بولونيا والمغرب: علاقات قوية تتطلع نحو المستقبل
15 يوليو 2020
وارسو - بروابطهما القوية والمتينة والمكانة الخاصة التي تحتلها المملكة المغربية والجمهورية البولونية على الساحتين الإقليمية والدولية ، تحافظ الرباط ووارسو على علاقات متميزة تتطلع الى المستقبل من خلال الحوار الثنائي المنتظم والمؤهلات ،التي لا تعد ولا تحصى ، التي يزخر بها البلدان.
ويوفر الحوار البناء والمشاورات السياسية المنتظمة وتقارب وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك قوة دفع مهمة لمواصلة مسار تعميق أواصر هذه العلاقات المتميزة .
ويتضح من هذه المشاورات السياسية دعم بولونيا للمغرب في الهيئات الدولية ، لا سيما فيما يتعلق بشراكة المغرب والاتحاد الأوروبي ، خاصة وأن وارسو تعتبر المملكة شريكًا أساسيًا في المنطقة ، ليس فقط للاتحاد الأوروبي ولكن أيضا لبولونيا ومنطقة وسط وشرق أوروبا.
فمنذ عام 1959 ، استمرت العلاقات بين وارسو والرباط في التطور والسير بثبات في المنحى التصاعدي الايجابي والنوعي ،الذي تعزز من وقت لآخر بعدة اتفاقيات بين البلدين في مجالات مختلفة ومتنوعة (سياسية ، اقتصادية ، قضائية ، سياحية ، ثقافية).
وانطلاقا من الرغبة في توسيع علاقاتهما الدبلوماسية وتنميتها بشكل مضطرد ، أشاد البلدان في مناسبات عديدة ، بالزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية مع الإصرار على ضرورة دعم التعاون أكثر فأكثر ، وخاصة في المجالين الاقتصادي والثقافي ، مع الأخذ في الاعتبار إمكانات ومؤهلات البلدين وموقعهما الاستراتيجي ومكانتهما الاعتبارية إقليميا ودوليا .
وأعربت وارسو ما مرة عن يقينها بأن المغرب يعد لاعبا مهما في شمال إفريقيا وشريكا مهما لها بالنظر إلى خصوصية المملكة ،كدولة مستقرة وآمنة ومركز اقتصادي محوري في القارة الإفريقية ، وهي المميزات التي طالما نوه بها المسؤولون البولونيون خلال كل مناسبة وفرصة، كما نوهوا بمستوى العلاقات السياسية البينية وآفاق الشراكة التي تشمل الكثير من المجالات الواعدة والحيوية ،خاصة منها الاقتصادية والتجارية والجامعية.
ويتمتع صاحب جلالة الملك محمد السادس باحترام وتقدير عميقين في بولونيا ، وشكلت مبادرات صاحب الجلالة لضمان الاستقرار والتنمية البشرية في المغرب وفي محيطه القاري والإقليمي محل تنويه كبير من قبل البولونيين في كل المناسبات وعلى مستوى كل المنابر .
وخلال اجتماع عقده في وقت سابق من هذا العام سفير المملكة المغربية لدى بولونيا عبد الرحيم عثمون ، أثنى رئيس مجلس الشيوخ البولوني ، توماش غرودزكي ، على التقدم الذي أحرزه المغرب تحت قيادة صاحب جلالة الملك محمد السادس.
وأكد رئيس مجلس الشيوخ البولوني أن أحد نقاط القوة في المملكة هو استقرارها ودورها الريادي في المنطقة خاصة ،وعلى صعيد القارة الأفريقية عموما .
وقد أبرز السيد عثمون في هذه المناسبة على الأهمية التي يوليها البلدان لتعزيز علاقاتهما الثنائية ، بدعم لا مشروط من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس البولوني أندريه دودا ، مشيراً إلى أهمية تكثيف الزيارات والتبادل بين البلدين وبث روح متجددة في التعاون الاقتصادي والثقافي لرفعه إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين الرباط ووارسو.
وشدد الدبلوماسي على الدور المهم للمؤسسات التشريعية في البلدين في تعميق هذا التعاون ، لا سيما من خلال تبادل الزيارات ووجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وذات التخصص .
وفي السياق نفسه ، تم إنشاء مجموعة الصداقة البرلمانية البولونية المغربية في مجلس الشيوخ في فبراير الماضي ، وتتشكل المجموعة من القطبين الرئيسيين في المشهد السياسي البولوني ، وهما حزب "القانون والعدالة" الحاكم و حزب "المنبر المدني " المعارض.
وفيما يتعلق بالقطاع السياحي ، أصبح المغرب ، الزاخر بالمؤهلات والإمكانيات السياحية التي جعلت منه وجهة دولية بامتياز ، اليوم واحدة من الوجهات الأساسية في السوق البولونية الواعدة التي يقبل عليها بتزايد وبشغف كبير .
وأتاحت الدورة ال27 لمعرض وارسو الدولي للسياحة "ترافيل تريد وارسو " ،الذي جرى تنظيمه في نوفمبر الماضي ، فرصة أخرى لتعزيز جاذبية الوجهة المغربية وإبراز الجوانب المتعددة للثقافة المغربية متعددة الروافد .
وشارك وفد كبير من مهنيي السياحة المغاربة تقدمه المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عادل الفقير في معرض "تي تي وارسو" ،الذي شكل مناسبة للقاء بمنظمي الرحلات السياحية الرائدة في سوق أوروبا الشرقية والتوقيع مع شركات بولونية سياحية مرجعية ،مثل "إتاكا" ،اتفاقيات و شراكات لإطلاق خط جوي رابط بالسعيدية برسم المواسم الصيفية المقبلة بمعدل رحلتين في الأسبوع.
ونظرا لقوتهما والفرص التي يوفرها الجانبان ، فإن البلدين مقتنعان بشدة بضرورة رفع مستوى التعاون الثنائي بشكل أكبر والمضي قدما نحو شراكة اقتصادية من الجيل الجديد .شركات بولونية عملاقة تستعد لتوطين مصانع كبرى بالصحراء المغربية
06 مارس, 2021 - 08:37:00
جلسة عمل عقدها سفير المغرب لدى بولونيا عبد الرحيم عثمون مع وفد يضم كبار رجال الأعمال البولونيينأكدت مجموعات صناعية بولونية كبيرة تعمل في مختلف القطاعات الاقتصادية، امس الجمعة في وارسو، عزمها الاستثمار في المملكة المغربية.
جاء هذا التأكيد، خلال جلسة عمل عقدها سفير المغرب لدى بولونيا عبد الرحيم عثمون مع وفد يضم كبار رجال الأعمال البولونيين، من أجل التحضير لزيارة عمل للمملكة، من المتوقع أن تتم نهاية شهر مارس الجاري، لا سيما للأقاليم الجنوبية التي تشهد دينامية تنموية في جميع المستويات.
ويأتي هذا الاجتماع في سياق تعبير العديد من المقاولين البولونيين عن اهتمامهم بفرص الاستثمار في مختلف القطاعات الواعدة في المغرب، وعن قرارهم الاستثمار في الأقاليم الجنوبية في إعلان تم توقيعه في يناير الماضي.
وضم الوفد، الذي شارك في جلسة العمل، ريشارد فتوركوفسكي، رئيس مؤسسة “لوغ”، أحد المصنعين الأوروبيين الرائدين في مجال الإضاءة الاحترافية، وهي الشركة التي تتخصص في إنتاج وتصنيع الإضاءة الخارجية لمختلف البنيات التحتية، وكذلك في الإضاءة الزخرفية والإضاءة الداخلية والخارجية للمباني وفضاءات البيع بالتجزئة وباقي الفضاءات المعمارية.
كما شارك في هذا الاجتماع كرزيستوف مايكوفسكي، رئيس شركة “فلاي أرغو” المتخصصة في تكنولوجيا تصنيع الطائرات العمودية الخفيفة للاستخدامات المتعددة، بما في ذلك في المجالين الصحي والفلاحي، وزبيغنييف شكوبيك، رئيس شركة “ألوماست” المتخصصة في إنتاج المواد المركبة، منها الهياكل الحاملة لأعمدة الكهرباء والإنارة والاتصالات، وبيوتر غابانوفيتش، رئيس شركة “إيف شارج”، منتج محطات شحن السيارات الكهربائية.
كما حضر جلسة العمل توماش غوتكوفسكي عضو المجلس الإداري لشركة “كا زيد في إم أوغنيوخرون”، المتخصصة في تصنيع معدات ومواد مكافحة الحرائق، ورادوسلاف كاتشماريك، المدير المالي لشركة “إيمير”، المتخصصة في إنتاج الدهون الحيوانية السائلة والمحاليل الغذائية الغنية بالبروتين، وروبيرت يدرزيشيك، المسؤول الإداري لمكتب المحاماة “إر جي أند بارتنيرز لاو”.
وأعرب مايكوفسكي، رئيس شركة “فلاي أرغو”، في تصريح عقب جلسة العمل، عن إعجابه بمناخ الأعمال الملائم للاستثمارات والديناميات الاقتصادية التي تعيشها المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأشار إلى الإمكانات المتاحة من قبل الشراكة الكبيرة والمتعددة وفرص الاستثمار المقدمة لشركة “فلاي أغرو” في السوق المغربية الكبيرة، وأيضا على صعيد إفريقيا.
بدوره، رحب فتوركوفسكي، رئيس شركة “لوغ”، بنتائج هذا اللقاء، الذي أتاح بشكل خاص تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتعددة في المغرب والشراكات المحتملة التي ستقام خلال الزيارة “الاستكشافية” القادمة للمملكة.
وأكد، في هذا الصدد، أهمية هذه الزيارة التي تفتح المجال أمام الشركات والمقاولات البولونية متعددة الاهتمامات للاستثمار في المغرب، الذي يشكل بوابة حقيقية نحو السوق الإفريقية.
من جانبه، أشاد رادوسلاف كاشماريك، رئيس مجموعة شركات “أوغنيوخرون” و “إيمير” و “إيدينا” و “دوكا” بدعم المغرب للشركات والمقاولات البولونية من مختلف الاهتمامات الراغبة في الاستثمار في المملكة، معبرا عن ارتياحه لدعم مشاريعه الاستثمارية في المغرب، وخاصة في المناطق الجنوبية، وأيضا في إفريقيا لتوسيع أعماله.
وبهذه المناسبة، أعرب كاشماريك عن أمله في أن يتوج هذا التعاون بالنجاح على المستوى الأوروبي، وأن يساعد في تعزيز العلاقات بين بولونيا والمغرب.
من جانبه، أشاد روبرت ييدرزيتشيك الشريك الإداري في مكتب المحاماة بنتائج جلسة العمل هذه لاتخاذ قرار بشأن برنامج الزيارة من أجل الإعداد المناسب لهذه المهمة في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
كما أشار إلى أن الشركات المشاركة في هذه الزيارة ممتنة للغاية للدعم المقدم لها من أجل الاستثمار في المغرب.