عائشة أصبان : إذا أردت أن تحقق حلمك الفني يجب عليك أن تبيع كرامتك

فنانة رقيقة ذات حس مرهف صادقة في أعمالها محبة للناس ومتسامحة. تعتبر أن جوهر السينما ليس هو رسم صورة للمراة عارية أو بقبلات لا معنى لها من أجل الربح التجاري، وأن الإنتاجات الوقحة تحقق أكبر العائدات في المغرب، وترى أن العديد من المنتجين والمخرجين والممثلين يفكرون في جيوبهم لا في بلدهم وشعبهم، ولتحقق حلمك الفني يجب عليك أن تبيع كرامتك، وأن الجمال ليس كل شيء بنسبة للممثلة، وتقول أن المهرجانات واللقائات هي مجرد إهدار للمال العام،كماترى مشاركة الممثلين المغاربة في الإنتجات العربية بعضها مشرف والبعض الأخر يسيء للمغرب. إنها الممثلة عائشة أصبان في هذا الحوار مع "هبة بريس".

نرحب بيك الفنانة عائشة أصبان ونبداء بسؤالك من هي عائشة أصبان؟؟

إنسانة عادية، تحب كل ما هو جميل في الحياة، وتقتات عروقها من نفحات البساطة وحب الناس.

نتحدث كثيرا عن ضرورة تطور السينما المغربية، لكن في المقابل لا نتحدث بشكل كاف عن أي سينما نريد، وهل يجب أن تكون هذه السينما دافعا للوعي الجماعي أم نريدها فقط سينما لمغازلة الكبت الجنسي أو الشبقي الذي مازال يعاني منه المجتمع المغربي، وبالتالي تحقيق إيرادات مهمة؟ أهذا هو جوهر السينما في رأيك وماهو الطريق الصحيح الذي يجب أن نسلكه في المغرب؟
جوهر السينما عامة، هو توعية الناس ورسم صورا لتاريخ وحضارات البلاد وإنجازاتها الرائعة، وطرح مشكلات عويصة يعاني منها المجتمع أو قد يعاني منها مستقبلا، وذلك بالتأكيد ليس عن طريق الإثارة أو رسم صورة لمرأة عارية أو بقبلات لا معنى لها من أجل الربح التجاري، يجب على المسؤولين في المكاتب السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، أن يصبوا إهتمامهم بالنصوص والسيناريوهات المقدمة لهم قبل إعطاء رخص التصوير، وأن يهتموا بكل ما يحمل رسالة للمجتمعات وهذا للاسف نفتقده، فالمراقبة الفنية في المغرب منعدمة تماما.

هل فعلا السينما في المغرب تعكس حقيقة المجتمع ومشاكله همومه، أم أنها سينما طوباوية تجارية تشتغل فقط على عاهات المجتمع لأنه الأنسب لها تجاريا، وتبتعد عن عمق مشاكل وهموم المجتمع المغربي، أنت كممثلة أين تجدين نفسك من كل هذا؟

هناك فعلا بعض الأفلام الجيدة، التي ناقشت أو طرحت مشكلات وهموم مغربية حقيقية وهي قليلة جدا، والأن إختفت فجأة بشكل كامل، ولكن أغلب الأفلام التي أنتجت مؤخرا هي مجرد أجزاء من أفلام إيباحية مع كامل احتراماتي لها، وهذا يخجلني حين أقول أن هذا إنتاج مغربي، وأنا شخصيا بالطبع لا أجد نفسي في إنتاجات وقحة كهذه وأرفضها، بالرغم من حبي الكبير للتمثيل لكن حبي لكرامتي أكبر بكثير.

دعينا نطرح عليك هذا السؤال الوقح، ونعتذر مسبقا على طرحه، البعض يتحدث في المغرب عن أن الإيرادات هي التي تعكس نجاح الفيلم من عدمه وتعطيه قيمة لدى الجمهور، وهنا سنأتي إلى السؤال الذي يقول: لو عرض فيلم بورنوغرافي في جميع القاعات السينمائية المغربية فيمكن الجزم أنه سيحقق أعلى الإيرادات في قاعات السينما في المغرب، فهل يعتبر هذا مقياسا يا ترى على النجاح، وهل سنمضي في هذا الاتجاه مادام أن الجمهور كان حكما وحقق لهذا الفلم النجاح جماهيريا؟

للاسف الشديد معك حق، فالإنتاج الوقح يحقق أعلى نسبة لبيع التذاكر في شباك القاعات السينمائية، ودعنا نقارن بين السينما الوقحة والسينما الهندية، التي تشكل نجاحا عالميا باهرا، هل تعرف لماذا تحقق هذا النجاح ليس لأنها وقحة بل لأنها تحتوي عنصر التشويق والمتعة الفرجوية، وللأسف هذا ما نفتقده في السينما المغربية أيضا، حيث أن إنتاجاتنا مملة إن صح التعبير، وإذا أردت مشاهدة فيلم مغربي درامي يجب عليك أن تحمل معك وسادة وتستلقي على السرير فالنوم سيهاجمك بالتأكيد، وهذا ليس مشكل السيناريو الذي يفتقر للنهاية ولا هو مشكل الممثلين الذين يقلدون بعض المشاهير، هم فقط يفعلون ما يطلبه منهم المخرج كالدمية الألية، بل هو في الحقيقة مشكل الإبداع الفقير الذي نعاني منه في المغرب.

في رأيك لماذا نتوقف عند الأعمال السينمائية وحتى التلفزيونية في المغرب حول الجسد وكأنه يشكل لنا عقدة، لماذا لا نقتحم الهوية، لماذا يخاف العديد من المخرجين الإقتراب من التاريخ الأسود للمغرب كتازمامارت وقلعة مكونة وحرب الريف والفساد في المؤسسات الكبرى؟ أليست السينما في أمريكا وحتى في مصر ساهمت في الوعي الجماعي من خلال مثل هذه الأعمال؟

دائما ما كان يطرح علي هذا السؤال، ولكنني لم أجب عليه من قبل لأن الجواب واضح وضوح الشمس، لأنه وبكل بساطة كل واحد يفكر في نفسه وفي الربح الذي سيجنيه بعد عرض الفيلم، كما أنه لا يمكن لأي أحد ان يناقش قضية سياسية مغربية محضة أو فضح فساد المؤسسات الكبرى، لأنه وبكل بساطة لا يفكر في أن يخسر منصبه كفنان أو كمخرج او كمنتج، و يبقى الجواب الوحيد فإنهم لا يفكرون سوى في مصالحهم الشخصية، عكس أمريكا ومصر والهند أو بلدان أخرى حققت نجاحات وساهمت في التوعية كثيرا لانهم يحبون بلدهم و شعبهم قبل جيوبهم.

يتحدث البعض لتنال دور في أحد الاعمال يجب ان تهدر الكثير من ماء الوجه وتقيم علاقات شخصية مع المخرجين ما تعليقك؟

نعم ومعى كامل الاسف، فإذا أردت أن تحقق حلمك الفني يجب عليك أن تبيع كرامتك، وهذا يحزنني بل وقد عانيت منه ولا زلت أعاني منه كثيرا، حيث تتجمد عزيمتي عندما أقابل مخرجا من أجل مناقشة العرض المقدم لي، بعد إستقبالي وإخباري بأنه سيعطيني دور مهم، يفاجئني بطلب وقح وهذا طالما رفضته ولا زلت أرفضه حتى وإن كان على حساب إعتزال مهنة التمثيل نهائيا.

إلى أي حد تعتقدين أن الشكل والجمال يخدم الممثلة ؟

الممثلة هي المبدعة، الموهوبة، المتواضعة، المنضبطة، وليست هي المرأة الجميلة، لأن لا الشكل ولا الجمال يخدمان الممثلة في شيء مادي، بالرغم من أنهم يحكمون على الممثلة من خلال جمال شكلها وجسدها غير مبالين بما تقدمه، والدليل أمامكم في المسلسلات والأفلام المغربية.

أين تقف حدود الجرأة عند عائشة أصبان؟

في حدود المعقول والجدية، أنا حرة ولكنني لست منحلة.

يشهد المغرب العديد من اللقاءات والمهرجانات السينمائية، ما تقييمك لها وهل هي كافية لخلق حركة سينمائية ؟

مجرد إهدار للمال العام، ورخصة سياحية او ترفيهية لعائلات المنظمين اوالفنانين اوالمسؤولين وغيرهم، واذا كانت لم تعطي أية نتيجة لحد الأن بسبب المحسوبية والزبونية التي تلفها من كل الجوانب، فهل يمكن لمهرجانات يجد فيها كل هذا ان تخلق حركة سينمائية بطبيعة الحال لا.

في رأيك ومن موقعك كممثلة، هل نجحت تجربة الأعمال العربية المشتركة التي يشارك فيها العديد من الفنانين المغاربة وماهو تقييمك لها؟

قد نقول أنها نجحت، اذا نظرنا لما قدمه الممثلون المغاربة في المسلسلات والأفلام العربية التاريخية، مثل محمد مفتاح وهشام بهلول والعديد من نجوم مغاربة أخرين، وهذا شيء نفتخر به ونعتز به كمغاربة، ولكن أسفنا يحقن حسرتنا عندما نشاهد جمال وجسد المراة المغربية يهان بطريقة إستفزازية في الأفلام والمسلسلات العربية، وهذا طبعا بإستخدام إمراة مغربية حقيقية، بكل صراحة شيء مؤسف عندما تتحول رغبة الممثلة في الشهرة إلى التخلي عن مبادئها و قيمها كمغربية.

ماهو مشروعك الفني الذي تطمحين لتحقيقه على صعيد المسرح والتلفزيون والسينما وماهو جديد عائشة أصبان؟

أطمح لتغيير واقع المرأة المغربية و تحويل مسارها نحو الطريق الصحيح، و تقديم رسائل لتوعية الضمير والعقل المغربي فينا، ولكن ما باليد حيلة مع ذالك الطموح و الأمل مستمران للأبد. بخصوص مشروعي المستقبلية، لي فيلم سينمائي مشترك بين إسبانيا والمغرب سيتم تصويره في نهاية هذه السنة ان شاء الله، وسيكون باللغة الاسبانية، دعني لا أتكلم في التفاصيل حتى يحين الوقت المناسب لذالك.

فلاش:

عائشة أصبان، من جيل الممثلات الجديد الدافق بالحيوية، والحامل لمشعل الاستمرار والتألق في الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية المغربية،من مواليد العاصمة المغربية الرباط سنة 1988 اقتحمت عالم الفن بسبب حبها الكبير له،شاركت في العديد من الملتقيات الوطنية والدولية وبالرغم من صغر سنها فقد تألقت في كل مجالات وساهمت في العديد من الأنشطة الفنية بالمغرب كما شارك في العديد من الاعمال.

أنا أحب هذه الممثلة انها صديقة لي على الفيسبوك و أنا من متتبعي أخبارها و معجب بطريقة تفكيرها و ثقتها بنفسها , و ما أحبه أكثر فيها هو صراحتها و جرأتها البالغة في التعبير عن رأيها و هي واثقة الخطى , برافو اختي عائشة كانت اجاباتك كلها صريحة و وواقعية ,