تغريدة طائشة: البيضاء مدينة تأكل أبنائها ليلا ونهارا في غياب تام لأي استراتيجة اجتماعية او اقتصادية

تغريدة طائشة: البيضاء مدينة تأكل أبنائها ليلا ونهارا في غياب تام لأي استراتيجة اجتماعية او اقتصادية لإنقاذ المدينة وشبابها يبدع في العنف بشكل يجعل اي مخرج سينمائي يقف عاجزا عن تخيل هذا الكم الهائل من
الاثنين 2 سبتمبر 2013 - 14:56

عرفتي نشدك والله حتى نتزوج بك"، بهذه اللغة العنيفة والمقززة، هدد شاب مفتول العضلات مراهقا في وسط مدينة الدار البيضاء، وذلك على مقربة من شارع محمد الخامس في حدود الساعة الثانية صباحا، مع أن سيارة الأمن لم تكن تبعد عن الحادثة إلا بخطوات قليلة.

ليل الدار البيضاء، يثير الرعب في نفس أي زائر للمدينة، بل حتى أبناء المدينة يحتاطون كثيرا قبل ان يقدموا على مغامرة المشيء ليلا في "سونتر فيل"، فكل مظاهر العنف ترافقك طيلة رحلتك القصيرة ليلا في بومباي المغرب.

في كل متر تخطوه مترجلا، ستشاهد مظاهر متنوعة من البؤس والفقر والعنف والحكرة، وستطرب أذناك كل أشكال الإبداع في السب والشتم والتحرش.

وانت تخطو مارا بشارع محمد الخامس، ستصادف بشكل يومي، نساء فوق سن الخمسين يعرضن فروجهن أمام الملأ، لمن يبحث عن نزوة جنسية عابرة، عملية جنسية تتم بدون وقاية وفي غالب الأحيان، في باب العمارة او في زنقة مظلمة او مزبلة مهجروة، وذلك بمقابل دريهمات معدودات. أغلب زبائنهن من عمال البناء والمحلبات والمحلات التجارية وغيرها من المهن التي لا تحترم ادمية البشر.

هؤلاء النسوة رغم تقدمهن في السن، يقاومن بشكل شرس كل من يحاول الاعتداء عليهن، فقد استطعن تحرير جزء من الفضاء الليلي بالبيضاء، ويمارسن الدعارة الرخيصة البئيسة، تحت أعين رجال البوليس، الذين على ما يبدوا ملوا من اعتقالهن واستنطاقهن في كل مرة. التطبيع المجتمعي مع نشر الأمراض الجنسية الخطيرة والمتاجرة بلحوم نساء هذا الوطن، جعل من الدعارة، جزء من المهن الممارسة ومصدر رزق، لكل من لفظهن المجتمع القاسي.

أطفال ومراهقون في عمر الزهور، يتناولون "السيلسيون" و"الدوليو"، بشكل عادي وبدون أي خوف من أي متابعة أمنية، ويتجولون وهم يحملون معهم "ميكاتهم" المنفوخة، ما بين المحلات التجارية الليلة، يستعطفون دريهمات من "السكارى"، والعابرون للبيضاء في ليلها الأسود.

هؤلاء الأطفال، منهم من أختار افتراش الأرض والسماء غطاء، وأذكاهم "كيسكواطي" في منزل مهجور او تحت الجسر الأرضي العابر لساحة الأمم المتحدة، التي تم أخيرا تزيينها بالمصابيح الكهربائية وبعض الزهور والعشب الأخضر. فهذه الساحة التي تتوسط مركز المدينة، تجسد حقيقة المفارقات الطبقية في مدينة تسكنها الفئة الأكثر بورجوازية بالمغرب في فيلات تفوق مساحتها 1000 مترا، تحت حراسة أمنية مشددة من شركات الأمن الخاصة، كما يقطن تحت جسورها وفي منازلها المخربة ومزابلها أطفالا في عز الزهور، يمارس عليهم بشكل يومي كل أشكال العنف اللفظي والجسدي، ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا في بلد القوي يأكل فيه الضعيف، ومنطق "الحكرة"، هو المتحكم في علاقاته المجتمعية. فالمرأة والطفل والعجوز والشاب المدمن، هم في نهاية المطاف ضحايا سياسات اجتماعية مفلسة، للحكومات المتعاقبة على المملكة، كما أن ازياد عدد الفقراء والبؤساء في شوارع ميتربول المغرب، التي تجمع اكثر من ربع سكان المغرب، هو دليل ليس فقط على افلاس السياسات الاجتماعية، بل هو افلاس لنظام سياسي بأكمله.

في احدى زياراتي السابقة للبيضاء، رافقتني صديقة تركية في رحلة ليلية بالمدينة، فكانت أول ملاحظة لها هي " ان البيضاء تشبه كثيرا اسطانبول قبل 15 سنة"، فعندما سألتها ماذا تقصد بهذا الفارق في السنوات في مقارنتها؟. أجابتني الشابة التركية "اسطانبول كانت مدينة مرعبة وليلها للمتشردين والمتسولين ولكل اشكال الجريمة، لكن مع تولي اوردوغان لعمادة المدينة استطاع ان يعيد الأمن ويحارب جميع اشكال التهميش عبر سن سياسات اجتماعية، من خلال بناء دور الرعايا للاطفال ومراكز معالجة الادمان ودور العجزة، فكل الأموال التي استثمرت في هذا المجال، جلبت أضعافها من خلال السياحة الداخلية والخارجية، فأصبحت اسطانبول مدينة لا تنام وقاطرة حقيقية للاقلاع الاقتصادي لتركيا بأكملها.

للاسف في المغرب ليس لدينا اي تجربة ناجحة على مستوى تسيير المنتخبين للمدن، فأغلب منتخبي البيضاء أميون او سماسرة السياسة والعقار، وافضلهم اختار المتاجرة بهذا البؤس والفقر، من خلال الاحسان على هؤلاء الجياع بصدقة في المناسبات الدينية. فليس هناك اي استراتيجية اجتماعية او امنية او اقتصادية او ثقافية في المدينة، رغم توفرها على كل الطاقات البشرية، التي تعتبر العنصر الاول لعوامل النجاح. فهم المنتخبين و رجال السلطة المتعاقبين على البيضاء، كان دائما هو الاغتناء وجمع اكبر كم من المال، وذلك في اسرع وقت ممكن. لكي تبقى البيضاء تأكل ابنائها نهارا وليلا في انتظار سيدنا المسيح، الذي سينقذ هؤلاء الجياع من بؤسهم وجهلهم وفقرهم، مادام أن حدة الاستقطاب السياسي في البلد، دفعت بالفاعل السياسي الى فقدان كل حس وطني، وجعلت منه فقط خادما لأجندات معلنة وخفية.

موضوع مميز ورائع

يسلمو حبيبي ... حبيبتي على طرحك

دائما محط اعجاب وتقدير

لك مني كل الاحترام والتقدير

شكرا لك هذا العطآء المميز

بأنتظارك بكل جديدّ
تقديري..//~

موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص حبي وأشواقي

ماأجمل تلك المشاعر التي
خطها لنا قلمكِ الجميل هنا
لقد كتبتِ وابدعتِ
كم كانت كلماتكِ رائعه في معانيها
فكم استمتعت بموضوعك الجميل
بين سحر حروفكِ التي
ليس لها مثيل

دمت بألف خير

اسعد الله قلوبكم وامتعها
بالخير دوماً

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخير وعافية

لكم خالص احترامي

» اختيار مدينة طنجة رابع أحسن مدينة شاطئية في العالم
» Casablanca Casablanca - الدار البيضاء الدار البيضاء - Film complet
» لماذا تحمل القطة أبنائها من رقبتهم؟
» تغريدة وزير الخارجية الأمريكي "تفند" نظيره الجزائري
» كيف تأكل وجبة سريعة صحية؟