العلاقات الكويتية المغربية
الاثنين 24 فبراير، 2014
المغرب- الكويت: علاقات متجذرة، تعاون استراتيجي، شراكة فاعلة
قال سفير دولة الكويت لدى المملكة المغربية السيد شملان الرومي إن العلاقات الوطيدة والمتجذرة في أعماق التاريخ التي تجمع بين البلدين تأخذ حاليا طابع التعاون الاستراتيجي القائم على الشراكة الفاعلة وذلك انسجاما مع التوجيهات السامية المعبر عنها من قبل القيادتين الرشيدتين في كلا البلدين بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
وأوضح السفير في حديث له بمناسبة احتفالات دولة الكويت بذكرى عيدها الوطني 53 ويوم التحرير 13 التي تصادف يومي 25 و26 فبراير أن الروابط والوشائج الأخوية الصادقة بين الكويت والمغرب يعززها أكثر حرص القيادتين الحكيمتين لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على دعمها ورعايتها للارتقاء بها إلى أعلى مدارج التعاون والتآزر المثمرين من خلال التأكيد في شتى المناسبات على ضرورة تعزيز نسق متكامل لكافة أوجه الشراكة الإستراتيجية بين البلدين ضمن منظور مستقبلي شامل لتوطيد علاقات التعاون الثنائي وكذلك من خلال دعم وتكريس نهج التعاون مع دول الجنوب. كما تتجسد متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين يقول السيد الرومي في التنسيق والتشاور الدائمين في الملفات ذات الطابع الإقليمي والدولي عامة وما يتعلق بالقضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية على وجه الخصوص حيث يبرز توافق وجهات نظر البلدين على المستوى السياسي في جميع القضايا المشتركة والأساسية.
وبالموازاة مع التعاون في المجال الاقتصادي أبرز السيد الرومي أن البلدين وطدا عرى التشاور والتنسيق في المجال السياسي استرشادا بالرؤى السديدة لقائدي البلدين معتبرا أن العلاقات بين الكويت والمغرب من أكثر العلاقات العربية استقرارا انطلاقا من الثوابت الأساسية لكلا البلدين والقائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير ودعم القضايا العربية والإسلامية العادلة والالتزام بالشرعية الدولية. أما على الصعيد العربي يضيف السفير الكويتي مافتئت دولة الكويت تشيد بالدور الذي يقوم به جلالة الملك محمد السادس في نصرة القضية الفلسطينية من خلال رئاسته للجنة القدس وانعقاد الاجتماع الأخير للجنة بمدينة مراكش الذي يؤكد حرص جلالته على مواصلة جهوده في تقديم دعم سخي ومتواصل يحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف وهو ما يعكس انسجام مواقف البلدين في ما يخص القضايا العربية والإسلامية وتمسكهما بالشرعية الدولية من أجل استتباب السلم والأمن.
وأشار إلى أن التناغم الذي تتميز به العلاقات بين البلدين يتجلى أيضا في الموقف النبيل والشجاع للمغرب الشقيق تجاه الاحتلال العراقي لدولة الكويت سنة 1990 الذي طالب فيه بانسحاب فوري للقوات العراقية من الكويت وعودة الشرعية إليها إلى جانب الجهود التي بذلها المغرب في دعم قضايا الكويت في المحافل الدولية. وذكر بإنشاء أول مجموعة مغربية كويتية للتنمية سنة 1976 حيث ما فتئت الشراكة بين البلدين تتعزز وتتنامى لتشمل عددا من القطاعات المالية والاستثمارية ولتقدم نموذجا حيا للتعاون العربي كما ساهمت هذه الشراكة في الرقي بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى الروابط السياسية القائمة بين البلدين والتي حرص قائدا البلدين بفضل حكمتهما وتبصرهما على إعطائها طابعا متميزا في تفاعل إيجابي على الصعيد الثنائي وكذلك على مستوى القضايا العربية والدولية.
وتطرق السفير إلى استقرار البلدين وما يتمتعان به من تأثير وثقل سياسي على مستوى القضايا العربية حيث تجمعهما علاقات شراكة وتعاون متعددة الأوجه تشمل مختلف المجالات بأبعادها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتتجسد هذه الشراكة من خلال المبادرات الاقتصادية التي تقودها مجموعات كويتية مغربية كالمجموعة المغربية الكويتية للتنمية التي تعمل في مجالات العقار والسياحة والصناعة والمال والهيئة الكويتية العامة للاستثمار التي تمتلك صندوق (أجيال) وتنفذ عدة مشاريع بالمملكة إلى جانب الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي يساهم بدوره في عدة مشاريع تنموية بالمغرب موزعة على قطاعات حيوية كالطرق السيارة والكهربة القروية والري والزراعة والصناعة والطاقة. وقد عمل البلدان الشقيقان يضيف السفير على توفير الضمانات القانونية لهذه الشراكة بوضع إطار لحركة الاستثمارات بينهما وذلك من خلال اتفاقيتين تتعلق أولاهما بالتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات فيما تهم الثانية تجنب الازدواج الضريبي وتم تتويج هذه الشراكة بمشاركة الكويت في الهيئة المغربية للاستثمار السياحي إلى جانب دول أخرى. وخلص السفير الكويتي إلى القول إن العلاقات السياسية المتميزة بين الشعبين الشقيقين التي وضع لبناتها الأولى جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بزيارته التاريخية للكويت عام 1960 والتي ترسخت بشكل واضح وملموس في عهد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني تعززت كذلك بفضل حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على رعايتها وإرساء دعائمها في وئام تام وتنسيق متبادل وتآزر أخوي متواصل يعكس متانة أواصر التعاون المثمر والتضامن الفعال.