| حقوق الابن قبل ولادته: | |
|
+12ابراهيم البقالي الطاهري يوسف manarr bedoo رمضان khalidb manzah ليلى Latifa روزاليس alharrak hamid 16 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
hamid المديرالعام ; صاحب المندي الادارة العامة
عدد المساهمات : 3926 نقاط : 11789 السٌّمعَة : 3801 تاريخ التسجيل : 04/05/2010 العمر : 63 الموقع : ksar el kebir maroc
| موضوع: حقوق الابن قبل ولادته: الأحد مايو 09, 2010 12:04 am | |
| حقوق الابن قبل ولادته: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الذرية بلا شك عزيزة غالية، فهي قطع الأكباد وثمار القلوب، وعماد الظهور وقرة العيون وزينة الحياة، ثم هي بعد ذلك أمانة من الله سامية يضعها بين أيدي العباد ليرعوها حق رعايتها، ويصونها حق صيانتها، ولكن الآباء في العهود الأخيرة أهملوا أبناءهم إهمالاً شنيعاً، لا نقول: أهملوهم في الطعام والثياب والفراش والسكن، فذلك قدر من العيش ميسور للناس مع اختلاف في الأحوال والأشكال، ولكنهم أهملوهم فيما هو أهم وأعظم وأخطر وأكبر؛ أهملوهم في تقويم نفوسهم وتطهير أرواحهم وتدعيم أخلاقهم، في تنشئتهم على الدين والعبادة، وفي ضرب القدوة الصالحة لهم، وفي تحديد الطريق المستقيم أمامهم، ومن هنا خرج الأولاد بلا هدفٍ ولا إيمان، وبلا رصيد من عزيمةٍ أو أخلاق، فتفرقت بهم السبل وتوزعتهم الأهواء، وتقسمتهم الأخطاء وعاشوا في دنياهم بأفئدة هواء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
أيها الإخوة! كم يطيب لنا وكم يسرنا أن يكون معنا في هذه الحلقة أو الندوة المباركة صاحب الفضيلة الشيخ/ محمد بن صالح المنجد إمام وخطيب جامع عمر بن عبد العزيز بـالخبر.الشيخ: حياكم الله، أهلاً وسهلاً. المقدم: بارك الله فيك. الشيخ: الله يحييك. المقدم: أقول: من ثمرات الزواج إنجاب الأولاد، والذين هم -أعني: الأولاد- قبل ذلك نعمة من الله سبحانه وتعالى يمن بها على من يشاء من عباده، يقول الله عز وجل: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً} [الكهف:46] أقول: ولا ريب أن هذه النعمة إنما تثمر ثمرتها، وتؤتي أكلها بإذن ربها متى ما قام الآباء بالحقوق الواجبة تجاه أبنائهم، فهل لنا صاحب الفضيلة أن نتعرض على طبيعة تلك الحقوق، مثلاً: حقوق الأولاد عند الولادة كيف تكون حقوقهم؟ الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الإخوة والأخوات .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأحييكم في هذه الحلقة، وأسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعاً الإخلاص والعلم النافع والعمل الصالح. وقد سبق الحديث عن حقوق الوالدين ونتحدث -أيضاً- عن حقوق الأولاد كما تفضل أخي حفظه الله، وحق الولد على أبيه حقٌ عظيم وعندما نقول: الولد، فإنه يشمل الذكر والأنثى، إنه حقٌ من قبل الولادة بل من قبل الزواج عندما يختار له أمه التي ستربيه: "فاظفر بذات الدين تربت يداك"، "تزوجوا الودود الولود"، ودعاء: {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران:38] وعند إتيان الزوجة يسمي الله سبحانه وتعالى، الولد له حق في الحياة فهو يخرج من بطن أمه ولذلك لا يجوز إسقاطه ولا قتله، لا قبل الولادة ولا بعد الولادة: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ} [الإسراء:31] أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك من أكبر الكبائر: {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير:8-9] الجاهلية التي كانت تأخذ الأم عند الولادة إلى حفرة فالقابلة تستلم المولود، فإن كان ذكراً أبقوه وإن كانت أنثى طموا عليها التراب، عوضتنا الشريعة بشيء عظيم في استقبال البنات: "من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جزته -أي: من غناه وماله- كن له حجاباً يوم القيامة من النار". من حقوق الولد في بطن أمه أنه لا يجوز للحامل أن تتناول أي شيء يضعفه أو يشوهه، بل ينبغي أن تتقوى لتغذيته. هذه المرأة التي أتي بها لما ثبت عليها الزنا لترجم، النبي عليه الصلاة والسلام لأجل حق الولد أبقاها ولم يرجمها حتى تضع، ثم حتى ترضع، وحتى فطمته، وفي يده كسرة خبز، ثم بعد ذلك كان الرجم، هذا الجنين إذا سقط له دية عند الاعتداء عليه. هذه الزوجة التي ينبغي أن تراعى عند الحمل لأجل المولود، فعليك -يا أيها الزوج- بمراعاتها عند الوحام وغيره، إنها قضية مهمة، النسب من حقوق الولد. إن إثبات النسب حقٌ لله، وحقٌ للطفل وللأب والأم، هذا النسب الذي يصونه عن الضياع والتشرد، الولاية، الإرث في الصغر، له حقوق كثيرة بسبب النسب، فلا يجوز لأب مسلم أن ينفي ولده دون بينة. من الأمثال القبيحة التي توجد عند بعض العامة أن يقول: هذا ولدي إن صدقت أمه. ما هذا الكلام؟ كذلك لا يجوز للإنسان أن يدعي من ليس ولداً له ويضيفه إلى نسبه، ثم يستقبل المولود استقبالاً كريماً بالبشارة وكذلك يؤذن في أذنه اليمنى، فيسمع الولد شهادة التوحيد، يحنك بالتمر المعجون، يحلق رأسه، يدهن بالزعفران.
حق الابن في تسميته وعقيقته وختانه: إن من حقوق الابن أن يسمى اسماً حسناً، النبي عليه الصلاة والسلام سمى الحسن والحسين، وحسَّن على التسمية بعبد الله وعبد الرحمن وسمى بنتاً جميلة، وأخرى حسانة، هذه التسمية في اليوم الأول أو في اليوم السابع كلاهما لا بأس به وفي أي يومٍ آخر، وهنا نرى يا أخي الكريم، والإخوة المشاهدين أشياء عجيبة تحدث في قضية التسمية عندما يسمي بعض الناس أولادهم من ذكور وإناث أسماء عجيبة.. أسماء جاهلية.. أسماء مبغوضة شرعاً، ودعنا الآن من قضية الأسماء المعبدة لغير الله المنتشرة، وأشياء لا تليق بالله عند بعض الأعاجم كعاشق الرحمن ونحوه! والأسماء المكروهة شرعاً مثل: فتنة .. فاتن .. هيام، هذا اسم مرض يصيب الإبل، واحد اتصل على الخطوط ليحجز؛ قال: عندي امرأة، قال: ما اسمها؟ قال: لحظة، فانتظر موظف الخطوط، ثم قال: ما اسمها يا أخي، قال: لحظة، فانتظر مرة أخرى، ثم قال الموظف: عندنا ناس، قال: يا أخي اسمها: لحظة. ثم آخر يقول: ما اسم الراكبة؟ قال: اسمها فضيحة، قال: يا أخي! تكلم، لا حرج، قال: اسمها فضيحة، قال: نحن إخوان.. ثم تبين أن اسم البنت فضيحة، وهذا شخص جاءته خمس بنات، فجاءه توأم بنات، ماذا سماهما؟ اسم الحدث الريح الذي يخرج من الدبر فعله وفعيلة، على وزن فعلة وفعلية. المقدم: هذه أسماء غريبة جداً، وحتى يحاول أن يجعل لها أصلاً ويقول: هذه موجودة في اللغة العربية ارجع إلى القاموس. الشيخ: ولو رجع إلى القاموس ربما لا يعرف شيئاً ولا يعرف كيف يستخدم القاموس أصلاً، وآخر من كرهه للبنات توعد زوجته لما جاءت بالبنت السادسة سماها مغضوبة، واحد يسمي فوطة ومسفوطة، وهذه أسماء حقيقية، ثم بعد ذلك نسمع ونقرأ في الجرائد واحد من كرهه لزوجته لما جاءه ذكر وأنثى سمى البنت جهنم والابن عزرائيل، ثم يقولون: ما وجدنا في القانون ما يمنع التسمية بهذا .. إذا كان القانون لا يحمي المغفل، الشريعة تحمي المغفل، عندنا خيار الغبن، وخيار العيب، الشريعة تحمي الولد والمولود والوالدة والأب، الشريعة تحمي الناس، الله سبحانه وتعالى أنزلها هكذا، ثم قضية التشبه بأسماء الكفار في بعض الأسماء: روزا، كريستين، ليندا، ديانا، جاكلين، ماري، مادونا، هذه أسماء موجودة، وقد كنت ألقيت محاضرة في مدرسة خاصة للبنات، أعطيتهم أسئلة جاءت الإجابات وكل واحدة مكتوب الاسم الأول، تصور يا أخي بنت مسلمة مكتوب نانسي، لماذا هل الأسماء الإسلامية، عائشة، هل سمعنا أن الكفار يسمون أولادهم عائشة وفاطمة، وحفصة، مثلاً، ونورة وجوهرة، هل يسمون بالأسماء الإسلامية، انتهت الأسماء الطيبة حتى نسمي بأسماء القوم: {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ} [آل عمران:119] فلما تسمون بأسمائهم، ثم أسماء رخوة، بدلاً من زينب زيزي، بدلاً من فاطمة فيفي، وهكذا أسماء أعجمية مثل: نيفين .. ناريمان، لماذا لا نسمي الأسماء الصحيحة؟ هناك ارتباط بين الاسم والمسمى، أسماء عباد الله الصالحين، أسماء الأنبياء. أيها الإخوة! الأب عندما يسمي لابد أن يقلب الاسم من جميع الوجوه وينظر هل يليق الاسم بالمولود، وإذا كبر هل يليق به إذا صار به جداً أو صارت جدةً. المقدم: الحقيقة أن الأسماء -ولله الحمد- مجاناً وليست بمال، فوسع الله عز وجل دائرة الأسماء قال: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ} [النجم:23] فهي كثيرة، لكن دعني أطرح هذا التساؤل يا شيخ محمد: هل التسمية من حق الأب أم أنها من حق الأم؛ لأننا لربما أحياناً يلوح في سماء البيت سحابة غضب وزمجرة لماذا لم تسم على اسم أمي؟ والثاني يقول: لماذا لم تسم على اسم والدتي، أنا أحق وهكذا؟ الشيخ: أما التسمية شرعاً فإنها من حق الأب لأنه سيضاف إلى اسمه وينسب إليه كما نص على ذلك العلماء، ولذلك الأم لا تنازع الأب حقه، وعلى الأب ويستحب للأب وينبغي على الأب أن يشاور الأم في هذه القضية، ويأخذ رأيها، هي حملته وتعبت فيه، وتحملت آلام المخاض والوضع فيراعي أيضاً حالها. ومن الطرائف أن أباً أصر على اسم ابنه فيصل، والأم أصرت على طلال، وأهله معه، وأهلها معها، والولد يعيش إلى الآن باسمين فيصل وطلال، يجب أن نعلم أن هذه التسمية حق للأب شرعاً وهو يراعي زوجته. قضية العقيقة؛ العقيقة سنة مستحبة من فوائدها فك ربطة الشيطان، تسلط الشيطان على المولود لحديث: "كل غلام مرتهن بعقيقته" مرتهن، فهو مربوط، الشيطان عليه تسلط فإذا ذبحت العقيقة، وإذا لم يكن الأب قادراً -الحمد لله- هي سنة وليست بواجبة، ثم الحلق وبعض الناس ربما يقول: هذه المنطقة لينة في رأس الولد أنا أخشى عليه من الضرر، فنقول: انتق حلاقاً جيداً. الختان من حق الولد فيترتب له عليه مصالح كثيرة في صغره وفي كبره. ومن القضايا التي تكون في مسألة الصغر الرضاع الذي ينبغي للأم ألا تهمله، لا بحجة أن شكلها سيسوء، والمحافظة على شكل الصدر، تهمل الرضاع، وتنتقل بالولد إلى ما يضره، وكذلك بعض الآباء ربما الأم ترضع الولد الآن وفي وقت رضعته يقول: اتركي الولد وتعالي إلي، وهذا من حق الولد أن يرضع، فهذه مسائل مهمة عند الولادة ينبغي مراعاتها من حقوق المولود في الإسلام. | |
|
| |
alharrak alharrak : وسام أفضل الرد وسام شكر
عدد المساهمات : 1522 نقاط : 1823 السٌّمعَة : 149 تاريخ التسجيل : 28/05/2010 العمر : 38 الموقع : ksar el kebir maroc
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الجمعة مايو 28, 2010 11:07 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} | |
|
| |
روزاليس
عدد المساهمات : 1466 نقاط : 1719 السٌّمعَة : 147 تاريخ التسجيل : 07/08/2010 العمر : 52 الموقع : الدولة الفلسطينية
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الخميس أكتوبر 14, 2010 1:36 pm | |
| ﴿ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾ | |
|
| |
Latifa
عدد المساهمات : 1834 نقاط : 2377 السٌّمعَة : 286 تاريخ التسجيل : 15/07/2010 العمر : 43 الموقع : فاس المغرب
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الجمعة نوفمبر 12, 2010 11:52 am | |
| الأطفال في الإسلام هم زهرة الحياة الدنيا وزينتها، وهم بهجة النفوس وقُرَّة الأعين، وهم شباب الغد الذي تنعقد عليهم آمال المستقبل. والطفولة عند الإنسان هي المرحلة الأولى من مراحل عمره، وتبدأ منذ ميلاده وتنتهي ببلوغه سنَّ الرشد، حيث يكمل نمو عقل الإنسان ويقوى جسمه ويكتمل تمييزه، ويُصْبِح مخاطَبًا بالتكاليف الشرعيَّة، يقول الأستاذ سيد قطب: "والطفل الإنساني هو أطول الأحياء طفولة، تمتدُّ طفولته أكثر من أي طفل آخر للأحياء الأخرى؛ ذلك أن مرحلة الطفولة هي فترة إعداد وتهيُّؤ وتدريب للدور المطلوب من كل حيٍّ باقية حياته، ولما كانت وظيفة الإنسان هي أكبر وظيفة، ودوره في الأرض هو أضخم دور، امتدَّت طفولته فترة أطول، ليَحْسُن إعدادُهُ وتدريبُهُ للمستقبل"[1]. وتُعَدُ مرحلة الطفولة اللَّبِنَة الأساسيَّة في بناء شخصيَّة الفرد إيجابًا أو سلبًا، وفقًا لما يُلاقيه من اهتمام، وجاء الإسلام ليُقَرِّرَ أن لهؤلاء الأطفال حقوقًا وواجبات، على اعتبار أنهم شريحة مهمَّة من المجتمع لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها، وذلك قبل أن تُوضَع حقوق ومواثيق الطفل بأربعة عشر قرنًا من الزمان! وعلى هذا فثَمَّة حقوق مهمَّة حفظها الإسلام للطفل، فاقت في شمولها ومراحلها كل الأنظمة والقوانين الوضعيَّة قديمها وحديثها، حيث اهتم الإسلام به في كل مراحل حياته: جنينًا، ورضيعًا، وصبيًّا، ويافعًا، ثم شابًّا، إلى أن يصل إلى مرحلة الرجولة، بل اهتم الإسلام بالطفل قبل أن يكون جنينًا!! وذلك كله بهدف إخراج رجال أسوياء، قادرين على تحدِّي كل المستحدثات الحضاريَّة. وهذه الحقوق التي كفلها الإسلام متعددة الجوانب, فمنها حقه فبل ولادته, وأثناء فترة الحمل والولادة, ثم بعد وضعه إلى بلوغه. ولما كان الدور الأكبر في رعاية وتنشئة الطفل تنشئة سليمة يتمثَّل في دور الوالدين، فقد حرص الإسلام على أن تنشأ الأسرة في الأساس بزوج تقيٍّ وزوجة صالحة، وفي ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الزوج باختيار الزوجة الصالحة ذات الدين فقال: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"[2].
وفي ذلك لم يَقِف الإسلام في وجه من أراد المرأة الجميلة، أو ذات المال أو الحسب، ولكن بشرط ألا تتعارض مع الأخلاق والدين. وكذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الزوجة باختيار زوجها على نفس المعيار والأساس؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ"[3]. وكذلك هنا لم يَقِف الإسلام مانعًا من زواج المرأة للرجل الغني بشرط ألا يكون ذلك على حساب الدين.للطفل حقوق قبل ولادته ولا ريب في أن هذا الاختيار وذاك الأساس من شأنه أن يعود بالنفع التامِّ والمصلحة المباشرة على الطفل الذي يكون ثمرة هذين الزوجين الصالحين، لينشأ بعد ذلك في أسرة ودودة متحابَّة، تعيش في ظلِّ تعاليم الإسلام.
ومن حقِّ الطفل أيضًا قبل ولادته ذاك التوجيه النبوي الشريف في الدعاء عند الجماع، والذي يحفظ الجنين من الشيطان؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، لَمْ يَضُرُّهُ"[4].
وكذلك من حقوق الطفل التي أقرَّها الإسلام قبل ولادته: تحريم إجهاضه وهو جنين[5]، وإجازة الفطر في رمضان للمرأة الحامل، وتأجيل حدِّ الزنا حتى يُولد وينتهي من الرضاع، وإيجاب الدية على قاتله.
[1] سيد قطب: في ظلال القرآن 1/ 214. [2] البخاري عن أبي هريرة: كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح (4802)، ومسلم: كتاب الرضاع، باب استحباب نكاح ذات الدين (1466). [3] الترمذي: كتاب النكاح عن رسول الله، باب ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه (1004)، وحسنه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (1022). [4] البخاري: كتاب النكاح، باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله (4767)، ومسلم: كتاب النكاح، باب ما يستحب أن يقوله عند الجماع (2591). [5] وذلك إلا لعلَّة ليس هذا موضع تفصيلها. حقوق الطفل بعد ميلاده
فقد وضع الإسلام للطفل أحكامًا تتعلَّق بولادته، كان منها: 1- الاستبشار بالمولود
استحباب الاستبشار بالمولود عند ولادته، وذلك على نحو ما جاء في قوله تعالى عن ولادة سيدنا يحيى بن زكريا مولودعليهما السلام: "فَنَادَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ"، وهذه البشارة للذكر والأنثى على السواء من غير تفرقة بينهما. 2- التأذين في أذنيه
ومنها أيضًا الأذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى، وفي هذا اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد أذَّن النبي صلى الله عليه وسلم في أذن الحسن بن علي رضي الله عنهما عند ولادته، روى ذلك عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، قال: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلاَةِ".
وفي الأذان والإقامة في أُذُن المولود فوائد ذكرها ابن القيِّم فقال: "وسرُّ التأذين - والله أعلم - أن يكون أوَّل ما يَقرع سمع الإنسان كلماتُه المتضمِّنة لكبرياء الربِّ وعظمته، والشهادة التي أوَّل ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يُلَقَّن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكَر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثيره به وإن لم يشعر، مع ما في ذلك من فائدة أخرى؛ وهي هروب الشيطان من كلمات الأذان، وهو كان يرصده حتى يُولد فيقارنه للمحنة التي قدَّرها الله وشاءها، فيسمع شيطانه ما يضعفه ويغيظه أول أوقات تعلُّقه به، وفيه معنى آخر؛ ألا وهو أن تكون دعوتُه إلى الله وإلى دينه الإسلام وإلى عبادته سابقةً على دعوة الشيطان، كما كانت فطرة الله التي فطر عليها سابقةً على تغيير الشيطان لها ونقله عنها، ولغير ذلك من الحِكم". 3- استحباب التحنيك
ومن حقوق الطفل كذلك عند ولادته استحباب تحنيكه بتمر، وذلك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو موسى رضي الله عنه، قال: "وُلِدَ لِي غُلاَمٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ".
وفي توضيح ذلك يقول النووي: "اتَّفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته بتمر، فإن تعذر فما في معناه وقريب منه من الحلو، فيَمضغ المحنِّك التمر حتى تصير مائعةً بحيث تُبْتَلَع، ثم يفتح فم المولود ويضعها فيه؛ ليدخل شيء منها جوفه، ويُستحبُّ أن يكون المحنِّك من الصالحين وممن يُتبرَّك به، رجلاً كان أو امرأة، فإن لم يكن حاضرًا عند المولود حُمِلَ إليه". 4- حلق شعر الرأس التصديق بوزنه
ومن حقوق الطفل بعد ولادته حلق شعر رأسه والتصدُّق بوزنه فضة، وفي ذلك فوائد صحِّيَّة واجتماعيَّة؛ فمن الفوائد الصحِّيَّة: تفتيح مسامِّ الرأس، وإماطة الأذى عنه، وقد يكون ذلك إزالةً للشعر الضعيف لينبت مكانه شعر قويٌّ، أما الفائدة الاجتماعية فتعود إلى التصدُّق بوزن هذا الشعر فضة، وفي ذلك معنَى التكافل الاجتماعي ومما يُدْخِل السرور على الفقراء، وفي ذلك فقد روى محمد بن علي بن الحسين أنه قال: "وَزَنَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَعَرَ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ فَتَصَدَّقَتْ بِزِنَتِهِ فِضَّةً". 5- اختيار الاسم الحسن
ومن حقوق الطفل كذلك عند ولادته حقُّه في التسمية الحسنة؛ فالواجب على الوالدين أن يختارا للطفل اسمًا حسنًا يُنادى به بين الناس، ويُمَيَّز به عن أشقَّائه وأقرانه، وأوجب الإسلام أن يحمل الاسم صفة حسنة أو معنًى محمودًا، يبعث الراحة في النفس والطمأنينة في القلب؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ".
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسمي أبناء أهله وأقاربه وأصحابه، ويتخيَّر لهم الأسماء الحسنة والجميلة، كما أحب صلى الله عليه وسلم الأسماء التي تحمل معنى العبوديَّة لله، والأسماء التي تحمل معاني الخير والجمال والحبِّ والكمال؛ فالاسم الذي يحمل أحد هذه المعاني يُوقظ في وجدان صاحبه المعاني السامية والمشاعر النبيلة، ويُشعره بالعزَّة والفخار باسمه واحترام ذاته، ويُبْعِدُه عن سخرية الناس واستهزائهم، وعلى النقيض من ذلك، فالأسماء القبيحة تُثير في نفس صاحبها عدم الرضا عن النفس، وتدفعه للانطواء على الذات، والانعزال عن الآخرين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فالأسماء القبيحة تُثير السخرية والاستهتار من قِبَلِ الآخرين، مما يُوَلِّد في نفس صاحبها مَرَارة، وجرحًا غائرًا، وقد يدفعه ذلك إلى الخجل الشديد، وعدم القدرة على مواجهة الناس ومواقف الحياة، وقد يدفعه أيضًا إلى كراهية الناس والابتعاد عنهم؛ لذا فقد حبَّب الإسلام تسمية الأولاد بالأسماء التي تحمل معاني العبودية لله تعالى، أو بأسماء الأنبياء؛ يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : "تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ: عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا: حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا: حَرْبٌ وَمُرَّةُ.
ومن أصدق ما جاء في ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء إليه رجل يشتكي ابنه ويقول: يا أمير المؤمنين، إن ابني هذا يعقني. فقال عمر للابن: أما تخاف الله في عقوق والدك؟ قال الابن: يا أمير المؤمنين، أَمَا للابن حقٌّ على والده؟ قال عمر: حقُّه عليه أن يستنجب أُمَّه، ويحسن اسمه، ويعلمه كتاب الله. فقال الابن: فوالله ما استنجب أمي، وما هي إلا أمة مشتراة، ولا أحسن اسمي، بل سماني جعلاً، ولا علَّمني من كتاب الله آية واحدة!! فالتفت عمر إلى الرجل، وقال: تقول ابني يعقني؟ فقد عققته قبل أن يعقَّك!! 6- العقيقة
وكذلك من حقوق الطفل بعد ولادته العقيقة، ومعناها ذبح الشاة عن المولود يوم السابع من ولادته، وحكمها سنة مؤكَّدة، وهي نوع من الفرح والسرور بهذا المولود، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة فقال: "لاَ أُحِبُّ الْعُقُوقَ، وَمَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَفْعَلْ عَنِ الْغُلاَمِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ".
وروى البخاري عن سلمان بن عامر الضبي، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَعَ الْغُلاَمِ عَقِيقَةٌ فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى"، وعن وقتها قيل في اليوم السابع أو الحادي والعشرين.
7- إتمام الرضاعة
ومن حقوق الطفل كذلك بعد ولادته حقُّه في الرضاعة، والرضاعة عملية لها أثرها البعيد في التكوين الجسدي والانفعالي والاجتماعي في حياة الإنسان وليدًا ثم طفلاً، وهو ما أدركته الشريعة الإسلاميَّة، فكان على الأمِّ أن تُرضع طفلها حولين كاملين، وجعل ذلك حقًّا من حقوق الطفل، قال تعالى: "وَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ المعروف".
ولقد أثبتت البحوث الصحيَّة والنفسيَّة في الوقت الحاضر أن فترة عامين ضروريَّة لنمو الطفل نموًّا سليمًا من الوجهتين الصحيَّة والنفسيَّة، بَيْدَ أن نعمة الله وكرمه على الأمَّة الإسلاميَّة لم تنتظر نتائج البحوث والتجارِب التي تُجْرَى في معامل علم النفس وخلافها من قِبَلِ العلماء النفسيِّين والتربويِّين، بل سبقت ذلك كله، ونلاحظ مدى اهتمام الشريعة بالرضاعة وجعلها حقًّا من حقوق الطفل إلا أن ذلك الحق لم يكن مقتصرًا على الأمِّ فقط، إذ إن هناك مسئولية تقع على كاهل الأب، وتتمثل هذه المسئولية في وجوب إمداد الأم بالغذاء والكساء حتى تتفرَّغ لرعاية طفلها وتغذيته، وبذلك فكل منهما يؤدِّي واجبه ضمن الإطار الذي رسمته له الشريعة السمحة، محافظًا على مصلحة الرضيع المسندة إليه رعايته وحمايته، على أن يتمَّ ذلك في حدود طاقتهما وإمكانيتهما، قال تعالى: "لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا". 8- الختان
ومن حقوق الطفل أيضًا بعد الولادة الختان، وهذا الأمر ثابت في السنة وإجماع العلماء، وهو وإن كان من سنن الفطرة إلا أن العلماء قالوا بوجوبه، ومن الأحاديث التي ثبت بها الختان ما رواه أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الاِخْتِتَانُ وَالاِسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ وَنَتْفُ الإِبِطِ".
والحكمة من ذلك أنه تشريع إلهي شرعه الله لعباده ليكمل به فطرتهم، ولأنه بواسطته يمكن التخلُّص من الإفرازات الدهنية، كما أنه يُقَلِّل من إمكان الإصابة بالسرطان، وأيضًا يُجَنِّب الأطفال من الإصابة بسلس البول الليلي، وهو أيضًا: يجلب النظافة، والتزيين، وتحسين الخِلْقَة، وتعديل الشهوة.
9- الحضانة والنفقة
ومن حقوق الطفل على أبويه كذلك حق في الحضانة والنفقة؛ فقد أوجبت الشريعة للطفل على الأبوين رعايته والمحافظة على حياته وصحته وتربيته وتثقيفه، وهو ما يُعْرَفُ بمرحلة الحضانة، وقد جعلت الشريعةُ للأمِّ الحقَّ في حضانة طفلها في حالة وقوع الخلافات الزوجيَّة حتى سنِّ السابعة من العمر، التي يكون الطفل قد اجتاز فيها المرحلتين، مرحلة المهد ومرحلة الطفولة المبكِّرة؛ إذ تُعْتَبَر هاتان المرحلتان من أهمِّ المرحل في حياة الطفل، حيث يُقَرَّر بعدها بقاءه مع أُمِّه أو أبيه، وتُتْرَكُ له حرية الاختيار بينهما، وهذا منتهى العدل والرحمة الإلهية.
وبالإضافة إلى حقِّ الطفل في الحضانة أيضًا له الحقُّ في النفقة، والنفقة تشمل الطعام والكسوة والسكن.
وهذا بالإضافة أيضًا إلى رعايته وجدانيًّا؛ وذلك بالإحسان إليه ورحمته وملاعبته وإدخال السرور عليه, وكذلك رعايته علميًّا وتعبُّديًّا، وهذه الرعاية من إيمان، وتعليم القراءة والكتابة، والصلاة والصيام، وأعمال البرِّ وآداب السُّنَّة، إنما هي أسباب الحياة الحقيقية؛ حياة القلب والرُّوح والسعادة الأبديَّة، وأخيرًا رعايته سلوكيًّا واجتماعيًّا؛ وذلك بتعويده على الفضائل ومكارم الأخلاق، وحُسن اختيار صحبته، والدعاء له وتَجَنُّب الدعاء عليه، وكذلك احترامه وتشجيعه على الصراحة بالحقِّ. 10- التربية الإسلامية أهم الحقوق
وهذه الحقوق تكفل للطفل أن ينشأ في أسرة تُطَبِّق تعاليم الله، فتترسَّخ مبادئ الإسلام في قلبه، فينشأ محبًّا للإسلام مطبِّقًا لتعاليمه.
على أنه بقي واجبٌ وحقٌّ مهمٌّ بعد هذه الحقوق، ويتمثَّل في التربية الإسلامية؛ فهي الأمل المنشود في تكوين جيل من المصلحين الذين يحملون هذا الدين إلى عامَّة الناس، وبالتربية يخرج العلماء والقادة، وبالتربية الصحيحة تتقدَّم الأمم.
ولقد أولى الإسلام عناية خاصَّة بتربية الأطفال، والتي فطن إليها أعداؤنا فأعدُّوا العُدَّة ليُجْهِزوا على أطفالنا، فقد باتت المعركة الآن على الأطفال فهم المقصد والغاية، ولقد جنَّد أعداؤنا كثيرًا من الوسائل لهذه المعركة؛ ليُهدِرُوا القيم والأخلاق.
والتربية - بدءًا - مأخوذة من كلمة الربِّ، وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئًا فشيئًا. وفي الاصطلاح تعني: إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حدِّ التمام، ومن معاني التربية تنمية قوى الإنسان الدينية والفكرية والخلقية تنمية متَّسِقَة متوازنة
(آل عمران: 39).
أبو داود: كتاب الآداب، باب في الصبي يولد فيؤذن في إذنه (5107)، وقال الألباني: حديث حسن، انظر: صحيح وضعيف سنن أبي داود (5105).
في ذلك روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ... ". البخاري: كتاب الأذان، باب فضل التأذين (573) .
ابن قيم الجوزية: تحفة المودود بأحكام المولود، ص 31.
البخاري: كتاب العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه (5045)، ومسلم: كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله إلى صالح يحنكه (3997). شرح النووي على مسلم 14/ 122، 123. مالك: الموطأ، كتاب العقيقة، باب ما جاء في العقيقة (1840).
أبو داود: كتاب الآدب، باب في تغيير الأسماء (4948)، والترغيب والترهيب 3/47 بسند منقطع.
أبو داود: كتاب الآداب، باب في تغيير الأسماء (4950)، وقال الألباني: صحيح دون قوله: تسموا بأسماء الأنبياء. وانظر: صحيح الترهيب والترغيب (1977)، وأحمد: (19054). | |
|
| |
ليلى
عدد المساهمات : 96 نقاط : 118 السٌّمعَة : 16 تاريخ التسجيل : 16/10/2010 العمر : 39 الموقع : العرائش المغرب
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الجمعة نوفمبر 12, 2010 6:06 pm | |
| اسم حشرة من الحشرات.
انظر محمد رواس قلعجي: موسوعة فقه عمر بن الخطاب، ص 100.
أبو داود: كتاب الضحايا، باب العقيقة (2844)، وقال الألباني: صحيح. انظر: السلسلة الصحيحة، (1655).
البخاري: كتاب العقيقة، باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة (5154). (البقرة: 233) . البقرة: 233 . معناه: قطع القُلْفَة (أي الجلدة) التي على رأس الذّآر.
مسلم: كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة (257). التربية فريضة على الآباء التربية فريضة على الآباءوعلى هذا فالتربية هي عملية بناء وإصلاح ورعاية حتى التمام، ولكي نضمن إخراج طفل سويٍّ لا بُدَّ من تربيته وتنشئته على الإسلام، فالنظرة التربوية الإسلامية تهتم بكل مجالات الحياة الصحيَّة والنفسيَّة والأخلاقيَّة والاجتماعيَّة وما إلى ذلك. والتربية فريضة في حقِّ الآباء، وهي مسئولية وأمانة لا يجوز التخلِّي عنها، قال تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً[1]". وهي تقوم على عدَّة عناصر هي: المربِّي والمربَّى والمنهج، وحتى تؤتي التربية ثمارها لا بُدَّ من توافر صفات في القائم بعملية التربية، وإلا لن يرى أثرًا لجهده وعمله، فغالبًا ينشأ الولد على غرار أبيه، يقول الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان منَّا على ما كان عوَّده أبوه وما دان الفتى بحج ولكن يعـوده التدين أقربوه فلا بُدَّ أن يشعر كِلا الأبوين أنهما مسئولان عن أطفالهما، وهما محاسبان على التقصير في تربيتهما، وعن هذه المسئولية يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..."[2]. وقد أمرنا الله أن نحمي أنفسنا وأبنائنا من النار يوم القيامة، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ[3]".
صفات المربي وصفات المربي هي عامل أساسي في عملية التربية لإحداث التأثُّر، فالكلام الذي لا يتبعه عمل كالرُّوح بلا جسد، ولا بُدَّ لهذه الصفات من توافرها في الأبوين وكذلك القائمِينَ بأعمال التربية، ومن هذه الصفات: 1- الحلم والأناة والبُعد عن الغضب ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة، ولقد خدم سيدنا أنس بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعله لِمَ فعلته، ولا لشيء تركه لِمَ تركته[4]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حليمًا في تعليم الأطفال، وروى عمرو بن سلمة قال: "كُنْتُ غُلاَمًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ. فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ"[5]. ولا بُدَّ للقائم على عمليَّة التربية البعد عن الغضب لما له من آثار سلبيَّة على نفسيَّة الطفل، وهذه من وصيَّة النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله رجل أن يوصه، فقال له: "لا تَغْضَبْ" وكرَّر عليه ذلك مرارًا. 2- الرفق واللين وهاتان الصفتان أساسيَّتان في عملية التربية؛ فالطفل الصغير يحتاج إلى الرفق أكثر من الشدَّة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ"[6]. 3- الرحمة وهي من أهمِّ الأسس التي تقوم عليها عملية التربية، فالرحمة من أسس النشأة القويمة والنموِّ النفسي والاجتماعي لدى الأطفال، وبافتقادهم لهذه الصفة تحدث فجوة كبيرة بين الأطفال والمجتمع الذي فيه يعيشون، ولن يكون لهم طريق إلا الانحراف والعنف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قدوةً في ذلك فكان رحيمًا بالأطفال، وانتقد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي قال له إن لي عشرة من الأبناء ما قبَّلْتُ واحدًا منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وَمَا أملك وَقَدْ نَزَعَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِكَ"[7]. 4- الاعتدال والوسطية من صفات المربِّي الناجح الاعتدال والوسطية، فالغلوُّ والتشديد ليس له مكان في ديننا، وغالبًا ما ينفر الأولاد من طابع المربِّي الذي يجنح إلى الشدَّة والغلظة. 5- القصد في الكلام وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم - وهو الذي لا يَمَلُّ من كلامه أحد - يتخوَّل أصحابه بالموعظة مخافة الملل، وليس المقصود من عملية التربية الكلام إنما الهدف هو الفعل. 6- القدوة الحسنة والقدوة الحسنة لها دور كبير في تنشئة الأولاد، فغالبًا ما يجنح الأولاد إلى التقليد، فالقدوة هنا لها دور كبير في عملية التنشئة، وقد امتدح الله عز وجل الأبوين الصالحَيْنِ وحَفَظَ المال لأبنائهما بصلاحهما فقال تعالى: "وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ[8]". وهذا طرف من صفات المربِّي الناجح لتُؤْتِيَ عمليَّة التربية ثمارها، ولا نكون كالذي يحرث في الماء، ولكي تحقق عملية التربية أهدافها ونرى نتاجها لا بُدَّ من معرفة منهج الإسلام في التربية، وما هي جوانب التربية؟
[1] (الأحزاب 72). [2]البخاري: كتاب الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس، باب العبد راع في مال سيده ولا يعمل إلا بإذنه (2278). [3] (التحريم: 6). [4]القصة في البخاري: كتاب الوصايا، باب استخدام اليتيم (2616)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب كان الرسول أحسن الناس خلقًا (2309). [5]البخاري: كتاب الأطعمة، باب التسمية على الطعام والأكل باليمين (5061). [6]مسلم: كتاب البر والصلة و الآداب، باب فضل الرفق (2593). [7]صحيح ابن حبان 12/ 407 ، و سنن البيهقي الكبرى 7/ 100 . [8] (الكهف: 82). الإسلام وشمول جوانب التربية والحقيقة أن للتربية جوانب عديدة، والإسلام لم يقتصر فيها على جوانب العبادة والأخلاق، بل امتدَّ ليشمل الجانب العقلي والاجتماعي والبدني، فهدف الإسلام أن يخرج طفلاً سويًّا ينمو عقله مع جسده، وتنمو كذلك أخلاقه مع عَلاقاته الاجتماعيَّة، ومن هذه التربية ما يلي: 1- التربية الإيمانية العباديةوتكون هذه التربية بتوجيه عواطف الطفل ومشاعره نحو حُبِّ الله وحُبِّ رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك نزرع في قلوبهم الخوف من الله؛ لأن الحُبَّ يؤدِّي إلى طاعة الله، والخوف يؤدِّي إلى البُعْدِ عن المعاصي والذنوب، ونحدَّثه عن الجنة والنار، فغالبًا ما يستهوي الأولاد هذه الحكايات، ونخبرهم أن محبَّتنا لله تنشأ من احتياجنا إليه نحن وآبائنا، فكل شيء بيده سبحانه وتعالى، وهذا ما يدفعنا أيضًا نحو شكره على نعمه. ويعمل المربِّي على غرس الإيمان الحقيقي في نفوس الأطفال الذي هو سبب سعادتهم في الدنيا والآخرة، ونأخذ بيد الطفل إلى العبادة بالتدريج، والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نُعَوِّدَ الطفل على الصلاة وهو في السابعة من عمره، ونضربه على التخلُّف عنها في العاشرة، ونُعَوِّدُهُ على الصدقة بأن نُعطي له الصدقة ليضعها مثلاً في صندوق المسجد المخصَّص للصدقات والزكاة، وكذلك الصوم وكان الصحابة رضوان الله عليه يُعَلِّمون أبناءهم الصوم ويعطونهم ما يلعبون به لينسوا الطعام وذلك ليتدرَّبوا على الصيام، وبذلك تسير الخطى نحو غرس هذه العبادات في نفوس الأطفال. التربية البدنية للطفل 2- التربية البدنيَّة المقصود بالتربية البدنيَّة هي الاعتناء بالجسم؛ وذلك ليكون سليمًا، فبالإضافة إلى الاهتمام بالعضلات وبالحواس، يجب الاهتمام بالطاقة الحيوية المنبثقة من الجسم والمتمثِّلة في مشاعر النفس، وطاقة الدوافع الفطرية والنزعات والانفعالات، حيث يراعي الإسلام أمرين هامَّين: مراعاة الجسم من حيث هو جسم يحتاج إلى الغذاء الجيِّد والمسكن الصحِّيِّ، والراحة والنوم الجيِّد والحصانة من الأمراض. وتوفير الطاقة الحيويَّة اللازمة لتحقيق أهداف الحياة، وهي أهداف تشمل كيان الإنسان كله. ولا بُدَّ من تعوديه على ممارسة الرياضة كالعدو، والسباحة، والرمي، وركوب الخيل، وغيرها، لما لها من أهميَّة في بناء جسد الفرد، وقد أجاز النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أُحُد مَن كانت له قدرة على الرمي وهو ما زال فتى يانعًا، وكذلك أجاز مَن صرعه، وذلك يدلُّ على أهميَّة بناء البدن، وأوصى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعليم الأولاد السباحة والرماية وركوب الخيل، ولا يخفى على أحد ما في السباحة من تكوين وبناء لعضلات الإنسان. 3- التربية الأخلاقية والمقصود بالتربية الأخلاقيَّة العمل على غرس قيم الخير في نفس الطفل، كالصدق والأمانة وبرِّ الوالدين والشجاعة، ومن أهمِّ جوانب التربية الأخلاقيَّة العمل على تخليته من الأخلاق البذيئة، كالكذب والجبن وما إلى ذلك. 4- التربية العقلية أعطى الإسلام للعقل عناية خاصَّة، فالإسلام يُشَجِّع الطاقات العقليَّة ويحترمها، وألقى الإسلام على عاتق الأبوين تربية عقل الطفل، فليس المقصود من التربية كما يفهم الكثيرون الطعام والكساء، بل لا بُدَّ من غذاء عقلي للطفل لينمو عقله ويستطيع أن يساير الحياة، وحتى ننهض بالعقل لا بُدَّ من اغترافه من مَعِين الثقافة والعلم، والتركيز على القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبالإضافة إلى هذه العلوم لا بُدَّ من الاطلاع على الكتب العامَّة والمعارف الأخرى، وعلى الأبوين كذلك اختيار الأصدقاء المتميِّزين بثقافتهم الإسلاميَّة. 5- التربية الاجتماعية ويقصد بالتربية الاجتماعيَّة تربية الطفل على آداب اجتماعية فاضلة، وهي المنبثقة من العقيدة الإسلاميَّة، كالنظام وحسن التعامل والتصرُّف الحكيم، وتقوم التربية الاجتماعيَّة أيضًا على التربية الإيمانيَّة والأخلاقيَّة والعقليَّة، وذلك ليستطيع التفاعل في المجتمع والتأثير فيه، وتقع هذه المسئوليَّة أوَّلاً على الأسرة. وباكتمال هذه الجوانب يصبح لدينا طفل قوي العبادة، صحيح العقيدة، متين الخلق، مثقَّف الفكر، يستطيع أن يخدم دينه وأُمَّتَه، وأن يكون لَبِنَة صالحة في المجتمع. طرق تربية الأطفال 1- التربية بالملاحظةالتربية بالملاحظة وهي ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقدي والأخلاقي، ويدخل فيه التكوين النفسي والاجتماعي، وهذه التربية جسَّدها النبي صلى الله عليه وسلم في ملاحظته لأفراد المجتمع، ويعقبها الترشيد والتوجيه. ويجب الحذر من أن تتحوَّل الملاحظة إلى تجسُّس، فمن الخطأ أن نفتِّش غرفة الولد المميَّز ونحاسبه على هفوة نجدها؛ لأنه لن يثق بعد ذلك بالمربِّي، وسيشعر أنه شخص غير موثوق به، وقد يلجأ إلى إخفاء كثير من الأشياء عند أصدقائه أو معارفه، ولم يكن هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تربيته لأبنائه وأصحابه. كما ينبغي الحذر من التضييق على الولد ومرافقته في كل مكان وزمان؛ لأن الطفل - وبخاصَّة المميَّز والمراهق - يحبُّ أن تثق به وتعتمد عليه، ويحب أن يكون رقيبًا على نفسه، ومسئولاً عن تصرُّفاته، بعيدًا عن رقابة المربِّي، فَتُتَاحُ له تلك الفرصة باعتدال. وعند التربية بالملاحظة يجد المربِّي الأخطاء والتقصير، وعندها لا بُدَّ من المداراة التي تحقِّق المطلوب دون إثارة أو إساءة إلى الطفل؛ والمداراة هي الرفق في التعليم وفي الأمر والنهي، بل إن التجاهل أحيانًا يُعَدُّ الأسلوب الأمثل في مواجهة تصرُّفات الطفل التي يستفزُّ بها المربي، وبخاصَّة عندما يكون عمر الطفل بين السنة والنصف والسنة الثالثة، حيث يميل الطفل إلى جذب الانتباه واستفزاز الوالدَيْنِ والإخوة، فلا بُدَّ عندها من التجاهل؛ لأن إثارة الضجة قد تؤدِّي إلى تشبُّثه بذلك الخطأ، كما أنه لا بُدَّ من التسامح أحيانًا؛ لأن المحاسبة الشديدة لها أضرارها التربويَّة والنفسيَّة. 2- التربية بالإشارة والتربية بالإشارة تُستخدَم في بعض المواقف كأنْ يُخطئ الطفل في وجود ضيوف أو في محفل فتكفيه إشارة باليد، أو نظرة غضب؛ وذلك لأن إيقاع العقوبة قد يجعل الطفل معاندًا؛ لأن الناس ينظرون إليه، وتُستخدم الإشارة خاصَّة مع الأطفال ذوي الحسِّ المرهف. ويدخل ضمنه التعريض بالكلام، فيقال: إن طفلاً صنع كذا وكذا، وعمله عمل ذميم، ولو كرَّر ذلك لعاقبته، وهذا الأسلوب يحفظ كرامة الطفل ويؤدِّب بقيَّة أهل البيت ممن يفعل الفعل نفسه دون علم المربِّي. 3- التربية بالموعظة وهدي السلف وتعتمد الموعظة على جانبين؛ الأول: بيان الحقِّ وتعرية المنكر. والثاني: إثارة الوجدان، فيتأثر الطفل بتصحيح الخطأ وبيان الحق وتقلُّ أخطاؤه، وأما إثارة الوجدان فتعمل عملها لأن النفس فيها استعداد للتأثُّر بما يُلقى إليها، والموعظة تدفع الطفل إلى العمل المرغب فيه. ومن أنواع الموعظة: أ- الموعظة بالقصة، وكلما كان القاصُّ ذا أسلوب متميِّز جذاب استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه، وهو أكثر الأساليب نجاحًا. ب- الموعظة بالحوار، وهي تشدُّ الانتباه وتدفع الملل إذا كان العرض حيويًّا، وتُتِيح للمربِّي أنيَعرف الشبهات التي تقع في نفس الطفل فيعالجها بالحكمة. ج- الموعظة بضرب المثل الذي يُقَرِّب المعنى ويُعين على الفَهم. د- الموعظة بالحَدَثِ، فكلما حدث شيء معيَّن وجب على المربِّي أن يستغلَّه تربويًّا، كالتعليق على مشاهد الدمار الناتج عن الحروب والمجاعات ليُذَكِّر الطفل بنعم الله، فيؤثِّر هذا في النفس؛ لأنه في لحظة انفعال ورِقَّة فيكون لهذا التوجيه أثره البعيد. وللمربِّي في ذلك مخاطبة الطفل على قدر عقله، والتلطُّف في مخاطبته ليكون أدعى للقَبول والرسوخ في نفسه، كما أنه يُحسن اختيار الوقت المناسب فيراعي حالة الطفل النفسيَّة ووقت انشراحصدره وانفراده عن الناس، وله أن يستغل وقت مرض الطفل؛ لأنه في تلك الحال يجمع بين رقَّة القلب وصفاء الفطرة، وأما وعظه وقت لعبه أو أمام الأباعد فلا يُحقِّق الفائدة. ويجب أن يَحْذَر المربي من كثرة الوعظ، فيتخوَّله بالموعظة، ويراعي الطفل حتى لا يملَّ، ولأن تأثير الموعظة مؤقَّت فيحسن تَكرارها مع تباعد الأوقات. 4- التربية بالعادة لَفَتَ النبي صلى الله عليه وسلم نظر الآباء إلى هذا النوع من التربية في حديثه صلى الله عليه وسلم الذي رواه عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه: "مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ"[1]، فالثلاث سنوات كافية ليتعوَّد فيها الإنسان على الصلاة، وكذلك جميع العبادات والأخلاق، فتصبح عادة راسخة في النفس. وقد تأكد ذلك في إرشاد ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: "وعوِّدوهم الخير، فإن الخير عادة"[2]. وبهذا تكون التربية بالعادة ليست خاصَّة بالشعائر التعبُّديَّة وحدها، بل تشمل الآداب وأنماط السلوك. هذا ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتمَّ تَكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربويَّة. وترجع أهميَّة التربية بالعادة إلى أن حُسن الخلق بمعناه الواسع يتحقَّق من وجهين: الأول: الطبع والفطرة، والثاني: التعوُّد والمجاهدة، ولما كان الإنسان مجبولاً على الدين والخُلُق الفاضل كان تعويده عليه يرسِّخه ويَزيده، ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتم تكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربويَّة. 5- التربية بالترغيب والترهيب والترهيب والترغيب من العوامل الأساسيَّة لتنمية السلوك وتهذيب الأخلاق وتعزيز القيم الاجتماعيَّة، ويمثِّل الترغيب دورًا مهمًّا وضروريًّا في المرحلة الأولى من حياة الطفل؛ لأن الأعمال التي يقوم بها لأوَّل مرَّة شاقَّة تحتاج إلى حافز يدفعه إلى القيام بها حتى تصبح سهلة، كما أن الترغيب يُعَلِّمه عادات وسلوكيَّات تستمرُّ معه ويصعب عليه تركها. والترغيب نوعان: معنوي ومادي، ولكلٍّ درجاته فابتسامة الرضا والقبول، والتقبيل والضم،والثناء، وكافَّة الأعمال التي تُبهج الطفل هي ترغيبٌ في العمل. ويرى بعض التربويِّين أن تقديم الإثابة المعنويَّة على الماديَّة أولى؛ حتى نرتقي بالطفل عن حُبِّ المادة، وبعضهم يرى أن تكون الإثابة من جنس العمل، فإن كان العمل ماديًّا نكافئه ماديًّا، والعكس.
[1]أبو داود: كتاب الصلاة، باب يؤمر الغلام بالصلاة (495)، وقال الألباني: حسن صحيح. انظر: صحيح أبي داود (466). [2] الطبراني: المعجم الكبير، 9/236. وسائل التربية وإن وسائل التربية تتعدَّد وتشمل جميع المؤثِّرات في سلوك الطفل، ونعرض هنا أهمها كما يلي: 1- التربية بالقدوة فالطفل يُحِسُّ بالحاجة إلى الانضواء[1] تحت راية كائن مرموق، فيتجه إلى الاقتداء بالوالدين أو الإخوة أو المعلمين أو الأصدقاء، ثم يتحوَّل الاقتداء إلى عمليَّة فكريَّة يمتزج فيها الوعي والانتماء بالمحاكاة والاعتزاز، ويظلُّ محتاجًا إلى القدوة في كل مراحل حياته، والاقتداء من أعظم عوامل الإصلاح، إضافة إلى أنه يُشبع الحاجة الغريزية المذكورة آنفًا؛ لأن الطفل لديه قدرة عجيبة على المحاكاة بوعي أو بغير وعي، وهو يعتقد أن كل ما يفعله الكبار صحيح من آباء وأمهات وأجداد وجدات وإخوة كبار؛ إذ هم أكمل الناس عنده. ويوصي علماء التربية بالاهتمام بتربية الولد البكر ذكرًا كان أم أنثى؛ لأن إخوته يقلِّدونه ويتأثَّرون به، وعلى الوالدين أن يحقِّقا إسلامهما في كل صغيرة وكبيرة؛ ليتربى ولدهما تربية إسلاميَّة، وإذا كان أحدهما مبتلى بمعصية أو بِدْعَةٍ فعليه أن يستخفي بها عن أولاده، كالتدخين وشرب المسكر وترك الصلاة وغيرها. وكلما كبر الطفل تعدَّد الأشخاص الذين ينالون إعجابه ويقتدي بهم، كالرفقة والمعلِّم والجار، وقد تكون بيئة الطفل واسعةً، فيها الجدُّ والجدَّة واللذين يؤثِّران في سلوك الطفل لعَلاقتهما الحميمة به، كما أن وجود الخدم والمربيات واهتمامهم بالطفل يجعله مقتديًا بهم، يقتبس من سلوكهم حسب محبَّته لهم واختلاطه بهم. ولا بُدَّ أن يربط المربِّي ولده بالقدوة الأوَّل صلى الله عليه وسلم وصحبه، فيُعلِّمه السِّيَرَ والمغازي، وما تتضمَّنه من قَصَص نبوي، ويُعَلِّمه السُّنن والأخلاق، وإذا أرشده إلى خُلُقٍ ذَكَّرَه بأنه خُلُقٌ نبوي، ليرتبط به وجدانيًّا وسلوكيًّا. ومن الخطأ أن يُعجب الوالدان بتقليد ولدهما للاعب أو ممثِّل أو مغنٍ، ولو كان ذلك التقليد طريفًا؛ لأن هذا يغرس محبَّة القدوةِ السيِّئة في نفس الطفل دون شعور الوالدين، ومن الخطأ كذلك شراء الملابس أو الأدوات التي تحمل صور المنحرفين أو أسمائهم أو ألبستهم الخاصَّة؛ لأن هذا يُورِث الاقتداء بهم.
2- التربية بالجليس الصالح الجليس الصالح والجليس بصفة عامَّة يحقِّق حاجة اجتماعيَّة ونفسيَّة، فالطفل يميل إلى رفقة يلعب كل منهم منفردًا في منتصف السنة الرابعة، وبعدها يميل كل منهم إلى اللعب الجماعي، وكلما كبر الطفل احتاج إلى وقت أطول يقضيه مع رفقته ليبدأ استقلاله عن والديه، وأما في المراهقة فالرفقة من أهمِّ الحاجات النفسيَّة والاجتماعيَّة التي لا يستغني عنها المراهق. وأهمُّ الشروط أن تكون مجموعة الرفاق مناسبة لسن الطفل العقلي والجسدي؛ لأن الطفل إذا كان أصغر منهم يتحوَّل إلى تابعِ مقلِّد وإذا كان أكبر أحس بالمسئوليَّة عنهم وعن حمايتهم، وليس معنى هذا ألاَّ يلعب إلا مع رفقة في سنِّه، ولكن لا يُقحم دائمًا في مجموعات أصغر أو أكبر منه، ومن شروط الرفقة أن تكون صالحة فيعمل المربي على تحبيب ولده في الأخيار، ويختار السكن حول جيران مستقيمين، ويربط ولده بحلق التحفيظ والمراكز الصيفيَّة والمكتبات، ويوثق عَلاقته بالصالحين من أقاربه وأصدقائه، والسماح لهما بتبادل الزيارات والرسائل والمكالمات الهاتفيَّة، وأما إن كان سيِّئًا فعلى المربِّي أن يُبَيِّنَ سوء سلوكه، ويُتيح لولده فرصة عقد صداقات جديدة دون أن يشعر؛ حتى يتخلَّص من صديق السوء، أو يَقِلَّ تأثيره على الأقلِّ، ويخطئ بعض المربِّين حين يمنع ولده من أية صداقة، حتى إذا كَبِر عقد صداقات سيِّئة، كان يمكن للمربِّي أن ينأى بولده عنها لو أتاح له فرصة عقدة صداقات صالحة في سنٍّ مبكِّرة.الإفادة من العلم الحديث التعلم بالكمبيوتر 3- الإفادة من العلم الحديث ومخترعاته أصبحت مخترعات العلم الحديث تُشارِك في تربية الصغار والكبار، ويكمن خطرها في أنها تَنْقُل للبيوت عادات وتقاليد وعقائد مخالفة للإسلام وعادات المجتمع المسلم، وتؤثِّر في الصغار؛ لأنهم يجلسون أمامها مدَّة طويلة وهم في حالة نفسيَّة مناسبة لتلقِّي ما يُعْرَض عليهم، ومن أهمِّ هذه المخترعات التلفاز والحاسوب. 4- الإفادة من الدوافع الفطرية فالدوافع الفطريَّة تسهم في تربية الطفل إذا أحسن المربِّي استخدامها، وراعى فيها التوازن والاعتدال ومنها:
الاستهواء: ويشترط أن يكون لصالح الطفل، فلا يوحي إليه المربِّي بما يجعله جبانًا، كالوحوش والأشباح وغيرها، مع الاعتدال؛ لأن كثرة الإيحاء للطفل تجعله تابعًا لغيره منقادًا، ويقضي على استقلاليَّته، ولكي ينجح المربِّي في الإيحاء لا بُدَّ من الصدق، وأن يكون متَّصِفًا بما يدعو إليه، كالشجاعة أو الصبر، وأن يكون ماهرًا في عرض الفكرة وأن تكون رنة الصوت مؤثِّرة، وعلى المربِّي أن يحذر من وقوع طفله تحت مِظَلَّة الفسق عن طريق إعجابه بالمغنِّين والممثِّلين، ولذا عليه أن ينفره منهم، ويزرع في نفسه كراهيتهم. طفل يلعب اللعب: ومنه يتعلَّم القدرة على التفكير والمهارات المختلفة، أما اللعب الجماعي فيشكِّل مدرسة يتعلَّم منها فنَّ القيادة، والطاعة، والالتزام، والمعايير السلوكيَّة، كما يتدرَّب على أداء دوره المستقبلي، فالفتى يمثِّل الأب، أو المدرس، أو الطبيب، أو غيرهم، والفتاة تمثِّل دور الأم أو أية مهنة تناسبها، ولكن يجب التوازن في اللعب الجماعي والفردي حتى يبعد الطفل عن الانطواء، ويتعلَّم أسلوب التعامل مع الآخرين واحتمال الأذى.
التقليد: ويُعَدُّ من وسائل تكوين العادات والآداب الاجتماعية، وذلك بوجود القدوة التي يقلِّدها الطفل، ويَسْهُل تعليم الطفل الآداب الاجتماعيَّة إذا كان المربِّي نفسه متحلِّيًا بهذه الآداب بشكل دائم، وإذا عوّد الطفل على الجرأة، ويبدأ التقليد عند الطفل في آخر السنة الأولى، ويكون تقليدًا غير واع، ثم يصبح اقتداء يمتزج فيه الوعي بالانتماء والمحاكاة والاعتزاز، ويمكن أن يكون علاجًا للخوف إذا وجد المربِّي الشجاع، واختلط بأقران لا يخافون، ويُستفاد من التقليد في تناول الدواء والطعام وفي علاج الكسل وكثير من السلبيَّات. التنافس البناء: يحرِّك في الطفل مشاعر وطاقات لا تَظهر إلا بالتنافس، ويستطيع المربِّي أن يُحَوِّل المنافسة إلى وسيلة تربويَّة؛ إذا راعى فيها أن يكون الأطفال المتنافسون بينهم فروق يسيرة، وأن يُعَوِّدهم على احترام بعضهم وتهنئة الفائزين منهم، وليحذر من المقارنة التي تحطُّ من قدر الطفل، أو أن يستخدمها كعقاب فيزرع المرارة في نفسه، وعند استخدام المقارنة يجب أن تكون لتذكير الطفل مَن هو أفضل منه، وفي نفس الوقت تزرع الثقة بأن نقارنه بمن هو أدنى منه، وكل ذلك باعتدال واتِّزان. التعاون: يميل الطفل إلى اللعب الجماعي في عامه الرابع، فيَحْسُن بالوالدين استغلال هذا الميل الفطري، وذلك في عدَّة أمور كالأكل الجماعي والتعاون على حمل الأغراض أو الترتيب، ويتعلم من خلال العمل الجماعي قيمًا عُليا؛ كالرحمة بالصغير، وتكليفه بما يناسبه من العمل، والجدِّ والمسابقة للعمل، والإيثار والمحبَّة. والتعاون له آثاره المشاهَدة؛ كسرعة إنجاز العمل وسهولته، ومن ذلك حمل الأواني وترتيب الألعاب والغُرَفِ ومساعدة الوالدين. 5- التربية بالعقوبة يقول الأستاذ محمد قطب: التربية بالعقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامَّة والطفل خاصَّة، فلا ينبغي أن نستنكر من باب التظاهر بالعطف على الطفل ولا من باب التظاهر بالعلم، فالتجرِبة العلميَّة ذاتها تقول: إن الأجيال التي نشأت في ظلِّ تحريم العقوبة ونبذ استخدامها أجيالٌ مائعة لا تصلح لجديَّات الحياة ومهامِّها، والتجرِبة أَوْلَى بالاتِّبَاع من النظريَّات اللامعة. والعطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى صالحها في مستقبلها، لا الذي يدمِّر كيانها ويفسد مستقبلها، ولا بُدَّ من معرفة الفرق بين التأديب والعقوبة بالنسبة للطفل، فهو من أهل التأديب وليس من أهل العقوبة، وإن احتجنا إلى العقوبة فعلينا أن نراعي احترامنا لكيان الصغير ولكونه إنسان، ولا بُدَّ قبل العقوبة من توجيه النصح والإرشاد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجِّه الفتيان، فقد مرَّ على غلام يسلخ شاة ولا يحسن، فقال صلى الله عليه وسلم للغلام: "تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ"[2]. فليكن شعارك مع ابنك تنحَّ حتى أريك. ولا يلجأ المربِّي إلى الضرب مباشرة بل تسبقه عقوبات، كالنظرة الحادَّة، وشدِّ الأذن، والإهمال شرط ألا يطول، والمعاقبة المادِّيَّة، وإذا احتاج الأمر إلى الضرب فلا بُدَّ من مراعاة بعض الأمور: - أن يكون قد بلغ الطفل العاشرة من عمره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بضرب الطفل الذي بلغ العاشرة ولا يصلي. - أن يكون الضرب مفرَّقًا على الجسد، وأن يكون بين كل سوطين وقت لذهاب الألم. - أن يتجنب الأماكن الحساسة. - ألا يزيد على عشرة أسواط؛ فقد روى أبو بردة رضي الله عنه قال: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لاَ يُجْلَدُ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ"[3]. ويمتنع المربِّي عن ضرب الطفل إذا ما ذكر الله، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ"[4]، وفي ذلك تعظيم لشأن الله في نفس الطفل. ولا بُدَّ أن يَعْلَم المربِّي أن هذه العقوبة ليست إلاَّ للتقويم والتربية، ويبتعد عن العقوبة وهو غضبان لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يَقْضِي الْقَاضِي وَهُوَ غَضْبَانُ"[5]. قلمي وأخيرًا ندرك حقَّ الطفل في الشريعة الإسلاميَّة، وكيف أنها حقوق محفوظة ومصونة، والذي من أجله أن ينشأ الطفل على تربية صحيحة وسليمة، وبذلك نستطيع بناء أُمَّة قويَّة http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp...sItemID=177919 | |
|
| |
manzah manzah : نايبة المدير العام
عدد المساهمات : 1609 نقاط : 2104 السٌّمعَة : 243 تاريخ التسجيل : 10/05/2010 العمر : 54 الموقع : الرباط المغرب
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الأحد ديسمبر 05, 2010 5:44 pm | |
|
ومن هنا خرج الأولاد بلا هدفٍ ولا إيمان، وبلا رصيد من عزيمةٍ أو أخلاق، فتفرقت بهم السبل وتوزعتهم الأهواء، وتقسمتهم الأخطاء وعاشوا في دنياهم بأفئدة هواء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6]. أيها الإخوة! كم يطيب لنا وكم يسرنا أن يكون معنا في هذه الحلقة أو الندوة المباركة صاحب الفضيلة الشيخ/ محمد بن صالح المنجد إمام وخطيب جامع عمر بن عبد العزيز بـالخبر نتلقى اتصالاتكم ورسائلكم عبر هاتف البرنامج وناسوخه، والذي يظهر بين الفينة والأخرى، وأذكر هنا برقم الناسوخ (4425016). أرحب بك صاحب الفضيلة فمرحباً بك في برنامج دين ودنيا. الشيخ: حياكم الله، أهلاً وسهلاً. :rty: المقدم: بارك الله فيك. الشيخ: الله يحييك. المقدم: أقول: من ثمرات الزواج إنجاب الأولاد، والذين هم -أعني: الأولاد- قبل ذلك نعمة من الله سبحانه وتعالى يمن بها على من يشاء من عباده، يقول الله عز وجل: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً …) [الكهف:46
| |
|
| |
khalidb
عدد المساهمات : 235 نقاط : 270 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 03/09/2011 العمر : 54 الموقع : جمهورية مصر العربية
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الأحد سبتمبر 11, 2011 8:47 pm | |
| حرص الاب علي أتمام دراسة أبنه لقول الرسول عليه الصلاة والسلام أطلبو العلم من المهد إلي اللحد..وحرص الوالد علي أبنة في مخالطة أصدقائه.وحرصه أيضا أو مزاقبته للرجوع إلي البيت مبگرا . | |
|
| |
رمضان
عدد المساهمات : 277 نقاط : 302 السٌّمعَة : 17 تاريخ التسجيل : 23/01/2011 العمر : 45 الموقع : اصيلة المغرب
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الأحد سبتمبر 11, 2011 8:50 pm | |
| موضوعگ جدا قيم ومفيد ربي يحفظگ لاهلگ ياطيب | |
|
| |
bedoo
عدد المساهمات : 59 نقاط : 70 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 11/03/2011 العمر : 40 الموقع : tetouan maroc
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الأحد سبتمبر 11, 2011 8:53 pm | |
| بارگ الله فيگ موضوع في قمة الروعة والإفادة جزاگ الله خيرا
| |
|
| |
manarr
عدد المساهمات : 226 نقاط : 243 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 09/09/2011 العمر : 52 الموقع : طنجة شمال المغرب
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: السبت سبتمبر 17, 2011 9:01 pm | |
| - اقتباس :
موضوع رائع عزيزي بارك الله فيكِ وجعله في ميزان حسناتكِ في انتظار جديدكِ | |
|
| |
يوسف يوسف : الوسام الذهبى
عدد المساهمات : 1421 نقاط : 1624 السٌّمعَة : 117 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 52 الموقع : جمهورية مصر العربية
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: السبت سبتمبر 24, 2011 9:54 am | |
| - اقتباس :
نسأل الله تعالى العفو والمغفرة مشكورة اخى الفاضل على الموضوع المميز تقبلي مروري ولا تحريمنا من وجودك ها هنا تحياتى | |
|
| |
ابراهيم البقالي الطاهري
عدد المساهمات : 240 نقاط : 253 السٌّمعَة : 11 تاريخ التسجيل : 29/07/2011 العمر : 53 الموقع : الجمهورية العربية السورية
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الأحد سبتمبر 25, 2011 7:42 pm | |
| اخى في الله بارك الله فيكي موضوعك مفيد جدا و جزاك الله خيرا | |
|
| |
Ibn Khaldun
عدد المساهمات : 232 نقاط : 255 السٌّمعَة : 11 تاريخ التسجيل : 06/10/2010 العمر : 56 الموقع : ( Granada ( Spain
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الأحد سبتمبر 25, 2011 8:21 pm | |
| بسم الله..
مشكور اخى شكر جزيل الله يكتب لك الاجر ويجزاك الجنه والبنت الصالحة حسنة الخلق والخلق...
والله الموضوع مفيد جداا... وواضح انك بذلتي مجهود في عمله...
مشكور مرة ثانيه..وما ننحرم من المواضيع المفيدة غضو و عضوات المميزين أمثالكم ... | |
|
| |
alharrak alharrak : وسام أفضل الرد وسام شكر
عدد المساهمات : 1522 نقاط : 1823 السٌّمعَة : 149 تاريخ التسجيل : 28/05/2010 العمر : 38 الموقع : ksar el kebir maroc
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الإثنين أكتوبر 03, 2011 8:46 am | |
| من
القلب
شكرا
جعله الله فى موازين حسناتك
اخوك
alharrak
تحياتى | |
|
| |
wwtacy
عدد المساهمات : 172 نقاط : 176 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 05/12/2011 العمر : 25 الموقع : ksar el kebir maroc
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: السبت ديسمبر 17, 2011 8:55 pm | |
| بارك الله فيكِ وزادكِ من تقواه ورضاه وسدد خطاكِ للحق المبين والله لو علمت المرأة قدرها ومكانتها التى جعلها لها الاسلام لصرخت بأعلى صوتها وقالت أريد حقى وأريد أن أتمسك بالاسلام . اللهم اهدِ نسائنا جميعا لما تحب وترضى وجزاكِ الله خيرا على الدعاء وتقبل الله منا ومنكم | |
|
| |
hard_mix hard_mix : الوسام الابداع نضرا لجهودها المتميزه
عدد المساهمات : 1829 نقاط : 2059 السٌّمعَة : 128 تاريخ التسجيل : 13/06/2010 العمر : 31 الموقع : ksar el kebir maroc
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الخميس نوفمبر 08, 2012 9:20 pm | |
| مشاء الله ... بارك الله فيك .... طرح رائع ومميز
لا حرمنا الله من مواضيعك القيمة
دمت بكل الود
تقبل مروري
في حفظ الله ورعايتة | |
|
| |
mariam mariam : الوسام الدهبي
عدد المساهمات : 1842 نقاط : 1957 السٌّمعَة : 77 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 العمر : 35 الموقع : أكادير المغرب
| موضوع: رد: حقوق الابن قبل ولادته: الإثنين فبراير 18, 2013 9:15 pm | |
| انتقاء وطرح جدا رائع
وجميعها تشرح الصدر والله
تسلم يمناك يالغالي
الله يعطيك العافيه يارب | |
|
| |
| حقوق الابن قبل ولادته: | |
|