبل أن تؤتي الأشجار أكلها، أتى رجال الدرك يبحثون عن مطلوبين للعدالة بأثر رجعي...

يحكي محمد كرمون، رئيس جمعية مدشر «الحصن» للتنمية الشاملة قائلا: «في سنة 2010، زارتْنا عالِمة من بلاد الغال، مهتمة بالحفاظ على نوع قردة «زعطوط»، الموجودة في جبال الريف، اسمها سيان واتر، ثم ما لبثت أن التحقتْ بها صديقة لها اسمها تاملين واتسون. ذات مرة، عضّت قطة مصابة بالسعار امرأة من المدشر، فتوفيت المرأة... خمّنتْ تاملين واتسون أنه يُحتمَل أن يكون كلب مسعور قد عضّ القطة، لذلك قامت، بتنسيق مع المصالح البيطرية في تطوان والعرائش، بحملة لتلقيح كلاب المنطقة ضد السعار. ولتنظيم العملية، خصصت لكل كلب دفترا، قررتْ أن تسجل فيه معلومات عنه وأخرى عن مالكه، لكنها، مع بداية العملية، فوجئتْ واتسون بأن مجمل أرباب الأسر، الذين تحمّسوا لعملها، كانوا يرفضون الإدلاء ببطائقهم الوطنية ويدلون، بدلها، ببطائق زوجاتهم. حينها، اكتشفت «مرضا» آخرَ يهدد ساكنة هذه المداشر، إلى جانب السعار.. إنه الخوف»!...

بعيدا عن مدشر «الحصن» في «مولاي عبد السلام، قريبا من حالة الخوف الجماعي التي يعيشها سكانه، حكى مزارعون في قرية «باب برد»، القريبة من كتامة، لـ»المساء» كيف أن رئيس الجماعة أراد أن يُنشئ جمعية للآباء فكلّف أحدَ أطر الجماعة بتنظيم جمع عامّ، لانتخاب مكتب مسيّر للجمعية. إلا أنه عندما طلب منهم الإدلاء ببطائقهم الوطنية لتكوين الملف الإداري وإيداعه لدى السلطات، خرج كل أعضاء المكتب بدون استثناء ولم يعودوا»...

في مدشر «الحصن»، التقت «المساء» بـ«علي ك.»، الذي كان مزارعا للكيف، قبل منعه في 2005، وهي السنة لم يغادر فيها المدشر إلى الآن، بسبب اعتقال قريب له في معبر سبتة، الحدودي، وهو يحمل في سيارته 42 كيلوغراما من «الحشيش». يحكي«علي ك.» قائلا: «عندما اعتُقِل ابن عمي عبد السلام، رفقة ابنه، المختل عقليا، رفض إطْلاع الشرطة على مصدر الشحنة، لكن ابنه دلّهم إلى المدشر ومنه على مسكني. فتّشوا البيت، ركنا ركنا، وعندما لم يعثروا على مرادهم، أخذوا صورة كبيرة لي كانت مُعلَّقة في إحدى الغرف وعادوا أدبارهم. الآن، ومنذ 2005، لا أتوفر من الوثائق الثبوتية إلا على الحالة المدنية. ولم أتوجه، طيلة هذه المدة، نحو أي مدينة ولا إدارة ولا أغادر المدشر إلا في اتجاه الغابة، حين أعلم بمقدم الدرك».

غير بعيد عن مدشر «جهجوكة»، الذي سحر موسيقيوه كبار المشاهير في عالم الفن والأدب، من أمثال الكاتب الأمريكي الشهير بول بولز ومايك جاغر، نجم مجموعة «رولينغ ستون»، الموسيقية... يوجد مدشر «الدلم الغميق»، التابع لإقليم العرائش، والذي لا يفصله عن قبيلة «رهونة»، التابعة لإقليم وزان، غير سد وادي المخازن. لكن الفرق بين مداشر الضفة الغربية والشرقية للسد أعمق من عمق السد نفسه... هناك، في مداشر «رهونة»، لا تُنبت الحقول إلا الكيف.. وهنا في «الدلم الغميق» وفي المداشر المجاورة له: صخرة القط، صفّ تراولة، تفّر، ودار عطار.. لم يعد لهذه النبتة من وجود منذ 2005، ما يعني أن الناس هناك في «رهونة» يعيشون في بحبوحة، فيما الفقر هنا «وصل إلى العظم»، بتعبير أحد أبناء «الدلم الغميق». هناك، في «رهونة»، المداشر مُجهَّزة بالطرق والماء والكهرباء، هنا ما يزال الناس يضيئون بقناديل الغاز... هناك، عندما يَزُور رجال الدرك مداشر «رهونة»، يعودون مُحمَّلين، بدل رجال رجال مطلوبين للعدالة، بالمال.. هنا، لا يقصد رجال الدرك المدشر إلا عندما يأمرهم وكيل الملك باستقدام أشخاص مبحوث عنهم.

في سنة 1975، اقتطعت الدولة جزءا كبيرا من أراضي مدشر «الدلم الغميق» لتقيم عليها سد وادي المخازن. وقد قيّمتْ «لجنة مختصة» ثمن الأرض بـ50 سنتيما للمتر المربع بالنسبة إلى الأراضي الخاصة! أما أراضي الجموع فلم يتسلم عنها أهالي المدشر أي مبلغ إلى الآن... اضطر هذا الأمر أهالي «الدلم الغميق» إلى اجتثاث أشجار الغابة لاستصلاح أراضٍ زراعية. ولمّا كانت أغلب مزروعاتهم، في سنوات الثمانينيات، من الكيف، فقد أصبحوا موضوع مذكرات بحث من طرف الدرك الملكي، بتهمتين «كبيرتين»: اجتثاث أشجار الغابة وزراعة الكيف.. فكنت تجد أن الواحد مُطالَب بأداء مَبالغَ تبدأ من مليون سنتيم لفائدة إدارة المياه والغابات، وإذا ما توفرت له وذهب لتأديتها، يُلقى عليه القبض بتهمة زراعة الكيف...

إضافة إلى مذكرات البحث، بسبب زراعة الكيف، وغرامات قطع أشجار الغابة، يعاني سكان المدشر من تبِعات غرامات خيالية جراء قيامهم بحرث الأراضي التي ينحسر عنها الماء في سنوات الجفاف، «عندما يفرغ السد في الأعوام التي تعرف قلة في التساقطات، نهبط للحرث هناك، فتنزل المياه والغابات علينا بغرامات قد تصل إلى 10 ملايين. أنا، شخصيا، هل كنت سأبقى في هذا المدشر لو كان عندي هذا المبلغ؟!»، يحكي «عبد العزيز ك.»، وهو يسحب نفَساً عميقا من «السّبْسي». ويتابع جليسه عبد السلام: «لم يتبقَّ في المدشر كله سوى «سْميطة» من الأرض، مساحتها 30 هكتارا غرسوها بأشجار «البينيا» وتركونا عرضة للضياع والخوف. الآن، كل رجالها الدائرة الـ3، المشكلة من دواوير (الدلم الغميق، صخرة القط، صف تراولة، تفّر، ودار عطار) مُطارَدون ويعيشون بين فكّيْ الفقر والخوف».

لا يكون الخوف، الذي يتكرّس بين سكان هذه المداشر، بالضرورة، من فعل سياسات «غير حكيمة» اتُّبِعت في هذه المنطقة أو بفعل زراعة الكيف، التي يقول بصددها المزارعون «هذا ما وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا».. بل يعود، أيضا، إلى أمزجة الناس، العنيدة هنا، فـ»جْبالا» يشتهرون بالعناد والتصلّب، اللذين تجسدهما مقولة «ولو طارتْ.. معزة». وهُم يُخزِّنون أحقادهم كما تُخزِّن الجبالُ أسرارَها، حتى إذا رأوا الوقت مناسبا هرعوا للانتقام بلا شفقة من خصومهم...

جعلت زراعة الكيف الطريق سالكة لمثل هذا الانتقامات: «قد يكتب الواحد ضدك شكاية كيدية مفادها أنك تتّجر في المخدرات لمجرد أنك لم «تُواسِه»، بالشكل الذي يُريده هو، في اعتقال قريب له».. يقول شيخ التقتْه «المساء» في إحدى مقاهي القصر الكبير. أصْدقُ مثال على هذا النوع من تلفيق التّهَم والشكايات الكيدية هو ما حدث لـ»الهاشمي م.» من مدشر «أناسل» في «سوق القلة». حكى الهاشمي، مثل كائن قدَري منذور للتراجيديات، قائلا: «في 2007، «كتب» بي أحد خصومي رسالة كيْديّة إلى الدرك. ومن حسن حظي، أنّي رأيتُ في إحدى الليالي شخصا يحمل مصباحا يدويا يتحرك في حديقة بيتي. عندما غادرها، ذهبت إلى المكان الذي كان يتواجد فيه فعثرتُ على كمية من «الحشيش»، الرديء، وعلى خراطيش رصاص حي، فسارعتُ على رميها بعيدا. وللحظات، حل الدرك ببيتي وراحوا يبحثون في نفس المكان»...

لم يتوقف استهداف عائلة «الهاشمي م.» عند هذا الحد بل، يقول الهاشمي، «لقد وصل الأمر بالكائدين إلى حد محاولة تعليق دم إحدى السيدات اللواتي عُثِر عليها قتيلة في مدشر «أناسل» في رقبة ابني، حيث ساق الدرك ابني، بناء على شكاية وشاية كاذبة، إلى سرية العرائش ووضعوا أسلاك الكهرباء في عُضوه التناسلي، لكي «يعترف» بقتله الضحية، لكنه لم يفعل»...

وإذا كانت هذه القبائل وتلك العائلات قد استسلمت لخوفها واستكانت إليه، فإن القبائل المتاخمة لـ«كتامة»، والتي تقول إنها تزرع الكيف بظهير من السلطان محمد الخامس، كسرت حاجز الخوف، عندما انتفضت في نونبر من السنة الماضية، في مسيرة انطلقت من قيادة «باب بْرّد»، شارك فيها المئات من المتظاهرين من قبائل «بني خالد»، «بني رزين»، «تامورات»، و«الجبهة»، الذين رفعوا شعار «هذا عارْ.. هذا عارْ.. المخزن ولاّ شْفّارْ»

مافيا الرسائل المجهولة

في أحد مداشر باب برد (أصر 5 مزارعين بحضور النائب الجماعي عبد الله الجوط على عدم ذكر أسمائهم ولا اسم مدشرهم)، وبين حقول الكيف حديثة الحصاد، حكى شاب في الأربعينات من العمر، اقترح أن نناديه يوسف، قال «في فبراير المنصرم جاء دركيان يسألون عني، قالوا إنني متهم في صفقة كبرى لتهريب المخدرات. فالتقى بهم عمي وأكد لهم أن الأمر لا يتعلق بي بل هو محض تشابه في الأسماء، أعطاهم مبلغا ماليا فانصرفوا. بعد شهرين، داهموا بيتي على الساعة الثانية بعد الزوال وجدوا «الخدامة» (الذين ينفضون الكيف ويحولونه إلى «حشيش») عثروا على عبوتين من زريعة الكيف، وعلى مبلغ ثلاثة ملايين سنتيم. اعتقلوني وذهبوا بي لمسافة 3 كيلومترات. في الطريق قالوا لي إنهم مطالبون بأن ينجزوا لي تقريرا ويقدموني إلى وكيل الملك، لكن (يضحك) الهاتف سبق «الرابور». أعادوا إلى مليونين ونصف وأخذوا 5 آلاف درهم وتركوني عائدين أدراجهم».

صمت (يوسف) وتحدث، على منواله شاب في مثل سنه. اقترح تسميته سعيد. قال سعيد: «أنا عندي فدان صغير من الكيف. لثلاثة مواسم متتالية، عندما تأتي حملة محاربة الكيف يحرقون حقلي ضاربين المثل بجدية أفعالهم، بينما هم لا يمسون الحقول الشاسعة التي تظهر سنابلها الخضراء من مدخل المدشر». يتحدث سعيد إلى «المساء» كما لو أن صحافيَها خبير بتفاصيل المنطقة وأبنائها: «في السنة الماضية انفرد عبد الشافي بـ»لاجودان» وأعطاه 2000 درهم طالبا منه ألا يحرق فداني الصغير، قال له: سعيد فقير ويشتغل مع الناس... لكن اللجنة كانت قد قررت تصوير غلتي الصغيرة من الكيف تحترق. الله غالب».

وعندما رأى يوسف أحد جلساء «المساء» ينسحب بعد أن ظل صامتا طيلة اللقاء، حمل رزمة كيف وضربه بها على سبيل المداعبة، وأردف «أنت لن تحكي قصة الـ7000 درهم؟» علا الهرج بين الجالسين، مطالبين محمد بغمز ولمز لا يخلو من شماتة، خفيفة أن يحكي ما حدث له. جلس محمد، وهذا اسمه الحقيقي، يحكي بجرأة غير متوقعة، قال: «سأحكي لك باسمي وبالمكان الذي وقع فيه الحادث... في السنة الماضية، كنت أحرث قطعة أرض صغيرة توجد في دوار بني عمر في «الأخماس». عندما رأيت سيارة الدرك قادمة، لذت بالفرار تاركا سترتي وفيها 7000 درهم كنت سأقتني بها أسمدة فلاحية. حملوا السترة بما فيها وعادوا أدبارهم».

عاد يوسف ليحكي، بطلب من المستشار الجماعي عبد الله الجوط، الذي قال له «عاود لينا القصة للي وقعت نهار الخميس في دار بورخا». فانطلق يوسف «يوم الخميس الماضي، دخل ثلاثة دركيين إلى مدشر «دار بورخا». أول ما صادفهم شاب يقتعد صخرة ويلف لفافة حشيش «جوان»، فتشوه فلم يجدوا لديه مالا. وضعوا له «المينوط»، وبالرغم من أنه ترجاهم ليطلقوا سراحه فقد رفضوا بشدة. وللحظة، انفردت بكبيرهم قائلا: فك عني القيود حتى أنادي على من يأتيني بمبلغ مالي أسلمه لكم. وكذلك كان، عندما فكوا قيوده، نادى على أحد أصدقائه من عتاة شباب المدشر، فجاء هذا الأخير مصحوبا بـ15 شابا مسلحين بالعصي وطوقوا الدركيين الثلاثة، فأصبح هؤلاء هم من يتوسلون إلى الشباب ليتركوهم يغادرون المدشر، ولم يخلصهم من أيديهم إلا مجيء القائد الذي تدخل بخيط أبيض...

بعيدا عن المداشر المتاخمة للريف في باب برد، استمعت «المساء» إلى حكايا أغرب من الخيال عن جرائم ارتكبها أناس يفترض فيهم محاربة الجريمة إنهم رجال الدرك الملكي. هنا في قبيليتي أهل سريف وبني يسف، التابعتين إداريا لإقليم العرائش، بدأ عناصر من الدرك الملكي، مع بداية التسعينيات، يدخلون إلى المداشر ليلا. يداهمون البيوت بعد أن يكون أصحابها مستسلمين للنوم. تارة يدلون بأمر النيابة العامة بالتفتيش وتارات لا يسمح الخوف وهول المفاجأة والأمية، للعديد من المداهمة بيوتهم بمطالبة عناصر الدرك بما يبرر فعلتهم. «أحد أشهر رجال الدرك هؤلاء في «تاريخ» سرية الدرك الملكي في «تطفت» اسمه عبد الرزاق. كان يحرر الشكايات بنفسه ويبعث بها إلى وكيل الملك في القصر الكبير وإلى سرية الدرك في «تطفت»، ثم يدبر ليلا عمليات مداهمة الدور واعتقال المزارعين ثم ابتزاز. كان يشتعل لصالحه عدد من «الشكامة» في هذا المدشر أو ذاك، يخبرونه أن فلانا أدخل الكيف إلى بيته فيسارع بكتابة شكاية مجهولة يوقعها بـ»فاعل خير»، وبناء عليها يتحرك لاعتقال هدفه المحدد، وعوض كتابة محضر له وتقديمه إلى النيابة العامة، يبتزه بالملايين ويخلي سبيله، ثم يسجله في عداد الفارين، ليظل ذلك الشخص مبحوثا عنه طيلة حياته»، يحكي «أحمد ع.»، من مدشر القلوع التابع لجماعة سوق القلة، ويستطرد أصدقاؤه تفصيلا في مقالب الدركي عبد الرزاق. كيف توصل الأهالي إلى حقيقة هذا الدركي؟ «بناء على اعترافات «شكامة» تائبين. لكن ذات يوم جاء ذلك على لسانه. فبعدما لم يعد يشتغل في سرية تطفت، التقيناه مرة في حالة سكر بيّن فاعترف من تلقاء نفسه بذلك». بعد الدركي عبد الرزاق، سلك نفس مسلك الرسائل المجهولة قائد سرية الدرك الملكي في تطفت «لجودان لحلو» والذي قضى في حادثة سير بالمنطقة. يحكي «رشيد ح.» قائلا: «لاجودان لحلو كان يقود مافيا مشكل من عناصر في محكمة القصر الكبير، وعضو حالي في المجلس الإقليمي للعرائش، وضابط استعلامات في القصر الكبير. وقد كان يبعث للنيابة العامة برسائل مجهولة تتهم بعد الأشخاص بزراعة الكيف والاتجار في المخدرات، وعندما كان يقصد رفقة عناصر سريته أحد «المبلّغ عنهم» كان يداهم بيوت أخرى في طريقه، ثم يبتز أصحابها بإطلاق سراحهم مقابل ملايين السنتيمات». حقد ساكنة مداشر جماعتي «تطفت» و»سوق القلة» على «لاجودان لحلو» جعلتهم يقيمون حفلات نحروا فيها الذبائح عندما وصلهم خبر موته في حادثة سير قرب قنطرة طريق لخروف بالقصر الكبير. يضيف «رشيدح.» قائلا: «عندما مات، كنت حاضرا، عثروا داخل سيارته على رشوة بـ10 ملايين سنتيم كان قد تسلمها لتوه. أنا أعرف مزارع الكيف الذي سلمها له».

العفو قبل التنمية..

في منطقة مولاي عبد السلام، التقت «المساء» أحمد الوهابي، عضو «الجمعية المغربية للصحافة والإعلام». قال الوهابي إن العفو الملكي الشامل هو الحل لهؤلاء المزارعين البسطاء، الذين يعيشون على الكفاف. وأضاف الوهابي أن العامل السابق للعرائش، ماء العينين بن خليهن، الأمين العام الحالي لـ»كوركاس»، سبق له أن وعد بأن جميع المتابَعين في ملفات الكيف في الإقليم سيستفيدون من «العفو» بعد الحملة على الكيف، التي قادها سنة 2005. «لقد قال هذا الشيء لحكيم بنشماس ولصحفية فرنسية، بحضوري، عندما سأله بنشماس قائلا إن كل رجال مدشر «الفدان الكبير» متابَعون في ملفات مخدرات، لحظتها، أجابه العامل بأن كل هؤلاء سيعفى عنهم».

وإذا كان بنشماس قد تحدث مع العامل قبل تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، فإن مؤسس الحزب، فؤاد عالي الهمة، وأمينه العامّ، الشيخ بيد الله، والرجل القوي فيه، إلياس العماري، طالبوا -جهارا نهارا- أثناء الحملة الدعائية للانتخابات الجماعية لسنة 2009، بوضع حد للمتابَعات القضائية في حق مزارعي الكيف. حين قال الهمة «اللي هاربين خاصهومْ يهبطو من الجبل ونجلسو معاهومْ وتدار أيام دراسية في الموضوع.. والكيف خاصّو يْبقى.. وسنسعى إلى أن يبقى، ولكنْ في إطار القانون، ويستغل لأمور طبية، أنتم مجرد ضحايا، والفلاح الصغير يتقاضى عن الكيف مثل ما يتقاضاه عن الزراعات الأخرى.. واللي كيستغلوكوم هوما المهربين الكبار»...

في رحلتها نحو منطقة «جبالا»، سفوح سلسلة جبال الريف، التقت «المساء» محمد الوهابي، رئيس جماعة تازروت، المنتمي إلى «البام»، في مقر الجماعة. وتحدث الوهابي عن «معاناة الهاربين من العدالة» من مزارعي الكيف، رغم قوله إن جماعته لا تتوفر إلا على عدد قليل منهم. لكن الرئيس قال إنه من غير المعقول أن يظل الواحد محط مذكرة بحث محروما من كل حقوقه الوطنية، رغم أنه ترك زراعة الكيف منذ سنة 2005.

وكان المسؤول الثاني الذي التقته «المساء» هو عبد السلام الوهابي، النائب الأول لرئيس جماعة «بني عروس»، التي يرأسها عبد الهادي بركة، عم نزار بركة، الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة. وأول ما قاله هذا المسؤول هو «إنني ألتمس من الملك، باسم السكان، أن يصدر عفوه الكريم عن أبناء هذه المنطقة، الذين لم تعد تهُمُُّهم المشاريع التنموية أمام ما هم فيه من خوف يلازمهم». كما قال الشيخ بيد الله، خلال نفس اللقاء في جماعة «إيساكن» (كتامة) إنه «لا يعقل أن يظل آلاف رجال المنطقة في حالة فرار.. الآن فقط، فهمت لماذا عندما كنت وزيرا، لم أكن أرى على الطريق نحو كتامة سوى النساء، فجل الرجال مطارَدون من قِبَل السلطات بتهمة زراعة الكيف» .أما إلياس العماري، ابن المنطقة، العارف بتفاصيلها، فقد قال إن «في كتامة حوالي 60 ألف مواطن، 50 ألفا كلهم في حالة فرار بتهمة زراعة الكيف»، مضيفا أن «الناس هنا يزرعون الكيف منذ عهد الحسن الأول.. ولمّا جاء الاستعمار رخّص لهم بهذه الزراعة بظهير شريف من السلطان، وكانوا يُؤدّون الضرائب عن هذه الزراعة، وفي سنة 1960، كانت الدولة تشتري من المزارعين بضاعتهم وتحرقها... وبعد 3 سنوات من هذا التاريخ، حُرِّمت زراعة الكيف وتُرِكت المنطقة لمصيرها».

عبد الله الجوط ناشط حقوقي ومستشار بجماعة باب برد:

الهاربون من العدالة هم في الحقيقة هاربون من الظلم

- ما مدى معاناة الفارين من العدالة بسبب ملفات زراعة الكيف والاتجار في المخدرات؟

> هؤلاء الهاربون من العدالة هُم، في الحقيقة، هاربون من الظلم، لأن أغلبيتهم من الفلاحين البسطاء الذين لا يملكون المال الكافي للدفاع عن وضعيتهم ويعانون من التشتت العائلي ومن تراكم المشاكل الإدارية والاجتماعية والنفسية. كما يتعرضون، باستمرار، لاستغلال السلطات التي ترغمهم على دفع «ثمن الاختفاء عن الأنظار».. وفي أغلب الأحيان، يتم «العثور» عليهم بمجرد عجزهم عن أداء «مقابل» بقائهم فارين من العدالة.. لذلك أطلب من الجهات المسؤولة العفو الشامل عن هؤلاء المزارعين، لأن أغلبية المبحوث عنهم هم ضحايا الرسائل الكيْديّة، التي تكتب من طرف رجال السلطة أحيانا.

- لديكم مقاربة تقوم على تقنين إنتاج الكيف، ما هي أهم مرتكزاتها؟ وإلى ماذا تهدف؟

> لقد أثبتت المقاربة الأمنية فشلَها في محاربة زراعة المخدرات والمتاجرة فيها، كما أوضح التقرير الأممي الأخير، فالبرتغال، مثلا، أدخلت تعديلات مهمة على قانون محاربة المخدرات، حيث لا يُسمَح بسجن المستهلك، مع إجراءات مهمة أخرى. وقد أثبتت الممارسة نجاح السياسة. كما سمحت ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، في سنة 2009، بزراعة الكيف ورخّصت لفتح جامعة تُعلّم تقنيات زراعته، مع إعطاء دبلوم متخصص.. وتسمح 13 ولاية في الولايات المتحدة باستعمال الكيف في العلاج. كما أن فرنسا تعرف نقاشا حول اقترح دانييل فيون، وزير الداخلية السابق، والمتعلق بزراعة مساحات مهمة من الكيف وخلق وكالة مختصة لتدبير ذلك، ويشاركه الرأيَ كثيرٌ من البرلمانيين وعمداء المدن. وحسب إحصائيات موثوقة، يوجد في فرنسا 150.000 مزارع للكيف يلجؤون إلى الزراعة المغطاة..

لذلك أؤكد لك أن الاتجاه التشريعي العامّ في العالم يرتكز على عدم معاقبة المستهلك، وفي المقابل، تقنين زراعة الكيف، لذا أطالب بتقنين الكيف في المغرب، لأن المستفيد الآن ليس هو المزارع. كما أن على أوربا أن تكُفَّ عن الضغط علينا في هذه المسألة.

- ما حقيقة الظهير الملكي الذي يسمح لسكان منطقتكم باب برد بزراعة الكيف؟

> هذا الظهير حقيقي، وقد صدر يوم 6 فبراير 1917 ويسمح لثلاثة قبائل، وهي بني خالد (باب برد) وبني سدت وكتامة بزراعة الكيف.

- أكدت، مرارا، أن زراعة الكيف في المنطقة يتم استغلالها سياسيا، أين يتجلى ذلك؟

> يجب على الدولة أن تمنع ترشيح مجموعة من الناس المتورطين في الاتجار في المخدرات، وإلا فإن جهة طنجة -تطوان ستصبح أول «منطقة مُحرَّرة» للبارونات، خصوصا بعد أن تم، مؤخرا، إلحاق موظفين من الجماعات التابعة لقيادة باب برد بإدارة الجهة، لاستعمالهم، ربما، كوسطاء، نظرا إلى معرفتهم بـ»الأشخاص المُهمّين» انتخابيا، نظرا إلى كون الانتخابات على الأبواب وكل هذا يحتاج إلى تمويل.. إن بعض هؤلاء الموظفين راكموا ثروات هائلة

بطرق مشبوهة،

لذلك يجب فتح تحقيق في هذا الباب.. يجب إلغاء قرارات الالتحاق إلى أن تمر الانتخابات المقبلة، كما يجب معاقبة كل من يتحايل على المواطن وعلى القانون، ونحن، كفاعلين مدنيين، لن نصمت على

هذا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rebe

rebe


عدد المساهمات : 315
نقاط : 329
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 27/09/2011
العمر : 57
الموقع : تطوان المغرب

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الأحد أكتوبر 30, 2011 8:23 pm

ما هذا الموضوع؛كله غموض ؛مسؤول أمني يقبض الرشوة
من رف أخ مبحوث عنه في قضية الكيف؟
بابرد إقليم الشاون ؛ليس الحسيمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
SELLAMI

SELLAMI


عدد المساهمات : 285
نقاط : 306
السٌّمعَة : 19
تاريخ التسجيل : 07/10/2011
العمر : 47
الموقع : برلين المانيا

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الأربعاء نوفمبر 02, 2011 9:26 am

وياسعدني جدا حضورك
بل واكثر
بتواجدكـم هنا وجميل حروفكـم
وصدق روحكـم

مودتي
وتقديري لكم
lave1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
manzah
manzah : نايبة المدير العام
manzah : نايبة المدير العام
manzah


عدد المساهمات : 1609
نقاط : 2104
السٌّمعَة : 243
تاريخ التسجيل : 10/05/2010
العمر : 54
الموقع : الرباط المغرب

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الخميس نوفمبر 03, 2011 10:38 pm

اليخلوفي، الديب، النيني والشريف بين الويدان جيلان من بارونات المخدرات
إدريس ولد القابلة
الحوار المتمدن-العدد: 2792 - 2011 / 10 / 30 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية


 مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 3710905629 Documents and Settin Documents and Settin Documents and Settin Documents and Settin مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 3710905629 

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 897302430

بين سنتي 1992 و2004 اعتقل الرماش والديب واليخلوفي والنيني، وانكشف أمر المسؤولين (عسكريين، أمنيين، قضاة، مدنيين، رجال سلطة) المتورطين معهم مقابل أموال قذرة.
آنذاك كانت بلادنا تتربع على عرش الحشيش العالمي لعدة سنوات، إنتاجا وتصديرا، هذا ما دأبت، وقتئذ التقارير الدولية على الإقرار به، سيما تقارير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة والهيئة الدولية لمراقبة المخدرات ووزارة الخارجية الأمريكية والمرصد الجيوسياسي للمخدرات.
وظل أباطرة المخدرات يعيشون كملوك، سواء قبل أو بعد اعتقالهم، إذ يقضون عقوباتهم في جو، أقل ما يمكن القول عنه، إنه جو "سجون – فنادق خمس نجوم"، أحرارا في فضاء الحبس أكثر مما كانوا عليه خارجه، ومنهم من يسير مصالحه، حتى المشبوهة منها، من قلب زنزانته التي لا تشبه باقي زنازين السجن.
لقد أكدت مختلف الملفات التي عرضت على أنظار العدالة أن بارونات المخدرات يشكلون قوة جبارة فاقت أحيانا كثيرة قوة الدولة والقائمين على أمورنا، كما بينت بجلاء أن رؤوس شبكات تهريب المخدرات ظلت تتحرك في مأمن وأمان على امتداد التراب الوطني وخارجه، كما أماطت التحقيقات اللثام عن وجود لائحة تضم أسماء مهربين كبار ظلت قابعة بين رفوف الجنرال حميدو العنيكري عندما كان قيما على الأمن الوطني، لم يتم إلقاء القبض عليها ولا حتى مساءلتها رغم مرور سنة ونيف عن انكشاف أمرها وقتئذ.
ففي سبعينات القرن الماضي وضعت مصالح الأمن يدها على أحمد بونقوب، الملقب بـ "حميدو الديب" وأحمد اليخلوفي ومحمد الدرقاوي وغيرهم، باعتبارهم من كبار مروجي ومهربي المخدرات والمتاجرة فيها دوليا. آنذاك كانت الاستراتيجية الأمنية المعتمدة تنتقي بعض كبار البارونات مع الحرص على عدم الوصول إلى الرؤوس الفعلية.
وفي سنة 2003 عشنا على إيقاع إحدى أكبر القضايا المرتبطة بالمخدرات التي تورط فيها ما يناهز ثلاثين مسؤولا، من قضاة وأمنيين وعسكريين ودركيين وجمركيين ورجال سلطة وعناصر مختلف المخابرات ومجموعة من تجار المخدرات والوسطاء.
بعد سقوط الديب واليخلوفي أينعت رؤوس جديدة من طراز الرماش والنيني وحربول والشريف بين الويدان وطريحة.. وتزايدت معهم لوائح رجال الدولة المتورطين.
لقد اعتقل الديب ومن معه في خضم حرب الملك الراحل الحسن الثاني على المخدرات منذ خريف 1992، وتلت ذلك "الحملة المشبوهة" التي قادها الوزير المخلوع، إدريس البصري، حيث ساد الاعتقاد أن القائمين على أمورنا جادون في فتح أبواب الحرب على بارونات المخدرات. آنذاك ولأول مرة ببلادنا، أحدثت لجنة تقصي الحقائق حول المخدرات بالبرلمان، ترتب عن تقريرها الذي ظل محتواه سرا على المغاربة، ترسيم بعض الخطوط الحمراء لشبكات التهريب بغية وضع حد للصورة السوداء التي دأبت التقارير الدولية تتضمنها عن المملكة المغربية والتي جعلت من المغرب أول مصدر ومروج للحشيش عالميا.

تواطؤ السلطة

بعد كشف شبكات الديب واليخلوفي بطنجة وتطوان سنة 1996، ثمة شبكات أخرى كان يديرها منير الرماش والجبلية ومحمد الطيب الوزاني (النيني) والشريف بين الويدان بمساعدة ومساندة عبد العزيز إيزو، المسؤول الأمني، سيما بعد أن تأكد بجلاء اختراق بارونات الحشيش دواليب الدولة.
كما أبانت التحقيقات في مختلف الملفات التي عرضت على أنظار العدالة عن كون بارونات الحشيش ظلوا يتحركون في حرية تامة، رغم صدور مذاكرات اعتقال بخصوصهم، يمارسون حياتهم الطبيعية، دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منهم، وكلما صدرت تعليمات صارمة، ولو كانت سرية، أو تعالت أصوات منددة بهذا المنكر، يتوارون عن الأنظار بعد إخبارهم بكل ما يجري ويدور.. ثم يعودون للظهور من جديد بعد هدوء العاصفة.
إن تواطؤ بعض القائمين على الأمور لم ينحصر عند حدود التستر على البارونات وتسهيل عمليات نقلهم كميات هائلة من المخدرات على متن قوارب أو طائرات أو شاحنات أو حافلات، وإنما يحمونهم أيضا بإخبارهم بكل المستجدات كلما اقترب حصدهم من طرف مصالح الأمن.
هذا، ومن المعروف عالميا، أن تجارة المخدرات ظلت مرتبطة بتجارة السلاح وتهريب البشر، مما يشكل مخاطر كثيرة لا تحمد عقباها على البلاد والعباد.
إن العلاقة بين المخدرات والسياسة أضحت ثابتة منذ عقود، وتتجلى أكثر بمناسبة الاستحقاقات عبر الأموال الهائلة الموظفة، التي تأتي أغلبها من مصادر قذرة. ومن المعلوم أن بارونات المخدرات يلجؤون إلى الانتخابات لحماية أنفسهم من المتابعات، فضلا عن تشكيل جماعات الضغط ولوبيات في كنف مؤسسات الدولة. وما تم الكشف عنه إلى حد الآن بخصوص المسؤولين المتورطين ليس سوى الجزء الظاهر من الجبل الجليدي العائم.
لقد قدرت المصادر الأمنية التي قادت عمليات مطاردة بارونات الحشيش عدد المتابعين الوازنين بخمسين شخصا، نجحت في تحديد هويات ثلاثين منهم، ولم تتمكن من إيقاف إلا النزر القليل من البارونات.
من علامات التواطؤ المكشوف لبعض القائمين على الأمور استفادة مجموعة من بارونات الحشيش ذائعي الصيت من العفو الملكي دون وجه حق، منهم محمد بلمختار الملقب الذي حوكم بعشر سنوات سجنا نافذا سنة 1991 والمستفيد من عفو ملكي سنة 1994، مكنه من استئناف عمله غير الشرعي كأن شيئا لم يحدث. وتكررت القصة مع صالح أحموت المدان كذلك بعشر سنوات حبسا نافذا والذي تمت تبرئته بعد 3 سنوات فقط من الاعتقال بفعل تدخلات جهات وازنة. ونفس الأمر حدث بالنسبة لمحمد بولعيش الملقب بـ "المعزوزي" والدرقاوي والإخوان حربيطي وغيرهم.
حفنة من ملايين الدراهم مكنت عددا من بارونات الحشيش من استعادة الحرية غير المستحقة قانونيا لاستمرار مشوارهم الإجرامي تحت حماية رجال دولة يحتلون منزلات وازنة في هرم السلطة الجهوية أو المركزية. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما مكنوا بعض البارونات من احتلال مواقع مهمة وبارزة في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والإدارية ومنظمات المجتمع المدني. علما أن تورط ضباط الدرك والجيش والأمن لم يتم الكشف عنه إلا عندما انفضح أمر منير الرماش سنة 2003 بفعل تراشق عناصر شبكته مع عناصر شبكة منافسة بالنار، بكابيلا على مقربة من الإقامة الملكية.
وانضاف إلى هؤلاء المسؤولين العسكريين والأمنيين قضاة ورجال سلطة وموظفون كبار مع انفضاح قضية الشريف بين الويدان.
آنذاك تناسلت تساؤلات عديدة بخصوص محمد أربعين ليتأكد، مرة أخرى، أن قوة المال والنفوذ بإمكانها فعل المستحيل، ومن المعلوم أن محمد أربعين هذا تعرض للاعتقال في مارس 1996، إلا أنه سرعان ما تم توضيح أن الأمر تعلق بسوء تفاهم وطمست النازلة إلى غير رجعة، لكن المعني بالأمر منع من الترشيح للانتخابات المحلية من طرف وزارة الداخلية سنة 1992 بسبب تورطه في قضايا مرتبطة بتهريب المخدرات والاتجار فيها.
ومن المؤشرات، التي دلت على تواطؤ جهات وازنة، ما وقع للقاضية مليكة بنمسعود التي رغبت، بكل نزاهة، في متابعة البحث في ملفات المخدرات إلى أقصاه دون مواربة أو تحفظ خلافا للقاعدة الجاري بها العمل بالشمال، لكنها تعرضت للتهديد بالقتل والتصفية قبل نقلها إلى المجلس الأعلى للقضاء بالرباط لسحب البساط من تحت قدميها وإبعادها عن الملفات الساخنة بمنطقة الشمال آنذاك.
إن روابط بارونات المخدرات مع السلطة لم يعد من الأسرار، وأضحى أمرا لا يخفى على أحد. فهناك قضاة، ضباط سامون، أمنيون ورجال دولة، انفضح أمرهم في قضية المخدرات منذ ثمانينات القرن الماضي، ثم جاءت بعد ذلك ملفات الديب واليخلوفي والرماش والشريف بين الويدان وطريحة لتأكيد هذا الأمر ليس إلا.

بارونات مخدرات وإشكالية فتح الحدود:

حسب مصدر مطلع حرص على عدم الكشف عن هويته، من بين الأسباب التي تعرقل إعادة فتح الحدود بين المغرب والجزائر، قوة نفوذ بارونات المخدرات في كلا البلدين، إذ يعملون كل ما في وسعهم، لعرقلة فتحها اعتبارا لأن التهريب يوفر لهم أرباحا طائلة قد تتجاوز مليار دولار بخصوص المخدرات، حيث لا يرغبون في اقتسام هذه "الكعكة" مع شبكات دخيلة قد تستغل فتح الحدود للتدخل.
وفي هذا الصدد يحرص بارونات المخدرات بالجزائر على إبقاء الحالة على ما هي عليه. وقد سلطت بعض وسائل الإعلام الجزائرية الضوء سابقا على البارون أحمد جنزبيل وشبكته القوية، كما انفضح أمر علاقته بالجنرال كمال عبد الرحمان، المدير السابق للأمن العسكري ورئيس المنطقة الثانية بالجزائر، كما اعترف جنزبيل أنه كان يقوم بدور الوساطة، بأمر من ضباط سامين جزائريين، مع بعض "المجموعات الإرهابية" لتمويلها وتزويدها بالأسلحة المهربة من أوروبا ثم عبر الحدود المغربية الجزائرية. كما بينت بعض التحقيقات علاقة جنزبيل بشبكة الشريف بين الويدان.

عبد العزيز اليخلوفي

ظلت شخصية عبد العزيز اليخلوفي غامضة، وقد أخذ معه كل أسراره إلى قبره علما أنه كان يخيف الكثيرين تنفسوا الصعداء بعد التحاقه بالرفيق الأعلى في ظروف حامت حولها الكثير من الشكوك.
من مواليد سنة 1951 بمدينة سبتة المحتلة، حمل الجنسيتين المغربية والإسبانية.
اعتقل يوم 19 دجنبر 1995 بتطوان وحوكم بمدينة سلا. اعترف في البداية بتسييره لشبكة متخصصة في تهريب المخدرات تضم عناصر من مختلف الجنسيات (مغاربة، ألمان، إسبان، إيطاليين، كنديين، كولمبيين، فرنسيين، انجليز وهولنديين).
افتتحت محاكمته في 13 فبراير 1996، وبعد إدانته بعشر سنوات سجنا نافذا بدأ اليخلوفي ينادي ببراءته ويكشف عن أساليب التعذيب والضغوطات التي تعرض لها معلنا أنه وقع على محضر الشرطة دون التعرف على فحواه.
خلال جلسات المحاكمة، كان مرة يرفع يده معلنا علامة النصر (V) ومرة ينهار باكيا كالطفل، راكم ثروة هائلة لم يتم الإعلان عن قيمتها، وكان شريكا لشخصيات مرموقة عالميا في مشاريع بكوبا وفرنسا وإسبانيا.
وفي إحدى جلسات المحكمة وقف اليخلوفي وشريكه الإسباني، (الغونسو كونيسا روس) عند علاقتهما بالرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو طويلا، وكانت في حوزة عبد العزيز اليخلوفي حسابات بنكية بالمغرب وجبل طارق وإسبانيا وكندا. كما كان يملك عقارات وشركات أو نصيبا منها في هذه البلدان، إضافة إلى يخت راق وأسطول مكون من 15 سيارة، ولا يعرف هل تم حجز كل هذه الممتلكات.
حسب بعض الجهات تلقى اليخلوفي وعودا بإعادة النظر في قضيته في اتجاه يرضى عنه، إن هو التزم الصمت بخصوص جملة من الحيثيات والأشخاص والنوازل، وفي خضم المحاكمة أسر أكثر من مرة لأحد المقربين منه أنه يجب على أحد المسؤولين أن يرخص له بالكلام وآنذاك يمكنه البوح بكل شيء.
حسب التقرير الطبي تم نقل عبد العزيز اليخلوفي من السجن المركزي إلى مستشفى الإدريسي بالقنيطرة يوم 02 ماي 1998، وهناك لقي حتفه جراء سكتة قلبية يوم 02 يونيو من نفس السنة.
وعندما سئل محمد زيان، وزير حقوق الإنسان الأسبق، عن مصير عبد العزيز اليخلوفي، كان رده: "لقد اعتقل عبد العزيز اليخلوفي قبل بداية الحملة التطهيرية [1992] التي لم تكن في علمي، على الرغم من أنني كنت وزيرا في الحكومة، حيث كانت ترتيبات هذه الحملة في علم إدريس جطو الذي كان وزيرا للتجارة ومحمد القباج الذي كان وزيرا للمالية وأمالو وإدريس البصري..
اعتقل اليخلوفي وسجن وقيل إنه أجريت له عملية جراحية على اللوزتين قيل إنها كانت السبب في وفاته، على الرغم من أن زوجة اليخلوفي أكدت في استجواب صحافي مع تلفزة إسبانية أنها عاينت زوجها وهو مذبوح من الحنجرة".
يبدو أن اللعنة ظلت تتبع عائلة اليخلوفي، إذ تورط نجله عماد اليخلوفي، بعد وفاة والده بسنوات، في نازلة قتل شخص كانت له بعض الحسابات مع جهات إسبانية – مغربية، حيث أدين بثلاثين سنة سجنا نافذا رغم أنه بقي ينادي ببراءته من التهمة لعدة اعتبارات، منها أنه لم تكن تجمعه بالقتيل أية علاقة، سوى أن المجرمين الذين اقترفوا جريمة باعوا سيارة "الرونج روفر" التي استخدموها لحمل الجثة بعد مرور شهر عن فعلتهم، لابنة عبد العزيز اليخلوفي شقيقة عماد، ولما دأب هذا الأخير على استعمالها بين الفينة والأخرى تحول دون أن يدري إلى شريك في الجريمة مع سبق الإصرار والترصد.

الديب

كان حميدو الديب صيادا قبل ولوجه عالم تهريب المخدرات والاتجار فيها على الصعيد العالمي، وقد تبث في التحقيقات أنه تمكن من "تصدير" أكثر من 6000 طن من الحشيش إلى أوروبا من نهاية الستينات إلى حدود اعتقاله في مجرى التسعينات.
بعد صدور تقرير المرصد الجيوسياسي المخدرات في نونبر 1995، أطلق الوزير المخلوع إدريس البصري حملته التطهيرية في يناير 1996 والتي نعتها المغاربة بـ "المندبة كبيرة والميت فار" باعتبارها جاءت لدر الرماد في العيون بعد الفضائح التي تضمنتها التقارير الأجنبية بخصوص تورط شخصيات مغربية وازنة وتحتل مواقع مهمة جدا، في شبكات تهريب المخدرات والاتجار فيها دوليا.
وكان "حميدو الديب" أول صيد ثمين بمعية عبد العزيز اليخلوفي ومحمد بولعيش، الذين التزموا الصمت ولم يكشفوا أي اسم وازن عملا بقواعد "قانون كوزا نوسترا" الذي يحكم العلاقات بين المافيات وبشكل أهم بند في قوانينها الداخلية.
كان الديب يتصرف في ميناء صغير خاص به أحدثه بنفسه وعلى نفقته بسيدي قنقوش شمال طنجة، ترسو فيه عدة مراكب سريعة مستعدة لنقل المخدرات في أي وقت إلى الضفة الأخرى.
استفاد احميدو الديب كثيرا من تواطؤ الحاج أمال ( الديستي) الآمر الناهي في صك الاتهامات لهذا وذاك، وهو ما دفع لاحقا ببعض المهربين الذين تعاملوا مع الحاج آمال قصد الإفلات من المتابعة القضائية، بتوجيه الاتهامات إليه بتوفير الحماية لهم، والإفلات من الحملة التطهيرية لسنة 1996، بل كان للحاج آمال الفضل في طمس بعض المعطيات التي باح بها الديب واليخلوفي أثناء التحقيق معه من طرف مصالح Dst، حيث أنه قام بوساطة مع السلطات السياسية بكوبا لأجل عودة بعض قيادة البوليساريو، ليتم طمس الملف بسرعة فائقة، وتقتصر المحاكمة على المهربين فقط، ليتم النطق بالأحكام في حق تجار المخدرات وترك رجال الأمن والسلطة في منأى عن أية مسؤولية. وهذا ما دفع بوسائل الإعلام إلى الاستمرار في النبش وفضح تواطؤات بعض رجال الأمن والسلطة، كما وجهت أصابع الاتهام آنذاك إلى القضاء، الشيء الذي خلف جواً آخر وعجل بفرار بعضهم، وعلى رأس المسؤولين الأمنيين الذين لاذوا بالفرار سنة 1999 رئيس المديرية الجهوية لحماية التراب الوطني الحاج آمال، حيث اختار مدينة ماربيا بجنوب إسبانيا للتواري عن الأنظار، ومازال لحد الساعة لم تطأ أقدامهم المغرب خشية الاعتقال. وظل ينعم فيما غنمه من عطايا تجار المخدرات الذين وفر لهم الحماية والغطاء...

النيني سجين فوق العادة

رأى النور بأحد الأحياء الهامشية بمدينة سبتة المحتلة، لكنه أضحى من أكبر بارونات المخدرات بالمغرب وإسبانيا، ويقال في شأنه "ضمن 10 جوانات تدخل باسبانيا هناك جوان من الحشيش الذي هربه "النيني"".
اعتقل في غشت 2003 وحوكم بـ 8 سنوات سجنا نافذا. كان يعيش في السجن كملك كل رغباته مستجابة حتى "التقسيرة" في خارج أسوار السجن المركزي أن تغيير الجو بمراقص مدينة القنيطرة، التي أضحى بعضها يخصص له طاولة بحجم كرم كلما حل بها.
كان يعيش حياته داخل السجن كإمبراطور حقيقي إذ كان يحتل ثلاث غرف مميزة لوحده الأولى مخصصة للنوم والثانية للأكل والثالثة للخدم من السجناء الذين يتولون قضاء خدمته مقابل مبلغ مبلغ شهري يصل إلى 1500 درهم لكل واحد من الخدم الثلاثة وكانت إدارة السجن المركزي بالقنيطرة قد أخلت ثلاث غرف من حي يحمل اسم حي الأحداث ومنحتها لـ "النيني" الذي دخل السجن حاملا صفة سجين فوق العادة. زنزانته … غرف مميزة ومزينة بزليج رفيع وأبواب خشبية عادية لا تغلق ليل نهار ومجهزة بأحدث التجهيزات الالكترونية وشاشات تلفزيون وحاسوب مرتبط بشبكة الانترنيت وحمام خاص.
في طنجة، كما واد لاو وتطوان والقنيطرة، كان الجميع مستنفرا لضمان راحة النيني، كما كانت استفادته من الوضع الاستثنائي الذي تمنحه جنسيته الإسبانية تثير غيرة وحنق معتقلين آخرين.
طنجة كانت أول سجن يدخله النيني، وهنا كان يلقب بـ "مدير السجن". ويحكى أنه كان متسلطا وكان يعتدي على السجناء القاصرين، والويل لمن قادته الصدفة إلى الممر حيث يقضي فيه بعض أوقاته.
في هذا السجن كان النيني يستفيد من فترات خروج من السجن، والأدهى أنه كان يخرج مستقلا سيارة الشرطة أو سيارة المدير ليقضي ليالي قد تصل إلى الأسبوع، متنقلا بين ملاهي معروفة بالمدينة خاصة ملهى "5/5" وملهى "أهلا" فضلا عن بعض الفيلات المملوكة لبارونات المخدرات، قبل أن يعود أدراجه إلى جناحه الملكي الذي يتوفر على أفخم التجهيزات ووسائل الراحة من شاشات مسطحة وثلاجات ومكيفات الهواء. وحتى حينما كان النيني يقضي لياليه في السجن، يؤكد أحد السجناء، "فقد كانت القسارة في قاعة الزيارة تستمر حتى الصباح على نغمات الكمنجة والتطبيل" رفقة بارونات آخرين.
في تطوان استفاد النيني من وضع مماثل أيضا، وهنا، حيث قضى قرابة 6 أشهر أثناء محاكمته استئنافيا في ملف الرماش، كان يحظى بمعاملة مميزة. وعلى عكس طنجة لم يكن بالإمكان السماح له بالخروج خارج أسوار السجن، بسبب وجوده في منطقة تحيط بها المباني السكنية، لكن بالمقابل استفاد من تواطؤ الإدارة والحراس الذين يُسهلون عملية إدخال العاهرات، بل منهم من كان يمنحه غرفة نومه ليمارس فيها حياته الجنسية، مع سهره على إتمام طقوس الليالي الحمراء، مستفيدا من خصوصية إقامة النيني في جناح الأجانب المجهز على شاكلة فيلا صغيرة، بكل ضروريات الحياة الرغيدة.
هنا أيضا كان البارون ملكا للسجن بما تحمله الكلمة من معنى، كانت تربطه علاقات مع مدير السجن الذي أهداه غرفة في جناح النساء، وفيها كان يقضي لياليه الحمراء وتؤكد مصادرنا أن إحدى الوسيطات وتسمى "دينا" (على غرار الاسم التي تحمله ابنته!) كانت مهمتها جلب النساء إلى البارون بحجة أنهن سيزرن أحد معارفهن داخل السجن، بل أكثر من ذلك استفاد النيني من إمكانية قضاء بعض الليالي في منزل مدير السجن الذي انتهى به المطاف إلى العزل بعد مدة من تنقيله .
تمكن "النيني" من الفرار يوم 7 دجنبر 2007، مستغلا خروجه قصد "التقسيرة المعتادة" بتواطؤ مع الحراس، غادر القنيطرة بسرعة والتحق بالشمال يمر إلى سبتة، في البداية تم التستر على فراره، ولم ينكشف الأمر إلا بفضل مكالمة هاتفية مع مديرية السجون التي بعثت أحد موظفيها للوقوف على عين ليقين بعين المكان
لقد فر من السجن والأبواب تفتح له عن طيب خاطر ومع الابتسامة، ولم يضطر لتسلق السور أو حفر نفق.
وتم اعتقاله ثم تسليمه الى السلطات المغربية، تنفيذا لأمر أصدرته منظمة الشرطة الدولية (إنتربول) التي توصلت بطلب في الموضوع من السلطات الأمنية والقضائية المغربية، على اعتبار أن بارون المخدرات، نظم عملية فرار من سجن مدينة القنيطرة (شمال الرباط) نهاية العام الماضي، قبل أن يكمل مدة العقوبة السجنية المحكوم عليه بها، على خلفية ضلوعه في المتاجرة غير المشروعة في المخدرات.
كما التمست مؤخرا إحدى المحاكم الإسبانية من المحكمة الوطنية بمدريد، المصادقة على قرار نزع الجنسية الإسبانية، عن بارون المخدرات النيني.
قدرت ثروته بـ 30 مليون أورو موظفة في مشاريع تجارية بمدينة سبتة المحتلة والمغرب.

الشريف بين الويدان

سطع نجم محمد الخراز، الملقب بـ "الشريف بالويدان" في مجال تهريب المخدرات بعد حملة سنة 1996، عندما خلت له الأجواء عقب اعتقال كبار المهربين وتجار المخدرات بالشمال.
بدأ بالسعي الحثيث لإبعاد منير الرماش ومحمد الوزاني، الملقب بـ "النيني"، وإزاحتهما من طريقه سنة 2003، بتواطؤ مع السلطات الأمنية والترابية.
أمي لا يقرأ ولا يكتب بدأ حياته العملية برعي ماشية والدته "الشريفة" قبل أن يكتشف عالم التهريب مع بلوغه العشرين من سنه، جرب الاتجار في السلع المهربة بالفنيدق وتطوان وفي الثمانينات ولج عالم المخدرات عبر شبكة يديرها حميدو الديب. آنذاك اقتصر دوره على الوساطة بين هذه الشبكة وباقي بارونات الحشيش بتطوان.
ينحدر من عائلة متواضعة جدا، من مواليد 1963 بشاطئ "الدالية" بضواحي قصر الصغير، وهي أقرب نقطة للضفة الأخرى، إذ كان يراقب بعض المسالك التي يختارونها الابتعاد عن عيون المراقبة الأمنية قصد التقليل من "فاتورة الرشوة" المثقلة لكاهلهم.
أعتقل في إطار الحملة التطهيرية وحوكم بعشر سنوات قضى منها 3 فقط، وعانق الحرية من جديد بعد أن استفاد من عفو ملكي مخدوم.
ابتدءا من سنة 1997 سيجد الشريف بين الويدان نفسه وحده في الساحة رفقة ساعده الأيمن، أخاه مصطفى الخراز الذي سرعان ما سيصبح "نائب" أكبر بارونات المخدرات بالشمال.
أضحت رغبات الشريف بين الويدان أوامر لا ترد بعد أن تمكن من شراء ذمم المسؤولين، كل بثمنه وحسب موقعه ونفوذه، وبذلك نجح في اختراق مصالحهم وإداراتهم بسخائه الحاتمي.
استمر الحال على هذا المنوال إلى يوم 25 غشت 2006، حينما حضر الشريف رفقة حارسه الخاص إلى مقهى الغروب لتناول فطوره كالمعتاد.. على حين غرة، ومن حيل لا يحتسب، انقض عليه "كومندو" من رجال الأمن، كانوا قد طوقوا المكان دون إثارة الانتباه.. ألقوا القبض عليه وأودعوه في سيارة غادرت المكان بسرعة.. بعد دقائق عاد الرجال الأمن لوضع يدهم على أحد معاوني الشريف بين الويدان بنفس المقهى الذي كان الحشيش يحمل بالأطنان على قوارب بالقرب منها ليل نهار لينقل إلى الضفة الأخرى.
التزم محمد الخراز الصمت في البداية عند الدرك بتطوان، لكن بالرباط، عندما وجه بأسباب اعتقاله ودواعيه، غير التاكتيك وشرع في "تسرسير وتفريغ المزيودة".
في خضم البحث الأولي اكتشف المحققون أن الهواتف الخمسة التي كانت في حوزته لحظة اعتقاله تتضمن ذاكرتان أرقام هواتف شخصيات وازنة، أمنية ومدينة (20 رقما)، وبمقر سكناه عثر المفتشون على عشرات الصور التقطت للشريف بين الويدان بمعية أعالي القوم وكبار المسؤولين، ومن تمة تناسلت الاعتقالات وتمكن بعض بارونات المخدرات من الفرار إلى التراب الإسباني بفعل تواطؤ جهات معينة.
استغرب الكثيرون لثروة الشريف بين الويدان الطائلة غذ فاقت 800 مليون درهم (20 مليار سنتيما)، وشكل ملفه صورة واضحة لتغلغل نفوذ بارونات المخدرات في دواليب الدولة، ومدى اختراقهم للمصالح الأمنية من أبوابها ومن قممها وأسفل هرمها. وظل محمد الخراز، في عيون سكان قرية "الدالية" "شريف من الشرفاء" والمحسن باني المساجد والمساكن للفقراء ومساعدهم ماديا كلما دعت الحاجة لذلك.
لأول مرة، في "تاريخ" مكافحة المخدرات بالمغرب، شمل ملف الشريف بين الويدان أكبر عدد من المتورطين في صفوف الأمن والدرك والجيش أصحاب النياشين والمواقع الحساسة.
نمى مصالحه المشبوهة وغير المشروعة بفعل التسهيلات العادية وفوق العادية التي مكنه منها مجموعة من القيمين على الأمور محليا وجهويا ووطنيا، ومن التسهيلات "فوق العادية"، التي استفاد منها الشريف بين الويدان، السماح له باستخدام طائرات إبادة الحشرات التي كانت تتوجه إلى مطار مدينة "سيفيا" الاسبانية محملة في كل رحلة بكميات من الحشيش لا يقل وزنها على 600 كيلوغرام من النوع الجيد باهظ الثمن، وكان الشريف ـ حسب تصريحات منير الرماش ـ يؤدي 2400 درهم عن كل كيلوغرام مشحون (أي ما يناهز 1.5 مليون درهم لمل رحلة).
أسقط الشريف بين الوديان بسقوطه مسؤولين في أجهزة الدرك الملكي والاستخبارات المدنية والأمن، منهم عبد العزيز إيزو، المدير الأسبق لأمن القصور الملكية، الذي يستفيد حاليا من امتيازات لا تعد ولا تحصى، في مقامه "الرفيع" بسجن عكاشة بالدار البيضاء، اعتبارا لكون المخزن لا ينسى "رجاله" حسب ما قال أحد السجناء، لا يقفل باب زنزانته إلا ليلا ويحصل على كل ما يريد، يفضل عدم مغادرة زنزانته لأسباب أمنية فقط.
انفجرت قضية الشريف بين الويدان في صيف 2006، وسرعان ما بدأت الرؤوس تسقط الواحد تلو الآخر في التحقيقات التفصيلية، إلا أن مجموعة من الرؤوس الوازنة، من العيار الثقيل، انسلت من ملف هذه النازلة الخطيرة كالشعرة من العجين، بفعل تدخل أياد خفية هي كذلك من العيار الثقيل جدا، وذلك رغم بروز شكوك كبير حول تورطها، ما عدا عبد العزيز إيزو الذي أنفضح أمره بـ "جلاجل" كما يقول المصريون.
بعد اعتقال حميدو الديب، رشيد التمسماني، أحمد الحربيطي، النيني، محمد بلمختار وعبد الواحد مزيان عمار الملقب بـ "سلطان الشوكلاط"، أصبح الشريف بين الويدان، البارون الأول للمخدرات بالمغرب، وقد قدرت ثروته قبيل اعتقاله بما يناهز 3 ملايير درهم مكنته من شراء المنظومة الأمنية والإدارية، والتلاعب بذمم القيمين عليها محليا وجهويا، وأحيانا مركزيا، من الشاوش إلى والي الأمن وما جاوره، وهذا ما كشفه بنفسه في مجريات التحقيق مع بمركز تمارة، آنذاك تم إخبار الملك محمد السادس في الحال ودون انتظار بفحوى اعترافاته الخطيرة، وحدث هذا يوم 6 شتنبر 2006 بعد مأدبة عشاء أقامها الملك للرئيس الروسي السابق، فلادمير بوتين، وبعد حين صدر قرار إقالة عبد العزيز إيزو من مهامه لعرضه على أنظار العدالة، وفي 12 شتنبر من نفس السنة انكشف أمر أسماء أخرى للمتورطين منهم يوسف الحليمي العلمي، نجل أحمد الحليمي، المندوب السامي في التخطيط، ومصطفى بوخليفي، الاتحادي المرموق، باشا مدينة تمارة وآخرين، آنذاك انتظر الكثيرون دور الجنرال حميدو العنيكري لكن خاب ظنهم.
يعتبر عبد العزيز إيزو من الرؤوس الوازنة الأولى التي أسقطها محمد الخراز (الشريف بين الويدان) الذي انسل، قبل هذا الوقت، من عجين ملف منير الرماش الذي اتهمه بتسهيل عمليات تهريب المخدرات، علما أنه كان من المشرفين على اعتقاله بتكليف من الجنرال حميدو العنيكري في صيف 2003.
نفى عبد العزيز إيزو كل شيء، إلا أنه حوصر بدقة بتصريحات الشريف بين الويدان ومنير الرماش، كما طوقته جملة من الدلائل والقرائن، منها العلاقة الخفية بينه وبين محمد الخراز الذي ساهم بماله الخاص في إصلاح وإعادة ترميم الواجهة الأمامية لولاية الأمن.
كان إيزو كوميسيرا في السبعينات، لكنه تمكن من تسلق السلاليم بسرعة فائقة ليصبح سنة 2003 مدير أمن القصور الملكية بتزكية قوية من طرف الجنرال حميدو العنيكري.
اضطلع برئاسة الشرطة القضائية فيما بين 1996 و2003، وتألق نجمه، قبل بداية الاندحار، سنة 2005 في ملف سرقة القصور الملكية، إذ أشرف شخصيا على استنطاق المتهمين بمدينة مراكش. وقد عرفت التحقيقات بمخفر جامع الفنا ("درب مولاي الشريف المدينة الحمراء") موت حسن الزبيري، أحد الأضناء (تاجر وأب لثلاثة أطفال) في ضيافة الشرطة. وقد تزامن اعتقال عبد العزيز إيزو، على خلفية ملف الشريف بين الويدان مع بداية التحقيق في نازلة مقتل الزبيري. وبعد حين تبين أن عبد العزيز إيزو، المدير الأسبق لأمن القصور الملكية، يشكل إحدى الحلقات الجوهرية في مسلسل فضيحة "الشريف بين الويدان".

كما تأكد من تصريحات منير الرماش أن عبد العزيز إيزو كان يدلل له العقبات ويسهل له الطريق ويؤمنها لتهريب المخدرات مقابل مبالغ مالية لا تقل عن 1.6 مليون درهم عن كل واحدة منها، كما كشف الرماش عن لائحة أسماء تستر عنها إيزو وحماها على خلفية البحث
الذي قام به بخصوص ضبط شاحنة محملة بـ 20 طن من الحشيش بالديار الاسبانية والذين ابتزهم بعد تهديدهم بتفعيل المسطرة ضدهم، وتسلم منهم مبالغ مالية تتراوح قيمتها بين 1.5 مليون و3 ملايين درهم، حسب موقع كل واحد منهم في النازلة قصد التغاضي عنهم وحمايتهم، هذا إضافة إلى تسهيل استخدام طائرات إبادة الحشرات كما ذكر سابقا، واتهم منير الرماش عبد العزيز إيزو بتستره على الشريف بين الوديان الذي كان مبحوثا عنه منذ غشت 2003، أن محمد الخراز (الشريف) أدلى للشرطة عن مكانه قصد الاستفراد بتجارة المخدات بالشمال.
ومن الحيثيات التي ساهمت في ترسيخ الشكوك حول عبد العزيز إيزو، الثروة التي راكمها خلال مشواره الوظيفي بمنطقة الشمال، والتي وقف عليها قاضي التحقيق، جمال سرحان، مليا لكشف مصادرا والتي قاربت 50 مليار سنتيما حسب أحد المصادر.


بارونات "الغبرة"

الكوكايين أضحى يقترب من المواطنين في السنوات الأخيرة، إن بلادنا لم تعد مجرد معبر للكوكايين الآتي من أمريكا اللاتينية والموجه إلى أوروبا وإنما أصبحت منذ مدة سوقا لها.
من رؤوس شبكات الاتجار في الكوكايين وتهريبها، التي سقطت بالمغرب، نجل الرئيس الموريتاني الأسبق محمد ولد هيدالة، محمد خونا، الذي صدرت في حقه مذكرة الانتربول في غضون سنة 2007 وهي مذكرة بحث دولية وصفته بأحد زعماء شبكة دولية لتهريب الكوكايين من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا عبر بلادنا.
اتهمته الشرطة الدولية بتمييز شبكة دولية للاتجار في المخدر الأبيض القوي، وجعل المغرب إحدى محطاتها، واضطلع محمد خونا بالإشراف على فرعها في منطقة الساحل الإفريقي، وضمت الشبكة مغاربة وجزائريين وموريتانيين وسنغاليين. تمكنت الشرطة المغربية من وضع يدها على نجل الرئيس الموريتاني الأسبق بعد أن تتبعت الشرطة الدولية تحركاته واتصالاته على امتداد سنتي 2005 و2006 وتبين أنه على اتصال مستمر مع "ستيفان" أحد كبار أباطرة المخدرات في اسبانيا والمبحوث عنه دوليا آنذاك من طرف الانتربول، كما توصلت الشرطة إلى ارتباط محمد هونا بـ "مورو".
وهو مغربي مقيم بالديار الإيطالية، ينحدر من مدينة خريبكة، كان يعمل تحت إمرته، ضمن شبكة عالمية للاتجار في المخدرات القوية. وبفضل التعاون بين المصالح الأمنية المغربية الإسبانية والموريتانية تمكنت الشرطة المغربية من وضع اليد على مجموعة من مروجي مسحوق الموت الأبيض بكل من الدار البيضاء والرباط وخريبكة والداخلة. وقد أظهرت مجريات البحث والتقصي أنه كان من الصعب جدا اعتقال كل المتورطين والمشتبه فيهم بفعل اعتماد الشبكة على هرم غير واضع المعالم، إذ يترأس كل مجموعة شخص مجهول يعتمد على وسائط غير دائمة تمد المروجين بالسموم.
عندما أصبحت البرازيل مركزا جديدا لتصنيع الكوكايين تحولت إلى نقطة انطلاق تهريبه نحو المغرب عبد جزر الكناري.
انخفض ثمن الكوكايين وزاد انتشاره في العلب الليلية والمراقص وفي بعض المؤسسات التعليمية في السنوات الأخيرة. حسب المعلومات المتوفرة والمستقاة من تصريحات بعض المدمنين في المعاهد والمدارس الراقية، يتموقع ثمن الغرام الواحد من مسحوق الموت الأبيض بين 300 و700 درهم حسب الظروف والنوعية وجودة "السم".
إن الضربات القوية التي تلقتها الشبكات الدولية لترويج الكوكايين دفعت بارونات "الغبرة" إلى تغيير استراتيجياتهم ونهج عملهم، إذ توجهوا إلى مناطق أقل حراسة ومراقبة، سيما بالقارة السمراء، وبالضبط وقع اختيارهم على المغرب والسينغال وموريتانيا، وبذلك تحولت بلادنا إلى معبر رئيسي لمسحوق الموت الأبيض نحو القارة العجوز (أوروبا)، واستقر بعض البارونات ومساعديهم الرئيسيين بين ظهرانينا.
وبذلك تراجع ثمن السم الأبيض ابتداءا من سنة 2007 بفعل كثرة العرض، إذ كان في السابق لا ينحدر عن 1500 درهم للغرام الواحد، إلا أن النوع الجيد لا يقل ثمنه عن الألف درهم للغرام، وقد يصل ثمن الصنف العادي إلى 300 درهم للغرام.
وحسب العارفين بخبايا المجال، بدأ سعر الكوكايين ينخفض عندما شرع مروجوها يخلطونها بالمغرب بعدما كان الخلط يتم في اسبانيا أو وندا من طرف مافيات متخصصة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
karom

karom


عدد المساهمات : 182
نقاط : 191
السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 31/10/2011
العمر : 43
الموقع : الجمهورية الإسلامية الموريتانية

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13السبت نوفمبر 05, 2011 8:49 pm

قال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله في الحديث القدسي: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
younes

younes


عدد المساهمات : 112
نقاط : 119
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 17/11/2011
العمر : 69
الموقع : تطوان شمال المغرب

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الخميس نوفمبر 17, 2011 4:24 pm

بارك الله فيكم على مجهودكم وماتقدمون

وبالعمل معا نتقدم ونرتقي ويزداد الخير

وتعم الفائده للجميع من موضوعاتك ان شاء الله

جعله الله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Blesso

Blesso


عدد المساهمات : 317
نقاط : 338
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 17/11/2011
العمر : 42
الموقع : Lebanon

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 9:17 pm

موضوعك قمة في الروعة و هنيئا للمنتدى بقلمك اللامع لانك حقا تخلق الشيء من لاشيء
تقبل مروري المتواضع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
tanioude

tanioude


عدد المساهمات : 282
نقاط : 293
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 10/12/2011
العمر : 65
الموقع : Lebanon

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الإثنين ديسمبر 12, 2011 7:43 pm

ربي يعطيك العافيه..
أرق تحياتي..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يوسف
يوسف : الوسام الذهبى
يوسف : الوسام الذهبى
يوسف


عدد المساهمات : 1421
نقاط : 1624
السٌّمعَة : 117
تاريخ التسجيل : 04/09/2010
العمر : 52
الموقع : جمهورية مصر العربية

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 9:40 am

اقتباس :
بصراحة موضوع مميز وممتاز بصراحة معلومات جديدة ومفيدة.. بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
mansur

mansur


عدد المساهمات : 158
نقاط : 176
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 21/11/2011
العمر : 43
الموقع : casablanca maroc

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الجمعة ديسمبر 16, 2011 5:13 pm

كلام رائع وينم عن ثقافة واسعة وعريضة واطلاع كبير وقراءات مقارنة على جانب كبير من الدقة والعمق والتحليل ... أحييك استمر على هذا الدرب وستصبح باحث تاريخي إن شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hamid
المديرالعام ; صاحب المندي الادارة العامة
المديرالعام ; صاحب المندي الادارة العامة
hamid


عدد المساهمات : 3926
نقاط : 11789
السٌّمعَة : 3801
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 63
الموقع : ksar el kebir maroc

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13السبت ديسمبر 17, 2011 9:39 am

يقدر عددهم بـ 60 ألف مزارع ضمنهم أطفال ونساء و المساء التقتهم وسط الجبال والغابات الآن، هنا.. يختبئ الهاربون من العدالة، بين هذه الغابات والجبال، التي سكنها قديما موريسكيون أندلسيون هربوا من محاكم التفتيش المسيحية. يقول مزارعو الكيف:«وجدنا آباءنا وأجدادنا على هذه الزراعة فاتبعناها.. دون أن نعرف أننا سنصبح، في رأي العدالة،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamid-2010.yoo7.com
امينة

امينة


عدد المساهمات : 263
نقاط : 295
السٌّمعَة : 23
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 40
الموقع : terouan maroc

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الإثنين ديسمبر 19, 2011 7:45 pm

جزاكي الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
موضوع متميز وبه تذكرة
وتم تقييمه ممتاز لأهميته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MR-SOLTA

MR-SOLTA


عدد المساهمات : 102
نقاط : 114
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 12/06/2010
العمر : 31
الموقع : ksar el kebir maroc

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13السبت ديسمبر 31, 2011 8:39 pm

شكرا جزيلا دراسه ومعلومات موفقه جزيتم خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nonreply

nonreply


عدد المساهمات : 55
نقاط : 62
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 01/01/2012
العمر : 40
الموقع : دولة الكويت

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الأحد يناير 01, 2012 10:12 am

تسلمي على مرورك العطر



farcha
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
alghazali

alghazali


عدد المساهمات : 263
نقاط : 281
السٌّمعَة : 16
تاريخ التسجيل : 09/12/2011
العمر : 50
الموقع : Spain

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الخميس يناير 12, 2012 7:51 pm

اقتباس :
الله يجزاك بخير s and Settings\Admi الله ينفع بك وبعلمك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hard_mix
hard_mix : الوسام الابداع نضرا لجهودها المتميزه
hard_mix : الوسام الابداع نضرا لجهودها المتميزه
hard_mix


عدد المساهمات : 1829
نقاط : 2059
السٌّمعَة : 128
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 31
الموقع : ksar el kebir maroc

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13السبت يناير 14, 2012 9:53 am


سبحــان الله سلمت الانامل
شكراً على الطرح الرائع لكِ مني أجمل تحية
ودي ورحيق وردي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Missy y

Missy y


عدد المساهمات : 219
نقاط : 241
السٌّمعَة : 19
تاريخ التسجيل : 08/01/2012
العمر : 56
الموقع : Holland

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13السبت يناير 14, 2012 9:21 pm

جزاك المولى الخير الكثير لما تقدميه لنا من معلومات مفيدة
وتذكرينا بما غفلت عنه قلوبنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
winnin

winnin


عدد المساهمات : 102
نقاط : 119
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 03/08/2011
العمر : 41
الموقع : طنجة المغرب

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الأربعاء فبراير 22, 2012 10:25 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صور روعة
جزاكي الله كل خيرررررررر
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hamid
المديرالعام ; صاحب المندي الادارة العامة
المديرالعام ; صاحب المندي الادارة العامة
hamid


عدد المساهمات : 3926
نقاط : 11789
السٌّمعَة : 3801
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 63
الموقع : ksar el kebir maroc

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الخميس يناير 31, 2013 9:14 am

كنزة الغالي : إذا قمنا بإحراق الكيف يجب أن نحرق العنب لأنه من مصادر الخمور
أضيف في : 29-1-2013 الساعة : 12:51


مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 686830066

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 522653297

كنزة الغالي المرأة الحديدية بحزب الإستقلال والمرشحة بقوة لدخول الحكومة عبر بوابة التعديل الحكومي الذي اعتبره حميد شباط ورقة سياسية لقلب المعادلة السياسية لصالحه ، اعتبرت خلال جلسة مساءلة رئيس الحكومة أمس في مجلس النواب، أن الحكومة تفتقر إلى أي سياسة مائية واضحة ، وأن المخطط الأخضر يبقى قاصرا مدام لايشمل الفلاحين الصغار .

ذات المتدخلة شددت على ضرورة نهج سياسة الطرق المائية السيارة، تمكن الجهات ذات التساقطات الضعيفة من الإستفادة من فائض المياه في المناطق ذات التساقطات الغزيرة

كما دعت كنزة الغالي إلى تفعيل مديرية الفلاحة، داعية في الآن ذاته إلى ضرورة نهج مقاربة واضحة فيما يخص زراعة الكيف ، حيث ظهرت اللمسة الشباطية عندما قالت : إيلا حرقنا الكيف خاصنا نحرقو حتى الكرم والعنب اللي كادار منو الماحية وهي من الخمور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamid-2010.yoo7.com
hamid
المديرالعام ; صاحب المندي الادارة العامة
المديرالعام ; صاحب المندي الادارة العامة
hamid


عدد المساهمات : 3926
نقاط : 11789
السٌّمعَة : 3801
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 63
الموقع : ksar el kebir maroc

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الخميس أغسطس 29, 2013 10:08 pm

المغاربة ينقلون خبرتهم في زراعة الكيف الى اسبانيا
الاربعاء 28 غشت 2013 - 11:11


mijan mijan mijan mijan mijan 

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 738252028

كشف الأمن الاسباني عن أكبر حقل لزراعة القنب الهندي داخل التراب الاسباني، حين ألقى القبض على شبكة تتكون من 5 أشخاص، 3 مغاربة واسبانيين، بعدما تمكنوا من زراعة 14 ألف غرسة من القنب الهندي والمخدرات باسبانيا.

وبتنسيق بين الأمن ب"بويرتو لومبريراس" بمورسيا والحرس المدني الاسباني فإنه تم تفكيك شبكة لزراعة القنب الهندي على امتداد 5000 متر.

ويمكن أن تصل غلة هذه الضيعة إلى 3 طن من المخدرات حسب ما أكد الحرس المدني.
ويبلغ المغاربة من العمر 36 و35 و41 سنة. وكانت هذه الضيعة في السابق مخصصة لزراعة الخضروات والفواكه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamid-2010.yoo7.com
يوسف
يوسف : الوسام الذهبى
يوسف : الوسام الذهبى
يوسف


عدد المساهمات : 1421
نقاط : 1624
السٌّمعَة : 117
تاريخ التسجيل : 04/09/2010
العمر : 52
الموقع : جمهورية مصر العربية

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الأحد ديسمبر 01, 2013 9:45 am

مثير.. أعوان السّلطة بإقليم تاونات يتمردون على وزارة حصّاد تضامنا مع "شِيخْ" اعتقل من أجل زراعة القنب الهندي.
السبت 30 نونبر 2013 - 21:40


:chlal: Documents and Settin Documents and Settin :chlal: 

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 785621039

علمت "منتديات واحة عبد الحميد" أن أعوان السلطة بقيادات دائرة غفساي بإقليم تاونات قرروا بشكل جماعي، أمس الجمعة (29 نونبر 2013)، توقيف العمل وإقفال هواتهم النقالة، تضامنا مع زمليهم (شيخ منطقة شهريرية) التابعة لقيادة بني زروال، الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عين عائشة بتهمة "زراعة القنب الهندي".

وقالت مصادر محلية، لـ"منتديات واحة عبد الحميد"، أن أعوان السلطة الغاضبون من اعتقال زمليهم ووضعه داخل السّجن، قد وقعوا على عريضة استنكارية، ينددون من خلالها طريقة اعتقال الشيخ والأضرار النفسية التي لحقت به وبأسرته على حد تعبيرهم.

وكان وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتاونات قد أمر عناصر الدرك الملكي التابعة لسرية قرية با محمد، بتوقيف المعني بالأمر على خلفية اتهامه بـ"زراعة القنب الهندي"، والاستماع إليه والبحث معه في محاضر قانونية وعرضه على النيابة العامة المختصة والتي أودعته السجن في انتظار عرضه على القضاء.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

البام يدخل الكيف الى البرلمان
الاحد 1 ديسمبر 2013 - 07:00


:chlal: Documents and Settin Documents and Settin :chlal: 

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 554285727

النقاش حول الكيف لن يبقى حبيس المنتديات الخاصة بل سيدخل بدوره قبة البرلمان, فقد قال حزب الأصالة المعاصرة أنه في إطار دعم دينامية النقاش الوطني حول تقنين زراعة واستغلال الكيف بالمغرب وبتنسيق مع الائتلاف المغربي من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للكيف، سينظم فريقا الأصالة والمعاصرة بالبرلمان يوما دراسيا حول موضوع "دور الاستعمالات الإيجابية لنبتة الكيف في خلق اقتصاد بديل".

اللقاء سينظم يوم الأربعاء 04 دجنبر 2013، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا بمقر مجلس النواب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حكيم

حكيم


عدد المساهمات : 33
نقاط : 41
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 20/05/2010
العمر : 53
الموقع : الجمهوريّة اللبنانيّة

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الأربعاء ديسمبر 04, 2013 11:23 am

الغالي وتقنين زراعة الكِيف
الأحد 24 نونبر 2013 - 22:20


khgd مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 843951 khgd 



Hespress.com: El Ghali & la légalisation du cannabisme


http://hespress.com/videos/94689.html


http://hespress.com/medias/95479.html 2


http://hibarif.com/details-2566.html 3


http://www.hespress.com/%D8%B2%D9%88%D9%88%D9%85/127161.html4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
alharrak
alharrak : وسام أفضل الرد وسام شكر
alharrak : وسام أفضل الرد وسام شكر
alharrak


عدد المساهمات : 1522
نقاط : 1823
السٌّمعَة : 149
تاريخ التسجيل : 28/05/2010
العمر : 38
الموقع : ksar el kebir maroc

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الثلاثاء ديسمبر 10, 2013 8:36 pm

تاريخ. كيفاش بدات زراعة الكيف في المغرب؟ التاريخ الرسمي والاستعماري للنبتة التي غزت العالم وجعلت شبابه يحلقون في (ظهير شريف لضبط زراعتها )
الاثنين 9 ديسمبر 2013 - 08:00


 مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 843951  Documents and Settin  Documents and Settin  مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 843951 

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 822520769

قبل سنوات أطلق الحقوقي شكيب الخياري رئيس جمعية الريف لحقوق الانسان، دعوة لتقنين إستعمال الكيف، لكن قبل ذلك تم تقنين زراعته بموجب ظهير ملكي سنة 1919 أي خلال عهد الحماية، حيث كان القرار بضغط من سلطات الحماية لتقنين القنب الهندي، وذلك حتى تنشغل قبائل الريف بزراعة "الكيف" وتكون تحت سلطة الدولة بموجب القانون الذي يحاصر زارعي النبتة ويجعلهم تحت رحمة السلطة.

توجد أي دراسة تعطي بالتدقيق متى ظهرت نبتة "القنب الهندي" بالمغرب لكن المؤرخ الفرنسي أوغوست موليراس يؤكد أنه حين دخل الاستعمار الفرنسي والاسباني للمغرب كانت النبتة موجودة بالفعل، بل حتى الدراسات التي أعدها الاستعماريين قبل دخولهم اشارت إلى أن مجموعة من القبائل المغربية موزعة بعموم المملكة تزرع النبتة، لكن قوة القبائل الريفية جعلت النبتة تبقى فيما تم إجتثاتها من باقي المناطق المغربية.

وقد أكد المؤرخون أن نبتة الكيف كانت تزرع بالمغرب نهاية القرن التاسع عشر (1890)، الامر الذي يوضح أن القنب الهندي كان موجودا قبل عقود طويلة من خروج ظهير 1919 الذي حاول تنظيم زراعة الكيف وتسليمها للسلطات، والسؤال هو لماذا تم إصدار الظهير؟

ظهير يخدم السلطات الاستعمارية في مواجهة القبائل

ينص ظهير 1919 "أنظر الوثيقة" على أن زراعة الكيف لا يمكن أن تتم في المغرب إلا بإعلام السلطات بذلك، حيث يفرض الظهير على الفلاحين إبلاغ السلطات بالكمية التي يرغبون في زراعتها، في حين أن أي فلاح سيتعرض لعقوبات مالية في حالة زراعته للقنب بدون ترخيص.

هذا وقد فرض الظهير تسليم غلة القنب الهندي كلها إلى الحكومة، وفي حالة إكتشف المراقبون نقصان الكمية المسلمة عن المزروعة فإن الامر يعتبر مخالفة وبناء على ذلك سيتم تحديد عقوبة مالية في حق الفلاح الذي لم يسلم الكمية كاملة ل"صاكة التبغ".

هذا بالاضافة إلى العديد من القوانين التي تكبل المزارعين وتجعلهم تحت رحمة السلطات، وهنا كانت السلطات الاستعمارية هي من يستفيد من الظهير، حيث أكد موليراس أن الاستعمار لاحظ بأن قبائل الريف هي الاكثر ضراوة ومواجهة للاستعمار "الكافر" لذلك سمح بإنتشار النبتة إنتهي كلام المؤرخ، وهو الامر الذي ظهر جليا في مفخرة الحروب الريفية التي قادها المجاهد والتي يسميها الاسبان ب"كارثة واد الذئب"، وهي معركة قادها الريفيون ضد الاسبان في 1909 لمنع التوسع الاستعماري بالمنطقة، حيث بلغ قتلى الاسبان خلال ثلاثة سنوات من مقاومة الشريف أمزيان ما يزيد عن عشرة ألاف جندي من بينهم جنرالات وكولونيلات في معارك دامية، وتكرر الأمر مع الريسوني في قبائل جبالة، ثم مع محمد بن عبد الكريم الخطابي في جبال الريف لتخسر إسبانيا عشرات الالاف من جنودها.

ولكل هذا كان على الاستعمار الفرنسي والاسباني أن يجعل الفلاح الامازيغي تحت سيطرته سيما أن المجاهدين كانوا كلهم في الاصل فلاحين، حيث أعلن عن ظهير 1919 بعد مقتل الشريف محمد أمزيان وخلال أوج الدفاع الريفي بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهو الامر الذي جعل المستعمر على صلة بالفلاحين ليعرف أحوال المقاومة وما تعد له، وذلك بسبب تقنين زراعة الكيف.

القضاء على المقاومين بقيادة الخطابي وعودة الكيف بقوة

كان الخطابي يعي جيدا لماذا تم تقنين زراعة الكيف لذلك كان يمنع زراعتها أو الاتصال بشكل مباشر مع السلطات الاستعمارية، لكن مع تنامي ظاهرة الخونة وضعف المقاومة بسبب النقص الغذائي وإستعمال الاستعماريين للاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، إنهارت مقاومة الخطابي الذي سلم نفسه حقنا لدماء الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ.

الامر الذي جعل النبتة تعود مرة أخرى بقوة بعدما كان زرعها آخذا في التضاءل، حيث ومنذ سنة 1926 ستعرف النبتة طريقها إلى معظم أراضي الشمال في حين كانت النبتة تزرع بقوة في منطقة الغرب والحوز إلى غاية سنة 1954 حين أعلنت فرنسا عن منع زراعة القنب الهندي وذلك سنتين قبل خروج المستعمر الفرنسي، بينما بقيت النبتة في منطقة الريف والشمال، وذلك بسبب أن هذه الاراضي الوعرة التضاريس لا يمكنها إحتمال أي زراعة أخرى غير القنب الهندي.

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 466647640

بداية تجريم زراعة "ساحرة الملايين" بالمغرب

عد إستقلال المغرب ستحدث مناوشات بين قبائل الريف والقصر كانت في غالبها مكائد ضد الريفيين، وذلك ما أوضحه مستشار الملك الراحل عبد الهادي بوطالب، مؤكدا أن أشخاص كانوا يحاولون تأليب الملك ضد الريفيين، الامر الذي سيجعل المخزن يقود تصفية دموية لمواطني الريف سنة 58 ـ59 وعلى إثر ذلك سيتم منع زراعة الكيف التي تعتبر الدخل الوحيد لسكان مناطق كتامة وجبالة، لكون هذه المناطق لا يمكن أن تزرع غير هذه النبتة، التي ورثوها عن أجدادهم الذين وقع لهم الجنرال فرانكو خلال عهد الحماية وثيقة تضمن لهم زراعة النبتة.

وتلتها وثيقة لخليفة السلطان بشمال المملكة مولاي الحسن بن المهدي سنة 1934، تسمح أيضا بزراعة الكيف من قبل سكان هذه المناطق دون الحصول على تراخيص كما كان الحال بالنسبة لباقي المناطق، وهو الامر الذي سيؤكده السلطان محمد الخامس الذي منح كتامة الحق الحصري لزراعة النبتة، لكن الظهير الشريف الصادر في 21 مايو سنة 1974 والذي يتحدث عن تجريم زراعة وترويج وتعاطي المخدرات سيفتح باب جديد لمحاربة النبتة التي كانت قد بدأت تطوف العالم خصوصا مع بدء ظهور موضة الهيبيز التي كانت تنادي بإباحة إستعمال المخدرات، الامر الذي تمخض عنه زيارة العديد من مشاهير العالم إلى منطقة كتامة للوصول إلى منبع النبتة الساحرة.

وفي سنة 1977 ستقوم الدولة بإنشاء اللجنة الوطنية للوقاية من المخدرات، وهي اللجنة التي جاءت بسبب الضغوط الدولية على المغرب، لكن هذه اللجنة ما فتئت أن تبخرت ولم تقم بأي عمل يذكر في محاربة المخدرات والادمان عليها، في الوقت الذي بقي الفصل الثامن من ظهير 1974 غير مطبق منذ الاعلان عنه، حيث يعاقب هذا الفصل الاشخاص الذين يتعاطون المخدرات بعقوبة حبسية تتراوح بين شهرين وسنة سجنا، إلا في حالة إعلان رغبة المدمنين المعتقلين التداوي، حيث يقوم وكيل الملك طبقا للفصل بتسليمهم لمصحة خاصة بعلاج الادمان، وقد جاءت صعوبة تنفيذ هذا البند القانوني بسبب عدم وجود مصحات لعلاج الادمان آنذاك والتي بدأت الدولة في إحداثها فقط خلال العقد الاخير.

حملة تطهيرية.. بضغط أوروبي

منذ بداية تسعينيات القرن الماضي ستعرف نبتة الكيف الانتشار الاوسع لزراعتها بالمغرب، وذلك بسبب الطلب الكبير عليها من قبل المروجين في مختلف أنحاء العالم، الامر الذي جعل مرصد للمخدرات بباريس يصدر تقريرا يتهم فيه المغرب بإغراق أوروبا بالمخدرات لتتدخل اللجنة الوطنية للوقاية من المخدرات وتدافع عن المغرب.

وبعث الملك الحسن الثاني سنة 1992 رسالة إلى رئيس المجلس الاوروبي جاء فيها التالي : " لقد تحدد منذ عدة سنوات، موقف المغرب من هذا المشكل، بما لا يدع مجالا لأي التباس، إننا نعلم أن بعض ما يصل إلى أوربا من مخدرات، يأتيها من المغرب،غير أن هذا النوع من المخدرات ليست شديدة المفعول، بدليل أن بعض الدول الأوربية، تسمح باستهلاكه، ومن جهة أخرى، نعتبر كذلك أن كل مجهود في مجال محاربة المخدرات،لابد له أن يكون موضوع تعاون وثيق بين جميع البلدان المعنية"، وقد كانت إشارة الحسن الثاني لدول أوروبا التي تسمح بإستهلاك المخدرات إلى دولة هولاندا.

بعد الرسالة وفي سنة 1996 ستقود الدولة حملة على المخدرات سميت آنذاك ب"الحملة التطهيرية" وهي التي أسقطت العديد من الرؤوس بالشمال وبعموم المغرب على حد السواء، حيث كان غرض السلطات المغربية من الحملة إيقاف مد وإنتشار المخدرات، لكن ورغم إعتقال بارونات مخدرات ومسؤولين وسياسيين، في حين ظلت نبتة القنب الهندي تزرع رغم محاولات السلطات بإحراق المحاصيل.

ولازالت المخدرات المغربية تغزو الاسواق الاوروبية تؤكد وزارة الداخلية المغربية أن نسبة الاراضي المزروعة بالقنب الهندي بالمغرب تراجعت بنسبة 60 بالمائة عن سنة 2003، حيث أشار وزير الداخلية السابق أمحند العنصر أن المساحة المزروعة تراجعت من 134 ألف هكتار سنة 2003 إلى 56 ألف هكتار سنة 2012.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

مناقشة مشروع تقنين زراعة الحشيش !
أضيف في : Dec 10-2013 06:11


 مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 843951  Documents and Settin  Documents and Settin  مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 843951 

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 992747859



الشيخ عبد الله نهاري : مناقشة مشروع تقنين زراعة الحشيش !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://fouadleharrak.skyblog.com
hamid
المديرالعام ; صاحب المندي الادارة العامة
المديرالعام ; صاحب المندي الادارة العامة
hamid


عدد المساهمات : 3926
نقاط : 11789
السٌّمعَة : 3801
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 63
الموقع : ksar el kebir maroc

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الجمعة ديسمبر 13, 2013 8:27 pm

هل سينقل المغرب التجربة. رسميا ولمواجهة تجار المخدرات: زراعة وبيع وتعاطي "الحشيش" مسموح به قانونيا... في الأوروگواي
الخميس 12 ديسمبر 2013 - 10:45


 :chlal:  Documents and Settin  Documents and Settin  :chlal: 

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 541819260

أصبحت الأوروغواي أول دولة في العالم تشرع إنتاج و بيع و تعاطي القنب الهندي حيث وافق مجلس الشيوخ في الأوروغواي مساء الثلاثاء على نص قانون يشّرع انتاج القنب الهندي وبيعه تحت إدارة الدولة إلا أن هذا القانون لن يصبح ساري المفعول قبل نيسان/أبريل 2014 على أقرب تقدير.

صادق مجلس الشيوخ في الأوروغواي مساء الثلاثاء على نص قانون يشرع إنتاج القنب الهندي وبيعه تحت إدارة الدولة، في تجربة غير مسبوقة في العالم تتخطى حدود المبادرات التي أطلقتها خصوصا هولندا وإسبانيا في هذا المجال.

و تم إقرار القانون بعد مرور 12 ساعة من المناقشات، توجت بتصويت أغلبية 16 صوتا من أصل 29 فيما بلغ عدد المعارضين لهذا القانون 13.
و سيدخل هذا القانون حيز التنفيذ شهر أبريل 2014 على أقرب تقدير.

ويمنح هذا القانون الدولة السيطرة على زراعة القنب الهندي وبيعه لغايات مختلفة، في تدبير يتخطى حدود القوانين المتسامحة مع هذه الزراعة في ولايتي كولورادو وواشنطن الأميركيتين وفي هولندا واسبانيا، والتي تجيز إنتاج القنب الهندي في إطار محدد.

ولقي الإعلان عن هذا القانون موجات تصفيق حار في صفوف الجمهور في وقت تجمع مئات المؤيدين للقانون في محيط القصر التشريعي في مونتيفيديو للاحتفال بـ"اليوم العظيم".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamid-2010.yoo7.com
ابن عربى
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى


عدد المساهمات : 1571
نقاط : 1939
السٌّمعَة : 102
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
العمر : 77
الموقع : قرطبة ( إسبانيا )

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة   مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة I_icon13الجمعة ديسمبر 27, 2013 5:16 pm


الاستقلاليُّون يضعون ثاني مقترح قانون لإنتاج وتوزيع الكيف في المغرب
الثلاثاء 24 دجنبر 2013 - 00:20


 🇲🇲  Documents and Settin  Documents and Settin  🇲🇲 

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 191512406

علمت منتديات واحة عبد الحميد أن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، قد وضع لدى رئاسة البرلمان مشروع مقترح قانون يتعلق بزراعة وتسويق وتصنيع عشبة الكيف مكون من خمسة أبواب وتسعة وخمسون مادة، وهو المشروع الذي من المرتقب أن يتلى اليوم الثلاثاء أمام الجلسة العامة.

وتحدث مقترح ثاني مشروع قانون في المغرب حول الكيف بعد "قانون الخياري" الذي أعده الائتلاف المغربي من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للكيف، في المواد الثلاث الأولى عن أهداف القانون، التي حددها في "وضع إطار قانوني لسياسة الدولة في توجيه هذه العشبة لتكون في خدمة المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، و تنظيم استعمالها في الأغراض العلاجية والطبية البشرية أو الحيوانية، وفي المواد الصيدلية والأبحاث العلمية وكذلك في الأغراض الصناعية، مع وضع ضوابط تمنع من تحويلها إلى إنتاج وصناعة المخدرات الضارة، والحد من الاتجار غير المشروع، وضبط أنواع البذور التي تستعمل في زراعة عشبة الكيف".

وتطرق المشروع كذلك عن تنظيم اقتصاد فلاحي في مناطق اعتماد الساكنة على زراعة عشبة الكيف لمدة طويلة ،والعمل على اتخاذ تدابير وقائية لسوء استعمال العشبة من طرف المستهلكين، وإعادة تأهيل المدمنين وإدماجهم في الحياة الطبيعية للمجتمع، و تنظيم صناعة وتوزيع وبيع واستهلاك المنتجات من عشبة الكيف، ووضع معايير علمية محددة بدقة لتوزيع العشبة الخامة أو المصنعة وتسويقها داخل وخارج البلاد.

وقد حدد مقترح القانون مناطق محددة للزراعة، انحصرت بين إقليم الحسيمة، وإقليم شفشاون وإقليم تطوان، وإقليم وزان، وإقليم تاونات، مع منع الزراعة في المساحات و الأراضي الغير مصرح بها.

كما تحدث مقترح مشروع القانون الذي أنجزه الفريق الإستقلالي للوحدة والتعادلية عن "الوكالة الوطنية لإنتاج وتوزيع وتسويق عشبة الكيف"، والتي قال عنها إنها ستكون مؤسسة عمومية تتمتع بالاستقلال المالي والإداري وتخضع لوصاية رئاسة الحكومة، وأن تعين رئيسها يتم بمرسوم وفقا لمقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بالتعيين في المناصب العليا.

وتتألف بالإضافة إلى الرئيس والكاتب العام، من فئتين، لأولى فئة الأعضاء المعينين والتي تتشكل من سبعة عشر عضوا، يعينون من قبل رئيس الحكومة بعد التداول في مجلس الحكومة ثلاثة باقتراح من وزير الصحة وثلاثة باقتراح من وزير الفلاحة وثلاثة باقتراح من وزير العدل وثلاثة باقتراح من وزير الداخلية وثلاثة باقتراح من وزير الاقتصاد والمالية، وواحد باقتراح من الدرك الملكي، وواحد باقتراح من الأمن الوطني.

فيما تضم فئة المنتخبين ممثلا منتخبا عن شركات ومقاولات التصنيع، وممثلا منتخبا عن شركات ومقاولات البيع والتوزيع وممثلين اثنين للفلاحين، ومنتخبا واحدا من كل الغرف الفلاحية المعنية.

كما شدد مشروع المقترح على منع كلي لتحويل عشبة الكيف لمادة مخدرة أو ترويجها كذلك، كما تم تحديد شروط خاصة بالنسبة لمنتجي الكيف ومزارعيها والشركات ومقاولات المختبرات الطبية المصنعة وكيفية حصولهم على تراخيص وموجبات السحب، كما شدد المشروع على منع توزيع و المتاجرة في المنتجات المصنعة من الكيف إلا للشركات و المقاولات التي يحددها نص تنظيمي.



http://www.hespress.com/societe/97101.html


http://www.hespress.com/international/100641.html

مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة 448921993
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مزارعو الكيف .. حكايات فارين من العدالة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» حكايات وقصص أغرب من الخيال!! ولكنها حقيقة لـ: زنا المحارم
» خاصّ: حكايات فنّانات مغربيات تعرّضن للتحرّش الجنسي
» عمدة طنجة يفقد أغلبيته ومطالبات برحيله
» العدالة والحرية بين المفهوم الإسلامي والمفهوم الغربي المعاصر
» قبل أن يخلق الله حزب العدالة والتنمية كان قفطانك محلول ألالّة؟ القفطان هو صورتنا ورغباتنا وذوقنا وتاريخنا وأحلامنا وأفراحنا مجسدة في لباس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات واحة القصر الكبير  :: ๑۩۞۩๑ قسم الاخبار و الصور و الاحداث الطريفة و الغريبة و النادرة ๑۩۞۩๑-
انتقل الى: