"أزمة الوقود" تدفع حكومة بريطانيا إلى البحث عن سائقي شاحنات بأي ثمن
كاتب الموضوع
رسالة
أندير
عدد المساهمات : 30 نقاط : 32 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 01/10/2021 العمر : 30 الموقع : المملكة المغربية
موضوع: "أزمة الوقود" تدفع حكومة بريطانيا إلى البحث عن سائقي شاحنات بأي ثمن الأحد أكتوبر 03, 2021 4:08 pm
"أزمة الوقود" تدفع حكومة بريطانيا إلى البحث عن سائقي شاحنات بأي ثمن السبت 2 أكتوبر 2021 - 15:00
أمام شاحنة النقل التي اجتاز للتو امتحانا لقيادتها ، يحمل ألبرتو ألميدا شهادته البريطانية بابتسامة متواضعة، ويقول له مدربه مازحا: “افرح، لم يعد يترتب عليك دفع المال لتلقي الدروس عندنا”، أثناء التقاطه صورة للكهربائي البالغ من العمر 49 عاما؛ الذي تسجل خلال “فترة الحجر” سعيا إلى خطة بديلة لمسيرته المهنية، بينما يرد ألبرتو وقد أصبحت ابتسامته عريضة: “لا. الآن أصبح على الآخرين أن يدفعوا لي الأموال”.
ومع تزايد نقص السلع في المملكة المتحدة، أصبح سائقو الشاحنات “نجوما حقيقيين”، على حد قول لورانس بولتون، الشاب الذي يدير مدرسة “المركز الوطني لقيادة الآليات” (ناشيونال درايفينغ سنتر) في إحدى الضواحي الشعبية جنوب لندن.
وبات مركز الاتصالات في مدرسة الشاب يتلقى سيلا من الاتصالات منذ تصدر سائقي الشاحنات عناوين الصحف؛ فقد فاقم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي النقص في أعداد السائقين، وهو ظاهرة عالمية، بمنعه عودة سائقي أوروبا الشرقية الذين كانوا يعملون في المنطقة قبل عام واحد فقط.
ويؤثر هذا النقص أيضا على محلات “السوبرماركت”، حيث تفرغ بعض رفوف المنتجات الطازجة باستمرار، وكذلك بعض منتجات محلات الوجبات السريعة أو تلك المتخصصة في ترويج المشروبات.
ومنذ نهاية شتنبر الماضي، تعاني محطات الوقود من صعوبات للتزود بالمحروقات في غياب السائقين القادرين على قيادة الصهاريج، في ظاهرة تفاقمت بسبب إقبال كبير لأصحاب السيارات القلقين على ملء خزاناتهم، ويفترض أن تستمر في الأسابيع المقبلة حسب أوساط القطاع.
طيارون وراء المقود قالت منظمة النقل البري “آر اتش ايه” إن حجم النقص يبلغ مائة ألف سائق في البلاد. وزينت شاحنات العلامات التجارية مثل سلسلة متاجر “تيسكو” بدعوات للانضمام إلى فريق سائقيها، بينما تعرض بعض الشركات دفع تكاليف التأهيل، وتكثف الحكومة إجراءاتها لمعالجة الوضع.
وأصبح السائقون يستطيعون العمل لساعات أطول، وتلقى حاملو التراخيص الذين توقفوا عن العمل في القطاع رسائل تحثهم على العودة. لكن الأهم أن المملكة المتحدة ستمنح 10.500 تأشيرة عمل مؤقتة للتعامل مع نقص العمالة قبل عيد الميلاد.
في مرآب “المركز الوطني لقيادة الآليات” تثير بعض الإجراءات الارتياب، مثل تخفيف القواعد التي تسمح للسائقين بالخضوع للامتحان لقيادة أثقل المركبات من دون المرور بشاحنات أصغر.
وتساءل بولتون: “هل تتخيل نفسك تنتقل من سيارة إلى وحش مثل هذا؟”، مشيرا إلى آلية عملاقة تزن عشرة أطنان، بينما يشير أندرو، أحد المدربين في المدرسة، إلى أن السلامة على الطرق قد تتأثر.
في المقابل، يشعر الرجلان بالارتياح للاهتمام الذي تحظى به هذه المهنة مجددا بعدما أصبحت تجذب أشخاصا من قطاعات جديدة. وقال بولتون: “أتى خمسة أو ستة طيارين هذا العام، كانوا يخشون أن يتم تسريحهم” مع انخفاض حركة النقل الجوي.
وأوضح أندرو، الذي كان في الماضي سائق شاحنة، أنه يشاطر تلاميذه تجربة “عمل شاق تشوبه الوحدة على الطريق”، وأضاف: “نعيش في قمرة القيادة ستة أيام في الأسبوع، بعيدا عن أجواء العائلة”.
تأشيرات مثيرة للجدل أكد أندرو أنه عندما كان يعمل سائقا، قبل 15 أو عشرين عاما، “لم تكن الأجور سيئة جدا، لكنها لم تواكب التضخم والقطاعات الأخرى”.
وتنتقد المنصة النقابية “يونايت” الحكومة لتقصيرها في “تحسين نوعية الحياة في مواقف السيارات وأماكن الراحة” التي لا يجد فيها السائقون في كثير من الأحيان حمامات أو مراحيض، على الرغم من الأسعار الأعلى مما هي عليه في باقي دول القارة الأوروبية.
التأشيرات التي منحتها الحكومة البريطانية بشكل عاجل في نهاية شتنبر، لإعادة السائقين الذين قبلوا بهذه الرواتب، لا تلقى إقبالا كبيرا بوجود قلة من المتطوعين يتنافسون حاليا على العودة إلى المملكة.
وأدانت المنصة النقابية “يونايت”، في بيان صادر عنها، “دعم الحكومة لنظام فيه شوائب ويستغل السائقين”، على حد تعبيرها.
وعلى الرغم من حصوله على رخصة السياقة الخاصة بالشاحنات، لا ينوي ألبرتو ألميدا أن يبدأ العمل فورا، بينما يؤمن له عمله ككهربائي دخلا أكبر من أجر سائق، وقال: “إذا عُرضت علي ظروف عمل جيدة سأقبل، لكن لا يبدو الأمر كذلك حاليا”، وزاد: “بريكست كشف المشكلة: لا أحد يريد أن يقود شاحنة”.
"أزمة الوقود" تدفع حكومة بريطانيا إلى البحث عن سائقي شاحنات بأي ثمن