منتديات واحة القصر الكبير
منتديات واحة القصر الكبير
منتديات واحة القصر الكبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات واحة القصر الكبير

๑۩۞۩๑مرحباً بكم جميعاً في واحة القصر الكبير ๑۩۞۩๑
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القصة الكاملة لسفيان حمبلي .. مخبر رسمي برتبة "أكبر بارون" في أوروبا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن عربى
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى


عدد المساهمات : 1571
نقاط : 1939
السٌّمعَة : 102
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
العمر : 76
الموقع : قرطبة ( إسبانيا )

القصة الكاملة لسفيان حمبلي .. مخبر رسمي برتبة "أكبر بارون" في أوروبا Empty
مُساهمةموضوع: القصة الكاملة لسفيان حمبلي .. مخبر رسمي برتبة "أكبر بارون" في أوروبا   القصة الكاملة لسفيان حمبلي .. مخبر رسمي برتبة "أكبر بارون" في أوروبا I_icon13الأحد ديسمبر 12, 2021 9:08 pm

القصة الكاملة لسفيان حمبلي .. مخبر رسمي برتبة "أكبر بارون" في أوروبا
الأحد 12 دجنبر 2021 - 10:00


القصة الكاملة لسفيان حمبلي .. مخبر رسمي برتبة "أكبر بارون" في أوروبا Sofian10

قصة المواطن الفرنسي من أصول جزائرية سفيان حمبلي، المعروف إعلاميا بلقب Le logisticien، تصلح لتكون حكاية درامية، مفعمة بالشغف والإثارة، لكونها ستبقى شاهدة على شبهة تورط الأمن والقضاء الفرنسيين في أكبر فضيحة أخلاقية ومالية في فرنسا العصر الحديث.

فسفيان حمبلي، الذي يوجد حاليا رهن الاعتقال الاحتياطي بالمركب السجني “العرجات” بضواحي الرباط في قضية جنائية أخذت أبعادًا إقليمية ودولية، استطاع أن يخترق الأمن الفرنسي ويجنّده في عمليات التهريب الدولي للمخدرات وإغراق أوروبا بأطنان من مخدر الحشيش!

كما تشير المعطيات التي توصلت إليها منتديات واحة عبد الحميد إلى أن Le logisticien تمكن من تسخير الشرطة الفرنسية لتقويض أحكام الاتفاقية الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة، خصوصا الشق المتعلق بتقنيات وأساليب البحث الخاصة، وتحديدا التسليم المراقب للمخدرات والعمليات المستترة أو ما يعرف بالاختراق! فقد تم تحويل هذه الآليات والميكانيزمات الدولية، التي وُجدت لمكافحة وزجر تهريب المخدرات، إلى وسائل “رسمية” تستعملها الشرطة الفرنسية لإمداد أوروبا بثلث استهلاكها من المخدرات المستخرجة من نبتة “الكيف”. بل إن سفيان حمبلي استطاع، وفق مصادر متطابقة، أن يورط حتى القضاء الفرنسي في مستنقع التلاعب بالجهود الدولية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، بعدما جعل هذا القضاء يعطي التراخيص القانونية لإخراجه من السجن، للقيام بعمليات اختراق وتنفيذ عمليات التسليم المراقب للمخدرات بطرق احتيالية ومدفوعة بخلفية إجرامية.

يحدث كل هذا في دولة اسمها فرنسا وليس في دويلة بالكاريبي أو دولة بأمريكا الوسطى أو اللاتينية! فالقضاء الفرنسي كان يسمح بإخراج السجين سفيان حمبلي إلى فندق بمحيط مقر المديرية المركزية للشرطة القضائية بباريس من أجل السهر على تنفيذ عمليات للتهريب الدولي للمخدرات واقتراف العديد من صور الجريمة المنظمة! ففي اعترافاته، كما تناقلتها مصادر منتديات واحة عبد الحميد واطلعت عليها في محاضر القضية، كان سفيان حمبلي يستغل هذه “الاستراحة القانونية” للتحريض على ارتكاب جنايات القتل العمد والاختطاف والاحتجاز والتعذيب والمطالبة بفدية مالية في إطار تصفية الحسابات بين شبكات وكارتيلات الاتجار غير المشروع بالمخدرات على الصعيد الدولي.

منتديات واحة عبد الحميد حاولت إعادة تركيب جميع حلقات هذا المسلسل البوليسي، الذي ينضح بشبهات الفساد التي تنخر جهاز الأمن الفرنسي، وبنكوص وتقاعس قضاء بلاد الأنوار في مراقبة المؤسسات الأمنية الفرنسية.

وقد حصلت الجريدة من مصادرها على محاضر القضية التي يتابع فيها سفيان حمبلي، وحاورت بعض مخالطيه في المغرب، كما استمعت إلى محامين على علاقة بهذا الملف، في محاولة لتسليط الضوء على قضية شغلت الرأي العام المغربي وكذا الفرنسي، بطلها بارون مخدرات استطاع أن يجند الأمن والقضاء الفرنسيين لمشاركته في تنفيذ أعمال إجرامية مذيلة بطابع “حشيش رسمي”.

الحلقة الثانية: مخبر رسمي برتبة أكبر بارون في أوروبا
بعد ترحيل سفيان حمبلي صوب فرنسا سنة 2003، أدانه القضاء الفرنسي بخمس سنوات سجنا نافذا في قضية تتعلق بارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات. لكن le logisticien أو le Fou لم ينتظر حتى انتهاء مدة محكوميته ليعانق الحرية، ويستأنف مجددا تجارته الدولية في الحشيش، بل سيقرر بشكل شخصي وأحادي الجانب موعد خروجه من السجن!! وهذه الاعترافات تضمنتها تصريحاته التي نزلت كالصاعقة على المحققين، خصوصا عندما تحدث عن ارتباطاته العضوية بجهاز الأمن الفرنسي.

فبعد قضائه زهاء 26 شهرا داخل السجون الفرنسية، اختلق سفيان حمبلي طارئا صحيا مزعوما لدفع إدارة المؤسسة السجنية إلى نقله إلى مستشفى مدني يكون بمقدوره الهروب منه بسهولة. ولأن السجن كان يتوفر على مصحة خاصة بالنزلاء، مما قد يحول دون نقله إلى مستشفى خارجي، تظاهر سفيان حمبلي بأنه مصاب بأعراض خطيرة، وشرع في تمثيل ومحاكاة عملية احتضار محبوكة، الأمر الذي دفع بإدارة السجن إلى اتخاذ الخطوة التي كان ينتظرها هذا النزيل غير العادي، وقررت نقله على وجه السرعة إلى مستشفى المدينة، ومن هناك سيتمكن من الفرار بمساعدة شركائه، والعودة مجددا إلى مرتعه المفضل إسبانيا.

وخلال عودته الثانية إلى Costa del sol سيقطع سفيان حمبلي نهائيا مع المثل الإسباني القائل: “Ante Dios nunca seras heroe anonimo” (أمام الله لن تكون أبدا بطلا مجهولا). فقد قرر “بارون الشرطة الفرنسية” أن يخرج إلى العلن ويكون بطلا على رؤوس الخلائق والأشهاد. وكانت أولى خطوة يخطوها في هذا الدرب المشهود هي توسيع نطاق تجارته غير المشروعة لتشمل هولندا (الأراضي المنخفضة) وإنجلترا وألمانيا، والرفع من حجم الشحنات المهربة.

لكن هذه الانطلاقة السريعة والاستعراضية لسفيان حمبلي ستجلب إليه مجددا أنظار الأمن والعدالة الإسبانيين. إذ تشير التقارير الأمنية إلى أنه اعتقل مرة ثانية وأدين بستة أشهر حبسا نافذا، قبل أن يتم ترحيله مجددا إلى سجون فرنسا، التي كان قد استأنس بها وخلق فيها صداقات قوية في صفوف النزلاء والحراس على حد سواء. لم يمكث Le logisticien طويلا بالسجن الفرنسي، إذ سرعان ما تم إطلاق سراحه في 14 فبراير 2007 بموجب قرار يقضي بتمتيعه بالإفراج المؤقت.

استغل المعني بالأمر فرصة السراح المؤقت وعاد مجددا إلى إسبانيا حيث القاعدة الخلفية لنشاطه الإجرامي. وفي غضون صيف السنة نفسها، أي في عام 2007، سيقرر ولوج المغرب عبر معبر باب سبتة شمال المملكة باستعمال جواز سفر بهوية مستعارة. وهنا ستعرف حياته الشخصية منعطفا جديدا وانعطافة حاسمة، إذ سيتعرف على فتاة طنجاوية تدعى نزهة، سرعان ما تعلق بها، ليقرر العودة في صيف العام الموالي للاقتران بها بشكل رسمي.

لكن الأحداث ستتوالى، بعد ذلك، بشكل سريع في مسار سفيان حمبلي، إذ ستعرف سنة 2009 انفجار فضيحة مالية وقانونية كبيرة في إسبانيا، أطلق عليها أمنيا عملية “Labalena blanca”، وتورط معه فيها عمدة ماربيا في ذلك الوقت، بالإضافة إلى رجال أعمال ومحامين وموثقين ونافذين في التدبير المحلي بالجنوب الإسباني.

وفي أعقاب هذه الفضيحة، سيتم ترحيل سفيان حمبلي مجددا نحو فرنسا، التي سيدينه قضاؤها مجددا بثلاث سنوات حبسا نافذا. لكن في هذه المرة ستعرف مدة إقامة le Logisticien بالسجن تطورات ومستجدات مثيرة، بعدما أصبح يستقبل زيارات متواترة لمسؤولي المكتب المركزي لمكافحة المخدرات بهدف تجنيده للعمل معهم كمخبر غير عادي، ويحظى خلالها بـ”استراحات قانونية” لمغادرة السجن، استغلها لإغراق فرنسا وأوروبا بأطنان من المخدرات، كما ارتكب على هامشها جرائم خطيرة تراوحت بين التحريض على القتل العمد والاختطاف والاحتجاز والتعذيب والمطالبة بفدية مالية في إطار تصفية الحسابات بين شبكات الاتجار الدولي بالمخدرات.

اللقاء الأول مع فرانسوا تيري
القصة الكاملة لسفيان حمبلي .. مخبر رسمي برتبة "أكبر بارون" في أوروبا Sofian11

تشير التقارير والبيانات الرسمية التي اطلعت عليها منتديات واحة عبد الحميد إلى أن سفيان حمبلي تعرف على فرانسوا تيري، الرئيس السابق للمكتب المركزي لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات، خلال إقامته بالسجون الإسبانية وليس بعد ترحيله إلى فرنسا، كما نشرت ذلك العديد من المصادر الإعلامية الفرنسية.

ففي تصريحاته أمام محققي الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أكد سفيان حمبلي أنه تلقى زيارة غير عادية بمقر اعتقاله بإسبانيا في مارس 2009 مباشرة بعد توقيفه على خلفية فضيحة “Labalena blanca”، وكان الزائر آنذاك هو المسؤول الأول عن مكافحة المخدرات بفرنسا فرانسوا تيري، الذي كان مصحوبا بمسؤول أمني بارز في الشرطة الوطنية الإسبانية.

وقد اقترح المسؤولان الفرنسي والإسباني، خلال هذه الزيارة، على سفيان حمبلي “صفقة تخابر”، لكنه رفضها بشكل قطعي. وبعد يومين من ذلك، سيعود فرانسوا تيري وزميله الإسباني محملين بصفقة جديدة تحمل في بنودها جملة من الواجبات التي يتعين على سفيان حمبلي أن ينهض بها، مقابل باقة من الحقوق والامتيازات التفضيلية التي سيستفيد منها! فقد طلبا منه تجنيده لاختراق الشبكات الإجرامية التي تنشط في تهريب المخدرات بين ضفتي المتوسط على أن يستفيد في إسبانيا من “عدم الحجز على ممتلكاته المتحصلة من عمليات غسل الأموال”، و”تخفيض مدة العقوبة إلى سنتين فقط”، و”عدم سلك مسطرة التعاون الدولي للحجز على ممتلكاته في دولة بالخليج العربي!”

أما الامتيازات التي عرضها فرانسوا تيري على سفيان حمبلي في فرنسا، فتمثلت، حسب محاضر القضية، في وعود “بإلغاء أو تخفيف الحكم الغيابي الصادر في حقه بفرنسا، والقاضي بإدانته بـ18 شهرا حبسا نافذا”، وهو الحكم الذي كان قد صدر ضده في مرحلة لاحقة من قرار تمتيعه بالإفراج المؤقت. وأمام هذا السخاء الأمني الفرنسي والإسباني، سيوافق سفيان حمبلي بدون تردد على العرض المقدم له، ليتحول بعد ذلك إلى مخبر رسمي برتبة أكبر بارون بأوروبا.

ومنذ أبريل 2009، أي بعد أقل من شهر تقريبا من توقيع “مذكرة التفاهم” التي تم تجنيده بموجبها، سيشرع سفيان حمبلي في العمل كمخبر مع الشرطتين الإسبانية والفرنسية، وكان يزودهما باستمرار بمعلومات حول جرائم القتل التي كانت تنفذ في إطار تصفية الحسابات بين شبكات المخدرات.

ويعترف Le logisticien بأنه زود الضباط القائمين عليه، خلال الفترة المتراوحة بين 2009 و2011، بمعلومات ومعطيات حصل عليها من مساعديه، وتتعلق بـ 12 شخصا كانوا متورطين في جرائم القتل العمد والتصفية الجسدية المتصلة بعصابات الإجرام المنظم والاتجار غير المشروع بالمخدرات بأوروبا.

لكن المنعطف الخطير في عملية تجنيد سفيان حمبلي لن تظهر ملامحه بجلاء إلا بعدما تم ترحيله نحو السجون الفرنسية. ففي هذه المرحلة، سيعترف سفيان حمبلي بأن عميد الشرطة الإقليمي فرانسوا تيري، المسؤول الأول عن مكافحة المخدرات في المديرية المركزية للشرطة القضائية بفرنسا، كان يزوره باستمرار بمعية مساعديه، بل كان يصطحبه أحيانا في “جولات” خارج السجن، ويسكنه في فندق قريب من المؤسسة السجنية أو من مديرية الشرطة القضائية كي يتمكن من تنفيذ المهمات والمأموريات التي كان يطلبها منه هذا المسؤول الأمني الفرنسي!!

في الحلقة المقبلة: هكذا جنى حمبلي ملايين الأورو من عمليات التسليم المراقب للمخدرات

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

عندما جنى "بارون الشرطة الفرنسية" سفيان حمبلي الملايين برعاية أمنية
الإثنين 13 دجنبر 2021 - 09:00


القصة الكاملة لسفيان حمبلي .. مخبر رسمي برتبة "أكبر بارون" في أوروبا Drogue10

قصة سفيان حمبلي، المواطن الفرنسي من أصول جزائرية المعروف إعلاميا بلقب Le logisticien، تصلح لأن تكون حكاية درامية، مفعمة بالشغف والإثارة؛ لكونها ستبقى شاهدة على شبهة تورط الأمن والقضاء الفرنسيين في أكبر فضيحة أخلاقية ومالية في فرنسا العصر الحديث.

فسفيان حمبلي، الذي يوجد حاليا رهن الاعتقال الاحتياطي بالمركب السجني “العرجات” بضواحي الرباط في قضية جنائية أخذت أبعادًا إقليمية ودولية، استطاع أن يخترق الأمن الفرنسي ويجنّده في عمليات التهريب الدولي للمخدرات وإغراق أوروبا بأطنان من مخدر الحشيش!

كما تشير المعطيات التي توصلت إليها منتديات واحة عبد الحميد إلى أن Le logisticien تمكن من تسخير الشرطة الفرنسية لتقويض أحكام الاتفاقية الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة، خصوصا الشق المتعلق بتقنيات وأساليب البحث الخاصة، وتحديدا التسليم المراقب للمخدرات والعمليات المستترة أو ما يعرف بالاختراق! فقد تم تحويل هذه الآليات والميكانيزمات الدولية التي وُجدت لمكافحة وزجر تهريب المخدرات إلى وسائل “رسمية” تستعملها الشرطة الفرنسية لإمداد أوروبا بثلث استهلاكها من المخدرات المستخرجة من نبتة الكيف.

بل إن سفيان حمبلي، تشير مصادر متطابقة، استطاع أن يورط حتى القضاء الفرنسي في مستنقع التلاعب بالجهود الدولية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، بعدما جعل هذا القضاء هو الذي يعطي التراخيص القانونية لإخراجه من السجن للقيام بعمليات اختراق وتنفيذ عمليات التسليم المراقب للمخدرات بطرق احتيالية ومدفوعة بخلفية إجرامية.

يحدث كل هذا في دولة اسمها فرنسا وليس في دويلة في الكاريبي أو في دولة توجد في أمريكا الوسطى واللاتينية! فالقضاء الفرنسي كان يسمح بإخراج السجين سفيان حمبلي إلى فندق بمحيط مقر المديرية المركزية للشرطة القضائية بباريس من أجل السهر على تنفيذ عمليات للتهريب الدولي للمخدرات واقتراف العديد من صور الجريمة المنظمة! ففي اعترافات هذا الأخير، كما تناقلتها مصادر هسبريس واطلعت عليها في محاضر القضية، كان سفيان حمبلي يستغل هذه “الاستراحة القانونية” للتحريض على ارتكاب جنايات القتل العمد والاختطاف والاحتجاز والتعذيب والمطالبة بفدية مالية في إطار تصفية الحسابات بين شبكات وكارتيلات الاتجار غير المشروع في المخدرات على الصعيد الدولي.

منتديات واحة عبد الحميد حاولت إعادة تركيب جميع حلقات هذا المسلسل البوليسي، الذي يصدح بشبهات الفساد التي تنخر جهاز الأمن الفرنسي، وينضح بنكوص وتقاعس قضاء بلاد الأنوار في مراقبة المؤسسات الأمنية الفرنسية.

وقد حصلت الجريدة من مصادرها على محاضر القضية التي يتابع فيها سفيان حمبلي، وحاورت بعض مخالطيه في المغرب، كما استمعت لمحامين على علاقة بهذا الملف؛ وذلك في محاولة لتسليط الضوء على قضية شغلت الرأي العام المغربي والفرنسي، بطلها بارون مخدرات استطاع أن يجند الأمن والقضاء الفرنسيين لمشاركته في تنفيذ أعمال إجرامية مذيلة بطابع “حشيش رسمي”.

الحلقة الثالثة: بارون مخدرات بحماية أمنية
من يطلع على تصريحات سفيان حمبلي أمام المحققين في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية يدرك جيدا أن الشرطة الفرنسية ذهبت بعيدا في “خرق وانتهاك” المواثيق الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وتحديدا الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية؛ بل إن المتمعن في محاضر ومشتملات هذه القضية يخرج بقناعة راسخة مؤداها أن الأمن الفرنسي، ممثلا في مكتب فرانسوا تيري، ساهم في تقويض الجهود الدولية لمكافحة تهريب المخدرات، وفي إفراغ الصكوك الدولية ذات الصلة بمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية من محتواها ومن فاعليتها. فالمشرع الدولي عندما نص في المادة 11 من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية لسنة 1988 على إتاحة استخدام تقنية التسليم المراقب إنما كان يروم تفكيك الشبكات الإجرامية التي تنشط في مجال تهريب المخدرات ورصد امتداداتها وارتباطاتها في دول عديدة ومختلفة.

والاتفاقية الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية (باليرمو 2000) عندما استعرضت في المادة 20 منها أساليب التحري الخاصة، مثل العمليات المستترة أو الاختراق والتسليم المراقب للمخدرات، لم تكن تعلم بأن جهازا أمنيا أوروبيا سوف يتلاعب، على بعد سنوات قليلة من صدور هذه الاتفاقية، بكل هذه الترسانة القانونية من أجل مضاعفة تهريب المخدرات بدلا من مكافحتها وزجرها.

القصة الكاملة لسفيان حمبلي .. مخبر رسمي برتبة "أكبر بارون" في أوروبا Sofian10

ومن المفاجآت التي اطلعت عليها منتديات واحة عبد الحميد في معرض لملمة شظايا هذا الفيلم البوليسي المشوق هي أن سفيان حمبلي أقر للمحققين بأنه كان يجني ما بين 4 و5 ملايين أورو (ما يناهز خمسة مليارات سنتيم) في كل عملية “اختراق Undercover” كان ينفذها لفائدة الشرطة الفرنسية! كيف ذلك؟ فحسب تصريحات Le logisticien، أنه كان يستقبل بزنزانته، بين الفينة والأخرى، أربعة أو خمسة ضباط من المكتب المركزي الفرنسي لمكافحة الاتجار غير المشروع في المخدرات، الذين كانوا يعرضون عليه المشاركة في إنجاح عملية اختراق تستهدف شبكات إجرامية تعتزم تهريب شحنات من المخدرات من المغرب صوب فرنسا.

وكإجراءات تكتيكية وعملياتية، كان المحققون الفرنسيون يصطحبون سفيان حمبلي، تحت حماية أمنية سرية، نحو الفندق المجاور للسجن أو ذاك القريب من مقر المديرية المركزية للشرطة القضائية بباريس. وهناك يكشفون له عن اسم البارون الذي يرغبون في الإيقاع به، ويطلبون منه البحث عن وسيلة للتواصل معه وإقناعه بمساعدته في تهريب المخدرات صوب فرنسا، مستغلين في ذلك “سمعة وشبكة علاقات ومخالطات” سفيان حمبلي في صفوف شبكات المخدرات بكل من إسبانيا وفرنسا والمغرب.

ويكشف سفيان حمبلي أن الهدف من هذه العملية كان هو “غرس” أحد رجال الأمن الفرنسيين داخل الشبكة الإجرامية، بعدما ينجح في إيهام أعضائها بأن الشرطي المتخفي هو عضو بارز في شبكته، وأنه بمقدوره تهريب الأطنان من المخدرات بكيفية آمنة نحو وجهتها الأخيرة. ويردف سفيان حمبلي في تصريحاته: “إن عمليات الاختراق الأولى كان يسمح بنجاحها من طرف الشرطة الفرنسية، لتعزيز الثقة في الشرطي المتخفي لدى شبكات التهريب. وهذا (النجاح) كان يسمح بالضرورة بمرور شحنات كبيرة من المخدرات التي كان يتقاضى على إثرها سفيان مبالغ مالية تتراوح ما بين 4 و5 ملايين أورو”.

لكن المفاجأة الكبرى هي عندما كشف سفيان حمبلي للمحققين كيف كان يتلاعب بمعية مكتب مكافحة المخدرات الفرنسي بتقنية “التسليم المراقب”؛ ففي سردياته بخصوص هذه النقطة، أوضح Le logisticien بأنه نفذ، خلال فترة تعامله مع الشرطة الفرنسية، ما يزيد عن خمسين عملية تسليم مراقب للمخدرات بين المغرب وإسبانيا وفرنسا! وأنه كان يحصل كنصيب خالص من وراء كل عملية على ما يزيد عن أربعة ملايين أورو!

لكن السؤال الذي شغل الرأي العام المغربي والفرنسي هو: كيف كان يتم التلاعب بـ”التسليم المراقب للمخدرات”؟ وكيف كان يتم تسخير هذه التقنية القانونية لإغراق أوروبا بثلث استهلاكها من المخدرات “بشكل رسمي”؟ يجيب سفيان حمبلي بأن مكتبOCRTIS، وهي التسمية المختصرة للمكتب المركزي لمكافحة الاتجار غير المشروع في المخدرات بفرنسا، كان يتولى إخراجه من السجن في كل مرة يرغب فيها في تنفيذ عملية تسليم مراقب للمخدرات.

ويُسهب سفيان حمبلي أكثر في الشرح قائلا: “إن مكتب OCRTIS كان يعمد إلى مراسلة القضاء الفرنسي من أجل التماس توجيه طلب رسمي إلى السلطات المغربية بغرض السماح بتنفيذ عملية قانونية للتسليم المراقب للمخدرات بين البلدين. وبعد موافقة المغرب، يعمد سفيان بدوره إلى الاتصال بشبكات تهريب أخرى يعرض عليها خدمته في لعب دور اللوجيستيك لتهريب كميات كبيرة من المخدرات تتراوح ما بين خمسة أطنان وعشرين طنا”.

وفي ملخص لهذه المناورة التي تلتف على أحكام القانون الدولي، يوضح سفيان حمبلي بأنه كان يستغل عملية التسليم المراقب للمخدرات التي تنصب رسميا على تهريب ثلاثة أو أربعة أطنان، ويضيف عليها شحنة إضافية في ملكية شبكة أخرى قد تصل إلى عشرين طنا، ويعمد بعد ذلك إلى تهريبهما معا، مستفيدا في ذلك من رفع الحدود عليها وعدم مصادرتها من طرف المغرب وإسبانيا، امتثالا لإجراءات التعاون الأمني والقضائي الدوليين، قبل أن تعمد الشرطة الفرنسية لاحقا لضبط الشحنات الأولى المذكورة في وثائق التسليم المراقب، وتتغاضى عن الشحنات الإضافية!.

وبخصوص مصير الشحنات الإضافية غير المعنية في طلب التسليم المراقب، يؤكد سفيان حمبلي أنها كانت تصل إلى وجهتها النهائية سالمة! وكان يتقاضى نصيبه خالصا من وراء عملية تهريبها! لكن المفاجأة الأخطر هي أن جميع هذه العمليات كانت تتم بعلم فرانسوا تيري، المدير السابق لمكتب OCRTIS، حسب اعترافات سفيان حمبلي دائما.

القصة الكاملة لسفيان حمبلي .. مخبر رسمي برتبة "أكبر بارون" في أوروبا Hambli10

الاختطاف والاحتجاز والتعذيب.. الوجه الآخر لبارون فرنسا الأول
خلال الفترة التي اشتغل فيها سفيان حمبلي “كبارون شبه رسمي” لحساب المكتب المركزي الفرنسي لمكافحة الاتجار غير المشروع في المخدرات، كانت السلطات المغربية قد شرعت وقتها في معاينة وتسجيل بعض الحوادث الإجرامية الخطيرة وغير المألوفة على الصعيد الوطني.

فقد سجلت مصالح الأمن المغربي في تلك الفترة قضايا إجرامية عديدة تتعلق بالاختطاف والاحتجاز والتعذيب والمطالبة بفدية مالية، والتي كانت تُنفذ في إطار تصفية الحسابات بين شبكات الاتجار الدولي في المخدرات، مع ارتباطها بقاسم مشترك يجمع بين كل هذه القضايا يتمثل في “استنكاف وإحجام” الضحايا عن تسجيل شكايات مباشرة أمام مصالح الأمن، لأنهم كانوا بدورهم مطلوبين للعدالة في قضايا إجرامية مختلفة.

لكن ما هو الخيط الناظم بين سفيان حمبلي، المعتقل ساعتها بفرنسا على ذمة قضايا تهريب المخدرات، وبين جرائم الاختطاف والاحتجاز والتعذيب والمطالبة بفدية مالية التي تم تسجيلها بالمغرب، وتحديدا بمدينتي الدار البيضاء والرباط في سنتي 2013 و2014؟

فحسب المساطر الاستنادية والمرجعية التي أحالتها الفرقة الولائية الجنائية بالدار البيضاء على الوكيل العام للملك بالرباط بتاريخ 19 نوفمبر 2013 بتهم تكوين عصابة إجرامية لأغراض ارتكاب جنايات ضد الأشخاص والممتلكات والاختطاف والاحتجاز والتعذيب والمطالبة بفدية مالية؛ فقد كشف المتهم الرئيسي وقتها المدعو إسماعيل (ز) أن سفيان حمبلي هو من اتصل به من فرنسا مرات عديدة، وطالبه بالتنسيق والتحضير لاختطاف غريمه الفرنسي من أصل جزائري مفيد بوشيبي الملقب بـ”موفMouf ” أثناء وجوده بالمغرب، وذلك بسبب خلافات بينهما حول مبالغ مالية مهمة من عائدات التجارة غير المشروعة في المخدرات.

وتشير محاضر هذه القضية، التي رفعت عنها السرية لاحقا بعد صدور الحكم النهائي في حق المتابعين فيها، إلى أن سفيان حمبلي، بعدما تأكد من استدراج مفيد بوشيبي إلى مدينة الرباط، أوعز لأحد مساعديه وهو (م) أرسلان باختطاف الضحية الجزائري وتعريضه للتعذيب وطلب فدية مالية من أفراد عائلته؛ غير أن هذه العملية ستبوء بالفشل بعدما اندلعت معركة طاحنة بين الخاطفين وأفراد عصابة مفيد بوشيبي، والتي انتهت بتخليص هذا الأخير دون سداد مبلغ الفدية المالية.

لكن سفيان حمبلي سوف يعيد نفس سيناريو الاختطاف، مستعملا نفس أفراد الشبكة الإجرامية الذين تمكنوا في مرحلة لاحقة من النجاح في اختطاف مفيد بوشيبي بمدينة الدار البيضاء واحتجازه لما يربو عن عشرة أيام، قبل أن يتم الإفراج عنه بعد حصول الخاطفين على مبلغ ثلاثة ملايين درهم كفدية مالية. السيناريو نفسه سوف تتم إعادة تجسيده مرة ثالثة يضيف إسماعيل (ز) الذي تورط في المشاركة في ارتكاب هذه الجرائم، موضحا في تصريحاته أمام المحققين أن سفيان حمبلي هو من كلّف انطلاقا من سجنه بفرنسا المسمى (م) أرسلان بمهمة اختطاف واحتجاز وتعذيب ضحية آخر يدعى هذه المرة جمال الدين (ط)، وذلك انتقاما منه بسبب شبهة استحواذه على شحنة من المخدرات كانت في ملكية Le logisticien.

وفي سياق متصل، علمت منتديات واحة عبد الحميد، من خلال مراجعة جميع وثائق هذا الملف، بأن جريمة القتل العمد التي ذهب ضحيتها المسمى نبيل عبد الدين الملقب بـ Yanis le boxeurما زالت تطوق عنق سفيان حمبلي، عللاى الرغم من أنه نفى أمام المحققين أية علاقة له بإزهاق روح هذا الأخير، الذي كان يشارك دائما في ارتكاب عمليات الاختطاف والاحتجاز والتعذيب التي كان يحرض عليها سفيان حمبلي انطلاقا من سجنه في فرنسا.

لكن الخطير في الاعترافات التي تضمنتها تصريحات جميع المشاركين في عمليات الاختطاف والاحتجاز والتعذيب هو أنها أجمعت على أن المحرض الرئيسي على ارتكاب هذه الجنايات ضد الأشخاص والأموال يبقى هو سفيان حمبلي، وأن توقيت ارتكاب هذه الجرائم الخطيرة كان يتزامن مع تاريخ عمله كمخبر لفائدة الشرطة الفرنسية! وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى معرفة الأمن الفرنسي بضلوع Le logisticien في ارتكاب هذه الجرائم البشعة التي وصلت حد القتل العمد بالمغرب؟

والراجح هو أن الجواب بالإيجاب، تؤكد مصادر متطابقة لمنتديات واحة عبد الحميد، مشددة في هذا الإطار “على أن الجهاز الأمني الفرنسي، الذي كان يعلم بأن سفيان حمبلي يستغل التسليم المراقب والاختراق لتهريب المخدرات بشكل رسمي، أكيد سيكون على دراية مسبقة بمشاريعه الإجرامية التي كانت تستهدف أمن الأشخاص وسلامة أموالهم وممتلكاتهم”.




https://www.hespress.com/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%ad%d9%85%d8%a8%d9%84%d9%8a-%d9%85%d8%ae%d8%a8%d8%b1-%d8%b1%d8%b3%d9%85%d9%8a-915275.html


https://www.hespress.com/%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d8%b7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%86%d8%af%d9%85%d8%a7-%d8%ac%d9%86%d9%89-%d8%b3%d9%81%d9%8a%d8%a7-915629.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القصة الكاملة لسفيان حمبلي .. مخبر رسمي برتبة "أكبر بارون" في أوروبا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكاية من التاريخ .. القصة الكاملة لفتح الأندلس ومن هو الرابح الحقيقي
» الكوميدي المغربي باسو يتحوّل إلى "ناطق غير رسمي" باسم الحكومة
» أقرأ هذه القصة قصة حب حدثت بالفعل
» القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراها بتمعن
» حركة 20 فبراير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات واحة القصر الكبير  :: ๑۩۞۩๑ الخواطر والقصيدة الحرة القصص القصيرة الروايات ๑۩۞۩๑-
انتقل الى: