| لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح | |
|
+8KENITRA baghouz1 روزاليس ابراهيم البقالي الطاهري Guillaume nawall hamid يوسف 12 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
يوسف يوسف : الوسام الذهبى
عدد المساهمات : 1421 نقاط : 1624 السٌّمعَة : 117 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 52 الموقع : جمهورية مصر العربية
| موضوع: لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح الإثنين مايو 02, 2011 9:08 pm | |
| لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح فتحها عقبة بن نافع ودفن فيها أحد الصحابة
يلتقي فيها التونسيون من كل مكان.. وتزداد روعة وجمالا في رمضان
القيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح.. أشع منها نور الإسلام على الشمال الإفريقي
أكثر من سبب يجعل زيارة مدينة القيروان العريقة في المناسبات الدينية ممتعا ومميزا وساحرا. فالقيروان وأهالي القيروان يحتفلون بالأعياد والمناسبات الإسلامية، ومنها شهر رمضان المبارك وأعياد الفطر والأضحى، احتفاء خاصا في مدينة تتغذى من التاريخ، وتحوي بين طياتها بعض آثار عظمة الحضارة العربية الإسلامية، وكبار رموزها.
وأول ما يلاحظه زائر المدينة في المناسبات الدينية مظاهر الزينة، التي تتخذ من سور المدينة لوحة يتمازج فيها بشكل رائع وجذاب الماضي والحاضر. وسرعان ما يكتشف الزائر أن أهالي القيروان أكثر حبا للمدينة من كل زائريها، فهم سرعان ما ينطلقون في الحديث عن مدينتهم باعتزاز وفخر، يسردون عليك فصولا عظيمة من تاريخ عاصمة الأغالبة كما يسمونها.
ولا ينسى الكثير من أبناء المدينة، التي كانت أول عاصمة للإسلام في شمال إفريقيا، أن يستشهد لك بالشيخ عبد الرحمان خليف، إمام مسجد عقبة بن نافع وعلمه وورعه وفتاواه. ثم تدخل إلى أسواقها فتبهرك الحركية الكبيرة وتواضع الناس وأخلاقهم. وعندما تجالسهم تزداد انبهارا، فهم تونسيون من هذا العصر، ولكن يخيّل إليك أنك في عصر عقبة بن نافع من كثرة ما يخرج من أفواههم من معجم ديني ثري.
وتعيش القيروان هذا الأيام أبهى حللها. ويولي سكان المدينة لشهر رمضان المبارك اهتماما خاصا. ففي الليل تسهر المدينة وسكانها والآلاف من زوارها من المدن القريبة حتى مطلع الفجر. فبين مسجد عقبة بن نافع وبين الأسواق العتيقة والمقاهي المزدحمة يتوزع الناس باحثين عن المتعة وعن الراحة والسكينة. ويقبل الزائرون من مختلف المناطق على التجوال ليلا بعد الصلاة بين شوارع المدينة العتيقة وشوارعها العصرية، الممتلئة بالناس نساء ورجالا وأطفالا وشيوخا، حتى يتهيأ لك أنك في موعد ديني مقدس في مدينة مقدسة.
ويذكر عبد الحي الجلاصي (73 عاما)، وهو أحد شيوخ المدينة، الذي يقيم فيها منذ حوالي ثلاثين عاما لوكالة "قدس برس" أن ليلة 27 في رمضان هي أجمل ليلة في القيروان. ويضيف قائلا "في هذه الليلة تتحول القيروان إلى عرس كبير، ويأتيها البشر من كل المدن، من الشمال ومن الجنوب، هم يعتقدون أنها مدينة مباركة، وأن فيها رائحة التاريخ العظيم، وكثير منهم يبحثون عن المتعة، ونحن أهالي القيروان نجعلها ليلة للفرح وللتوبة/ فنستقبل بالأحضان كل زائريها".
مساجد ومآذن
أول ما يطالع المرء وهو يقبل على القيروان مآذن مساجدها العديدة، تطل عليها من جميع الأطراف. وفيها أول بيت ذكر فيه اسم الله في إفريقية، فكانت قلعة للعلم والإيمان، انطلق منها الفاتحون نحو لنشر الإسلام في ربوع المغرب الإسلامي الكبير، وتخرج منها أعلام وفقهاء وأدباء وشعراء، بلغ إشعاعهم أقاصي الدنيا، عبر ما نشروه من علوم وفقه وأدب.
وفي هذه المدينة يرقد الكثير من الأعلام والشعراء من إفريقية والأندلس والجزيرة العربية. فهنا عاش ابن رشيق القيرواني، وابن شرف، والإمام سحنون، والحصري.
وتستمد المدينة عراقتها أيضا من تاريخها، الذي شهد الكثير من الفتوحات، فمن القيروان قاد طارق بن زياد جيوشه لفتح إسبانيا، ومن القيروان انتشر الإسلام والحضارة الإسلامية في أكثر مناطق إفريقيا.
أما جامع القيروان الكبير أشهر معالم المدينة فقد شيد عام 670 على يد الفاتح عقبة بن نافع، جاعلا من القيروان عاصمة إفريقيا العربية الإسلامية، ومدينة للعلم والفقه والأدب. واكتسب هذا الجامع شهرته كمنارة علم وثقافة، استطاعت أن تستقطب عديد العلماء والمفكرين، الذين جعلوا منها جامعة، بلغ إشعاعها أقصى العالم الإسلامي. وأصبحت إلى جانب جامع الزيتونة في تونس، والقرويين بالمغرب، والأزهر بمصر، أحد أهم المنارات في بلاد الإسلام. وشهد الجامع عمليات تجميل وتحصين على امتداد تاريخه، وأصبح بذلك معلما متميزا.
وداخل هذا المعلم المربع الأضلع تنفتح أمام الزائر العديد من البوابات، أجملها الباب الشرقي المعروف باسم باب "للّة ريحانة"، والباب الغربي وهو مبلط بالمرمر الأبيض، ويتوسطه حوض لتجميع مياه الأمطار، بغرض استعمالها لوضوء المصلين. كما توجد ثلاث ساعات شمسية تساعد على تحديد أوقات الصلاة.
وتفضي أبواب عديدة وواسعة إلى قاعة الصلاة، المقامة على أعمدة من الرخام الوردي والأسود. وتخضع تصاميم المسجد إلى مخطط دقيق، يمثل فيه الرقم 8 القاعدة الأساسية لعملية إعداد القاعة. بينما تدلت من الجناح الرئيسي تشكيلات من الثريات من البلور الصافي والكريستال، تنير المعبر المؤدي إلى المحراب، الذي زين بـ162 قطعة خزف مربعة ذات رسوم وأشكال هندسية، وبجانب المحراب يوجد منبر، وهو قطعة فريدة من نوعها، صنعت كليا من خشب السنديان، المجلوب من بلاد ما بين النهرين. ويمتلئ زائر مسجد عقبة بن نافع إحساس غريب بالطمأنينة والسكينة والهدوء، يستمد فيها نفسا طويلا من عبق التاريخ ومن حرارة الإيمان.
السجاد والمقروض القيرواني
وبعيدا عن رائحة التاريخ والحضارة، التي تتأكد من خلال المدينة العتيقة، والأسوار التي تم ترميمها بإتقان، ومن خلال العدد الكبير من المساجد والأضرحة وغيرها من المعالم. تتميز القيروان إلى جانب ذلك بأنها مدينة فنون وصناعة تقليدية، حذقها السكان جيدا، وحافظوا على طابعها المميز، بما فيه من طرافة وأصالة. وأول غرائب هذه المدينة "السجاد القيرواني"، الذي طبقت شهرته أرجاء العالم. وهو إلى جانب السجاد الإيراني يعتبر من أجود أنواع السجاد وأكثرها التصاقا بالفن والنقش الإسلامي. وتنتشر محلات "السجاد" في مختلف أرجاء القيروان، حيث يقبل التجار والمواطنون من جهات عديدة على سجاجيدها المرصعة بكل الألوان.
ومما اشتهرت به المدينة أيضا نوع من الحلويات، لا يفهم سرّ نكهته وحلاوته المميزة إلا أهالي القيروان. هذا النوع من الحلويات هو "المقروض"، ويكثر تداوله في شهر رمضان المبارك. وليس لأي زائر للمدينة أن يصرف نظرا عن المقروض، وإلا بقي في نفسه شيء من حرمان.
كما تشتهر القيروان بالأضرحة، التي كانت في زمن ما مدارس وكتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم والفقه والتفسير. وهي ملحقة بإحدى الجمعيات الدينية، وتضم ضريح أحد الأولياء الصالحين. وقد شيدت هذه المدارس التي كانت سببا في انتشار العلم بمختلف فروعه على نمط المدرسة المعمارية القيروانية، موزعة في المدينة كحبات جوهر براقة، لتضفي عليها رونقا خاصا، يعكس صورة المدينة العربية العتيقة، التي تفوح بالأصالة.
وأشهر هذه الأضرحة، ضريح سيدي الصحبي، وهو أحد صحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قدم من شبه الجزيرة العربية ليستقر في القيروان. وكان سيدي الصحبي يحتفظ عنده بكثير من العناية والحرص بثلاث شعرات من لحية الرسول عليه السلام، مما يفسر تسميته بحلاق الرسول. ويحتفظ الناس لسيدي الصحبي بتقدير خاص، ويقولون إن الله كرّم المدينة بأن جعل فيها مقام "سيدي الصحبي"، كما كرم مدينة قابس بمقام أبو لبابة الأنصاري، وكرم تونس بكثير من الأولياء والصالحين والعلماء الذين عاشوا فيها علماء ومجاهدين ومتصوفة.
ويتسنى لزائر مقام سيدي الصحبي، الذي يمر عبر القاعات الثلاث المفضية إلى بعضها بعضا، أن يشاهد بإعجاب قطع الجص المنقوش، والسقف المصنوع من خشب الأرز المنقوش، والخزف التونسي، والقبة المزدانة بقطع من البلور الملون، والتي يمر من تحتها الزائر ليصل إلى صحن الضريح. | |
|
| |
hamid المديرالعام ; صاحب المندي الادارة العامة
عدد المساهمات : 3926 نقاط : 11789 السٌّمعَة : 3801 تاريخ التسجيل : 04/05/2010 العمر : 63 الموقع : ksar el kebir maroc
| موضوع: رد: لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح الأربعاء مايو 04, 2011 10:39 pm | |
| مشكور أخي على المعلومات القيمة عن المدينة العظيمة القيروان الغنية عن التعريف و ياريت تغني الموضوع ببعض الصور الحديثة للمدينة تحياتي | |
|
| |
nawall
عدد المساهمات : 104 نقاط : 116 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 16/06/2011 العمر : 48 الموقع : جمهورية مصر العربية
| موضوع: رد: لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح الجمعة يونيو 17, 2011 9:59 am | |
| تاريخ القيروان - اقتباس :
يعود تاريخ القيروان إلى عام 50هـ / 670 م، عندما قام بإنشائها عقبة بن نافع. وكان هدفه من هذا البناء أن يستقر بها المسلمون، إذ كان يخشى إن رجع المسلمون عن أهل إفريقية أن يعودوا إلى دينهم. وقد اختير موقعها على أساس حاجات إستراتيجية واضحة. فقد ذكر عقبة بن نافع أصحابه بعد الفتوح في المغرب: "إن أهل هذه البلاد قوم لا خلاق لهم إذا عضهم السيف أسلموا، وإذا رجع المسلمون عنهم عادوا إلى عاداتهم ودينهم ولست أرى نزول المسلمين بين أظهرهم رأيا وقد رأيت أن أبني ها هنا مدينة يسكنها المسلمون فاستصوبوا رأيه". وقد اختار لها موضعا بعيدا عن البصر في وسط البلاد ولئلا تمر عليها مراكب الروم فتهلكها.
لعبت مدينة القيروان دورا رئيسيا في القرون الإسلامية الأولى، فكانت العاصمة السياسية للمغرب الإسلامي ومركز الثقل فيه منذ ابتداء الفتح إلى آخر دولة الأمويين بدمشق . وعندما تأسست الخلافة العباسية ببغداد رأت فيها عاصمة العباسيين خير مساند لها لما أصبح يهدد الدولة الناشئة من خطر الانقسام والتفكك. ومع ظهور عدة دول مناوئة للعاصمة العباسية في المغرب الإسلامي فقد نشأت دولة الأمويين بالأندلس، ونشأت الدولة الرستمية من الخوارج في الجزائر، ونشأت الدولة الإدريسية العلوية في المغرب الأقصى.
وكانت كل دولة من تلك الدول تحمل عداوة لبني العباس خاصة الدولة الإدريسية الشيعية التي تعتبرها بغداد أكبر خطر يهددها. لهذا كله رأى هارون الرشيد أن يتخذ سدا منيعا يحول دون تسرب الخطر الشيعي. ولم ير إلا عاصمة إفريقية قادرة على ذلك، فأعطى لإبراهيم بن الأغلب الاستقلال في النفوذ وتسلسل الإمارة في نسله.
وقامت دولة الأغالبة (184-296هـ / 800 -909م) كوحدة مستقلة ومداف عة عن الخلافة. وقد كانت دولة الأغالبة هذا الدرع المنيع أيام استقرارها، ونجحت في ضم صقلية إلى ملكها عام 264هـ / 878 م، وقام أمراؤها الأوائل بأعمال بنائية ضخمة في القيروان ذاتها ومنها توسيع الجامع في القيروان، وتوسيع الجامع في تونس، كما عمل الأغالبة على الاهتمام بالزراعة والري في المنطقة، وأقاموا الفسقية المشهورة.
وقد استغل الأمراء الأغالبة تلك المكانة واتخذوها سلاحا يهددون به عاصمة بغداد كلما هم خليفة من خلفائها بالتقليل من شأن الأمراء الأغالبة أو انتقاص سيادتهم. وهذا ما فعله زيادة الله بن الأغلب مع الخليفة المأمون العباسي. فقد أراد هذا الأخير إلحاق القيراون بولاية مصر، وطلب من زيادة الله أن يدعو لعبد الله بن طاهر بن الحسين والي المأمون على مصر فأدخل زيادة الله رسول المأمون إليه، وقال له: إن الخليفة يأمرني بالدعاء لعبد خزاعة. هذا لا يكون أبدا ثم مد يده إلى كيس بجنبه فيه ألف دينار ودفعه للرسول. وكان في الكيس دنانير مضروبة باسم الأدارسة في المغرب ؛ ففهم المأمون مقصد الأمير الأغلبي فكف عن محاولته ولم يعد إليها.
وبسبب هذه المكانة فقد عمل على التقرب منها أكبر ملك في أوروبا إذ بعث الإمبراطور شارلمان بسفرائه إلى إبراهيم بن الأغلب فقابلهم في دار الإمارة بالعباسية في أبهة عجيبة بالرغم من الصلات الودية التي كانت بين هذا الإمبراطور والخليفة العباسي هارون الرشيد.
وفي عهد ولاية إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الأغلب (261 - 289هـ / 875 -902م) بدأت الفتن تدب بين أمراء الأغالبة. وكان إبراهيم بن أحمد سفاحا لم تسلم منه عامة الناس ولا أقرب الناس إليه وكان غدره بسبعمائة من أهل بلزمة سنة 280هـ / 894 م سببا من أسباب سقوط دولة بني الأغلب. وفي نفس السنة شقت عصا الطاعة في وجه هذا الأمير مدن تونس، وباجة، وقمودة، وغيرها. وعمت الفوضى أرجاء البلاد بينما الخطر العبيدي الشيعي يزداد يوما بعد يوم. ولما أيقن إبراهيم بن أحمد بخطر بني عبيد حاول سنة 289هـ /902 م تغيير سياسته، فرفع المظالم، واستمال الفقهاء، وبذل الأموال للشعب ولكن بدون جدوى. وفي عهد حفيده زيادة الله ازداد خوف بغداد واشتد جزعها من الزحف العبيدي فبعث الخليفة العباسي المكتفي بالله يحث أهل إفريقية على نصرة زيادة الله فلم يكن لذلك صدى في النفوس وبذل زيادة الله الأموال بلا حساب ولكن دون جدوى. فلم يمض على هذا الحادث سوى ثلاث سنوات حتى جاءت معركة الأربس الحاسمة سنة 296هـ / 909 م وفر على إثرها زيادة الله إلى المشرق ومعه وجوه رجاله وفتيانه وعبيده. وباستيلاء العبيديين على القيروان جمعوا كل المغرب تحت سيطرتهم فشجعهم ذلك على متابعة السير نحو المشرق. وأمكن لهم فيما بعد أن يستولوا على مصر والشام والحجاز. ولولا الظروف السياسية والوضع الداخلي للفاطميين لاستولوا على بغداد نفسها.
وعندما انتقل بنو عبيد إلى مصر ووصل المعز لدين الله الفاطمي القاهرة عام 362هـ / 973 م اهتموا بالقيروان واتخذوها مركزا لنائبهم في إفريقية، وعهدوا إليه بالسهر على حفظ وحدة المغرب والسيطرة عليه. واستخلف المعز الفاطمي بلكين بن زيري الصنهاجي على إفريقية، وكتب إلى العمال وولاة الأشغال بالسمع والطاعة له فأصبح أميرا على إفريقية والمغرب كله، وقام بلكين وخلفاؤه بقمع الثورات التي حصلت خاصة في المغرب في قبائل زنانة. واستمر المغرب في وحدته الصنهاجية وتبعيته إلى مصر الفاطمية إلى أن انقسم البيت الصنهاجي على نفسه فاستقل حماد الصنهاجي عن القيروان متخذا من القلعة التي بناها قاعدة لإمارته. وكان هذا الانقسام السياسي خير ممهد لظهور دولة المرابطين في المغرب الأقصى. كما كان لهذا الانقسام نتائجه الأليمة فيما بعد عندما أعلن المعز ابن باديس الصنهاجي استقلاله عن الفاطميين، فبعثوا إليه بقبائل الأعراب من الهلاليين فمزق شمل الدولة، وقضى على معالم الحضارة، وخربت القيروان، ولم تعد العاصمة السياسية القوية أو مركزا تشع منه المعارف والعلوم والآداب. - اقتباس :
أكثر من سبب يجعل زيارة مدينة القيروان العريقة خاصة في المناسبات الدينية ممتعة فالمدينة وأهلها يحتفلون بالأعياد والمناسبات الإسلامية، احتفالاً خاصاً في مكان وثيق الصلة بالتاريخ، ويحوي بين طياته بعض آثار عظمة الحضارة العربية الإسلامية، وكبار رموزها.
وأول ما يلاحظه زائر المدينة في المناسبات الدينية مظاهر الزينة، التي تتخذ من سور المدينة لوحة يتمازج فيها بشكل رائع وجذاب الماضي والحاضر. وسرعان ما يكتشف الزائر أن أهالي القيروان أكثر حبا للمدينة من كل زائريها، فهم سرعان ما ينطلقون في الحديث عن مدينتهم باعتزاز وفخر، يسردون عليك فصولا عظيمة من تاريخ عاصمة الأغالبة كما يسمونها.
ولا ينسى الكثير من أبناء المدينة، التي كانت أول عاصمة للإسلام في شمال إفريقيا، أن يستشهد لك بالشيخ عبد الرحمان خليف، إمام مسجد عقبة بن نافع وعلمه وورعه وفتاواه. ثم تدخل إلى أسواقها فتبهرك الحركة الكبيرة وتواضع الناس وأخلاقهم. وعندما تجالسهم تزداد انبهارا، فهم تونسيون من هذا العصر، ولكن يخيّل إليك أنك في عصر عقبة بن نافع من كثرة ما يخرج من أفواههم من معجم ديني ثري.
وأول ما يطالع المرء وهو يقبل على القيروان مآذن مساجدها العديدة، تطل عليها من جميع الأطراف. وفيها أول بيت ذكر فيه اسم الله في إفريقيا، فكانت قلعة للعلم والإيمان، انطلق منها الفاتحون لنشر الإسلام في ربوع المغرب الإسلامي الكبير، وتخرج فيها أعلام وفقهاء وأدباء وشعراء، بلغ إشعاعهم أقاصي الدنيا، عبر ما نشروه من علوم وفقه وأدب.
وفي هذه المدينة يرقد الكثير من الأعلام والشعراء من إفريقيا والأندلس والجزيرة العربية. فهنا عاش ابن رشيق القيرواني، وابن شرف، والإمام سحنون، والحصري.
وتستمد المدينة عراقتها أيضا من تاريخها، الذي شهد الكثير من الفتوحات، فمن القيروان قاد طارق بن زياد جيوشه لفتح إسبانيا، ومن القيروان انتشر الإسلام والحضارة الإسلامية في أكثر مناطق إفريقيا. أما جامع القيروان الكبير أشهر معالم المدينة فشيد عام 670 هجرية على يد الفاتح عقبة بن نافع، جاعلا من القيروان عاصمة إفريقيا العربية الإسلامية، ومدينة للعلم والفقه والأدب. واكتسب هذا الجامع شهرته كمنارة علم وثقافة، استطاعت أن تستقطب عديد العلماء والمفكرين، الذين جعلوا منها جامعة، بلغ إشعاعها أقصى العالم الإسلامي. وأصبحت إلى جانب جامع الزيتونة في تونس، والقرويين في المغرب، والأزهر في مصر، أحد أهم المنارات في بلاد الإسلام. وشهد الجامع عمليات تجميل وتحصين على امتداد تاريخه، وأصبح بذلك معلما متميزا.
وداخل هذا المعلم رباعي الأضلع تنفتح أمام الزائر العديد من البوابات، أجملها الباب الشرقي المعروف باسم باب “للّة ريحانة”، والباب الغربي وهو مبلط بالمرمر الأبيض، ويتوسطه حوض لتجميع مياه الأمطار، بغرض استعمالها لوضوء المصلين. كما توجد ثلاث ساعات شمسية تساعد على تحديد أوقات الصلاة.
وتفضي أبواب عديدة وواسعة إلى قاعة الصلاة، المقامة على أعمدة من الرخام الوردي والأسود. وتخضع تصاميم المسجد إلى مخطط دقيق، يمثل فيه الرقم 8 القاعدة الأساسية لعملية إعداد القاعة. بينما تدلت من الجناح الرئيسي تشكيلات من الثريات من البلور الصافي والكريستال، تنير المعبر المؤدي إلى المحراب، الذي زين ب162 قطعة خزف مربعة ذات رسوم وأشكال هندسية، وبجانب المحراب يوجد منبر، وهو قطعة فريدة من نوعها، صنعت كليا من خشب السنديان، المجلوب من بلاد ما بين النهرين. ويملأ زائر مسجد عقبة بن نافع إحساس غريب بالطمأنينة والسكينة والهدوء، يستمد فيه نفسا طويلا من عبق التاريخ ومن حرارة الإيمان. وبعيدا عن رائحة التاريخ والحضارة، التي تتأكد من خلال المدينة العتيقة، والأسوار التي رممت بإتقان، ومن خلال العدد الكبير من المساجد والأضرحة وغيرها من المعالم، تتميز القيروان إلى جانب ذلك بأنها مدينة فنون وصناعة تقليدية، حذقها السكان جيدا، وحافظوا على طابعها المميز، بما فيه من طرافة وأصالة. وأول غرائب هذه المدينة “السجاد القيرواني”، الذي طبقت شهرته أرجاء العالم. ويعتبر إلى جانب السجاد الإيراني من أجود أنواع السجاد وأكثرها التصاقا بالفن والنقش الإسلامي. وتنتشر محلات “السجاد” في مختلف أرجاء القيروان، التي يقبل التجار التونسيون من جهات عديدة على سجاجيدها المرصعة بكل الألوان. ومما اشتهرت به المدينة أيضا نوع من الحلويات، لا يفهم سرّ نكهته وحلاوته المميزة إلا أهالي القيروان. هذا النوع من الحلويات هو “المقروض”، ويكثر تداوله في رمضان. وليس لأي زائر للمدينة أن يصرف نظرا عن المقروض، وإلا بقي في نفسه شيء من حرما
و قال الحصري يبكي القيروان بعد تخريبها على يد الهلاليين
أترى اللّيالي بعدما صَنَعَتْ بِنا **** تَقْضِي لـنا بتواصلٍ وتدَانِ؟
وتعيدُ أرض َ القيروانِ كعَهدهِا **** فيما مضى منْ سالفِ الأزمانِ
أمْسَتْ وقد لَعِبَ الزّمانُ بأهلِها **** وتقطعْت ﺒهم عُرى الأقرانِ
فتفرَّقُوا أيْـدي سبأ وتشتّتوا **** بَعدَ اجتماعِهِم على الأوطانِ | |
|
| |
Guillaume
عدد المساهمات : 150 نقاط : 179 السٌّمعَة : 19 تاريخ التسجيل : 28/06/2011 العمر : 43 الموقع : paris
| موضوع: رد: لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح الأربعاء يونيو 29, 2011 9:25 pm | |
| القيروان .. المجد الشامخ و الإرث الإسلامي العتيق حامل التاريــــخ و العصر الذهبي فالقيروان أول مدينة إسلامية في منطقة المغرب لبداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي شكرا لك | |
|
| |
ابراهيم البقالي الطاهري
عدد المساهمات : 240 نقاط : 253 السٌّمعَة : 11 تاريخ التسجيل : 29/07/2011 العمر : 53 الموقع : الجمهورية العربية السورية
| موضوع: رد: لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح الإثنين أغسطس 01, 2011 11:10 pm | |
| جـــزاكــم اللــه خيــــرااا ...
و
باركــ اللــــه فيــــــــكم ... | |
|
| |
روزاليس
عدد المساهمات : 1466 نقاط : 1719 السٌّمعَة : 147 تاريخ التسجيل : 07/08/2010 العمر : 52 الموقع : الدولة الفلسطينية
| موضوع: رد: لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح الخميس أغسطس 04, 2011 11:10 pm | |
| لك من الله خير الجزاء والإحسان موفق ان شاء الله وجعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه | |
|
| |
baghouz1
عدد المساهمات : 253 نقاط : 261 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 05/08/2011 العمر : 61 الموقع : اصيلة شمال المغرب
| موضوع: رد: لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح الأحد أغسطس 07, 2011 2:25 am | |
| - اقتباس :
- بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله جزاكم كل خير وتقبل الله من الجميع صالح اعمالهم | |
|
| |
KENITRA
عدد المساهمات : 226 نقاط : 234 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 14/07/2011 العمر : 36 الموقع : KENITRA MAROC
| موضوع: رد: لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح الإثنين أغسطس 15, 2011 3:50 pm | |
|
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله علية وسلم أخذ بيده وقال: "يا معاذ والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، فقال: "أوصيك يا معاذ لا تدعنّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك :chala: | |
|
| |
wallstk
عدد المساهمات : 233 نقاط : 245 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 24/07/2011 العمر : 36 الموقع : جمهورية مصر العربية
| موضوع: رد: لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح الجمعة أغسطس 19, 2011 1:33 am | |
| - اقتباس :
- شكرا على الموضوع والنصائح المفيدة
| |
|
| |
Blesso
عدد المساهمات : 317 نقاط : 338 السٌّمعَة : 14 تاريخ التسجيل : 17/11/2011 العمر : 42 الموقع : Lebanon
| موضوع: رد: لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح الأحد ديسمبر 11, 2011 10:33 am | |
| اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك | |
|
| |
tanioude
عدد المساهمات : 282 نقاط : 293 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 10/12/2011 العمر : 65 الموقع : Lebanon
| موضوع: رد: لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح الأحد ديسمبر 11, 2011 9:38 pm | |
| ربي يعطيك العافيه.. أرق تحياتي.. | |
|
| |
almdar
عدد المساهمات : 186 نقاط : 201 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 17/10/2011 العمر : 43 الموقع : الجمهورية الإسلامية الموريتانية
| موضوع: رد: لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح الإثنين يناير 16, 2012 1:31 pm | |
| معلومات روووووووووووووووووووووووووعه
جزاك الله خير الجزاء
واسعدك الله في الددارين ............... | |
|
| |
| لقيروان مدينة التاريخ والحضارة والفتح | |
|