القدافي والصحراء المغربية

الرباط ـ قلل وزير الإعلام المغربي السابق والقيادي بحزب الاستقلال محمد العربي المساري من أهمية التصريحات المنقولة عن الزعيم الليبي معمر القذافي عن تأييده للاستفتاء لحل أزمة الصحراء الغربية، وأكد أنها تصريحات غريبة على مسار العقيد القذافي، ووصفها بأنها "عبث" وقال بأن "السياسة لا تقبل العبث".
وأكد المساري "أن الدعوة إلى الاستفتاء لتحديد مصير الصحراء الغربية تم تجاوزها منذ زمن طويل.
وقال: "دعوة العقيد القذافي للاستفتاء في الصحراء الغربية هي تأملات خارج المنطق، ذلك أن أسلوب الاستفتاء تم تجريبه مع بريس ديكويلار وبطرس غالي وكوفي عنان الذين اتفقوا جميعا على أن الاستفتاء غير واقعي، لأن المشكلة تكمن في من يمتلك حق التصويت، إذ ليس معقولا السماح للغرباء في تندوف أن يشاركوا في التصويت على وحدة المغرب، وهذا كلام انتهى منذ 20 سنة، والقول به الآن عبث والسياسة لا تقبل العبث".
واستغرب المساري صدور هذه الدعوة عن الزعيم الليبي معمر القذافي، وقال: "العقيد القذافي متحمس للوحدة الترابية في المغرب، وقد طالب بالاشتراك في المسيرة الخضراء، لكن هذه التصريحات المستغربة تخطر أحيانا على السياسيين في شكل أفكار، أما العقيد القذافي فهو رجل وحدوي وهذا شيء غريب عن أفكاره".
واعتبر المساري الحديث عن محور جزائري ـ ليبي ضد المغرب من غير معنى، وقال: "كلام المحاور كلام قديم لا معنى له الآن، فقد تم تجريبه ولم ينفع، ولذلك فالحديث عن محور ليبي ـ جزائري أو محور موريتاني ـ جزائري كلها من الماضي، وكلام يجب العدول عنه".
ونفى المساري وجود أي خشية على الموقف المغربي الداعي للحكم الذاتي كحل لأزمة الصحراء، وقال: "لا يمكن للمغرب أن يخشى على موقفه والأمم المتحدة متفقة عليه والدول الكبرى يقولون بوجوب التوصل لحل سياسي متفق عليه، وبيكر نفسه قال بأن الاتفاق يجب أن يتم بين المغرب والبوليساريو وتصدق عليه الجزائر وموريتانيا، فالمغرب مطمئن وهو في أرضه، وهناك حوالي 5000 عائد من مخيمات تندوف إلى أرض الوطن، وهم مطمئنون تماماً في أرضهم، لذلك فهذه زوابع تهب أحيانا وتذهب بعيدا عن المرمى".
وكان العقيد معمر القذافي قد جدد في تصريحات له لقناة "فرنسا 24"، دعوته لتنظيم استفتاء حول الصحراء الغربية، وهو ذات الموقف الذي أبلغه لوفد التحالف الرئاسي في الجزائر الذي كان قد زار ليبيا قبل عدة أسابيع.

ينتاب الزعيم الليبي معمر القدافي وأشباله غضب شديد من خطاب الملك محمد السادس الذي ألقاه يوم الأربعاء الماضي ودعا فيه إلى إجراء تغييرات دستورية عميقة بالمغرب. و يعتقد القدافي أن العاهل المغربي ما كان في هذا الوقت ليتحدث إلى شعبه عن الإصلاحات داخل المغرب، في الوقت الذي يتعرض فيه العقيد لثورة داخلية للإطاحة به، ويسلط عليه المجتمع الدولي المزيد من العقوبات للضغط عليه من أجل التنحي عن الحكم

وجاء الخطاب الملكي ليعلن أن كل مسؤول عربي مدعو إلى القيام بإصلاحات داخلية بدون انتظارللضغوظ الخارجية على بلده. غضب القدافي ليس على الخطاب الملكي فقط وعلى توقيته ومضمونه، بل تجاوز ذلك إلى ابنه سيف الإسلام الذي كان منتظرا أن يخلفه على حكم ليبيا، عندما قام هذا الأخير بالاستشهاد بمضمون خطاب الملك المغربي، الذي أداعته قناة فرانس 24 كاملا ومترجما مع التعليق عليه. ودعا سيف الإسلام إلى المقارنة بين طريقة عمل المسؤولين الليبيين وسرعة الملك محمد السادس في التحرك بعيدا عن الضغط .

وكانت العديد من الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية قد رحبت بمضمون الخطاب الملكي وبرنامج الاصلاحات.

ويذكر أن العلاقات بين المغرب وليبيا متوترة منذ أزيد من سنة على إثر استقبال القدافي لمحمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليزاريو، وهو ما رد عليه المغرب باستقبال المعارضة الليبية في الرباط، في حين رفض الملك محمد السادس الحديث مع القدافي هاتفيا طيلة هذه المدة.