شباب يستنجد بالجنس الافتراضي لتلبية رغباته الجنسية

يجد بعض الشباب ضالتهم في الأنترنت الذي يوفر لهم مجالا خصبا لممارسة الجنس الافتراضي، لأنه يقرب المسافات بين الأشخاص ويسهل التعارف بينهم من خلال المواقع الاجتماعية، كما يمكن أن يبعد الفتيات عن الشبهات، ويمكنهن من الحصول على المتعة، دون المساس بعذريتهن، هذا الجنس الافتراضي الذي يكون في البداية بمثابة حل لخجلهم أو هروبهم من ثقل التقاليد ونظرة المجتمع، ليتحول إلى إدمان يصعب الخروج منه، والعودة إلى أرض الواقع.



ابتعد عن الناس، وانعزل عنهم وانشغل بجهاز الحاسوب الذي يملكه والذي أصبح صديقه الوفي الذي يقضي برفقته وقت فراغه عندما يعود من الكلية، يغلق عليه باب غرفته ويجلس وحيدا، لا يخرج إلا لتناول الطعام، مما كان يثير استغراب كل من في البيت ويجعلهم يتساءلون عن السبب الذي يدفعه إلى إحكام إغلاق باب غرفته.

أدمن الجنس الافتراضي

هشام عرف بطبعه الخجول وانطوائيته، لا يقيم علاقات كثيرة في الواقع، ولذلك كان يجد في حاسوبه ضالته، لأنه استطاع ربط علاقات كثيرة مع شباب من الجنسين، على صفحات المواقع الاجتماعية، أصبح لهشام قائمة طويلة من الأصدقاء والصديقات.

حاول هشام ربط علاقات عاطفية مع مجموعة من الفتيات، لكنه فشل في ذلك بسبب عدم قدرته على إقناعهن برغباته، ولأنه لم يكن يجرؤ على ممارسة الجنس مع عاملات الجنس خوفا من الأمراض المنقولة جنسيا، ومن الوقوع في يد الشرطة، وافتضاح أمره أمام والديه، وأفراد أسرته.

هذه الأسباب كلها دفعت هشام إلى الاستفادة من تجربة أحد أصدقائه، والاستعانة بالأنترنت من أجل التعرف على فتيات، واستدراجهن في الحديث عن مواضيع تبدأ بمشاعر الحب والغرام، وتنتهي بالكلام الفاحش الذي يثير الغرائز، ليسهل عليه توريطهن في علاقة جنسية بسهولة.

ساعدت الخدمات التي يقدمها الأنترنت في توفير أشياء لهشام هو في أمس الحاجة إليها، حيث استطاع ربط علاقات غرامية من خلاله، وتعرف على مجموعة من الشابات اللواتي تطورت علاقته بهن، وبدأ يدخل إلى مجموعة من المواقع التي تتضمن مشاهد إباحية.

كان الأمر بالنسبة إليه في البداية نوعا الترفيه عن النفس، لكنه فيما بعد وجد فيه متنفسا جنسيا لمشاعر تدغدغه بين الفينة والأخرى، لم يكن يجد وسيلة للتخلص منها سوى العالم الافتراضي، الذي فتح له الباب على مصراعيه لممارسة الجنس مع نساء لم يسبق له التعرف عليهن مباشرة.

تطور الأمر بالنسبة لهشام وتجلت له الكثير من الأمور ولم يعد يكتفي بمجرد الحديث من أجل الحصول على الإثارة الجنسية المتخيلة التي تنتهي بالاستمناء، وإنما طور من ذلك استخدامه لعدسة الكاميرا التي تنقل له الصورة كما هي، وتجعله يعيش العملية الجنسية كما لو أنها كانت واقعية، لكن الفرق الوحيد هو عدم قدرته على لمس من يمارس معها الجنس. ويكتفي بتخزين صورها العارية في مخيلته حتى يستثمرها فيما بعد.

المتعة التي وجدها هشام في الجنس الافتراضي دفعته إلى الإدمان عليه، وحصر علاقاته على المواقع الاجتماعية، وعلى التواصل عبر عنوانه الإلكتروني، ليتخلى بالتدريج عن صداقاته التي أصبحت قليلة جدا، في مقابل علاقاته الجديدة مع أشخاص لا يعرفهم إلا في عالم افتراضي.

تكتفي بعلاقاتها الجنسية عبر الأنترنت

لا يدمن الشباب فقط على الجنس عبر الأنترنت، وإنما تجد الفتيات أيضا غايتهن في هذه الوسيلة التي تضمن لهن، المتعة والحصول على االلذة الجنسية دون الخوف من حدوث حمل أو افتضاض لعذريتهن، خاصة الشابات اللواتي ينتمين لوسط اجتماعي محافظ.

لمياء فتاة في التاسعة والعشرين من عمرها عزباء تعمل موظفة في إحدى الشركات الخاصة، الشيء الذي يوفر لها ظروفا اجتماعية جيدة، خاصة وهي تعيش رفقة والديها الذين بذلا كل ما في وسعهما من أجل حصولها على شهادة تعتمد عليها في الحصول على وظيفة تعيش من راتبها الشهري.

الظروف الاجتماعية ووضعها المعيشي لم يستطع ملء الفراغ العاطفي الكبير الذي تشعر به لمياء‫.‬ فكان الحل بالنسبة لها هو الاستعانة بالأنترنت من أجل التخفيف من وطأته، حيث استطاعت ربط الكثير من العلاقات في المواقع الاجتماعية مع شباب من الجنسين.

لكنها خلال التواصل معهم كانت تصطدم بشباب يتحدثون إليها عن الجنس، ويحاولون استثارة رغباتها الجنسية، حيث بدأت تشعر بأنوثتها وبرغباتها التي طالما كبثتها داخلها، خوفا مما يمكن أن ينتج عن ربطها علاقة جنسية مع أحد الشباب على أرض الواقع.

استهانت لمياء بالأمر في البداية، وشجعت نفسها على خوض التجربة مادامت لن تخسر شيئا، خاصة عندما استمتعت بالأمر في المرة الأولى وشعرت بالسعادة، وهي تحقق رغبتها الجنسية، مع أحد الشبان الذي كانت تتبادل معه الحديث عن الحب والجنس إلى أن تشعر بالإثارة.
 مع مرور الشهور أصبحت لمياء تجيد ممارسة الجنس عبر الأنترنيت، حيث تعلمت أبجدياته الأولى، مما جعلها تبتعد عن كل المحيطين بها وتغلق على نفسها باب غرفتها مع حاسوبها الذي أصبح وسيلتها الوحيدة للحصول على المتعة وإشباع رغباتها كل ليلة.

توسعت شبكة معارف لمياء عبر الأنترنت، وأصبحت تنتقي من يتفننون في إمتاعها وإثارتها، بعد أن حصلت على خبرة مكنتها من تبادل المتعة معهم، مع حرصها على أن لا تترك أي شيء يدل عليها، أو يثبت هويتها.
أصبح الأمر بثابة إدمان بالنسبة للمياء التي شعرت بالسعادة وهي تفعل ذلك، لكن هذه السعادة بدأت تتحول إلى مخاوف من عدم قدرتها على إقامة علاقة طبيعية، بسبب إدمانها على الجنس الافتراضي، خاصة أنها لم تعد تكترث لأمر الزواج بالرغم من الصيحات المتعالية لأهلها لتحفيزها على الارتباط، الذي ترفضه، ليس لعدم وجود من يطرقون بابها، لكن لأنها تحصل على السعادة والمتعة مع أشخاص آخرين دون وجود أي مشاكل ولا ضغوط.