صوت يرن فى أذني: ديمقراطية مملكة الغربان

صوت يرن فى أذني: ديمقراطية مملكة الغربان
أضيف في 16 غشت 2013 الساعة 11 : 20

:calam: :calam:

كنا كعادتنا كل مساء فى مقهى الحي نخوض فى أي حديث كما نفعل كل يوم، دون استعداد أو تركيز، وفجأة أقبل أحد رفاقنا، وصاح من بعيد قائلا ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ، قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ).

التفتنا إلى ناحيته مبتسمين ومرددين صدق الله العظيم، وانتظرناه إلى أن جلس بيننا، فقال له أحدنا، لماذا فاجأتنا اليوم بهذه الآية الكريمة، فقال: أكثركم، كنتم تنتسبون إلى التعليم، هذا أستاذ، وذاك معلم، وأردت أن أذكركم أيها المتقاعدون، بالغراب، المعلم الأول للإنسان.

ثم سألناه، هل تريد أن يكون حوارنا اليوم، حول التعليم والمعلمين، فقال على الفور: لا...فعدنا نبتسم ونحن لا نعرف ما ذا يريد هذا الصديق الذى نستلطفه كثيرا، ونستمع إليه باهتمام، ولكنه اليوم، يكاد يخيب ظننا فيه...فماذا يريد؟

أخرج وثيقة من بعض جيوبه، وهو يقول: لماذا اختار اللهُ سبحانه وتعالى، الغراب من دون المخلوقات كلها ليكون المعلم الأول للإنسان؟، وقبل أن نفوه بأدنى كلمة، جعل يقول وهو ينظر إلى تلك الوثيقة: الغراب مخلوق عجيب، وجماعته تحاكم كل فرد منها، يخالف نظامها، وتطبق عليه قوانين عدالتها الفطرية، فإذا اغتصب طعام غيره، تقوم الجماعة بنتف ريشه، حتى يصبح عاجزا عن الطيران، وإذا هدم عشا لغيره من الغربان، تلزمه الجماعة ببناء عش جديد لصاحبه، أما جريمة الاعتداء على أنثى غراب أخر، فالحكم عليه أن يقتل ضربا بالمناقير حتى الموت...فما رأيكم أيها الأصدقاء؟

قال له أحدنا ساخرا: وأين توجد محاكمهم، لنحضر جلساتها؟ قال لا تسخر، أنا جاد فى قولي، وقد أكد العلماء ما قلته لكم بعد دراسته دراسة وافية، وقالوا عن الغربان، إنها تفعل ذلك فى حقل من الحقول الزراعية، أو في أرض واسعة، وحين تكتمل هيئة المحكمة، يؤتى بالغراب المتهم تحت حراسة مشددة، وتبدأ محاكمته فينكس رأسه، ويخفض جناحيه، ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه، فإذا صدر الحكم بالإعدام، قفزت جماعة من الغربان على المذنب توسعه تمزيقا بمناقيرها الحادة حتى يموت، ثم تحمله جماعة منها، وتحفر له قبرا وتهيل عليه التراب.

قال له رفيقنا الذى لم يصدق حديثه وسخر منه: لماذا توجع دماغنا بهذا القول الذى لا فائدة فيه لنا؟ فقال له على الفور، أيها المتقاعد بعد سنوات كنت فيها معلما للصغار، عد إلى فصلك الدراسي، عد تلميذا، وليس معلما، وابدإ التعلم من جديد، فإن الغراب الذى تعلمنا منه كيف ندفن موتانا، يجب أن نتعلم منه أيضا، ألا نغتصب " طعام " غيرنا من الناس، وهذا يكثر فى ديارنا، وألا نسلب منه مسكنه أو قطعة من أرض يمتلكها، وقد ارتفعت الشكايات فى كل مكان، وأن نحترم زوجته، وأخته، وبنته، فلا نراودها عن نفسها، فسقا، وأن نطبق ما أحله الله لنا.

إننا حين نتعلم من الغراب كيف نحترم حقوق الناس، نكون قد أحسنا إلى أنفسنا، ومجتمعنا، ووطننا إحسانا كبيرا.

تحية وتقدير للأخ (mohammedyossef44) .وأهلا وسهلا بك في قافلة الأوائل . ولك الشكر على الحِكم التي أوردتهابالأسلوب الجميل هدا،حيث أثرى الموقع . خاصة في هده الضروف التي تمر منها الامة الإسلا مية .فمن يتعض ؟

http://elaioun.com/news4859.html

» مملكة الازياء والموضه العالمية جديد 2020
» ريم الأنصاري .. شابة مغربية تعتلي "عرش الفندقة" في مملكة البحرين