منتديات واحة القصر الكبير
منتديات واحة القصر الكبير
منتديات واحة القصر الكبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات واحة القصر الكبير

๑۩۞۩๑مرحباً بكم جميعاً في واحة القصر الكبير ๑۩۞۩๑
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العلاقات المغربية النرويجية

اذهب الى الأسفل 
+30
Zapatero s
sharon
hajari
samirui
samoiu
contenu
noreply
alharrak
عبود
saudi
الهدي
سليمة
الوردة البحرية
جميلة جم
روزاليس
hamid
zizo
azizoo
revoo
heart
amal
ابن عربى
asma
imad
misho
manisr
rockoi
hard_mix
صبرىن
nihal
34 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
contenu

contenu


عدد المساهمات : 95
نقاط : 121
السٌّمعَة : 14
تاريخ التسجيل : 29/03/2012
العمر : 42
الموقع : الجمهورية الجزئرية

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الخميس أكتوبر 08, 2020 8:49 am

J aimerais bien que l article soit transmis à cette ministre pour nour marocains nous sommes au Sahara chez nous et nous comptons y rester jusqu'à à l eternite et c est pas l abouement des algériens qui va nous faire peur car il est entendu qu à quelques mètres de leur niche

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صبرىن
صبرىن : الادارة
صبرىن : الادارة
صبرىن


عدد المساهمات : 1165
نقاط : 1289
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 11/10/2010
العمر : 42
الموقع : جمهورية أفغانستان الإسلامية

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الجمعة أكتوبر 09, 2020 4:24 pm

اقول لهذه الانثى ان الصحراء في المغرب وهذا يعني ان المغرب في الصحراء بمعنى اخر ان الصحراء مغربية وليست نرويجية بمعنى اخر لا حق لك في في الطلام عم الصحراء والرمال وانما عندك الحق ان تتكلم عن الجبال والثلوج ام الصحراء بعيد كل عايك


https://www.akhbarona.com/politic/297681.html 17
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عربى
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى


عدد المساهمات : 1571
نقاط : 1939
السٌّمعَة : 102
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
العمر : 76
الموقع : قرطبة ( إسبانيا )

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الجمعة فبراير 05, 2021 8:11 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
samoiu

samoiu


عدد المساهمات : 23
نقاط : 23
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2016
العمر : 45

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الإثنين مايو 24, 2021 4:35 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hamid
المديرالعام ; صاحب المندي الادارة العامة
المديرالعام ; صاحب المندي الادارة العامة
hamid


عدد المساهمات : 3926
نقاط : 11789
السٌّمعَة : 3801
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 63
الموقع : ksar el kebir maroc

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13السبت أبريل 23, 2022 12:47 am

بوريطة يتباحث مع الخارجية النرويجية
بوريطة يتباحث مع الخارجية النرويجية
صورة: مواقع التواصل الاجتماعي
هسبريس - و.م.ع
الأربعاء 20 أبريل 2022 - 00:32
أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مباحثات عبر تقنية المناظرة المرئية، الثلاثاء، مع نظيرته بمملكة النرويج؛ أنيكين هويتفيلدت.

وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن الوزيرين أشادا، خلال هذه المباحثات، بتميز العلاقات بين المغرب والنرويج، وجددا تأكيد إرادتهما المشتركة تعزيز هذه العلاقات.



وجدد الطرفان، بالمناسبة، تأكيد التزامهما بمواصلة تعزيز الحوار السياسي والشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين.


وخلال هذه المباحثات، أكدت هويتفيلدت مشاركتها في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد “داعش”، المرتقب عقده بمراكش في 11 ماي المقبل، منوهة في هذا الصدد بالدور الهام الذي يضطلع به المغرب بصفته شريكا وقطبا للسلام والاستقرار في المنطقة.

وسجل الوزيران تطابق وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة بمنطقة الساحل وبالشرق الأوسط.

وخلص البلاغ إلى أنه على المستوى متعدد الأطراف، اتفق بوريطة وهويتفيلدت على مواصلة التشاور داخل الهيئات الدولية بشأن القضايا ذات الأولوية من خلال إطلاق مبادرات مشتركة.



https://www.hespress.com/%d8%a8%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d8%a9-%d9%8a%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d8%ad%d8%ab-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b1%d9%88%d9%8a%d8%ac%d9%8a%d8%a9-976241.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hamid-2010.yoo7.com
samirui

samirui


عدد المساهمات : 13
نقاط : 13
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/09/2022
العمر : 33

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الجمعة أكتوبر 21, 2022 12:11 pm

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. ليلى أفلاد تنجذب إلى الاهتمام بالطفولة والمحاماة
الجمعة 21 أكتوبر 2022 - 07:00


العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Leila-10

تفخر ليلى أفلاد، المزدادة سنة 1989 في العاصمة النرويجية أوسلو، بأصلها المغربي عموما، وبالانتساب إلى مدينة أصيلة تحديدا، وما يصاحب هذه البصمة الهوياتية الجينية من خصوصيات تمنحها التميز.

بعد تجربة ميدانية في ملاءمة التشريع النرويجي مع نظيره الدولي في حقوق الطفل، اتجهت أفلاد إلى ممارسة مهنة المحاماة، متزودة في المحاكم بخبرتها العملية السابقة المرتبطة بالعلوم القانونية، مستحضرة أيضا تجربة النشأة في حي غني بالروافد الثقافية التي يفرزها المنحدرون من أصول أجنبية.

لسان العرب
كبرت ليلى أفلاد في أسرة من 6 أفراد، مع أم لا تتساهل بشأن التواصل بالدارجة المغربية في المسكن، حيث كان هذا الإشراف التربوي البيتي متشددا تجاه الحفاظ على الهوية الأصل التي تتصل بالجذور في أصيلة ونواحيها.

تقول ليلى: “لم يكن هناك أي حديث بغير العربية بين أفراد أسرتي في مرحلة طفولتي، كما كنت أرتاد مسجدا مغربيا من أجل تعلم اللغة العربية الفصحى وحفظ القرآن الكريم، لذلك عشت في بيت يصون الثقافة المغربية وكل تقاليدها بأوسلو، ويمتد ذلك إلى المعاملات اليومية مع أقارب يعيشون في النرويج أيضا”.

كما تتذكر أفلاد، بخصوص الفترة نفسها، أن الحرص على التواجد في المغرب مباشرة بعد انتهاء الموسم الدراسي النرويجي، طيلة فصل الصيف، كان يتم عبر رحلات برية طويلة ويقوي أواصر العلاقة مع الوطن الأم، ولا تتأثر هذه الأواصر بالاستقرار في أوسلو وسط حي يحتضن منحدرين من أصول أجنبية كثيرة.

دراسة الحقوق
أقبلت ليلى أفلاد، بعد الحصول على شهادة الباكالوريا في نهاية طور التعليم الثانوي، على دراسة العلوم القانونية من أجل الانفتاح على ميادين مهنية متنوعة، ونجحت في إنهاء الدراسات العليا بنيل “ماستر” سنة 2013.

تذكر ذات الأصل المغربي أن “الميل كان تجاه التخصص في حقوق الطفل، واستلزم التكوين الاستقرار موسما جامعيا واحدا في إنجلترا من أجل الإلمام بالمقتضيات التشريعية الدولية ذات الصلة، ووضع ما يسري في النرويج ضمن الإطار الملائم على المستويين الأوروبي والعالمي”.

وتعتبر ليلى أن الاهتمام بالعلوم القانونية المتصلة بحقوق الطفل كان اختيارا للعقل والقلب، يمزج بين التوجه نحو فضاء اشتغال يغري بالاستيقاظ نشطة كل صباح، من جهة، والتعاطي، من جهة أخرى، مع ما كان يشهده الحي الذي كبرت فيه من حرمان أسر ذات أصول أجنبية من صغارها نتيجة خروقات في التعامل مع الطفولة، لذلك خصصت رسالة “الماستر” لسمو القوانين الدولية على التشريع النرويجي.

أعمال مكتبية
ظفرت ليلى أفلاد، في بداية مسارها المهني، بوظيفة في القطاع العام بولاية أوسلو تتيح لها الدفاع عن حقوق الأطفال الذين يوضعون تحت الرعاية الاجتماعية بعيدا عن أسرهم، متعاطية مع كل حالة على حدة لضمان احترام خصوصياتها العقدية واللغوية من لدن الإدارة.

تقول المنتمية إلى “مغاربة النرويج” إن “هذه المرحلة استمرت 6 سنوات، وركزت قراءات نقدية للقوانين الوطنية تعطي الأولوية لمصلحة الأطفال وفق ما تضمنه الاتفاقيات الدولية من حقوق في مجال رعاية القاصرين متعددي الثقافات، ومحاولة الارتقاء بالممارسة الميدانية إلى مستوى أفضل”.

“راكمت تجربة محترمة، وحاولت المساهمة كخبيرة قانونية في تغييرات على صعيد رعاية القاصرين ذوي الأصول الأجنبية، كما استفدت من هذا الأداء المتصل بالأعمال المكتبية لبناء تجربة أخرى مغايرة مرتبطة بممارسة المحاماة”، تردف ليلى أفلاد.

الطريق إلى المحاكم
شرعت النرويجية المغربية عينها، مطلع سنة 2021، في ممارسة مهنة المحاماة بحكم تخصصها في العلوم القانونية، معطية الأولوية للقضايا التي يتم البت فيها من طرف القضاء بناء على القانون الجنائي، منفتحة على الملفات الأخرى التي ترتبط، على الخصوص، بمضامين القانون المدني.

تعترف ليلى بأن هذا التوجه المهني الجديد يفرض عليها التأقلم مع إيقاع مغاير غير ذاك الذي ألفته عند إقبالها على الأعمال المكتبية، لأن المحاماة تقتضي لقاء الموكلين ثم التواجد في المحاكم، مرورا بخطوات مثل التوجه إلى المؤسسات السجنية وإرساء استراتيجيات للدفاع وإعداد المذكرات.

تقول أفلاد بهذا الخصوص: “سعيدة بكوني محامية تحاول التعامل مع مشاكل الناس والحرص على إيجاد حلول قضائية لفائدتهم، كما أن الفرح ينبع من البقاء ملتزمة بالدفاع عن أسر يتم حرمانها من رعاية أبنائها لأسباب يعددها القانون. وفي هذا الشق، أستثمر ما خبرته في الترافع عن حقوق الأطفال المنحدرين من أصول غير نرويجية”.

بروز الاختلاف
لا تتردد ليلى أفلاد في الاعتراف بعيش أوقات برزت فيها العنصرية، كما لا تتوانى في البوح بأنها “ليست نرويجية بالكامل”. تقول: “اسمي يجعل الآخرين يتعاملون معي كأجنبية، لكن الأهم أنني لا أمنح الغير أي فرصة من أجل معاملتي بكيفية مهينة”.

كما ترى المترعرعة في أوسلو أن قوة شخصيتها تنبع من وعيها التام بقدراتها ومسارها التعليمي والوظيفي الذي يجعلها تقدر ما تقوم به، زيادة على الفخر الذي تبرزه أسرتها، ومجموع أفراد عائلتها، عند استحضار حرصها على التطور يوما بعد آخر.

“في ثالث مرة للتواجد بالمحكمة كمحامية، وكنت وقتها أدافع عن عربي يحتاج مترجما في الجلسة، ولج القاضي إلى القاعة وحسبني مترجمة، وطالبني بتغيير مكان الجلوس بالابتعاد عن الصف الأمامي. أتذكر أنني لم أمنحه فرصة المواصلة حين أخبرته بأنني لا أفهم معنى حديثه بتاتا، ما جعله يعتذر عن السلوك الذي استند إلى مظهري ذي الأصل الأجنبي. الأهم من ذلك، أن مثل هذه الأمور تقع من حين لآخر ولا ينبغي أن تحبط الناس”، تقول أفلاد.

رفع منسوب الثقة
من باب تقديم النصح للمقبلين حديثا على الهجرة، وحتى الباحثين عن نجاحات من المزدادين في بلدان غير تلك المتأصلين منها، ترى ليلى أن السير على المسار الصحيح بثبات لا يمكن أن يتوافق مع الإصغاء لتعابير تدعو إلى الكسل.

كما تعتبر “ابنة أصيلة” أن المنحدرين من أسر تدين بالإسلام يتوفرون على حافز إضافي للتطور دون تردد، ليس فقط من خلال الحفاظ على الطقوس التعبدية التي تزكي النفس، وإنما بالحفاظ على ما تقتضي العقيدة من إيمان قوي بالله العلي القدير.

“تربيت في بيئة أوروبية نرويجية، ورغم ارتباطي بأناس من مختلف المشارب الثقافية والدينية، إلا أنني حافظت على خصوصياتي ذات الصلة بالإسلام على الطريقة المغربية، وقد يكون ما أحققه من نجاحات تلو أخرى يأتي من وضع الأمل كله في الله”، تختم ليلى أفلاد.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. ليلى أفلاد تنجذب إلى الاهتمام بالطفولة والمحاماة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hajari

hajari


عدد المساهمات : 15
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/10/2022
العمر : 27
الموقع : مملكة إسبانيا

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الخميس أكتوبر 27, 2022 8:12 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. الحسين الهداوي يلازم المشاهير بحمامات الرفاهية
الخميس 27 أكتوبر 2022 - 07:00


العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Houcin10

في بيت أسسته أسرة وافدة على مملكة النرويج من المغرب، وبالضبط من الناظور، ازداد الحسين الهداوي في آخر سنة من عقد السبعينات بمدينة أوسلو، وبالحاضرة عينها تعلم الإقبال على التحصيل الدراسي والمهني بجدية، إضافة إلى ما يقتضي التواجد فيها من اغتنام للفرص المتاحة بغية التميز.

يعد الهداوي مرجعا للرفاهية في ميدان السباكة بالنرويج، حاليا، إذ يتم اللجوء إلى خدماته النوعية من لدن كبار الشخصيات والنجوم في مجالات كثيرة، كما أن اسم الحسين يتواجد أيضا ضمن “القائمة القصيرة” للمؤثرين في فضاء العيش النرويجي انطلاقا من حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

نشأة مغربية أمازيغية
للحسين الهداوي أخ توأم، يحمل اسم الحسن، وقد تمت إحاطتهما بعناية فائقة من طرف أسرتهما منذ ازديادهما في أوسلو سنة 1979، وتمتعا بطفولة مكنتهما، في بيت يسكنه 5 أفراد، من التشبع بالثقافة الريفية المغربية دون إغفال الانتماء العضوي إلى المجتمع النرويجي.

يقول الحسين بهذا الخصوص: “وصل أبي إلى النرويج سنة 1969، أي قبل 10 سنوات من ولادتي في أوسلو، ولم يتواجد في هذا البلد عدد بارز من ذوي الأصل المغربي حينها”، ثم يضيف: “لدي أعمام وبعض الأقارب سبقوا والدي إلى الاستقرار في النرويج، لذلك حظيت بتأطير أسري وعائلي جيد في سنوات عمري الأولى”.

يضبط الهداوي الحديث بالأمازيغية ويفهم الكلام بالدارجة المغربية، ويرجع ذلك إلى كون “تاريفيت” لغة البيت الذي ترعرع فيه، ويحرص على تربية أبنائه الثلاثة بالكيفية نفسها التي تجعلهم يقتصرون على التعامل بالنرويجية عند الخروج من المسكن.

تخصص هندسي
أكمل الحسين الهداوي مساره الدراسي الأساسي والثانوي بلا مشاكل، وعند حصوله على شهادة الباكالوريا أقبل، دون أدنى تردد، على التكوين في مهنة السباكة، متعاطيا مع مد الأنابيب والترصيص حتى الحصول على دبلوم في الهندسة.

ويعلق على هذا الاختيار بالقول: “السباكة في النرويج ليست مهنة عصامية ولا بتكوين مخفف، مكانتها هنا تختلف عن تلك التي تحتلها في المغرب، وهذا التخصص المهني تطلب خضوعي إلى التعليم العالي مدة 4 سنوات، ولست نادما على هذه الخطوة التي غيرت حياتي بالكامل نحو الأفضل”.

بدأ الحسين الهداوي حياته المهنية بحلول سنة 2000، وتأتى ذلك من خلال الالتحاق، مباشرة عقب التخرج، بصفوف شركة نرويجية ذات صيت عال في ميدان السباكة، ليجمع خبرة عملية طيلة 9 سنوات قبل أن يقرر المبادرة بإنشاء شركته الخاصة في المجال ذاته في أوسلو.

البناء بالتدرج
راهن ذو الأصل المغربي على التدرج في تطوير أداء الشركة التي أسسها سنة 2009، منطلقا من الإشراف بنفسه على الأوراش التي يمسكها، وبعد مرور 6 شهور من تواجد الشركة أضحى يستعين بعنصرين اثنين للقيام بالعمل، بينما يشتغل حاليا بمعية 35 من الموارد البشرية ذات المؤهلات العالية في مختلف التخصصات.

ويعلق الهداوي على ما جرى قائلا: “الأولوية كانت للاستقامة والالتزام الحرفي بالاتفاقات التي تتم مع الزبائن، وضبط المواعيد إلى أقصى حد، لذلك كبرت ثقة الناس في ما أقوم به، واتسعت شريحة المقبلين على خدمات الشركة بفضل المراهنة على الجودة العالية”.

أفلحت شركة الحسين الهداوي في تحقيق مداخيل بقيمة 35 مليون كرونة نرويجية سنة 2021، أي ما يتخطى 36 مليون درهم مغربي، ووصلت إلى 34 مليون كرونة منتصف سنة 2022، أي ما يلامس قيمة معاملات العام الذي يسبقها، وتطمح إلى بلوغ 65 مليون كرونة نرويجية في نهاية 2022، وهو مردود يعادل 67,4 مليون درهم بالعملة المغربية.

تحت أضواء الشهرة
يبدي المنحدر من منطقة الريف ارتياحا نفسانيا للعمل الذي يقوم به، مستفيدا من دعم 4 عناصر في الأعمال المكتبية، معلنا أنه يستمتع بربط اسمه بإنجاز حمامات فخمة، مستندا إلى عطاءات عشرات العمال المهرة، ممسكا بأوراش تهم، على الخصوص، فنادق راقية ومنشآت يتم تصنيفها ضمن الموروثات التاريخية في النرويج.

يقول: “أعيش تحت الأضواء بعدما صرت معروفا بصفقات إنشاء حمامات لعدد من المشاهير في النرويج، وعدد كبير من كبار الشخصيات، والنجوم في ميادين عديدة بالبلد، الذين يطلبون خدماتي في ما يهم تهيئة حمامات منازلهم، وألقى الإشادة تلو الأخرى عن تقديم التصورات ووضع التصاميم قبل الإشراف على التنفيذ”.

شهرة الحسين ترتبط أيضا، إلى جانب الحضور على مواقع التواصل الاجتماعي بجانب ثلة من المشاهير في النرويج، بما حملته سنة 2021 من تتويج بجائزتين مرموقتين مخصصتين لـ”أفضل الحرفيين في البلاد”، وبالتالي صار حضوره في الصحافة والإعلام محط متابعة لدى شريحة واسعة تنبهر بما يقوم به في السباكة عموما، والإبداع في الحمامات تحديدا.

الصناعة التقليدية المغربية
يحرص المنتمي إلى صف “مغاربة اسكندنافيا”، منذ بدء العمل لحسابه، على استلهام أفكار التصاميم من الصناعة التقليدية المغربية، مستحضرا مهارة الحرفيين في الوطن الأم ضمن التعامل مع فنون تشكيل الزليج وتطويع مختلف أنواع المعادن.

“البداية كانت برصد الأنماط غير المبهرة في إنجاز الحمامات بالنرويج، حتى إن كانت في منازل أشخاص أثرياء جدا، لذلك استعنت بالصناعة التقليدية المغربية، وأيضا بما أعجبني في أسواق دبي بالإمارات العربية المتحدة، من أجل تقديم مستجدات عبر استيراد مغاسل من المغرب، واستحضار الألوان، واستقدام الزليج من فاس في بعض الأحيان، واستعمال منتجات معدنية بتصاميم تجمع الأصالة والمعاصرة”، يقول الحسين.

وإذا كانت خدمات شركة الهداوي للسباكة مفتوحة في وجه عموم الناس، لكونها تتعاطى مع مختلف الطلبات بلا استثناء، إلا أن العمل يتصل، بشكل أكبر، بمن يبدون الإعجاب بإبداع الصناع التقليديين المغاربة ويريدون الحصول على بعض من حرفيتهم في منازلهم مهما كان الثمن.

علاقة عاطفية
يعترف المغربي النرويجي عينه بكونه في علاقة عاطفية مع الشركة التي أسسها أواخر العقد الأول من الألفية الحالية، مرجعا ذلك إلى أنهما “كبرا معا بتدرج، وبلغا مستوى من الشهرة الداعية، إلى جانب الفخر، إلى صيانة هذا الإنجاز بإبعاده عن العبث”، وفق تعبيره.

ويسترسل الهداوي: “الوضع لا يرتبط حاليا بجني المال فقط، ولا تعزيز الحضور في مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات لأي منتوج كيفما كان، بل الرهان الأساسي يعني الجودة العالية وصيانة الثقة التي نتحلى بها، خاصة أن عددا كبيرا من الناس يطلون على ما يتم إنجازه في فضاءات يعمل مشاهير على تقاسم ما يوجد فيها على الإنترنت وعبر وسائل الإعلام المختلفة”.

كما يرى الحسين أن سقف تطور عمله يرتبط بالتعامل مع 50 مستخدما مستقبلا، كحد أقصى، والإقبال على تعاقدات نوعية تتيح الالتزام الدائم بالحرص على الجودة في الخدمات المقدمة، وما يقتضي ذلك بوضع التفكير في المردود المالي في المرتبة الثانية.

قاطرة النجاح
النجاح في النرويج، حسب الحسين الهداوي، يستدعي ممارسات بسيطة؛ أولها الحرص على الابتسام في وجه الناس، إلى جانب الحرص على الوفاء بالالتزامات مهما كان الثمن ماديا ومعنويا، وبذلك يكسب المرء التقدير المجتمعي الذي يتيح التقدم خطوات إضافية نحو المستقبل المشرق.

يقول “ابن الناظور” إن “المجتمع النرويجي، مثل باقي الفضاءات الأوروبية، يولي الأولوية للمتمدرسين وذوي التكوينات النوعية، لذلك ينبغي على المقبلين على الهجرة أن يحرصوا على اغتنام الفرص المتاحة من أجل التعلم”.

“قد يكون العمل العضلي متوفرا في كل مكان، لكن من يريد الانخراط في مسارات أكثر رقيا من ذلك عليه أن يدرس لتنمية مداركه العقلية، والحصول على ديبلومات تشهد على تخطي هذه المرحلة، والواقع يشهد على أن فرص نجاح المتعلمين تبقى أكبر من غيرهم في تجارب الهجرة”، يختم الحسين الهداوي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عربى
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى


عدد المساهمات : 1571
نقاط : 1939
السٌّمعَة : 102
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
العمر : 76
الموقع : قرطبة ( إسبانيا )

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الخميس نوفمبر 03, 2022 9:10 am

مسارات مغاربة في إسكندنافيا.. ياسين عراقية في الحياة السياسية بالمملكة النرويجية
الأربعاء 2 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Yassin10

خبر ياسين عراقية الهجرة وتقلباتها في 5 بلدان أوروبية؛ وذلك خلال عبوره من التجمع السكاني “سباتة” في مدينة الدار البيضاء نحو التواجد في منطقة إسكندنافيا بشمال القارة الأوروبية، وراكم ما يناهز 33 سنة من الخبرة ضمن مسار استقراره في مملكة النرويج.

تمثل تجربة هجرة عراقية مزيجا من البساطة والتركيب، ومثالا حيا للإصرار على التطور، وتمثلا واقعيا للتشبث بالأحلام مع الانفتاح على الفرص المتاحة؛ لكنها ترتبط أكثر بشخص حقق التميز بالانخراط في العمل السياسي بكل من مجلس أوسلو والمؤسسة البرلمانية النرويجية.

سنوات الدار البيضاء
لا يزال ياسين عراقية محتفظا بتفاصيل السنوات الأولى من عمره في مدينة الدار البيضاء، وخصوصا في التجمع السكاني الحامل اسم سباتة بالعاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، من ولادته سنة 1966 إلى رحيله قبل وصول عقد التسعينيات من القرن المنصرم.

ويقول ياسين: “كانت طفولتي نمطية كجميع من ترعرعوا في منطقة سباتة بالدار البيضاء؛ لكنها تبقى حاملة بصمتها الخاصة في نفسي بسبب نمط العيش الذي كان سائدا هناك من ستينيات إلى ثمانينيات القرن الماضي. لذلك، أفتخر كثيرا بهذه المرحلة من عمري”.

تدرج عراقية بسلاسة في أطوار التعليم الابتدائي بمدرسة أبي علاء المعري في سباتة، مفلحا في الحصول على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم التجريبية بثانوية وادي الذهب. وعند انطلاقته نحو التحصيل الجامعي، لم يفلح في تخطي هذه المرحلة من تعليمه العالي بسبب إقباله على الهجرة نحو مملكة النرويج.

الهجرة في الأسرة
يؤكد ياسين عراقية أن الهجرة لازمت أسرته منذ نعومة أظافره، قبل أن يكبر ويقرر رسم مسار خاص به خارج المغرب، إذ رحل والده من أجل العمل في الديار الإيطالية خلال عقد الستينيات من القرن الماضي، ثم تزوجت أخته لتؤسس أسرتها على التراب الفرنسي.

ويعلق عراقية على ذلك بقوله: “مخيالي احتفظ بصورة جميلة عن إيطاليا وفرنسا، سواء عبر الحكي أو من خلال المشاهدة، إذ زرت أختي في فرنسا مرتين؛ الأولى سنة 1985، والثانية كانت في 1987. وبعد الحصول على شهادة الباكالوريا، اختمرت فكرة الهجرة في ذهني أيضا”.

كما يؤكد ياسين، في هذا السياق، أن الهدف الأساسي لمحاولة إيجاد فرص استقرار بأوروبا كان دراسيا صرفا، ثم يعترف بأن هذا المبتغى شهد تعثرات واضحة في البداية؛ لكن الرجوع إليه كان أمرا حتميا، بعد مرور مدة من الابتعاد عن مدينة الدار البيضاء.

تحرك بـ3 نقلات
غادر ياسين عراقية المغرب من أجل محاولة الدراسة في إنجلترا؛ لكن تواجده في هذا البلد الأنجلوساكسوني اصطدم بمصاعب لم تجعله يشعر بالراحة. وبالتالي، قرر تغيير الوجهة نحو مملكة الدنمارك، أولا، ثم التنقل للاستقرار في النرويج خلال المرحلة الموالية.

يقول الناشئ في سباتة: “كانت الأفلام التي تقدمها دور العروض السينمائية بالدار البيضاء تبرز الدول الإسكندنافية بطبيعة خلابة، لها غابات وارفة وتغطيها الثلوج بكثافة. لذلك، رحبت بنصيحة صديق لي، من أكادير، بمغادرة إنجلترا من أجل العمل في النرويج”.

كما يذكر عراقية، بهذا الخصوص، أنه استقر 6 شهور في الدنمارك كمستخدم في شركة، وأن هذه الفترة استمت بتعرفه على شابات نرويجيات تبادل معهن العناوين بغرض المراسلة؛ لكنه ما لبث أن أقدم، بعد وقوع شنآن مهني سنة 1989، إلى تغيير فضاء استقراره بالكامل من خلال الإقبال على الهجرة نحو النرويج.

المدارك المغربية
يشدد ياسين عراقية على أن المجتمع النرويجي يتوفر على حزمة من الخصوصيات التي تجعل بعض الوافدين عليه يلاقون صعوبات مركبة في تحقيق الاندماج؛ لكنه يعتبر أن المدارك التي يتوفر عليها المغاربة تعمل على مساعدتهم في التأقلم أكثر من غيرهم في الوصول إلى هذا المبتغى الاجتماعي.

ويفسر المستقر في النرويج منذ ما يعادل 33 سنة: “التنشئة الأسرة المغربية تتيح للغالبية الساحقة التحلي بالتسامح واحترام الآخرين، والتشبع بما يتيح التواصل السلس والتآزر والتضامن، زيادة على ضبط مجموعة من اللغات في المدارس والشارع؛ وكلها ممارسات ساعدتني، مثل كثيرين غيري، في التأقلم مع نمط الحياة بالنرويج”.

كما يعلن العابر إنجلترا والدنمارك قبل الوصول إلى النرويج أنه خبر الكثير من ترحاله، وصقل مهارات عديدة قبل الاستقرار في أوسلو؛ ما جعله يفلح في ضبط الإيقاع بسلاسة بعد مدة قصيرة من تغيير فضاء إقامته بإسكندنافيا، وتكلل كل هذا باستشعار راحة نفسية وسط النروييجيين.

الحلم المؤجل
حاول ياسين عراقية الالتحاق بالجامعة فور وصوله إلى النرويج؛ لكنه أجل هذا الحلم إلى وقت لاحق لسببين: الأول مرتبط بتسوية وضعية شهادة الباكالوريا المغربية حتى يصير مؤهلا لمسايرة النظام التعليمي المحلي، والثاني يتصل بضرورة الاشتغال من أجل جني المال لتوفير الحاجيات اليومية للحياة.

“واجهت صعوبات في هذا الميدان، وهي تواجه جميع المهاجرين الجدد ولم يكن هناك ما يتيح إعفائي منها. لذلك، انخرطت في العمل بدوام كامل حتى أفي بواجباتي كرب أسرة، واستمر ذلك سنوات طويلة حتى دخلت الجامعة في الـ39 من عمري”، يسرد عراقية.

إلى جانب العمل مدرسا للعلوم الكهربائية والرياضيات في الطور الثانوي، واظب ياسين على التكوين الجامعي، بدوام جزئي يتيح له مواكبة الدروس والخضوع إلى الاختبارات اللازمة، ليحصل على الإجازة في نفس ميدان عمله، أولا، ثم يواصل التشبث بالتعليم العالي إلى حين نيل دبلوم “ماستر”.

تطور مستمر
تدرج مسار ياسين عراقية في النرويج ببطء وثبات في الآن نفسه، إذ كان مردوده المالي الأول مرتبطا بفرصة عمل في مركز للبريد، ثم ما لبث أن اختار تغيير الوجهة المهنية، مستفيدا من الطلب الكبير على ذوي الحرف، ليصير كهربائيا ويتوسط مجموعة من الأوراش في المرحلة اللاحقة.

ويورد ياسين عن تلك المرحلة: “حين كنت في البريد تلقيت نصيحة وازنة من صديق نبهني إلى الآفاق الرحبة التي تنتظر ذوي الحرف، وبعدما ركز على ميدان الكهرباء أخذت أبحث في الموضوع بجدية، وعندما اقتنعت بالفكرة خضعت لتكوين جعلني كهربائيا متخصصا”.

عمل عراقية كهربائيا طيلة 6 سنوات، مفلحا في الحصول على تجربة ميدانية جيدة في قطاع لم يكن يخطر على باله كتخصص مهني، ثم ابتعد عن هذا النوع من الاشتغالات، لاعتبارات ذاتية وموضوعية، بقبول فرصة عمل أستاذا للعلوم الكهربائية والرياضيات من أجل مسايرة انخراطه في الدراسة الجامعية.

الحياة السياسية
حرص ياسين عراقية على التواجد وسط الجالية المغربية المبتغية تعزيز التنظيمات الجمعوية الخاصة بها، والاستفادة من إيجابيات وسلبيات تجارب مدنية سابقة من أجل البصم على مبادرات نوعية في المجتمع النرويجي. وبحلول سنة 2004، حضر ضمن تكتل نشطاء من أصل مغربي أسس أفراده أول إطار جمعوي خاص بهم.

“العمل في المجتمع المدني يوقد مجموعة من الأحاسيس والرغبات المتناقضة، إذ يجمع بين الحماس في القيام بالعديد من الأشياء في وقت واحد، من جهة، ويخلق الدهشة عند محاولة فهم كيفية صياغة القرار السياسي وترتيب الأولويات لدى المتولين السلطة، من جهة ثانية”، يقول عراقية.

وعند مسايرة رغبته في التخلص من هذه الدهشة، أخذ المنتمي إلى صفوف “مغاربة النرويج” يتساءل عن إمكانية الإقبال على العمل السياسي والتواجد بجانب أصحاب القرار لوضع بصمته؛ بينما تعمقه في البحث ضمن ما يهم السياسة وشؤونها في النرويج قاده إلى الانتساب إلى الحزب الليبرالي النرويجي، وحصوله على ترحيب ودهم من أجل إطلاق مساره السياسي المتفرد.

تدبير أوسلو والبرلمان
بعد ترشحه إلى الانتخابات المحلية التي أقيمت سنة 2011، صار ياسين عراقية عضوا في مجلس أوسلو. وكانت فرحته كبيرة بهذا الإنجاز السياسي المحتسب لشخصه، من جهة، وللحزب الليبرالي الذي آمن بقدرته على التنافس الانتخابي، من جهة ثانية.

ويقول عراقية: “كانت الفرحة كبيرة، وحتى تتأكد النتيجة تقدمت مرة أخرى للانتخابات المحلية الموالية، سنة 2015، ليتم انتخابي في المجلس لولاية ثانية.. والحقيقة أن هذا التنافس كان أسهل من الأول، إذ وضع الحزب اسمي بين الـ10 الأوائل في ترتيب اللائحة الانتخابية”.

وعلى الرغم من خوضه الانتخابات التشريعية دون النجاح في الحصول على صفة “برلماني رسمي”، فإن النظام الانتخابي النرويجي أتاح للمنحدر من الدار البيضاء التواجد تحت قبة البرلمان بصفة “برلماني احتياطي”، يتولى القيام بكل العمل المسند إلى “الرسمي” عند تغيبه عن الحضور لأي سبب كان؛ وبالتالي، أضحى في قلب تجربة فريدة تتيح له التمرس في الحقل السياسي النخبوي بالنرويج.

علامات تشوير
يعتبر ياسين عراقية أن الطريق المفتوح أمام المقبلين الجدد على الهجرة، بفعل التراكمات المحققة على مدى عقود طويلة، قد أضحى متوفرا على علامات تشوير يمكن الاستعانة بها من أجل البصم على مسارات متميزة بكيفية أسهل، وأن أولاها تتمثل في استثمار القدرات المكتسبة في الوطن الأم بالإقبال على ضبط لغة بلد الاستقبال.

كما يرى المستقر في النرويج أن ذوي الأصول الأجنبية، من المهاجرين أو المزدادين وسط أسر مهاجرة، ينبغي أن يولوا أهمية قصوى للاستفادة من الفرص المهنية والدراسية المتاحة لهم، وأن المجتهدين قادرون على بلوغ ما يفوق تطلعاتهم وإن طال الزمن.

“الهجرة تقوي العلاقة مع الوطن الأم أكثر فأكثر، حتى إن ابتعدت الأجساد فإن القلوب تبقى متشبثة بالأصل دوما. ولذلك، ينبغي تقديم إضافة نوعية لصورة المغرب والمغاربة عبر العالم، والاستناد على العمل بذكاء وجد لخلق نماذج باعثة على الافتخار والاقتداء”، يختم ياسين عراقية.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. ياسين عراقية في الحياة السياسية بالمملكة النرويجية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صبرىن
صبرىن : الادارة
صبرىن : الادارة
صبرىن


عدد المساهمات : 1165
نقاط : 1289
السٌّمعَة : 24
تاريخ التسجيل : 11/10/2010
العمر : 42
الموقع : جمهورية أفغانستان الإسلامية

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الأربعاء نوفمبر 09, 2022 7:46 am

مسارات مغاربة في إسكندنافيا .. ناصرة العبدلاوي تخبر التدريس في النرويج
الثلاثاء 8 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Nassir10

أكملت ناصرة العبدلاوي 32 سنة من الاستقرار في مملكة النرويج؛ لكن ذكريات عيشها في بني شيكر وبني أنصار والناظور، بمنطقة الريف المغربية، لا تزال حاضرة لديها بمجمل التفاصيل التي ارتبطت بسنوات الطفولة والشباب، خاصة كيفية إقبالها على مقاعد الدراسة وسط بيئة محافظة يصعب إقناعها بتعليم الإناث.

كان طموح ممارسة الطب أو الصيدلة ملازما لناصرة طيلة عيشها في المغرب؛ بل حظيت بفرص سانحة لتحقيق هذا المراد قبل أن تنخرط في تجربة هجرة ساقتها إلى الثبات في منطقة إسكندنافيا، ثم جرفتها طموحات بديلة إلى التخصص في علوم التربية والتكوين والظفر بشغف كبير في ممارسة مهنة التدريس بالنرويج.

سنوات الريف
ازدادت ناصرة العبدلاوي سنة 1969 في منطقة بني شيكر المنتمية إلى إقليم الناظور، على بُعد كيلومترات قليلة من مدينة مليلية المحتلة، إذ رأت النور في قرية صغيرة تتسم بممارسات محافظة تصل إلى درجة التردد في تشجيع الفتيات على الدراسة والتحصيل في المؤسسات التعليمية الحكومية.

وتقول ناصرة: “أعتبر نفسي محظوظة لأنني دخلت إلى كتاب قرآني في الخامسة من عمري، وقد تعلمت الكتابة في زمن قياسي يعادل 3 أيام فقط.

وبعدها، وافقت أسرتي على ذهابي إلى المدرسة بداعي مرافقة أخي الصغير في مساره التعليمي؛ لكنني راكمت التفوق سنة بعد أخرى، حتى وصلت إلى المستوى الجامعي”.

تدرج تعلم العبدلاوي حتى الحصول على شهادة الباكالوريا من ثانوية محمد بن عبد الكريم الخطابي في مدينة الناظور، بميزة “حسن” سنة 1989، ثم نجحت في تخطي مباراة الولوج إلى كلية الطب والصيدلة في العاصمة الرباط؛ لكن إقبالها على هذا التكوين الأكاديمي أحاطت به ظروف جعلتها لا تستمر أكثر من 6 أشهر.

قرار الرحيل
تعترف ناصرة العبدلاوي بأنها كانت تسير على خطى أبناء دُفعتها في المرحلة الثانوية، أواخر ثمانينيات القرن الماضي، في البحث عن فرص مواتية للهجرة من أجل الدراسة في بلدان القارة الأوروبية، وأنها حظيت بالقبول في إحدى كليات الصيدلة الفرنسية دون أن تتمكن من خوض التجربة.

وتفسر قائلة: “كان هذا التوجه سائدا وقتها؛ لكنني لم أذهب إلى فرنسا بسبب العادات والتقاليد المرتبطة بأسرتي. كان من الصعب أن أتنقل كفتاة إلى الرباط بغرض استكمال تعليمي العالي، فكيف يتم السماح لي بالتوجه إلى خارج المغرب من أجل القيام بذلك؟ لكن الأوضاع تغيرت في المرحلة الموالية”.

نجحت العبدلاوي في الالتحاق بالنرويج سنة 1990 بغرض الإقبال على مسار دراسي في هذا البلد الإسكندنافي، مستفيدة من دعم أخ لها استقر في هذه الدولة قبلها؛ لكن الأقدار جعلت المنحدرة من بني شيكر تنشئ نواة أسرية وتتفرغ لتربية 4 أبناء، وما يعنيه ذلك من إخضاع مسارها في الهجرة إلى تعديلات بالجملة.

راحة في الشريعة
لا تتردد ناصرة العبدلاوي في اعتبار محاولاتها البدئية للاندماج في فضاء العيش النرويجي “محتشمة”، وأن ذلك قد تم بكيفية صعبة من ناحيتها ومن ناحية مجتمع بلد الاستقرار أيضا. وتفسر: “الصعوبة ازدادت حدتها بسبب كيفية تعاملي مع المحيطين بي وقتها، إذ كنت حذرة جدا في جميع معاملاتي”.

وتضيف ناصرة: “الاندماج في الرباط كان صعبا علي أيضا، ومن المؤكد أن هذه الصعوبة ستأتي بحدة أكبر في النرويج.. لذلك، توليت الأخذ بزمام المبادرة، في وقت لاحق، من خلال تعلم اللغة النرويجية عن طريق مشاهدة التلفزة والاستماع للإذاعة والإقبال على المطالعة. وفي سنة 2002، قررت استئناف الدراسة بالمراسلة مع المعهد الأوروبي للدراسات الإنسانية، في شعبة الدراسات الإسلامية، وحصلت على الإجازة في الشريعة”.

وتعتبر العبدلاوي، بخصوص التحلي بالشجاعة من أجل الانخراط في التكوين الأكاديمي العالي، أن المواسم الأربعة التي قادتها إلى الحصول على شهاد الإجازة قد عادت عليها بنفع كبير وزادت تقوية شخصيتها، كما أتاحت لها إعادة التعرف على نفسها وثقافتها ودينها، وأن تعي ضرورة توفرها على دور بين ذوي الأصول الأجنبية في النرويج.

السبيل إلى التدريس
أفلحت ذات الأصل الريفي المغربي، ما بين سنتَي 2006 و2009، في الحصول على تكوين ضمن مهن التربية والتكوين بالمدرسة العليا للأساتذة، مستثمرة قدراتها التحصيلية للظفر بشهادة التخرج في ظرف ثلاثة مواسم لا غير؛ مستدعية الانتباه إلى اجتيازها كافة الاختبارات قبل موسم واحد من الموعد المحدد لدفعتها.

وتقول ناصرة: “تجربتي الدراسية منحتني فكرة واضحة عن مستوى التعليم في كل من المغرب والنرويج. وأعتبر أن الطريقة التي تعلمت بها في الوطن الأم تبقى أكثر صعوبة بالمقارنة مع النموذج النرويجي. لذلك، سار تعليمي بكيفية أسهل وأسرع ما بعد الهجرة، وأقبلت على نيل ماجستير في التربية وطرق التعليم سنة 2011 بالموازاة مع اشتغالي في إحدى المدارس”.

تعتبر العبدلاوي أن مسارها المهني سار بتوازٍ مع الأولوية التي منحتها لرعاية أبنائها، والحفاظ على أسرتها، إذ كانت الانطلاقة من التدريس في روض للأطفال قبل إكمال الدراسة العليا، ثم بقي ملازما للطور الابتدائي، متعاملا مع الفئة العمرية الكائنة من 9 سنوات إلى 13 سنة، على الرغم من أن تخصصها في تلقين المواد العلمية يتيح لها الاشتغال مع تلاميذ وطلبة في عمر أكبر.

مبادرات جمعوية
العيش في المجتمع النرويجي يفرز تعطش ذوي الأصول الأجنبية إلى معرفة الآخرين، حسب ناصرة العبدلاوي، وبالتالي يعد من الضروري على متعددي الثقافات الانخراط في أنشطة مدنية موازية تشجعهم على تحقيق الاندماج وتساير رغباتهم في عدم الوصول إلى مرحلة الانصهار التام.

“بداية نشاطاتي الجمعوية ارتبطت بجمعية لأمهات وآباء وأولياء التلاميذ، حيث كان يدرس أبنائي، وجاءت نتيجة اكتساب خبرة محترمة بفضل العضوية ضمن مجلس الإدارة لسنوات طويلة، واتصلت بتفعيل مبادرات تقرب ذوي الأصول الأجنبية من المجتمع النرويجي والمدرسة، على حد سواء”، تعلن ناصرة.

وفي هذا الإطار، ارتبط العمل الجمعوي للعبدلاوي بتدخلات؛ منها، على وجه الخصوص، تأسيس جمعية نسوية سنة 2013 باسم “دار القرآن”، وجعلها تهدف إلى الاهتمام بالمرأة المسلمة المنحدرة من أصول أجنبية، حيث تعكف على التأطير ضمن ميادين عديدة من خلال ندوات ثقافية ورحلات بينها ما قصد مدينة مراكش المغربية.

حصاد متواصل
تنفي ناصرة العبدلاوي أن يكون في مسارها ما يدفعها إلى الندم، وأنها تفتخر بكون تركيزها انصب دائما على التوفيق بين مسارها الدراسي والمهني، من جهة، والعناية بكل أفراد أسرتها الصغيرة، من جهة أخرى، مشددة على أن هذه الثانية يقابلها التمسك بالبقاء مندمجة في المجتمع النرويجي دون التفريط في الهوية الأصلية.

وتقول المنتمية إلى شريحة “مغاربة إسكندنافيا” إنها تنتمي إلى جيل صادف تحديات لضمان تواجده في أبسط المواقع بالنرويج؛ بينما وجد اللاحقون بعض الأساسيات حاضرة مسبقا، ثم تعبر بفخر كبير عن مساهمتها في تأطير أبنائها الأربعة بعدما صار الأول محاميا، بينما ابن ثان اقترب من التخرج طبيبا، وابنتها تواصل التطور من خلال دراسة الطب النفسي.

أما بخصوص تطلعاتها المستقبلية فإن العبدلاوي تؤكد رضاها التام على الدور الذي تلعبه في المجتمع النرويجي، سواء من حيث مهمة التدريس التي تتولاها بحماسة أو عبر النشاطات الجمعوية التي تقبل عليها بلا تردد؛ لكنها تشدد على طموحها في الدخول إلى الكتابة والتأليف من أجل إغناء هذا الميدان بمجموعة من الأفكار التي تتوفر عليها.

النجاح بالتعاون
توصي ناصرة العبدلاوي المقررين الهجرة نحو الدنمارك بتذكر الكيفية التي يحسمون بها هذا التوجه؛ لأنها ستصير لحظة مفصلية تلازمهم تفاصيلها في باقي سنوات حياتهم، وستغدو أحد المحفزات لإعلاء أدائهم عند مصادفة أي نوع من العراقيل.

وتقول العبدلاوي: “تعلم لغة بلد الاستقرار تبقى أول مفاتيح المسار الجديد. لذلك، على الواصلين إلى النرويج إعطاء أهمية قصوى لهذا الأمر وجعله أولوية؛ لأن ضبط لسان أهل البلد يتيح التواصل مع المجتمع والاستفادة من أكبر قدر من الفرص المتاحة”.

“الرفقة الجيدة تؤثر بشكل إيجابي على المرء. لذلك، أعتبر أن الباحثين عن تحقيق طموحاتهم وأحلامهم ملزمون بانتقاء من يحيطون بهم، وأن يحاولوا اختيار التواجد بجانب أفضل من يلاقونهم، وأن يحرصوا على التعاون مع غيرهم لاقتصاد الجهد المبذول وتقسيطه على امتداد المسارات”، تختم ناصرة العبدلاوي.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. ناصرة العبدلاوي تخبر التدريس في النرويج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
sharon

sharon


عدد المساهمات : 17
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/10/2022
العمر : 28

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الثلاثاء نوفمبر 15, 2022 8:14 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. أحمد بوتليس يجمع التربية والثقافة المغربية بأوسلو
الإثنين 14 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Ahmed-10

يعد أحمد بوتليس واحدا من الرعيل الذي عاش “أحداث 1984” في الناظور ونواحيها، وشاهدا على حصة وفيرة من المحنة التي تبعتها في منطقة الريف المغربية، وبناء على خلاصات هذه التجربة اختار الهجرة إلى الديار الأوروبية، ثم الانتقال من إسبانيا للاستقرار في العاصمة النرويجية أوسلو.

يمتلئ قلب بوتليس بالحب للمغرب والمغاربة، ورصيده الشخصي والمهني يحمل آثار محطات عديدة في خدمة كل ما يرتبط بالوطن الأم في عموم منطقة اسكندنافيا، سواء من موقعه كفاعل ديني وثقافي نشيط، أو من خلال ما يقوم به عبر ارتباطه بمهنة التربية والتكوين لسنوات طويلة.

التنافس في الناظور
ينتمي أحمد بوتليس إلى منطقة “سوطولازار” لقبيلة بني بويفرور في منطقة الريف المغربية، وقد رأى النور فيها سنة 1962 ضواحي مدينة أزغنغان بإقليم الناظور، وبالحيز الجغرافي نفسه شب وترعرع حتى وصول موعد انتقاله إلى الديار الأوروبية أواسط ثمانينيات الألفية الماضية.

ويقول أحمد: “كانت أياما جميلة حقا، خاصة ما عشته في الريف من تنافس مع مجموعة من أقراني، إذ جمعنا الإقبال بجد على التحصيل في كافة الأطوار التعليمية، ومراكمة التفوق تلو الآخر، بينما الهجرة لم تكن حاضرة في ذهننا وإن برزت في مرحلة لاحقة”.

تحصل بوتليس على شهادة الباكالوريا سنة 1985، في مرحلة حرجة اجتماعيا نتيجة ما أسفرت عنه “أحداث 1984” في مدينة الناظور وضواحيها، وحضور تخوفات من تكرار الصدامات المشتهرة بتواجد عدد كبير من التلاميذ وقتها، ليقرر المنهي دراسته الثانوية الالتحاق بالخارج بنية البحث عن آفاق واعدة بمستقبل أفضل.

من إسبانيا إلى النرويج
استغل أحمد بوتليس توفره على إخوة سبقوه إلى الاستقرار في إسبانيا كي ينتقل إلى العيش في المملكة الإيبيرية، مراهنا على هذا الفضاء الجغرافي القريب من الوطن الأم كي يبقى قريبا من العائلة في منطقة الريف، من جهة، والاستعانة برصيده المعرفي في اللغة الإسبانية للبصم على مسار يفضي إلى التميز.

وعن الفترة الزمنية ذاتها يذكر بوتليس: “استفدت كثيرا من تواجد إخوتي في إسبانيا إلى درجة عدم شعوري بأي اغتراب عندما وضعت الرحال في هذا البلد، لكن مدة البقاء هناك لم تستمر مدة طويلة، إذ شاءت الأقدار أن أقوم بخطوة هجرة إضافية نقلتني إلى التواجد في المملكة النرويجية حتى الآن”.

وجاءت هذه الطفرة في مسار الوافد على أوروبا من نواحي الناظور بحلول سنة 1986، إذ التقى بامرأة تحمل جنسية النرويج، ومعها انتقل إلى الفضاء الاسكندينافي عقب اقتناع الاثنين بالزواج لإرساء دعائم نواة أسرية، والاشتراك في تقديم الدعم لبعضهما البعض عند مواجهة التحديات التي تحبل بها الحياة.

إستراتيجية واضحة
استشعر المتأصل من قبيلة بني بويفرور الاختلاف بين التواجد في إسبانيا والاستقرار بالنرويج بمجرد وصوله إلى أوسلو، متلمسا المشقة في الثبات على أرض بعيدة جغرافيا وثقافيا عن المغرب، وواعيا بضرورة العمل على التأقلم مع المستجدات لتحقيق اندماج نوعي في المجتمع النرويجي.

ويقول أحمد في هذا الإطار: “حرصت على التعامل مع الناس بأخذ ما هو إيجابي من معاملاتهم، وبالتالي قررت القيام بتجاهل كل السلبيات وفق تقديري لمجريات الأمور، ووفق هذا الخيار الإستراتيجي أحرزت تقدما في بناء العلاقات الاجتماعية واكتساب الثقة، بلا سقوط في فخ الانسلاخ عن القناعات الشخصية”.

ويذكر بوتليس أن الشهور الأولى لعيشه في النرويج شهدت وقوفه على البرودة التي تسم معاملات المجتمع، وكأن سلوكيات الناس تتأثر بالظروف المناخية السائدة في أراضي بلادهم، لكن توالي السنين جعله يضبط العادات والتقاليد المحلية كي يحقق التواصل مع المحيطين به دون أدنى إشكال.

زمن السهولة
عمل أحمد بوتليس على استهلال مرحلة هجرته الثانية بالإقبال على تعلم اللغة النرويجية، مستفيدا من الدعم الذي وفرته له زوجته كي يفلح في تحقيق هذا المبتغى، ثم المبادرة إلى التحرك بحثا عن فرص تتيح له التطور شخصيا ومهنيا في رهاناته الجديدة.

“الوضعية لم تكن كما هي اليوم في النرويج، إذ وصلت في وقت كانت الفرص أكثر حضورا ووضوحا، دون تمييز بين السكان الأصليين والوافدين، لذلك ارتأيت الشروع في العمل بتقديم خدمات وسط دار للعجزة، وحينها كان التركيز أيضا على استكمال الدراسة في تخصص علم النفس والبيداغوجيا، استنادا إلى شهادة الباكالوريا التي حصلت عليها في المغرب”، يعلن بوتليس.

بعد الحصول على شهادة للتعليم العالي في الميدان الذي اختاره، ارتأى النوريجي المغربي عينه الاشتغال في مجال التربية والتكوين، لذلك التحق بأطقم التعليم العمومي من أجل الحصول على أكبر قدر من التجربة الميدانية، والتشبث بالمواظبة على التكوين والتكوين المستمر للارتقاء من مرتبة إلى أخرى.

إغناءات متواصلة
كانت بداية المسار المهني للقادم من “سوطولازار” بصفة منشط تربوي في مدرسة عمومية، منطلقا من توفير الحاجيات التعليمية التي يحتاجها تلاميذ الصفين الأولين من التعليم الأساسي، ليحرص على جمع هذا الأداء التطبيقي بالتكوين النظري في علوم التربية وتشعباتها الآخذة في التزايد كل يوم.

ويقول أحمد بوتليس: “حضر التطور في مساري المهني بحكم التعاطي مع دفعات من صغار السن المنتمين إلى جيلين، كما حرصت على تقديم دعم إضافي للأولياء بعدما صرت أرحب بتوفير الترجمة للآباء والأمهات من أصول أجنبية خلال مشاركتهم في لقاءات واجتماعات مع الإدارة التربوية، معتبرا أن القيام بذلك يرتبط بدوري كأستاذ يوفر بيئة مشجعة لكل المتمدرسين”.

يفخر مراكم 36 سنة من العيش في النرويج باختياره مهمة التدريس من أجل شق مسار يليق به في تجربة الهجرة التي جعلته يبتعد عن المغرب، إذ يؤكد أنه راض تماما عن الاختيار الوظيفي الذي بصم عليه، وأن السعادة تغمره حين يلتقي بتلاميذه السابقين ممن صاروا مفيدين لأنفسهم وللمجتمع في عدة ميادين.

الشق التطوعي
يرتبط أحمد بوتليس بمبادرات في العمل الجمعوي، أبرزها الإقبال على التطوع من أجل الإشراف على الأداء التعليمي لمسجد التوبة في العاصمة النرويجية أوسلو، ويتعلق الأمر بعطاء إضافي لهذه المعلمة الدينية يتيح تعلم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم للجاليات المسلمة عموما، وللمنتمين إلى صفوف الجالية المغربية خصوصا.

ويعلق أحمد على هذا الأداء في إطار المجتمع المدني بقوله: “كانت التجربة ثرية وقت تولي هذه المسؤولية التعليمية والثقافية، وإلى حد الآن لا أتردد في إبداء الدعم لكل ما يتصل بمجهودات مسجد التوبة من أجل تشجيع المسلمين المستقرين في أوسلو، وبينهم غالبية تنحدر من مناطق مختلفة في وطني الأم، حتى يسيروا على الطريق الصحيح في النرويج دون الابتعاد عن مقوماتهم الثقافية والدينية”.

من جهة أخرى، يؤكد بوتليس توفره على طموحات إضافية تنصب على غرس الثقافة المغربية في الأجيال الصاعدة، بمختلف تعابيرها وتجلياتها، وهو ما يعمل على تحقيقه عبر الانخراط الجاد والمسؤول في كل المبادرات الجادة التي يرسي دعائمها “مغاربة اسكندنافيا”، بانفتاح على اشتغالات في السويد والدنمارك خصوصا.

السابق واللاحق
لا يتردد أحمد بوتليس في التعبير عن كونه يرى المنخرطين في تجارب الهجرة خارج المغرب مطالبين بالحفاظ على الثقافة الأصلية، دون التنازل على أي قسط منها، ويرى أن من يهجر ثقافته لا يمكنه أن يلتزم بأحلامه ولا الوفاء بوعوده أو المراهنة على تقديم الإضافة لغيره بعدما بتر جزءا منه.

ويستند بوتليس إلى تجربته كي يوصي الباحثين عن مسارات جيدة في النرويج بالعمل على مراعاة خصوصيات مجتمع الاستقرار، واستدعاء التعامل بذكاء مع فرص التطوير من القدرات الشخصية والمهنية، حيث يبقى المطلوب استجماع إرث الماضي ومتغيرات الحاضر وتطلعات المستقبل في باقة واحدة تتلمس الطريق نحو كل ما هو مشروع قانونا وعرفا.

“أدعو المتمرسين من أبناء الجالية المغربية في الخارج إلى مد يد العون صوب الجيل الجديد الذي يلحقهم، هم مطالبون بالحرص على نقل الخبرات كي تتم الاستفادة من مدراكهم، وبالتالي المساهمة في دعم من يبتغون السير على طريق التميز وإبراز وجه مشرق للمغرب والمغاربة عبر العالم”، يختم أحمد بوتليس.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. أحمد بوتليس يجمع التربية والثقافة المغربية بأوسلو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Zapatero s

Zapatero s


عدد المساهمات : 27
نقاط : 27
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/08/2022
العمر : 25

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الخميس نوفمبر 17, 2022 5:41 pm

مسارات مغاربة في إسكندنافيا .. مصطفى أولخو يلازم "رهانات حلوة" في النرويج
الخميس 17 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Mostaf10

استهل مصطفى أولخو ثاني عِقد من التواجد في النرويج دون أن تتخلى شخصيته عن البساطة التي عرف بها وقت الاستقرار ما بين مدينتَي الرشيدية ومراكش، وإن كان لسانه قد ألف الحديث بلسان النرويجيين فإنه، أيضا، لا يزال محافظا على تعابيره الهوياتية الأصلية، ومتحليا بنفس روح المبادرة التي اكتسبها ما قبل الهجرة.

تطور مسار أولخو ببطء في حيز استقراره الإسكندنافي حتى ثباته على فكرة تجعل مستقبله منفتحا على طموحات جديدة، إذ تدرج بين مجموعة من المهن البسيطة قبل أن يشرع في الترويج لصناعة حلويات صحية متميزة، ويحدث شركة خاصة به بغية تطوير هذا الورش الحامل رهانات اقتصادية وأخرى ثقافية.

من الرشيدية إلى مراكش
ازداد مصطفى أولخو بين أفراد أسرة بسيطة تسكن مدينة الرشيدية، إذ ينحدر الأب والأم من قريتَي أوفود وإيكنز، على التوالي، وفي أحضان هذا الفضاء الجغرافي نال تربية باعثة على الانضباط والإقبال على العمل منذ الصغر، زيادة على ضرورة التحلي باحترام الغير حتى إن حضر الاختلاف بأي شكل من الأشكال.

ويقول مصطفى: “عشت التعثر الدراسي بعدما توقف مساري عند السنة التاسعة من التعليم الأساسي، وبعدها قررت الالتحاق بالقوات المسلحة الملكية في تجربة استمرت سنة واحدة بمدينة مراكش، ثم جاء الاستقرار في الحاضرة نفسها، بعيدا عن الرشيدية، مقبلا على فرص شغل في مجموعة من الميادين المختلفة”.

كما يؤكد أولخو أنه حاز دعم عمته المقيمة في مراكش التي وفرت له الرعاية ليجرب العمل في مخبزة ثم “مقهى أنترنيت”، قبل أن يتحول إلى الاشتغال في ميدان المطاعم بقية فترة التواجد بـ”مدينة البهجة”، وبعدها تعرف إلى شابة نرويجية مغربية، صارت زوجته، ليرافقها نحو منطقة إسكندنافيا بشمال أوروبا.

مخلفات عسكرية
يعتبر مصطفى أولخو أن إقباله على الالتحاق بالقوات المسلحة الملكية جاء من أجل خلق قطيعة مع إيقاع الهدر المدرسي وفترة الفراغ الناجمة عنه، من جهة، وللانفتاح على تجربة جديدة كان جميع أفراد عائلته يتهربون منها، فكان له ما أراد رغم أن المحيطين به حاولوا إقناعه بالبحث عن وجهة أخرى تلائم قدراته.

ويورد أولخو بخصوص تلك الفترة: “عملت في عدد كبير من المهن منذ نعومة أظافري. ولذلك، لم أتخوف من الإقبال على ارتداء الزي العسكري والامتثال للمطلوب من كل جندي في الجيش المغربي. وقد قضيت سنة في ثكنة بمراكش دون أن أحس بالندم على القيام بهذه الخطوة المتميزة في مسار حياتي”.

وعلى الرغم من ارتباط مصطفى أولخو بالعسكر سنة واحدة فقط، فإنه يشدد على استفادته كثيرا من الاعتياد على الاستيقاظ باكرا للانكباب على إتمام المهام المسطرة في برنامجه اليومي، ويؤكد أن صقل مهارات الاعتماد على الذات وسط الثكنة لا تزال قابلة للاستغلال من لدنه حتى بعد الانخراط في تجربة الهجرة خارج المغرب.

رهانات مغايرة
ينفي “ابن الرشيدية” أن يكون قد فكر في الرحيل عن الوطن الأم قبل التقائه بزوجته المغربية النرويجية، معتبرا أن الهجرة الوحيدة التي أغرته هي تلك التي جعلته يغادر فضاء الحياة الطفولية في الجنوب الشرقي ليضع الرحال في مراكش، مثلما أن الانتقال من مهنة إلى أخرى يمكن اعتباره صنفا من الهجرة بما يحمله من تغييرات تستدعي التأقلم من جديد.

ويقول أولخو: “صحيح أنني حصلت على فرص عديدة من أجل التحرك نحو مجموعة من البلدان الأوروبية، ومن يعرفون مراكش يعون أن ذلك متاح للمتواجدين في هذه المدينة، إلا أن ذلك لم يشدني إليه حتى أحببت امرأة جعلتني أوقن بأن الوقت قد حان من أجل إنشاء نواة أسرية برهانات مستقبلية مغايرة”.

كما يعتبر المستقر في النرويج منذ 10 سنين أن الانتقال إلى منطقة إسكندنافيا لم يؤثر على مكتسبات التنشئة البسيطة التي عملت على تأطيره منذ الولادة. لذلك، يحرص على جعل طموحاته تنمو دون استعجال، ومهاراته تتطور باستحضار للعقلنة في الأداء، ويزيد: “صدفة جميلة جاءت بي إلى أوسلو، ومكتسباتي في المغرب تشق طريقي نحو أفق أرحب كل يوم”.

في انتظار فكرة
في مرحلة القيام بالإجراءات الإدارية الضرورية للحصول على تأشيرة الالتحاق بزوجته في مملكة النرويج، استغل مصطفى أولخو الباحة الزمنية لهذه الفترة الانتقالية في جمع بعض المعلومات حول مميزات وجهته المقبلة، والتعرف على عدد من القواعد الأساسية التي تتيح التواصل باللغة النرويجية.

“كل ما حاولت تجهيزه مسبقا اصطدم بصعوبة كبيرة عند وصولي إلى إسكندنافيا، إذ لم يكن مخولا لي الإقبال على سوق الشغل طيلة شهرين من الزمن. لذلك، أحسست بضغط شديد عندما وجدت نفسي في عطالة، ولم أتخلص من ذلك إلا بالحصول على عمل بالموازاة مع التقدم في تعلم لسان أهل البلد”، يورد أولخو.

استهل مصطفى حياته المهنية في النرويج، بعد الحصول على تكوين في الرعاية الاجتماعية، بالانتماء إلى طاقم خبير بتقديم العناية إلى المستفيدين من خدمات دار للمسنين في أوسلو، ثم تحول إلى دار للطفولة يرتادها صغار في وضعيات صعبة ناجمة عن مشاكل أسرية تختلف من حالة إلى أخرى؛ لكن الطفرة حضرت من خلال فكرة مشروع خاص تتيح له العمل لحسابه.

شركة “رومو”
في مطلع سنة 2020، قرر مصطفى أولخو استحضار مهاراته الحلوانية، المكتسبة زمن عمله بالمغرب قبل الهجرة، لتأسيس شركة أطلق عليها اسم “رومو”؛ وهي تسمية مختصرة تجمع الحرفين الأولين من اسمه الشخصي والعائلي بعبارة نرويجية دالة على المواد الغذائية ذات الأصل الطبيعي، بينما نشاط هذه الشركة يتصل بصناعة حلويات من ابتكار الشاب الوافد من مراكش.

ويقول ذو الأصل المغربي عينه: “بدأت الفكرة بتذوق بعض معارفي لحلويات أصنعها من البندق والتمر، دون إضافة الدقيق أو السكر أو البيض أو الحليب أو الزبدة، وقد أبانوا عن إعجاب جعلهم يطلبون مني صناعة كمية إضافية لهم مقابل تعويض مالي”.

ويكشف أولخو أن اعتماده على العمل بطريقة توفر الجودة في الحلويات التي يصنعها قد جعلت الرواج حاضرا، ويتصاعد كل يوم، خاصة بعدما قامت زوجته بوضع المنتجات الخاصة به على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، كما يضيف أن هذا التطور دفعه إلى إنشاء شركة لتسهيل المعاملات وحماية الحقوق ذات صلة بالمشروع.

طموحات حاضرة
يراهن مصطفى أولخو على شريحة الزبناء المائلة إلى استهلاك المنتجات “Bio” في تنمية نشاطه التجاري النوعي، خاصة أن سلسلة الإنتاج التي يشرف عليها شخصا ترفض الاعتماد على المواد المصنعة من أجل إضافة النكهات، ويعتبر أن حجم الطلبات التي وصل إليه يبعث على نقل الشركة إلى مرحلة العمل الموالية في فضاء أرحب وبطاقم متخصص.

ويفسر “ابن الرشيدية” قائلا: “أخال أن فترة التأسيس وصلت إلى نهايتها؛ وبالتالي، لم يعد الاشتغال في الفضاء المنزلي يواكب الإيقاع المتصاعد للطلبات المتوصل بها، وصرت محتاجا إلى البحث عن أناس قادرين على تعلم طريقة الإنتاج التي تنهل كثير من الثقافة المغربية ومواد غذائية حاضرة في الجنوب الشرقي لوطني الأم”.

كما يرى أولخو أن تصوره للمستقبل في هذا الميدان الحلواني، بجانب مواصلة الإنتاج والتوصيل إلى مختلف الوجهات الراغبة فيه، يرتبط بافتتاح مقهى يقدم حلوياته مباشرة إلى الزبناء، وجمع أكبر منسوب من الثقة قبل جعل الأداء ينتشر على مجموع التراب النرويجي، مع إمكانية استهداف باقي دول إسكندنافيا لاحقا.

خصال الناجحين
يلخص مصطفى أولخو 10 سنوات من العيش في النرويج بتأكيده على أن الفرص متاحة للجميع في هذه البلاد الأوروبية، وأن من يريد القيام بأي خطوة تسوقه إلى النجاح عليه أن يتحلى، أولا، بنفس طويل في البحث عن الفكرة المميزة التي يمكن أن يهب لها تركيزه ووقته وجهوده على مدار الساعة.

ويقول “ابن الرشيدية” ناصحا المقبلين على الهجرة: “المجتمع النرويجي يرحب بكل الجديرين بالثقة، وهم المتحلون بالجدية في أدائهم والالتزام بالأدوار المنوطة بهم، بينما الشريحة التي تفضل السبل السهلة يحصدون نتائج قليلة قبل أن يطالهم انهيار أكثر سهولة”.

“لا خوف على من اعتادوا العمل بلا حساب قبل اختيار الهجرة، فهؤلاء يعرفون أن التفاني لا يمكن أن ينعكس عليهم بأمور سلبية، واليقين أن المجتمع النرويجي يقدم الدعم الكامل للطموحين دون أي تردد، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”، يختم مصطفى أولخو.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. مصطفى أولخو يلازم "رهانات حلوة" في النرويج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ADEL

ADEL


عدد المساهمات : 28
نقاط : 32
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 15/11/2022
العمر : 53
الموقع : ليبيا

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الأحد نوفمبر 20, 2022 4:03 pm

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. نجاة أعبوز تضبط إيقاع مقهى ثقافي بالنرويج
الأحد 20 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Najat-10

تعتبر نجاة أعبوز أن تجربة حياتها في المجتمع النرويجي تتسم بمرحلتين أساسيتين حتى الآن؛ الأولى اتكالية تربط وجودها بالبيت والواجبات الكلاسيكية المطلوبة من المرأة، بينما الثانية مبادرة تحلت فيها بالجرأة اللازمة من أجل تخطي ظروف صعبة، وبالتالي جعل قرابة 4 عقود من العيش في هذا البلد الاسكندنافي تصل إلى حصاد إيجابي.

يرتبط اسم أعبوز حاليا بنشاط خدماتي ذي حمولة ثقافية في منطقة “هولمليا”، ضواحي العاصمة النرويجية أوسلو، خاصة بعدما لقي هذا المشروع، على مدى السنوات القليلة الماضية، رواجا كبيرا يفتح أبواب طموحات أكبر للتوسع واستحضار الهوية المغربية في المستقبل.

من الريف إلى النرويج
ازدادت نجاة أعبوز في مدشر “بروال” بجماعة بني سيدال الجبل، الكائنة بمنطقة الريف المغربية والمنتمية إلى النفوذ الترابي لإقليم الناظور، وفي الحيز الجغرافي عينه أقبلت على التمدرس حتى الوصول إلى المستوى الثالث ابتدائي، وبعدها رحلت لتجاور أسرتها الصغيرة في أوروبا.

تقول نجاة: “لم يكتب لي الالتزام بالتعلم النظامي، وما زلت مستاءة من هذا الأمر حتى الآن، لكنني أحتفظ بذكريات جميلة عن أولى سنوات عمري في المغرب، خاصة التواجد في قريتي بروال، وما زلت أزور المنطقة التي ولدت فيها بين الحين والآخر حتى لا ينقطع الوصال”.

غادرت أعبوز المغرب نحو الأراضي الألمانية بحلول سنة 1982، ملازمة والديها بعدما اختارا الاستقرار في فرانكفورت، بينما أبوها كان قد سبق جميع أفراد الأسرة إلى هناك أواخر الستينات من القرن العشرين، ما جعلها تعيش 3 سنوات في ألمانيا قبل الانتقال إلى الاستقرار في النرويج.

البداية في اسكندنافيا
تزوجت نجاة أعبوز في ربيعها الـ16 والتحقت بزوجها المقيم في مملكة النرويج، مجاورة أخا لها سبق أن وفد على هذه البلاد قبل وصولها إلى هناك، وبعد إبرام هذا الارتباط أقبلت على تأسيس نواة أسرية بغرض الاستقرار والحرص على منح أطفالها تنشئة جيدة ضواحي العاصمة أوسلو.

تورد المستقرة سابقا في ألمانيا: “لم تكن لدي رهانات ذات صلة بالدراسة أو العمل، لذلك بقيت ربة بيت طيلة 15 سنة، ووضعت تربية أبنائي الخمسة في صدارة الأولويات، بل لم أهتم بتعلم اللغة النرويجية واكتفيت ببعض التعابير العامة التي يمكن أن أستعملها من حين إلى آخر”.

في المرحلة الموالية، انخرطت أعبوز في أنشطة منشأة تعليمية خاصة بالنساء من أجل تعلم لسان المجتمع النرويجي، ثم انتقلت إلى مؤسسة أخرى مشابهة لتقوية مهاراتها اللغوية، لكن الطفرة حضرت عند طلاقها سنة 2007، واستيعابها ضرورة توفير عائد مالي لحاجياتها اليومية، وبذلك أعطت اهتماما أكبر لدروس اللغة بالتوازي مع التكوين في ميدان صناعة الحلويات، لتظفر بدبلومين في كلا المجالين.

استثمار في “هولمليا”
عملت نجاة أعبوز على إطلاق مشروع خاص بها سنة 2019، مستغرقة سنوات عديدة من التفكير في تفاصيله قبل الشروع في تنفيذه بمساندة من أبنائها، ليبرز إلى العلن في حلة مقهى ثقافي بالتجمع السكاني “هولمليا”، ضواحي العاصمة النرويجية أوسلو، وينجح في الحصول على إقبال عدد وافر من الزبائن الذين يقصدونه من مختلف الأنحاء.

بهذا الخصوص، تورد ذات الأصل المغربي: “استغرق التكوين في صناعة الحلويات وقتا طويلا ضمن الحصص التطبيقية، ولم أشأ إهدار المجهود المبذول في فضاء كلاسيكي لا يقدم إضافة نوعية ولا يرضيني، لذلك فكرت في افتتاح المقهى الثقافي بخدمات أبرزها ترتبط بخصوصيات الزبائن المسلمين من الرجال والنساء”.

تشرف أعبوز على اشتغالات المقهى عينه منذ افتتاحه، مستفيدة من مساعدة ابنين في الثلاثينيات من العمر، كما تتولى الوقوف وراء كل العمليات التي تهم صناعة الحلويات المنتمية بالكامل إلى الثقافة النرويجية، مع تعديلات تجعلها مكتسبة صفة “حلال”، زيادة على توفير حاجيات الزبائن من الخبز وبعض الأكلات البسيطة.

تركيز على الأهم
تؤكد نجاة أعبوز أنها تلقت استفسارات، عند إطلاق المشروع الخاص بها، من أناس ذوي أصول أجنبية استغربوا هذه المبادرة من امرأة مغربية أمازيغية، خصوصا مع تقدم عمرها وتوفرها على 5 أبناء و4 أحفاد، متسائلين عن إمكانية تحقيق النجاح في إدارة مقهى له حمولة ثقافية وخدمات نوعية ليست موجهة إلى فئة عريضة من المستهدفين.

وتضيف النرويجية المغربية عينها: “أتحلى بإصرار شديد منذ إطلاق النفس الثاني من حياتي، لذلك لا أعطي أهمية إلى الانتقادات ولا أستنفد الزمن في تقديم تبريرات لأشخاص يكتفون بالتفرج في الخطوات التي أقوم بها، بينما أستمد طاقة إيجابية من تشجيعات أناس أضحى المقهى مهما لهم، بينهم عدد كبير من المغاربة”.

كما تعتبر نجاة أن الحمولة الثقافية للمقهى الذي تشرف عليها قد أضحت ممتدة إلى ممارسات اجتماعية ببصمة نسائية، وتفسر: “تواجدي في هذا الفضاء الخدماتي صار يشجع إقبال نساء يحتجن التمتع بوقت يحفظ لهن خصوصياتهن ويتيح لهن راحة بالحديث معي. لذلك، أعتبر أنني نجحت ظرفيا في الوصول إلى هدفي، وتأكدت من ذلك بعد حصول ما أقوم به على اهتمام إعلامي أكثر من مرة”.

التوسع في الخدمات
أسفر الصدى الإيجابي الناتج عن خدمات المقهى الثقافي “هولمليا”، في الواقع وفي العالم الافتراضي لمواقع التواصل الاجتماعي، عن توسع نجاة أعبوز في الخدمات التي تقدمها للراغبين فيها، ومنها ما يتجاوز مساحة المحل المحتضن للمعاملات ليصل إلى البيوت وقاعات الاحتفال بمختلف المناسبات.

تقول “ابنة بروال” إن عددا كبيرا من الزبائن، خصوصا المنتمين إلى صف الجالية المغربية في أوسلو والنواحي، يلجؤون إلى خدماتها بطلبات توفير حاجيات احتفاليات عديدة، خاصة عند إقامة الأعراس أو بمناسبة عقيقة مولود جديد، وهو ما صار يتطلب توسيع الفضاء المخصص للتحضيرات داخل المقهى.

وتزيد أن “الممارسة العملية تقف، في الوقت الحالي، على ضرورة توسيع المطبخ نحو مبنى مجاور، والإجراءات الإدارية لتنفيذ ذلك تسير بشكل جيد، ما سيجعل مساحة المقهى الثقافي مضاعفة قريبا، وبالتالي فإن الجودة ستحضر بقوة أكبر، ولدي تصور لديكور داخلي مغربي سأنفذه للتعبير عن حبي للمغرب وأبناء وطني الأم”.

عصارة مجربة
تصر نجاة أعبوز على نصح المنخرطين في تجارب للهجرة، خاصة النساء، بالإقبال على تعلم لغة بلد الاستقرار، أولا، ثم الحرص على مراكمة الخبرة النظرية والعملية في أي ميدان مهني يلائم القدرات ويساير الطموحات، وعدم التردد في البحث عن آراء ذوي الخبرات من الجيل السابق لتفادي عدد كبير من العثرات.

وتضيف الحاضرة في “هولمليا” حاليا: “أفرح كثيرا عند توصلي عبر الأنترنت بأسئلة عدد من المغربيات حول ما أفعله، وبينهن من تتواجد في الوطن الأم، حيث أعرفهن على ما مررت به لعل ذلك يكون مفيدا لهن في رسم مسارات تجعلهن ناجحات ومتميزات مستقبلا”.

“اليقين أن البداية تكون شاقة على الإنسان إذا بادر بالولوج إلى ميدان لا يعرفه، كما أن استقرار المرء في بلد لا يتقن لغة التواصل مع ناسه يصير مشكلا إضافيا، لهذا ينبغي التوجه إلى مسالك تعليمية وتكوينية لتفادي الوقوع في هذه الوضعية التي سبق لي أن اختبرتها، والاجتهاد لا يمكن أن يحصد إلا النجاح”، تختم نجاة أعبوز.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. نجاة أعبوز تضبط إيقاع مقهى ثقافي بالنرويج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
saudi

saudi


عدد المساهمات : 1496
نقاط : 1690
السٌّمعَة : 44
تاريخ التسجيل : 08/01/2012
العمر : 51
الموقع : المملكة العربية السعودية

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الجمعة نوفمبر 25, 2022 7:43 am

مسارات مغاربة في إسكندنافيا.. أحمد مقبول يقوي حضور "مسجد التوبة" بأوسلو
الأربعاء 23 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Ahmed-10

التزم أحمد مقبول بالتجربة والخطأ من أجل صقل إمكانياته الذاتية في الحياة، سواء عند التواجد في منطقة الريف بالمغرب، إلى حدود بداية عقد الثمانينيات من القرن العشرين، أو خلال استقراره عشرات السنين في مملكة النرويج، وممارسة أنشطة مختلفة في العاصمة أوسلو.

وقد بصم النرويجي المغربي عينه على مسار متميز في تجربة الهجرة التي انخرط فيها قبل بلوغ ربيعه العشرين، مراكما مكاسب شخصية ومهنية عبر العمل لصالح الغير قبل تأسيس حزمة من المشاريع التي يستفرد بمكاسبها؛ لكنه يبرز أكثر من خلال تصدر النسيج المدبر شؤون مسجد التوبة.

سنوات ما قبل الهجرة
ازداد أحمد مقبول سنة 1961 في منطقة بني احساين التابعة لإقليم الناظور، حاظيا بعناية أسرته في فضاء قروي قبل الانتقال نحو المدينة، ومتدرجا في طور التعليم خلال المرحلة الابتدائية، قبل أن ينقطع عن ارتياد الفصول التعليمية بسبب الإقبال على العمل في سن مبكرة.

ويقول أحمد: “كانت ظروف التعلم قاسية نسبيا، خاصة أن الأمر احتاج المشي مدة 45 دقيقة لارتياد المدرسة وقتها، مع احتساب الزمن نفسه من أجل العودة إلى البيت. لذلك، استمر الالتزام بالتعلم حتى الحصول على الشهادة الابتدائية وبعدها أتى طور الاشتغال في أنشطة مختلفة”.

انتقل مقبول إلى الاستقرار في مدينة الناظور، في السنة الأخيرة من عقد السبعينيات في القرن الماضي. وبالوصول إلى سنة 1980، رافق والديه نحو النرويج من أجل الاستقرار في هذا البلد الإسكندنافي، مستفيدا من استقرار إخوة أكبر منه بهذا الحيز الجغرافي الكائن شمال أوروبا الغربية.

المراهنة على العمل
على النهج نفسه سار أحمد مقبول منذ وصوله إلى أوسلو، مركزا على الاشتغال كي يحقق عائدا ماليا يدعم به أسرته ويلبي احتياجاته اليومية، مع تعديل بسيط جعله مستفيدا من دروس تعلم اللغة النرويجية كي يفلح في مسعى الاندماج ضمن المجتمع الجديد الذي انتقل إليه دون 20 سنة من عمره.

ويورد الوافد على أوسلو من الناظور: “كنت أعمل خلال الفترة الصباحية قبل التوجه إلى الحصص المخصصة لتعلم اللغة النرويجية، والبداية كانت من فندق اشتغلت ضمن طواقمه كي أقدم المساعدة للمسؤولين عن الاستقبال وخدمة الغرف، ثم صرت لاحقا أشجع شخصا في نشاطه التجاري، وحرصت على التطور يوما بعد يوم”.

مد مقبول نشاطه المهني على سكتين؛ الأولى تعني التواجد في وضعية أجير من أجل الظفر بعوائد مالية ثابتة نظير الجهد المبذول في المهام الموكولة إليه، من جهة، وجمع التجربة بكيفية تدريجية حول الاشتغال في النرويج، من جهة ثانية. بينما السكة الثانية اتسمت بالمبادرة إلى إطلاق استثمارات خاصة به لنيل الاستقلالية وأكبر قدر من الاستفادة في تطوير الوضعية الاقتصادية والاجتماعية.

التجارة والخدمات
بدأ المسار المهني المستقبل لأحمد مقبول من ميدان الاستيراد، وجاء ذلك بعدما استقر على فكرة جلب بضائع من دولة تايلاند لترويجها على مستوى أسواق النرويج، بتركيز على المتطلبات في العاصمة أوسلو من أجل الحصول على مردود مالي مربح في كل مرة.

ويقول النرويجي المغربي عينه: “بدأت بهذه الخطوة عن طريق التعامل مع الحاجيات الشبابية وآخر الصيحات التي تهم العروض المخصصة لهذه الفئة العمرية. وبعد سنوات من هذا الأداء، أسست شركة تقدم خدمات التهيئة والتنظيف؛ مستثمرا خبرة 15 سنة من العمل مسؤولا في شركة مشابهة”.

من جهة أخرى، حرص مقبول على التواجد في المعارض التجارية الوطنية والإقليمية والدولية من أجل جني مكاسب إضافية بمعاملاته التجارية العابرة للحدود النرويجية، ولا يزال يتوصل بدعوات لحضور تظاهرات مختلفة رغم تقلص عدد هذه المواعيد نتيجة الأزمة الصحية العالمية التي جاءت بها جائحة “كوفيد-19” مطلع سنة 2020.

في مسجد التوبة
يتولى أحمد مقبول رئاسة التنظيم المدني المشرف على تدبير مسجد التوبة في أوسلو، موليا اهتماما خاصا للسير بهذا الصرح الديني نحو النجاعة في تحقيق المرامي الدينية والعقدية والثقافية والاجتماعية التي يهدف إليها بمجموعة من الأنشطة، إضافة إلى احتضانه الجاليات المسلمة خلال أوقات التعبد كل يوم.

ويكشف الوافد على أوسلو من الناظور أنه توجه إلى مسجد التوبة مباشرة بعد تأسيسه، سنة 1981، وواكب تطور هذا المرفق بعدما انتقل من وعاء عقاري مكترى إلى آخر أرحب تم تملكه في وقت لاحق، كما تواجد في موقع نائب الرئيس ثلاث ولايات قبل أن يجري انتخابه رئيسا للمكتب المتولى مسؤولية التسيير.

كما يضيف مقبول: “المؤسسة المسجدية التوبة مغربية، وتقدم أنشطة مختلفة للأطفال والشباب والنساء، مركزة على ممارسات أبرزها حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية، وتستعين في تنفيذ ذلك على طواقم لها كفاءة في الثقافة المغربية، من جهة، والدعم المالي المتحصل عليه من الدولة النرويجية، من جهة ثانية”.

الإرادة أولا
يشدد أحمد مقبول على أن التحلي بقوة الإرادة يجعل المنخرطين في تجارب الهجرة، سواء في الدنمارك وإسكندنافيا أو غيرها من الفضاءات عبر العالم، يلاقون النجاح على الدوام كي يصاحبوا التطور مدى الحياة، لأن أول مصدر للتحفيز يرتبط بالأذهان قبل أن يتصل بمعايير أخرى مجتمعية.

ويرى مستجمع ما يزيد عن 4 عقود من الاستقرار في النرويج أن المزاوجة بين الدراسة والعمل قد تكون استراتيجية ملائمة للجميع، سواء من يعطون أولوية للتكوين أو أولئك المراهنون على التدرج بين المهن للوصول إلى ما يوافق إمكانياتهم الذاتية، خاصة أن الفرص تبقى متاحة للجميع على الساحة النرويجية.

“حتى من قرروا الهجرة في سن مبكرة يمكنهم أن يحصلوا على وضعيات تمنحهم القدرة على تأسيس حياة بديلة، والانخراط في إيقاع عيش مغاير عقب فترة زمنية ضرورية للاستئناس؛ بينما من لا يريدون القيام بالمبادرة يبقون متخبطين في التيه حتى يؤمنوا بضرورة التحرك لإغناء تجربتهم والتفاعل الإيجابي مع المحيطين بهم”، يختم أحمد مقبول.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا.. أحمد مقبول يقوي حضور "مسجد التوبة" بأوسلو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عربى
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى : القلم المميز
ابن عربى


عدد المساهمات : 1571
نقاط : 1939
السٌّمعَة : 102
تاريخ التسجيل : 03/09/2010
العمر : 76
الموقع : قرطبة ( إسبانيا )

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الأحد نوفمبر 27, 2022 7:25 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا.. محمد فارس يبرع في تأطير الجيل الجديد
السبت 26 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Mohame12

خبر محمد فارس الهشاشة والتيه في المغرب والنرويج، وحاول تلمس معالم الطريق التي توصل إلى التميز على امتداد تنقله من الناظور إلى أوسلو، ورغم مرور أزيد من ثلاثة عقود في رحلة البحث هذه، فإنه لا يزال يعتبر نفسه حريصا على التعلم، وبدل أن يحتفظ بخبرته يقرر مشاركتها مع من هم أصغر سنا لعلهم يكسبون الوقت ويتقدمون بسرعة كبرى.

حاول محمد التحرك بثبات دراسيا ومهنيا، لاجئا إلى حلول عقلانية من أجل فتح آفاق أرحب لمستقبله في الحيز الجغرافي الاسكندنافي، لكنه ما لبث أن اختار الإصغاء لخيارات القلب، وتتبع إملاءات وجدانه من أجل ملازمة أوراش تأطير اليافعين بكيفية تثير الانتباه في المجتمع النرويجي عموما، وفي أوسلو تحديدا.

وسط الهشاشة
رأى محمد النور أول مرة بمدينة الناظور، أواسط ثمانينيات القرن العشرين، وبها أمضى بضع سنوات قبل أن يغادر الحاضرة الكائنة شرق منطقة الريف المغربية من أجل الالتحاق بوالده على الأراضي النرويجية، متمكنا من بعض المدارك التعليمية والمهارات الحياتية قبل التحرك للبحث عن نظيراتها المتيحة للعيش بسلاسة في منطقة اسكندنافيا.

ويقول محمد: “كانت وضعية الأسرة هشة بمدينة الناظور رغم تواجد الأب في تجربة هجرة، إذ لم يكن المال الذي يجنيه وافرا، وبالتالي عكف على إرسال مبالغ ضئيلة لا تكفي لسداد حاجياتنا كاملة، مما دفعني في زمن مبكر من طفولتي إلى ممارسة بعض الأنشطة المدرة للدخل، وهكذا بقيت على مدى سنوات عديدة”.

في أوائل عقد التسعينيات من الألفية الماضية، وبالضبط عندما وصل محمد إلى ربيعه الثامن، اختار والده استقدام الأسرة للاستقرار معه بالنرويج، ومنحها فرصة التواجد بجواره في المجتمع البديل حتى يحاول أفرادها استثمار فرص التطور المتاحة بهذا الحيز من شمال منطقة أوروبا الغربية، وهو ما حفز طموحات محمد لمعانقة آفاق أرحب.

التأقلم مع التقلبات
يعلن محمد أن وصوله إلى النرويج كان في شهر شتنبر، أي في فصل الشتاء وما تعرفه البلاد من سقوط مبكر للظلام بكيفية لم يعهدها في المغرب، وبالتالي كان التأقلم مع الخصوصيات الطبيعية أول تحد وازن للوافد الجديد من مدينة الناظور، زيادة على التمدرس واستباق ذلك بضبط اللغة النرويجية بكيفية تساعد على استيعاب المحتوى التعليمي.

ويعلق المزداد في الريف على تلك الفترة بقوله: “كنت قد ألفت الدخول إلى المنزل قبيل حلول الليل، لكنني لم أعرف كيف أتعامل مع ذلك في النرويج حين وجدت الظلام يأتي في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال، كما وجدت نفسي حائرا صيفا ببقاء نور الشمس سائدا طوال اليوم، وقد احتجت إلى وقت من أجل التعود على كل ذلك”.

تأقلمت أسرة محمد مع وضعيتها الصعبة في الهجرة بفعل تضامن أفرادها، إذ أتاح إقبال الصغار على العمل والدراسة الحصول على مدخول مالي إضافي لتوفير متطلبات الجميع، بينما شكل محمد صداقات مع أقرانه من الجاليات المسلمة لتعلم اللغة النرويجية والتقدم في الدراسة، ثم أضحى الاندماج أكثر قوة عند انتقال الجميع للعيش وسط العاصمة أوسلو.

التميز والنجومية
حاول محمد التأسيس لمستقبل مهني يجعله سباكا، خاصة أن الميل إلى التعمق في الدراسة لم يتمكن منه، فأقبل على الخضوع لبرنامج تكويني من سنتين قبل أن يحسم، بناء على الممارسة الميدانية، بعدم تناسب قدراته الذاتية مع ما يستلزمه الاشتغال في شبكات التزود بالمياه وتصريفها من مهارات، بينما أحس بالارتياح عند تجريب الإشراف على تأطير صغار السن ضمن ورش تشرف عليه بلدية أوسلو.

“التواجد في ميدان التأطير ليس مبنيا على تخطيط من طرفي، بل قبلت عرضا للعمل في هذا الميدان من باب التجريب، وحين رضيت بما يمكنني القيام به في هذا المجال أقبلت على تلقي تكوينات مستمرة لتطوير مستواي نحو الأفضل، لذلك يمكنني القول بأن قضاء 20 سنة في هذا العمل، حتى الآن، غيرني أكثر مما غير الفئات المستفيدة من التأطير”، يكشف محمد.

تغير مسار محمد نحو النجومية بعدما فاز بلقب “شخصية سنة 2017” بكيفية أثارت الانتباه في النرويج، خاصة أن اللجنة المنظمة وضعت اسمه بمعية فاعلين مميزين، أبرزهم فرقة موسيقية شهيرة على صعيد النرويج بأكملها، ليجذب هذا التتويج الأنظار نحو ما يقوم به ذو الأصل المغربي في أوسلو، ويفتح أمامه إمكانية تأطير الطلاب الجامعيين من أجل إكسابهم مهارات تساير التكوين الأكاديمي الذي يخضعون له.

بوابة كرة القدم
انطلق محمد في الأداء التأطيري لصغار السن عقب استجابته لطلب صديق كان يحتاج المساعدة في التعامل مع أطفال يلعبون كرة القدم، وبعدما لم ينجحا في تأسيس ناد رياضي نتيجة التوصل برد إداري يعلن “كثرة مثل هذه الأندية في أوسلو”، قبلا الاندماج في ناد مخصص للمسنين، يعود تأسيسه إلى سنة 1919، بعدما رحب بهما نرويجي يملك هذا المرفق الرياضي.

ويقول النرويجي المغربي عينه: “بدأنا نثير الانتباه بنشاطنا، الذي أسفر عن وضع أسس 13 فريقا كرويا في فئات عمرية مختلفة، من بينها 4 فرق تحتضن 120 فتاة ممارسة للعبة. كما تم تمديد الأنشطة في المؤسسة كي تعمل على تحفيز اليافعين المنتمين إلى أسر في وضعيات هشة، وكلها من أصول أجنبية”.

من جهة أخرى؛ مكن عمل محمد في رعاية الأطفال، بمعية الطاقم المرافق لتجربته الميدانية في أوسلو، من استقطاب عدد كبير من النساء الراغبات في الاستفادة من فضاءات تشجعهن على التحرك لمحاربة الأمراض المزمنة، خاصة أن ذلك يحرص على احترام خصوصياتهن المبنية على توجهاتهن الثقافية والاجتماعية، ثم صارت الورشات المقدمة تمتد إلى أنشطة ترفيهية أخرى هادفة؛ بحضور متميز للفنون التشكيلية والموسيقى على الخصوص.

من أجل الجميع
يعترف محمد بأن ما يقوم به، زيادة على كسبه الدعم العمومي بتدرج واحتشام لا يغني عن اللجوء إلى أشكال تمويل ذاتية حتى الآن، جعله يحصل على مجموعة من الفرص كي يخدم مصلحته الخاصة، لكنه رفض ذلك حتى يبقى محترما لمن يمنحونه الثقة، من جهة، ويلتزم بالعمل من أجل الجميع، من جهة ثانية.

ويفسر “ابن الناظور” ذلك قائلا: “وجدت نفسي وجها لوجه، في فترات عدة، أمام عروض تتيح لي التطور منفردا في ميادين كثيرة، خاصة السياسة، لكنني فكرت مليا في أن أبقى في المجال الذي يسعدني مثلما يبهج المحيطين بي، ولذلك لم أستغل المساندة الشعبية لما أقوم به كي أحصل على منافع انتخابية وبلوغ مواقع تدبيرية محلية ووطنية”.

كما يرى محمد، بخصوص ما يقوم به منذ أوائل سنوات الألفية الحالية، أنه يواصل التركيز على ما يقوم به، والتواجد وسط مجموعة متجانسة في الرؤى والتنفيذ، من أجل المساهمة في رسم مستقبل أفضل للفتيات والفتيان المستفيدين من التأطير، وجعلهم يبتعدون عن المشاكل المحيطة بهم كي ينظروا إلى المستقبل بعيون متفائلة، ويبذلوا كل ما في وسعهم من أجل التقدم بثبات في الحياة بأوسلو وكل النرويج.

معالم الطريق
رغم عدم تقدمه بكيفية جيدة في المسار التعليمي، يرى محمد أن الزمن تغير بكيفية تجعل الدراسة تحتل موقعا مفصليا يوصل إلى النجاح بسرعة، لذلك ينصح ذوي الأصول الأجنبية في النرويج، سواء المولودين بالبلاد أو ممن قدموا إليها، بالحرص على التحصيل الدراسي وفق ما يساير قدراتهم وطموحاتهم.

وبناء على خبرته التأطيرية، المازجة المهنية بمبادرات المجتمع المدني، يعلن المستقر في النرويج منذ ما يعادل 30 سنة أن عددا كبيرا من الناس يقبلون على القيام بأعمال غير قانونية لاختصار الطريق المفضي إلى النجاح، لأنه الأسهل وفق مقارباتهم، ويتناسون المخاطر التي يمكن أن تعصف بهم في دوامات خطيرة عليهم وعلى من يحيطون بهم.

“النرويج بلد الفرص، والحلول الحقيقية لأي مشكل تبقى متصلة بالعمل وحده، وإن تم تلقي يد العون من لدن الأقارب أو الأصدقاء أو الزملاء في الدراسة والاشتغال، فإن الأمور تسير بسلاسة، وهنا أضرب مثلا بأناس ناجحين في الميدان الرياضي، من بينهم عدد وفير من ذوي الأصل المغربي، لذلك يجب أن يفكر كل شخص فيما يلائم قدراته كي يحدد الأهداف ويعمل على تحقيقها مستعينا، أيضا، بالإصرار والصبر”، يختم محمد فارس.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محمد فارس يبرع في تأطير الجيل الجديد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
manzah
manzah : نايبة المدير العام
manzah : نايبة المدير العام
manzah


عدد المساهمات : 1609
نقاط : 2104
السٌّمعَة : 243
تاريخ التسجيل : 10/05/2010
العمر : 53
الموقع : الرباط المغرب

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الجمعة ديسمبر 02, 2022 7:25 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. نور الدين البوكيلي في الاتصالات والأداء الجمعوي
الثلاثاء 29 نونبر 2022 - 07:00


العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Noured10

قادت الصدفة نور الدين البوكيلي من مدينة وجدة إلى أوسلو، عاصمة النرويج، ليبرع في مجال الاتصالات ضمن شركة مختصة يمتد نشاطها الخدماتي إلى بلدان أخرى، وذلك بعدما غادر المغرب بنية التوجه إلى فرنسا، ثم عدل الوجهة مرة أولى صوب ألمانيا، ليثبت أخيرا على الاستقرار في منطقة اسكندنافيا.

إلى جانب نجاحه المهني، يمتد مسار النرويجي المغربي ذاته صوب أنشطة المجتمع المدني، وقد تحقق ذلك من خلال تنظيم جمعوي يحرص على إبرام شراكات وازنة في مجموعة من الدول بكل من إفريقيا وآسيا؛ بينما يواصل البوكيلي التشبث بجعل هذا الاشتغال التطوعي أكثر نجاعة في التعامل مع الشركاء بالمغرب.

بين وجدة واسكندنافيا
ارتبط استقرار نور الدين البوكيلي في المغرب بإيقاع مدينة وجدة قبل اختياره خوض تجربة الهجرة في منطقة اسكندنافيا، وفي عاصمة جهة الشرق شب وترعرع في جو عام يحفز على تنافس الأقران في الشارع والفصول الدراسية، ليحصد النجاحات التعليمية حتى الوصول إلى المرحلة الجامعية.

ويقول نور الدين: “كنت في بلجيكا بمعية أسرتي قبل التوجه إلى مدينة وجدة، إذ قمت بهجرة معاكسة وعمري 6 سنوات وقتها، ثم عشت ما خلف ذكريات جميلة لدي في مؤسسات عدة تحمل أسماء ابن زيدون والجاحظ وبلقاضي وبن مومن، وصولا إلى التعليم العالي في أحضان جامعة محمد الأول”.

خلال النصف الأخير من عقد ثمانينيات القرن الماضي، حزم البوكيلي حقيبته من أجل القيام بزيارة سياحية إلى أوروبا، وبعد تنقله بين مجموعة من بلدان القارة تحرك صوب منطقة اسكندنافيا، ثم ارتأى أن يستقر في مملكة النرويج بحثا عن آفاق دراسية ومهنية أرحب، والاستفادة من الفرص المشجعة التي رصدها في هذه الدولة.

صحبة جزائرية
غادر نور الدين البوكيلي المغرب من أجل زيارة أخيه المتواجد في فرنسا، راغبا في تغيير الأجواء مؤقتا، والاطلاع عن قرب على الفرص الدراسية المتاحة هناك، لكن الأقدار جعلته لا يفلح في تنفيذ ما هو مخطط له بنجاعة، لينخرط في جولة سياحية بديلة تضمنت بضع بلدان أخرى في القارة نفسها.

ويعلق ذو الأصل المغربي على ما وقع موردا: “لم أجد أخي في فرنسا بعدما مر بظروف في تلك الفترة، ولأنني أتوفر على انخراط يمكنني من التنقل عبر القطارات الأوروبية لمدة شهر قررت مواصلة الطريق إلى ألمانيا من أجل ملاقاة أصدقاء أعرفهم عبر المراسلة”.

كما يشدد البوكيلي على أن التوجه إلى اسكندنافيا كان باقتراح من شخص جزائري تعرف عليه في “بلاد الجرمان”، ويتعلق الأمر بدكتور في الهندسة المعمارية رافقه إلى الدنمارك والسويد ثم النرويج؛ وبعدما عاد رفيقه إلى بلاده قرر الوافد من مدينة وجدة البقاء في المنطقة التي وصل إليها سنة 1987.

بين الجامعة والنادي
يذكر النرويجي المغربي نفسه أن أولى المصاعب التي لقيها في مساعي الاندماج بالنرويج ارتبطت بالخصوصيات الطبيعية، إذ وصل إلى البلاد صيفا، في الفترة التي يكون النهار طويلا جدا، وبالتالي لم يكن يتمكن من النوم بسهولة نتيجة حضور نور الشمس في معظم ساعات اليوم، واحتاج إلى وقت من أجل الاعتياد على ذلك.

ويضيف نور الدين البوكيلي: “وجدت الناس متحفظين ومتخوفين من كل شخص ذي أصل أجنبي، رغم أن المهاجرين لم يكونوا بارزين كمّا حينها. ومع توالي الشهور أيقنت بوجود مزايا كثيرة لدى المجتمع النرويجي، وأفلحت في الانضمام إلى بنيته المتجانسة بكيفية تدريجية، إذ سهل الأمر بالإقبال على الدراسة والتواجد بين الطلبة”.

انخرط “ابن وجدة” في التعليم العالي من خلال دراسة الاتصالات بجامعة “تروندهايم”، وحرص أيضا على العمل من أجل جني مردود مالي يوفر له حاجياته اليومية، إذ أقدم على المزاوجة بين الدراسة والاشتغال في ناد بلدي يوفر المأكولات والمشروبات ويشهد توافد الأجانب، وبقي على هذا الحال حتى التخرج.

على رأس فريق اسكندنافي
جرب نور الدين البوكيلي تدريس الرياضيات في مؤسسة للتكوين الهندسي، وبعد سنة التحق بفرع شركة “نيتكوم” للاتصالات في مدينة “تروندهايم” من أجل الاشتغال في ميدان تخصصه، وعقب شهر من الأداء الميداني توصل بعرض من الشركة نفسها للانتقال إلى العاصمة النرويجية أوسلو بغرض ملء منصب شاغر.

“كانت هذه التجربة المهنية ثرية جدا على مدى 5 سنوات، لكن لحظة المغادرة جاءت خلال أزمة الكاريكاتير المسيء إلى النبي ﷺ؛ فقد اعتبرت أنني تعرضت للاستفزاز من خلال رسالة إلكترونية بعثها رئيسي المباشر لكل الفريق من أجل الاستهزاء، لذلك تقدمت باستقالتي جراء وجودي في موقف ديني وثقافي يستدعي ردة فعل”، يورد البوكيلي.

قبل مغادرة المنصب رسميا، توصل المنتمي إلى شريحة “مغاربة اسكندنافيا” بعرض من شركة وساطة للالتحاق بفاعل آخر في ميدان الاتصالات، وكانت التفاصيل مغرية بكيفية يصعب تجاهلها، ليقرر قبول المهمة الجديدة بعد الاستفادة من الراحة أسبوعا واحدا، لكنه وجد نفسه في “نيتكوم” مجددا، بعد سنوات، عندما اشترتها الشركة التي التحق بها وجعلته، حتى الآن، يشرف على خدمات البيانات والرسائل الهاتفية برئاسة فريق يتدخل بكل من السويد والدنمارك وفنلندا بجانب النرويج.

أنشطة جمعوية دولية
يحتل الارتباط بالمجتمع المدني مكانة مفصلية في أنشطة نور الدين البوكيلي من خلال رئاسة جمعية الرحمة الإسلامية الدولية، وهو تنظيم مقره الرئيسي في النرويج ولديه تمثيلية في الدنمارك وفروع بكل من باكستان وتركيا والصومال. وتنشط هذه الجمعية منذ سنة 2004 عبر مساعدات لوزارة الخارجية النرويجية.

ويقول نور الدين: “عملنا على بناء عشرات المرافق المدرسية والصحية في باكستان، ومستشفى في الصومال، ودار للأيتام في ميانمار، زيادة على 250 شقة في سوريا مع منظمتين للعناية بالنازحين. كما عملنا على تأسيس مركز يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة الداخلة، زيادة على حملات لتوزيع الملابس على فئات هشة، وتوفير سيارات إسعاف وتجهيز مدارس وإمداد فلاحين ببذور في المغرب. وحاولنا أيضا عقد شراكة بين مؤسسة عمومية نرويجية وتعاونية نسائية مغربية دون أن يتكلل ذلك بالنجاح لوقوع بتر في التواصل بين الطرفين”.

وعلاقة بذلك؛ يرى البوكيلي أن الطموح إلى تحقيق الأفضل جمعويا يبقى حاضرا في باله، لكنه يشترط أن تتوفر في الشركاء المدنيين من الوطن الأم صفتا الصدق والمسؤولية في احترام المقاييس المعمول بها في بلد مثل النرويج، ويزيد: “بكل أسف أقول إن تجربتي الجمعوية عرفت في المغرب مشاكل لا توجد حتى في دولة مفككة مثل الصومال، وكل مكونات جمعية الرحمة الإسلامية الدولية تستغرب مصادفتي مصاعب في بلدي، لذلك أقتصر على توجيه المساعدات رغم وجود مشاريع كبيرة قابلة للتنفيذ نظريا”.

بلا تردد
يستند خبير الاتصالات ذاته إلى تجربته الخاصة، ومساره الشخصي العابر من بلجيكا إلى النرويج عبر المغرب، ليقول إن التواجد في صفوف المهاجرين يبقى ميزة من أجل تحفيز البذل إلى أقصى حد، سواء كان الإقبال على وجهة جغرافية واجتماعية ما قد تم بناء على تخطيط مسبق أو حضر من خلال الصدفة.

ويضيف المقترب من استكمال 35 سنة من التواجد في النرويج: “الحصول على ثقة الناس له مفعول سحري أينما تواجد الإنسان، لذلك يجب على المرء، حتى إن كان متشبثا بخصوصياته الثقافية إلى أقصى حد، أن يحاول إيجاد طريقة ليتموقع وسط المجتمع ويبرز القيمة المضافة التي يغني بها المحيطين به”.

“الأكيد أن النجاح يتطلب المواظبة على الاجتهاد من خلال العمل الدؤوب والمتواصل، والحرص على تصحيح الأخطاء كلما وقعت، مع التحلي بالصدق والإخلاص، لذلك يجني كل شخص ثمار ما قام به حسب المجهود المبذول، بينما المترددون يصيرون على الهامش حتى يتغير سلوكهم”، يختم نور الدين البوكيلي.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. نور الدين البوكيلي في الاتصالات والأداء الجمعوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
fadwa

fadwa


عدد المساهمات : 361
نقاط : 385
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
العمر : 36
الموقع : المملكة المغربية

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الأحد ديسمبر 04, 2022 8:45 am

مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. مصطفى المختاري يمزج الإعلام بقضايا الاقتصاد
الجمعة 2 دجنبر 2022 - 07:00


العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Mostaf10

خبر مصطفى الخطابي الحياة في المغرب وفي النرويج على إيقاعين، أولهما يتسم بالثبات والاستقرار بينما الثاني جاء مناقضا لذلك تماما، ليحرص المنحدر من مدينة بركان على شق مساره بكيفية منفردة منذ بلوغه سن 15 عاما، ثم يلاقي الاتزان مرة أخرى بعد رحلة شاقة على الصعيدين الشخصي والمهني.

زاوج الخطابي بين العصامية والتكوين الأكاديمي من أجل تحصيل قدرات تتيح له التعامل مع متطلبات الأداء في الميدان الاقتصادي، ثم امتد بعطاءاته نحو رهانات المجال الإعلامي في الإطار المالي، دون أن يتقاعس في الإقبال على العمل التطوعي بغية ضمان إشعاع أكبر للمجتمع الإسلامي في العاصمة النرويجية أوسلو.

“عاصمة الليمون”
عانق مصطفى المختاري الحياة سنة 1977 في بركان، وسط أسرة محافظة متسمة بالاستقرار التام لضمان بيئة مناسبة لنمو أبنائها، وبين “عاصمة الليمون” ومدينة السعيدية القريبة منها شب وترعرع حتى أضحت ذكريات عيشه في المغرب مرتبطة بهذين الفضاءين أكثر من غيرهما، ولا يزال يحرص على زيارتهما كلما تأتت له الفرصة للقيام بذلك.

يقول مصطفى: “كانت تلك المرحلة من حياتي جميلة جدا، وما زلت أتذكر تميزي حينها في مادة الرياضيات على امتداد مساري الدراسي، خاصة المرحلة الإعدادية التي قضيتها في مؤسسة ابن رشد، وأستحضر أيضا فضل أسرتي في حصولي على نشأة نقية لم تعرف أي مشاكل اجتماعية مؤثرة”.

من جهة أخرى، يعتبر المختاري أن ما ألفه في بركان حينها لم يعد له أثر اليوم، حيث اتسم الماضي بالهدوء والمتعة في العلاقات الاجتماعية من خلال تواصل الجيران على الدوام وتضامنهم في السراء والضراء، معلنا أنه كان يعيش في حي يفتح أبواب المنازل أمام جميع أفراده دون حيطة أو حذر، بينما صار اليوم منغلقا ولا أحد فيه يعرف اسم من يقيم بجواره.

مفعول السياسة
يؤكد مصطفى الخطابي أن فكرة الهجرة لم تكن حاضرة لديه تماما، وأن وجودها كان ناتجا عن حصول أخيه الأكبر على شهادة الباكالوريا واختياره إكمال الدراسة في مملكة النرويج، لتحضر تطورات لاحقة أدت إلى التحاق الأسرة بفضاء استقراره الجديد من أجل البصم على انطلاقة بديلة لكل أفرادها.

يفسر المتأصل من بركان قائلا: “أخواتي تزوجن في المغرب، وأخي الأكبر رحل إلى النرويج، بينما بقيت بمعية أخوين آخرين، في تلك الفترة، مقبلين على التمدرس وحريصين على الاجتهاد موسما تلو الآخر، بينما كان والدي يرفض أي انتقال إلى النرويج عند مفاتحته في الموضوع، معتبرا أن هذا الانتقال قد يؤثر بكيفية سلبية على التربية التي منحنا إياها”.

“جاءت الطفرة بسبب النشاط السياسي لأحد إخوتي، إذ كان نشطا في الساحة اليسارية بطريقة أثارت مخاوف أبي إلى أقصى حد، ومن هذا المنطلق حضر بعض الضغط من أخي المستقر في النرويج كي ننتقل إلى العيش في البلاد نفسها، وهو ما كان فعلا في النهاية”، يزيد مصطفى المختاري.

تحول مفصلي
عاش مصطفى المختاري تحولا مفصليا في حياته بعد 3 شهور فقط من الوصول إلى النرويج، وأتى ذلك بعد عودة والدته للاستقرار في بركان بعد مرضها وتوصل التشخيص الطبي إلى كونها لا تستطيع البقاء في اسكندنافيا بسبب عدم قدرة بدنها على استحمال درجة الحرارة المنخفضة التي تتميز بها هذه المنطقة من العالم.

يعلن ذو الأصل المغربي أن هذا المستجد جعله يفقد الرعاية التي كانت تحيطه بها أمه قبل أن يبلغ السادسة عشر من العمر، ليقرر العيش مستقلا في مسكن آخر بعد الولوج إلى التعليم الثانوي واستفادته من منحة دراسية وتسهيلات مالية تتيح له ذلك، وجاء كل هذا بعدما أفلح في تعلم اللغة النرويجية خلال فترة لم تتجاوز 12 أسبوعا.

يذكر المختاري أن مساره الدراسي، رغم حرصه على العيش وحيدا وبتواصل محدود مع باقي أفراد الأسرة، قد تقدم بثبات مع مزاوجته بالإقبال على العمل، ويعلق: “كنت أسير بإفراط في السرعة وسط سوق الشغل، وقد حاولت تأسيس شركة لتوريد بضائع من الخارج قبل أن أعرف أن التشريعات تستلزم وصولي إلى سن الـ18 بالتمام والكمال”.

من الهندسة إلى “الميديا”
حاول مصطفى المختاري أن يقبل على التكوين الذي يتيح له العمل مهندسا معماريا بعد حصوله على شهادة الباكالوريا، لكنه أقدم على تغيير الوجهة بعد رصد معاناة مع آلام في الظهر تجعله غير متوفر على القدرات البدنية اللازمة للتواجد في أوراش البناء، ودون كثير من الوقت في التفكير أصر على ملازمة التجارة.

أقبل “ابن بركان” على كلية خاصة للتخصص في العلوم الاقتصادية بتركيز على المبيعات، وبالموازاة مع ذلك أسس شركة باسم “المختاري للخدمات” من أجل القيام بعمليات استيراد من دول آسيوية، عاملا من خلالها على جلب أجهزة تلفزيونية ثم القيام بتوزيعها، لكن المنافسة مع شركات كبرى أنهت فترة الازدهار التي شهدها هذا الأداء التجاري.

في المرحلة الموالية، التحق مصطفى المختاري بقسم التسويق في “هيغنار ميديا” النرويجية، وهي مؤسسة ناشطة في ميدان الإعلام يملكها واحد من أكبر مليارديرات البلد، وفيها حصل على ثقة صاحبها إلى درجة وثوقه في خبرة ذي الأصل المغربي وتمكينه من مناصب عليا بناء على الكفاءة والتطور بطريقة عصامية.

جريدة ومجلة
يتولى المستقر في النرويج منذ 30 سنة، حاليا، مسؤولية التسويق والمبيعات في منتوجين إعلاميين للشركة التي يعمل بها، ويتعلق الأمر بجريدة اقتصادية يومية تتعاطى مع الأخبار الاقتصادية والمالية، وتحاليل سوق البورصة، إضافة إلى مجلة نصف شهرية مهتمة بمتابعة كل ما يهم المقاولات والشخصيات ذات الارتباط الوثيق باشتغالاتها المتشعبة.

يقول مصطفى: “هذا الموقع يجعلني أتولى مسؤولية الإشراف على تنمية المبيعات، أولا، إضافة إلى إبرام العقود بين الجريدة والمجلة مع الأطراف الأخرى من أجل الحرص على تجويد المحتوى الإعلامي والاهتمام بضمان المواكبة الدقيقة للفاعلين الرئيسيين في المجالين الاقتصادي والمالي على وجه التحديد”.

كما يعتبر المختاري أن موقعه المهني الحالي يجعله واعيا بحجم الأدوار الموكولة إليه، والانتظارات من تحليه بالنجاعة والفعالية في ما يقوم به بوتيرة يومية، ليس من أجل الشركة فقط وإنما بغية مسايرة رهانات مختلف الشركاء، من ناحية، ولتلبية تطلعات قراء المنبرين المذكورين في الحصول على ما يكفي من الأخبار والمعطيات لتشكيل آراء سليمة وواضحة.

تطوع عن قناعة
يصرح مصطفى المختاري بأن نمط الحياة التي أقبل عليها منذ وصوله إلى النرويج قد أثر على ميوله الدينية طيلة سنوات من الاستقرار في هذه البلاد الاسكندنافية، إذ عاش مرحلة فراغ عقدي ابتعدت عن الممارسات التي يواظب عليها المسلمون من أجل الحصول، خصوصا، على السكينة وإبداء صورة مشرقة للمعاملات الاجتماعية.

ويزيد النرويجي المغربي عينه: “كان ذلك نابعا من تصرفات يقوم بها بعض الناس في تناقض مع تعاليم الدين السمح، وبعدها جاءت هداية من الله جعلتني أتعرف على ديني من جديد، وتذوقت حلاوة الصلة مع الله ثم اندمجت في المجتمع الإسلامي عن قناعة”.

يتواجد المختاري، في الوقت الحالي، ضمن الفريق المدبر لشؤون مسجد التوبة في أوسلو، وهي معلمة ثقافية ودينية بارزة على مستوى النرويج وعموم منطقة اسكندنافيا، محاولا المساهمة في تنشيط هذا المرفق المتميز بمنحه إشعاعا خارجيا إضافيا، وإعادة توجيه علاقاته مع البرلمان والمسؤولين الوطنيين والإدارة المحلية وباقي المجتمعات الدينية، ومن بينها اليهود.

مفتاح الانتباه
يؤكد مصطفى المختاري، بناء على تجربته الخاصة في إطار الهجرة، أن ما تعرفه النرويج في ديناميتها الاجتماعية يمكن أن يرتقي إلى الاقتراب من الجنة على الأرض، كما أن ما هو متاح فيها يتيح للناس، كيفما كانت خصوصياتهم العرقية والثقافية والعقدية وإمكانياتهم الشخصية والمهنية، تطوير أنفسهم على الدوام.

كما يرى مغادر المغرب في أوائل عقد التسعينات من القرن الماضي أن المعنيين برهانات الهجرة، من الوافدين أو المزدادين ضمن أسر ذات أصول أجنبية، بمقدورهم الاستفادة من كل الفرص المتاحة أمامهم في النرويج شريطة التوفر على المفاتيح اللازمة للحصول على ثقة المجتمع.

“النرويجيون منغلقون على أنفسهم، وهذا أكيد، لأنهم لا يتحدثون إلى الغرباء بدون توفر الأسباب الداعية إلى ذلك، وهذه الخصوصية تدعو الوافدين على هذه البلاد الاسكندنافية إلى البحث عن المفتاح الذي يجعل المحيطين بهم يمنحونهم الانتباه، بعد ذلك يمكن للمهاجر أن يحصل على كل الدعم من أجل التقدم والارتقاء”، يختم مصطفى المختاري.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. مصطفى المختاري يمزج أداء الإعلام بقضايا الاقتصاد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yooiu

yooiu


عدد المساهمات : 17
نقاط : 17
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/11/2022
العمر : 23

العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات المغربية النرويجية   العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 I_icon13الخميس ديسمبر 08, 2022 8:51 am

اقتباس :
مسارات مغاربة في اسكندينافيا.. محمد كنوف يتشبث بطموحات عالية في النرويج
الأحد 4 دجنبر 2022 - 07:00


العلاقات المغربية النرويجية - صفحة 2 Mohame10

يتواجد محمد كنوف في النرويج منذ ما يعادل 5 سنوات، بعد تجربة الاستقرار في بلجيكا مدة سنتين، ويشكل نموذجا شبابيا إيجابيا للتمسك بالطموحات الدافعة إلى التطور بسرعة، خاصة أنه يحرص على جمع الحضور السياسي الحزبي بالرهان الدراسي في التعليم العالي، دون إخلال بالتزاماته الأسرية التي تستدعي قبوله باشتغالات مازالت غير متوافقة مع تطلعاته.

يعمل كنوف على التعريف بالخصوصيات المغربية في أوسلو من خلال تقديم صورة إيجابية عن التوهجات الثقافية للوطن الأم، وبجانب ذلك يلازم حزب العمال النرويجي، ويقبل على التعليم العالي في الهندسة الكهربائية الصناعية، متشبثا بكون “الجالية الشابة بالنرويج” مطالبة بمواصلة الأداء الإيجابي الذي أطلقه الرعيل السابق في هذه البلاد.

القانون والكهرباء

ولد محمد كنوف سنة 1992 في الناظور، وفي حي “اولاد ميمون” من المدينة نفسها كانت نشأته، مخالطا أقرانه في هذا التجمع السكاني المشتهر بنشاطه التجاري مستقطب الباحثين عن “سلع مليلية” من مناطق عديدة بالمغرب، وبالحي نفسه دام مساره الدراسي حتى المرحلة الإعدادية.

يقول محمد: “ذكريات جميلة تربطني بالناظور في مرحلة الطفولة، وسط أصدقائي بالحي وأيضا خلال ممارسة كرة القدم ضمن الفئات العمرية المختلفة لنادي الفتح الرياضي الناظوري، كما كنت في وسط يشجع على البذل الدراسي في إعدادية المسيرة وثانوية الناظور الجديد”.

وبعد الحصول على شهادة الباكالوريا، حصل كنوف على دبلوم السلك الأول من دراسة العلوم القانونية في الكلية متعددة التخصصات بالناظور، التابعة إلى جامعة محمد الأول في وجدة، وبالموازاة مع ذلك حرص على نيل تكوين من سنتين في المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية، ليصير حائزا دبلوم تقني متخصص في كهرباء الصيانة الصناعية.

الطريق إلى أوسلو
يذكر محمد كنوف أن التفكير في الهجرة غاب عن ذهنه بعدما كان حريصا، عقب نيل شهادة الباكالوريا، على الجمع بين التعليم العالي في العلوم القانونية، من جهة، ومهارات تقنية تتيح له الاندماج في سوق الشغل، مستقبلا، من خلال الأوراش الصناعية الآخذة في النماء بمجموعة من أرجاء المغرب.

ويعلق الشاب الثلاثيني على تلك الفترة قائلا: “الطفرة جاءت بعد الحصول على فرصة الانتقال إلى بلجيكا سنة 2012، وقد قمت باستغلالها من أجل كسب دبلوم في اللغات عن طريق معهد في جهة بروكسيل، ببلدية ‘أوكل’ تحديدا، كما عملت على الانخراط في بعض الأنشطة المهنية من أجل تدبر أموري في هذه التجربة الأوروبية”.

واكتفى كنوف بسنتين اثنتين فقط من التواجد في مملكة بلجيكا، قبل أن يقرر التحرك صوب منطقة اسكندينافيا بغرض ضبط حياته على إيقاع بديل، وكلل هذا الخيار تعرفه في بروكسيل على امرأة تحمل الجنسية النرويجية، لينخرط في تجربة زواج تراهن على تأسيس نواة أسرية في مدينة أوسلو.

هندسة الكهرباء الصناعية
يشدد محمد كنوف على أن وصوله إلى النرويج، سنة 2017، جعله يقف على مصاعب في الاندماج لم تكن حاضرة بشكل ملحوظ خلال تواجده على الأراضي البلجيكية، إذ كان ملزما بتخطي الوضع من خلال التعرف على الثقافات المحلية، من جهة، وضرورة الخضوع لبرنامج تعليمي يتيح له إتقان التواصل باللغة النرويجية.

ويضيف “ابن الناظور” بهذا الخصوص: “الصعوبة الأكبر تمثلت في عدم وجود الأجواء التي تعرفها بلجيكا من خلال الجالية المغربية المتواجدة هناك بكثرة، وبالتالي أحسست فعلا بطعم الغربة في البداية، لكن الإقبال على ممارسة كرة القدم أتاح لي تشكيل صداقات جديدة مع أشخاص ينشرون الطاقة الإيجابية ويقدمون الدعم والمساندة لمسايرة طموحاتي”.

كما يكشف كنوف أنه استغرق قرابة 3 شهور من أجل تعلم اللغة النرويجية، ليضيفها إلى مهارات حديثه بالفرنسية والإنجليزية والإسبانية، ثم حصل على فرصة عمل في مؤسسة فندقية، لكنه مازال حاملا رهانات دراسية نتيجة توفقه في معادلة الدبلوم التقني الذي حصل عليه في الناظور، وينتظر استيفاء التكوين في هندسة الكهرباء الصناعية.

في حزب العمال
يقبل محمد كنوف على العمل السياسي في أوسلو من خلال التواجد في حزب العمال النرويجي، مستندا في هذا الاختيار إلى ميولات سياسية وجمعوية استشعرها خلال فترة العيش في مدينة الناظور، عبر نشطاء مدنيين بالحي الذي كبر فيه، من ناحية، وكونه يتوفر على عم ينشط سياسيا وحبب إليه الحضور في الأنساق الحزبية، من ناحية أخرى.

ويقول محمد: “حزب العمال يعتبر صاحب تجربة كبيرة في الإمساك بزمام السلطة في النرويج، إذ يرتبط بالتسيير خلال ولايات انتدابية عديدة مضت، والانتماء إليه يشجعني لأن عددا من مسؤوليه في أوسلو قبلوا الاشتغال على مقترح برنامج قدمته للقيام بزيارة إلى الصحراء المغربية، من أجل الوقوف على حقيقة الأوضاع هناك، وإطلاق لقاءات مع سياسيين مغاربة لتقريب وجهات النظر بما يخدم البلدين معا”.

ويستند كنوف إلى رصيد 5 سنوات من النشاط السياسي الحزبي في العاصمة النرويجية، وتحديدا بمنطقة “توين” في أوسلو، ليؤكد أنه يسير صادقا في المنحى الملائم لتوجهاته الإيديولوجية، وأنه يملك رغبة حقيقية في خوض أول تجربة انتخابية في النرويج، بدعم من تنظيمه السياسي، عبر الترشح في الاستحقاقات المحلية القادمة.

الابتعاد عن الهامش
يعتبر محمد كنوف أن السير صوب البصم على مسار ناجح، شخصيا ومهنيا، يحتاج من ذوي الأصول الأجنبية في النرويج، على الخصوص، التوفر على رغبة صريحة في النجاح، أولا، زيادة على العمل بجدية عالية والعمد إلى ضمان الاستمرارية في الأداء حتى تتم صيانة المكتسبات قبل البحث عن تطورات إضافية.

ويؤمن المغربي نفسه، الوافد على أوسلو عبر بروكسيل، بأن المغاربة مختاري الاستقرار على التراب النرويجي لا خيار أمامهم غير الدخول إلى عمق المجتمع في الحيز الجغرافي الذي يحتضنهم، وأي تردد في القيام بذلك لا يمكن أن يجعلهم إلا واقفين على الهامش، بلا أي حظوظ في الاستفادة من الفرص المتيحة لتحسين الأوضاع.

“لدي يقين، أيضا، بأن أفراد الجالية المغربية سفراء للوطن الأم أينما كانوا، وهذا ما يطالب الحاضرين في النرويج بالحرص على تقديم صورة إيجابية عن كل المغاربة، والمساهمة في إرساء التقارب الهوياتي والثقافي مع النرويجيين جميعا حتى يعرفونا بجد”، يختم محمد كنوف.



مسارات مغاربة في اسكندنافيا .. محمد كنوف يتشبث بطموحات عالية في النرويج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العلاقات المغربية النرويجية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» العلاقات المغربية الفرنسية
» العلاقات المغربية الفلبينية
» العلاقات المصرية المغربية
» العلاقات المغربية الكازاخستانية
» العلاقات المغربية البلجيكية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات واحة القصر الكبير  :: ๑۩۞۩๑ المنتدى علاقة المغرب مع دول العالمية ๑۩۞۩๑-
انتقل الى: