بناء العقول أهم من بناء البروج

إنجازات تستحق الإشادة بها عنوان مقالتي في الأسبوع الماضي، أوضحت فيها الإنجازات التاريخية للقيادة السعودية منذ تأسيس الدولة السعودية وذلك بمناسبة اليوم الوطني. وكنت قد سردت جزءا من تاريخ الإنجاز، وهي مشاركة وطنية من الكتاب يقومون بها سنوياً بمناسبة العيد الوطني. إلا أن مناسبة العيد الوطني هذا العام كانت متميزة ومختلفة عن الاحتفالات السنوية بالعيد الوطني السابقة حيث ارتبط الاحتفال بالعيد الوطني هذا العام بالاحتفال بمولد إنجاز جديد سيربط تاريخه بتاريخ العيد الوطني هذا العام متمنياً أن يكون احتفالنا في كل عيد وطني قادم احتفالاً بإنجاز تنموي جديد لأن قراءة التاريخ لوحدها لا تكفي وإنما الاحتفال بالإنجازات الجديدة أو القادمة يكون مكملاً لقراءة الإنجازات التاريخية السابقة، والأهم من ذلك هي أن بناء الإنجازات المرتبطة ببناء العقول أهم بكثير من بناء البروج. إن الاحتفال بافتتاح جامعة عملاقة مثل جامعة الملك عبدالله هو احتفال عربي وإسلامي يضع الجامعات السعودية والعربية والإسلامية على خارطة أهم الجامعات العالمية، وإن تركيز هذه الجامعة على البحث العلمي سيعيد للعرب أمجادهم العلمية التي كتبها التاريخ العلمي في مختلف المجالات، وإن فتح الباب لطلبة العلم من جميع أنحاء العالم يؤكد أن المملكة العربية السعودية تؤمن إيماناً كاملاً بأن العلم للجميع وليس حكراً على شعب دون آخر.

وأن إنجاز هذا المشروع العلمي المتميز في فترة قصيرة جداً من عمر إنشاء الجامعات العلمية والمراكز البحثية والمؤسسات العلمية يؤكد مدى اهتمام وإصرار الملك عبدالله لإنجازه وذلك لقناعته اللامحدودة بأهمية العلم والبحث العلمي. وكما كتبت قبل عامين في إحدى مقالاتي الأسبوعية أن مشروعاً يحمل اسم الملك عبدالله لا يقبل الفشل وليس أمامه إلا النجاح، وكنت أقصد آنذاك مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وجامعة الملك عبدالله. وهما مشروعان عملاقان متجاوران على الساحل الغربي للمملكة. وبالفعل أثبتت شركة أرامكو السعودية أن مشروع جامعة الملك عبدالله أصبح حقيقة على أرض الواقع وبدأ تشغيله منذ أسبوعين وهذه أولى خطوات النجاح وهي الأساسية وسنرى قريباً نجاح الخطوات القادمة والمتمثلة في مخرجات الجامعة العلمية من بحوث علمية أو علماء متخصصين أو اكتشافات علمية ستسهم في تطوير العمل والتقنية الحديثة في الصناعة والطاقة والخدمات.

ولا أود الدخول في التفاصيل العلمية لأن الحملة الإعلامية المصاحبة للافتتاح كانت ناجحة في نشر التفاصيل الدقيقة للجامعة. ولكنني لم أكن أرغب أن تمر هذه المناسبة المهمة في تاريخ التعليم في المملكة بدون أن تكون لي مشاركة متواضعة بالإشادة بهذا المشروع الذي سيخلد اسم الملك عبدالله وحيث إنني أحد المهتمين بالتعليم والاستثمار في التعليم العام والجامعي فإنني أشعر بفخر واعتزاز كبيرين جداً بإنشاء هذا المشروع، وأنتهز هذه المناسبة لأطرح على نفسي أسئلة عديدة أتمنى أن أجد لها جواباً أو أن يتجرأ أحد الذين لديهم الجواب ويجيب عليها. ومن هذه الأسئلة لماذا لا تقتدي الإدارة في الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى بإدارة شركة أرامكو؟ ولماذا لا يُطبق النظام الإداري والمالي والرقابة المالية في أرامكو على بقية الوزارات والأجهزة الحكومية؟ وإذا كان الجواب أن شركة أرامكو السعودية على نظام الشركات المطبقة نظام العمل والعمال فأنا سأضم صوتي لمن يطالب بتحويل بعض الأجهزة الحكومية إلى نظام الشركات شريطة أن تأخذ نموذج شركة أرامكو وتطبقه بحذافيره. أما السؤال الثاني فهو لماذا لا نطبق أنموذج شركة أرامكو في تنفيذ مشاريعها والرقابة عليها فنياً ومالياً وإدارياً على بعض المشاريع التنموية الأساسية في المملكة. وهنا أتساءل لماذا مشاريع أرامكو العملاقة والمشاريع المسندة لها للتنفيذ مثل مشروع جامعة الملك عبدالله تُنفذ في وقتها وحسب المواصفات الموضوعة ومشاريع الدولة الأساسية الأخرى تتأخر سنوات مثل مشاريع تحلية المياه ومشاريع الكهرباء ومشاريع المدن الصناعية ومشاريع السكك الحديدية ومشاريع تنقية المياه ومشاريع تنقية البيئة ومشاريع تطوير المطارات ومشاريع المباني المدرسية ومشاريع أخرى تضمنتها خطط التنمية ولم تنفذ؟ لماذا لم تواجه شركة أرامكو تعقيدات الصرف على المشاريع من وزارة المالية؟ وقد يكون الجواب لأن مشاريعها لا ترتبط بوزارة المالية ولا تعقيدات المسؤولين بها فلا جدولة في الصرف ولا تخفيض في الميزانيات المطلوبة لتنفيذ المشاريع ولا حسم في عدد الوظائف المطلوبة كماً ونوعاً.

أما السؤال الثالث فهو لماذا لا نطبق نظام شركة أرامكو في بناء الكوادر السعودية المتخصصة فنياً وإدارياً ومالياً علماً بأن معظم موظفي أرامكو سعوديون من جميع أنحاء المملكة حصل بعضهم على شهاداتهم العلمية من جامعات سعودية وتدرب داخل الشركة وخارجها والتحق البعض بالشركة قبل حصوله على الشهادة فتدرب داخل الشركة وابتعث لتكملة دراسته خارج المملكة ثم عاد ليعمل في شركة أرامكو داخل منظومة عمل منضبطة وبيئة عمل محفزة فنجحوا في أعمالهم وأوكلت لهم مسؤوليات مهمة داخل الوطن وخارجه وكان أحدهم وزير البترول المهندس علي النعيمي الذي تدرج حتى تقلد أعلى منصب في الشركة وهو الرئيس التنفيذي ليكون أول رئيس تنفيذي لشركة أرامكو السعودية ثم تم تعينه وزيراً للبترول لكفاءته وتميزه، وبالأمس قلده الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسام الملك عبدالعزيز، وقلد زميليه رئيس شركة أرامكو ونائبه وسام الملك عبدالعزيز. وهم جميعاً مواطنون سعوديون تخرجوا من مدرسة شركة أرامكو العملية وهم من أبناء هذا الشعب السعودي وليسوا مستقدمين من الغرب أنجزوا وأبدعوا وتميزوا. ويبقى السؤال الأخير لماذا لا تتكرر هذه النماذج في الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى؟ وهل هي قضية بيئة عمل؟ أم قضية نظام عمل؟ أم قضية قيادة إدارية؟ أم قضية حسن اختيار للقيادات الإدارية؟

أسئلة عديدة في ذهني وذهن غيري من المواطنين، ولقد كتبت قبل عامين وطالبت بأن توكل مهمة معالجة بعض القضايا الأساسية التي يعاني منها المواطنون في بعض المدن السعودية لشركة أرامكو وأشرت بالتحديد لمدينة جدة التي تعاني من كوارث مستقبلية مثل كارثة التلوث البيئي. نعم أعلم أن طرح هذا الموضوع على بعض المسؤولين المعنيين وزراء وما دونهم يسبب حساسية ويرى البعض أنهم قادرون على معالجة هذه القضايا وهم في الحقيقة عاجزون لأسباب يعرفونها جيداً ولكنهم غير قادرين على الإفصاح عنها.

مشكوره على الموضوع الرائع المفيد

ربي يسعدك ويفرج همك وينولك مرادك

اختكم في الله تحياتى

حقيقة وبدون مجامله شعرت باخلاصك الصريح في كل حرف ذكرته .

بوركت عزيزي وجين على النصائح الذهبيه جعلها الله في ميزان حسناتك ونفع بك إنه مجيب الدعاء .

أجمل تحيه ودمتِ بسعاده .

مبروك المدونه الجديده
والا الامام من التقدم والعطاء
تقبلي ودي وردي

معلومات روووووووووووووووووووووووووعه


جزاك الله خير الجزاء


واسعدك الله في الددارين ...............

جزاك الله كل خير
مشتاقين لكل جديد ومفيد
تقبل ارقي تحياتي